كلمة الرئيس بقيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز
التقى الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام بمدينة تعز بالاخوة قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز.
وقد ألقى الأخ الرئيس الأمين العام كلمة توجيهية في أعضاء المؤتمر أشار فيها ألي أن هذا اللقاء هو اللقاء الأول مع قواعد المؤتمر في محافظة تعز بعد تحقيق الوحدة اليمنية وبعد إقرار التعددية السياسية التي كفلها الدستور.. واستعرض الأخ الرئيس في كلمته الظروف والمراحل التي نشأ فيها المؤتمر الشعبي حيث أوضح بان المؤتمر جاء باختيار كل القوى السياسية بعد أن جرى حوار واستبيان واستفتاء شعبي على الميثاق الوطني.. وقام المؤتمر كإطار جبهوي سياسي نظم كافة القوى والاتجاهات السياسية.. وقد انخرطت فيه الجماهير طوعيا لانه ملك لكل جماهير الشعب.. مؤكدا بان المؤتمر قد ناضل في الساحة اليمنية منذ أن تم تكوينه وحقق أهدافه السياسية التي استلهمها من تطلعات الجماهير ومن مبادئ الثورة وعقيدتنا الإسلامية والتراث الحضاري لشعبنا وقال أن الفضل فيما تحقق من إنجازات يعود للخالق عز وجل ولجماهير شعبنا وقواه الوطنية الشريفة التي انخرطت في هذا المؤتمر وناضلت من أجل إعادة بناء سد مأرب التاريخي واستخراج النفط وتعزيز الأمن والاستقرار وترسيخ النهج الديمقراطي والبناء التنموي الشامل والإسهام من أجل تحقيق وحدة الوطن.. مؤكدا بان المؤتمر سيظل مواصل لنضالاته على درب تجسيد شعار المشاركة الشعبية على طريق الديمقراطية والتنمية والحفاظ على الوحدة اليمنية.. مشيرا إلى انه يجري حاليا الإعداد للمؤتمر العام الخامس الذي سيرسم للمؤتمر قواعد انطلاقته الجديدة وبما يعزز من دوره على مواكبة المستجدات التي تشهدها الساحة الوطنية في ظل الوحدة..
وقال الأخ الرئيس الأمين العام مخاطبا الاخوة أعضاء المؤتمر.. عليكم أن تكونوا كأعضاء في المؤتمر حسنى السيرة والسلوك وقدوة للآخرين وان تتنافسوا مع الآخرين منافسة شريفة دون اللجوء للعنف والفوضى والأضرار بمصالح المواطنين.. وان تمارسوا العمل السياسي على أساس الاحترام للدستور والتعددية السياسية بعيدا عن الممارسات السلبية التي تعيق عمليات البناء وبعيدا عن تقديم الوعود الكاذبة أو ممارسة الضغوط أو الاضطهاد داخل المؤسسات والأجهزة والمرافق على من يخالفونكم الرأي أو لهم توجهات سياسية مخالفة.. فمثل تلك السلوكيات مرفوضة وغيرا مقبولة وينبغي أن يلتزم الجميع بالنهج الديمقراطي وان تتسع الصدور للجميع دون ضيق وان تكون المنافسة شريفة ومسئولة.. ومن حق كل مواطن يمني أن يأخذ الخيار السياسي الذي يريد فهذا حق كفله الدستور للجميع.. المهم أن يكون التنافس بين الأحزاب والتنظيمات السياسية من أجل الخير ومن اجل اليمن..
مشيرا ألي أن البرنامج السياسي الناجح هو ذلك البرنامج الذي يستوعب هموم الجماهير وآمالها وتطلعاتها ويعبر عنها بصدق ووضوح.. مؤكدا على أهمية أن يضطلع أعضاء المؤتمر الشعبي العام بدورهم ومسئولياتهم في مناقشة برنامج العمل السياسي والنظام الداخلي الجديدين للمؤتمر واثرائهما بالملاحظات والتصورات القيمة التي تجعل المؤتمر قادرا على تجديد نفسه ومواكبة المرحلة بكل تفاعلاتها والتطلعات المرتهنة بها..
موضحا بان من أهداف المؤتمر المحافظة على الوحدة والسعي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الظلم والفساد والرشوة وكل التصرفات التي تضر بالوحدة الوطنية.. وتعزيز القدرة الدفاعية والأمنية لقواتنا المسلحة والأمن والحفاظ على سيادة واستقلال الوطن وإنهاء كل الظواهر السلبية وكل النعرات السلالية والطائفية والتعصبات المناطقية والقروية وغيرها ومن أهدافه أيضا السعي لتحقيق عدالة التنمية على مستوى الوطن اليمني كله مع إعطاء الأولوية للمناطق المحرومة والنائية وعلى ضوء الاحتياجات والخطط والبرامج التنموية المقرة.. مؤكدا بان خير الثورة والوحدة ينبني أن يصل إلى الجميع.. وقال: هذه هي أهداف المؤتمر التي سيناضل من أجل تحقيقها في هذه المرحلة التي تستدعي المزيد من الوعي والتلاحم الوطني وتضافر الجهود وحشدها في مواجهة! كل التحديات المفروضة على مسيرة الوحدة..
