كلمة الرئيس في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمجلس النواب
حضر الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمجلس النواب لعام 1990 م.. وفي بداية الجلسة رحب الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس. مجلس النواب بالأخ رئيس مجلس الرئاسة.
ثم ألقى الأخ. الفريق علي عبد الله صالح كلمة قال فيها:
يسعدني أن احضر الدورة الثانية لمجلس النواب والذي يبدأ وأمامه عدد من القضايا ومشروعات القوانين والاتفاقيات التي لأبد للمجلس أن يقف أمامها بمسئولية لينهي بذلك الفوارق الشطرية ولبني الدولة اليمنية الجديدة.
وأكد الأخ الرئيس على أهمية أن يقف المجلس بإيجابية اكثر أمام مشروعات القوانين.
وقال لقد أعدت هذه القوانين من المسئولين قبل إعلان الدولة اليمنية وبشكل عاطفي وربما لم يكن يصدق الذين أعدوها بان الوحدة سوف تتحقق فعلا ولهذا فان على المجلس أن يتفحص القوانين ويتروى أمام كافة مشاريع القوانين.. ولعلكم تعرفون أن معظم أجهزة الدولة حتى ألان لم تقم بواجباتها كما ينبغي سواء في القضاء أو الحكم المحلي أو الضرائب أو الجمارك أو الهجرة أو الخدمة المدنية فما تزال الكثير من القضايا مجمدة وكثير من قضايا المواطنين متراكمة المسئولين بدون حل.
و أضاف الأخ الرئيس أن المهام أمامكم كبيرة ولابد للمجلس أن ينشط ويتابع. باهتمام أجهزة الدولة المختلفة ومؤسساتها وأي فساد مالي أو أدارى أو إرباك اقتصادي أو قضائي تتحملون مسئوليته باعتباركم ممثلي الشعب ومناطة بكم المحاسبة والمراقبة لكافة الأجهزة. وأنا أؤكد على هذا المهام وإنجاز القوانين.
وهناك عدد من الاتفاقيات موضوعة أمامكم ومنها على سبيل المثال اتفاقية الطرقات واتفاقية الغاز التي يخسرنا تأخيرها حوالي 240 مليون دولار نحن في حاجة إليها لمعالجة قضايانا الاقتصادية والتنموية.
و أكد الأخ الرئيس على ضرورة قيام أعضاء مجلس النواب بتمحيص ودراسة القوانين بدقة وليس بأسلوب الاستعجال وعدم التأني إذ لأبد من الوقوف أمام كل قانون بشكل مسئول لتبني المستقبل ونبني اليمن الجديد على أسس قوية ومتطورة .
وقال: نحن لا نريد أن نفصل القوانين على المسئولين.وهدا ما حدث بالفعل تلك القوانين.. إذ فصل بعض المسئولين القوانين على أنفسهم. وأنا أريد أن ينتبه المجلس لذلك وأن يراعى المصلحة العليا للوطن. فانتم ممثلون للشعب وللامة، وعليكم أن تستفيدوا ت الماضي. فالبرلمان هو القدوة وهو المثال الذي تحتذي به أجهزة الدولة. فإذا أنتم وقفتم كممثلين للشعب من حيث المسئولية والالتزام بالقوانين والأنظمة. النموذج الطيب للآخرين .
وأضاف الأخ رئيس مجلس الرئاسة: إننا في مجلس الرئاسة والحكومة معكم وعلى استعداد للتعاون ولا بد للمجلس بجميع أعضائه أن يشكل كملة واحدة منسجمة ومتآلفة وان تعالج القضايا دقيق ويجب أن نترفع وان نكبر بمسئولياتنا مع كبر حدث الوحدة العظيم. فما تحقق كان كبيرا وعظيما بكل المقاييس وهو حدث كبير في هذا القرن قد لا نشعر به نحن في الهيئات القيادية بالقدر الذي يشعر به الآخرون وينظرون له بإعجاب واندهاش.
ولهذا فإن علينا أن نحافظ على هذا المنجز العظيم وان نتجنب كل المنغصات. ادفنوا الماضي وأغلقوا كل ملفاته وافتحوا صفحة جديدة. وهذه القاعة تضم كل التيارات والقوى السياسية ولكنها جميعا تنخرط في حزب الوحدة. فانتم جميعا في المجلس تمثلون حزب الوحدة ولا تمثلون تيارا معينا. أو أن الحزب الاشتراكي اليمني ينفذ سياسة، والمؤتمر الشعبي العام سياسة أخرى.وكلنا ننفذ سياسة واحدة. سياسة يمنية هي سياسة الوحدة.وجميعنا نصب بجهودنا من أجل الحفاظ على الوحدة اليمنية وبناء الدولة اليمنية الجديدة.. وعلى سبيل المثال أنا الآن رئيس دولة رئيس دولة للحزب الاشتراكي وللمؤتمر الشعبي ولكل الأحزاب والتنظيمات على الساحة وليس فقط أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام.ويجب أن اسلم توجيهاتي لكل أجهزة الدولة ولا ينبغي أن يستلم كل واحد توجيهاته من حزب فإذا كنا قد وحدنا الأرض فيجب أن نوحد البشر وأمامنا قواسم مشتركة كثيرة فبرنامج الحكومة هو اكبر قاسم مشترك وقد اقره مجلس النواب وهذه هي سياسة المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي وإذا يجب أن نلتزم وننفذ وتلتزم أجهزة الدولة بتنفيذ تلك السياسة وأتمنى لكم في الختام التوفيق والنجاح .