واوضح الأخ الرئيس الأمين العام بان العمل السياسي هو قناعة أولا وعلى من يختار الانضمام إلى أي تنظيم سياسي أو حزب سياسي أن يكون مقتنعا أولا ببرامج هذا الحزب والتنظيم وأهدافه حتى يكون عطاؤه اكثر لمصلحة الوطن.. مشيرا إلى أن الجماهير هي المحك الحقيقي لتقييم عطاء أي حزب وانه بانتهاء الفترة الانتقالية ستكون صناديق الاقتراع هي المؤشر لصلاحية ذلك الحزب واقتداره على قيادة الجماهير والتعبير عن أرادتها وتطلعاتها.. مؤكدا بان المؤتمر يرحب بالتعاون مع الأحزاب والتنظيمات السياسية على الساحة الوطنية ويمد لها يدا نظيفة شريفة من أجل بناء اليمن ونهضته وتقدمه.. وقال أن المؤتمر منفتح على الجميع وعلى كافة التجارب القومية والإنسانية وهو يتفاعل مع الإيجابي منها وفي ضوء ما يحقق المصلحة الوطنية العليا لشعبنا ويؤكد الالتزام بخصائصه الوطنية والإسلامية والقومية وتوجهاته الإنسانية..
وحث الأخ الرئيس الأمين العام أعضاء المؤتمر الشعبي العام على التفاعل مع قضايا الناس وتبنيها سواء في المحافظات أو النواحي أو القرى أو الأحياء أو المراكز وان لا يتجنوا على الآخرين وان يكونوا قدوة للآخرين وان يمارسوا النقد والنقد الذاتي على أساس مسئول وبعيدا عن التجريح والأذى وان لا يكون النقد بهدف الإساءة للأخريين بل بهدف الإصلاح ومعالجة الأخطاء.. وقال علينا أن لا تضيق صدورنا بالنقد بل علينا أن نمارس النقد المسئول الذي يبني ولا يهدم..
و أضاف أن المؤتمر الشعبي هو سلوك العطاء والوفاء والممارسات الوطنية المسئولة.. مشيرا إلى أن المؤتمر سيشهد طفرة نوعية هامة في مجال تعزيز بنائه التنظيمي وتطوير هيكليته وادائه السياسي على أسس ديمقراطية قوية وفي ضوء كل الآراء والمقترحات والتصورات التي ساحة ويساهم بها أعضاؤه على مختلف المستويات والأطر القيادية والقاعدية بان المؤتمر يدخل المرحلة الجديدة التي يعيشها شعبنا في ظل وحدته معززا بإنجازاته العظيمة التي حققها منذ إنشائه وحتى ألان ومتسلحا برؤية وطنية عميقة قادرة على النفاذ إلى المستقبل المشرق والمنشود لشعبنا..
وتطرق الأخ الرئيس في كلمته إلى التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة نتيجة أزمة الخليج.. وقدم استعراضا شاملا للازمة والظروف وآفاق الحل موضحا موقف بلادنا منذ بداية الأزمة وحتى ألان وجهودها المتوالية من أجل أيجاد حل سلمي للازمة يجنب المنطقة كارثة الحرب والدمار.. مشيرا ألي أن اليمن من أوائل الدول التي تحركت من اجل احتواء هذه الأزمة وحل الخلافات بين أطرافها وعلى أساس يضمن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.. واستعرض موقف اليمن على الصعيد القومي والدولي أو في إطار عضويتها في مجلس الأمن الدولي.. وقال أن اليمن انطلقت في موقفها من تلك الأزمة من منطلق قومي والحرص على المصلحة العليا للشعب اليمني والأمة العربية بعيدا عن الإذعان للضغوط أو اغراءات المال.. مؤكدا بان اليمن سيظل مع السلام ضد الحرب.. موضحا المخاطر والتهديدات التي تفرضها الحرب والوجود العسكري الأجنبي في المنطقة على أمن بلادنا والأمن القومي العربي.. مؤكدا بان شعبنا سيكون عند مستوى المسئولية في مواجهة كافة التحديات التي تفرضها الأزمة خاصة على الصعيد الاقتصادي حيث كان للازمة انعكاسات كبيرة على الاقتصاد الوطني نتيجة التزام بلادنا بقرار المقاطعة الاقتصادية وعودة اكثر من مليون مغترب نتيجة الأزمة مشيرا إلى انه وبرغم كل ما حدث فان المستقبل واعد بالخير ويبعث على التفاؤل بفضل إرادة شعبنا اليمني وتصميمه على تجاوز التحديات واستنهاض كل طاقاته وكوامن إبداعاته واستقلال خبرات الأرض اليمنية الواعدة بالعطاء والخيرات.