كلمة الرئيس بالقيادة العامة للقوات المسلحة
ألقى الأخ الرئيس / علي عبد الله صالح كلمة توجيهية استعرض فيها الجهود والخطوات الوحدوية الهادفة إلى إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني والدور الذي يجب أن تنهض به القوات المسلحة والأمن في حماية كافة إنجازات المسيرة الوحدوية وكذا دورها في ظل الوحدة.
وقال الأخ / الرئيس القائد الأمين العام يسعدني أن أفتتح هذا الاجتماع وأهنئ الجميع بالعام الجديد عام 1990م والذي سيكون عام الوحدة والتقدم والازدهار .
مؤكداً بأن ما تحقق من نتائج إيجابية على صعيد العمل الوحدوي يمثل مكسباً عظيماً لثورتي سبتمبر وأكتوبر ولجماهير الشعب اليمني التي ظلت ترى الوحدة التجسيد العظيم لانتصاراتها وأهدافها.
وأستعرض الأخ/ الرئيس القائد في كلمته المراحل والأشواط التي قطعتها مسيرة الوحدة اليمنية مشيراً إلى أن طبيعة العمل الوحدوي الآن تختلف عن كل المراحل التي قطعتها سواء من حيث الظروف أو حتى النتائج .
وقال: إن كل الاتفاقيات الوحدوية التي تم التوقيع عليها سواء في القاهرة أو طرابلس أو الكويت أو صنعاء أو عدن أو تعز قد مهدت الطريق لاتفاق عدن التاريخي في الـ30 من نوفمبر والذي انتقل بالوحدة اليمنية إلى آفاق جديدة متقدمة وهيأ المناخات المناسبة لإعادة الالتحام إلى الوطن الذي شطرته الإمامة والاستعمار .
و أوضح الأخ / الرئيس القائد في كلمته أن طريق الوحدة لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود لأن أعداء اليمن وأعداء الوحدة لن يروق لهم أبداً أن يتوحد اليمن لأنهم يريدون له أن يكون مشطراً وضعيفاً وغير قادر على النهوض بدوره الحضاري والقومي والإنساني .
وقال: ولكن بفضل كل الجهود الوطنية والمخلصة في الوطن اليمني استطاعت مسيرة الوحدة أن تصل إلى هذا المستوى المتقدم من الإنجاز في ظل مناخات من الثقة والتفاهم وفي أجواء ديمقراطية وسلمية وحرص مشترك يستهدف مصلحة اليمن أولاً .
وأضاف الأخ / الرئيس أن الوحدة ليست مجرد قرار سياسي أو مزاجي لقيادة الشطرين بل هو ترجمة لإرادة الجماهير اليمنية وتلبية لطموحاتها وتطلعاتها وتجسيد لنضالها في سبيل التحرر من حكم الأئمة في الشمال والاستعمار في الجنوب حيث ناضل الشعب اليمني في شماله وجنوبه جنباً إلى جنب من أجل أن يحقق لنفسه الحرية والاستقلال والعزة والتقدم .
وأكد الأخ الرئيس القائد بأن المناخات الآن مواتية تماماً لتجسيد هذا الهدف الاستراتيجي العظيم للثورة اليمنية في واقع الإنجاز الفعلي وأن ما تشهده الساحة اليمنية الآن من تفاعلات وطنية صادقة في إطار ترجمة اتفاق عدن التاريخي والانطلاقة الجادة لإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني على أسس سلمية وراسخة .
دعا الأخ الرئيس القائد الأمين العام كافة أبناء الشعب اليمني وفي الطليعة أفراد القوات المسلحة والأمن على امتداد الوطن اليمني الواحد إلى التحلي بمزيد من اليقظة والوعي والحرص في مواجهة أعداء الوحدة وكل من يشككون في نهجها الوطني الصادق .
وقال: إن القوات المسلحة والأمن هي رمز الوحدة الوطنية وقوة الشعب والوطن كله وهي وكما انتصرت لمسيرة الثورة اليمنية سوف تنتصر للوحدة اليمنية .
وعلى أبناء هذه المؤسسة الوطنية أن يتحملوا مسؤولياتهم بروح الوطنية الثورية والالتزام الصادق لمبادئ الثورة اليمنية والانتماء لليمن الواحد.. وأن يعمل الجميع بروح الفريق الواحد من أجل مصلحة اليمن كله .
وأوضح الأخ / الرئيس القائد بأن الثورة هي ثورة العطاء والتجديد وهي مستمرة لترجمة أهدافها في كافة مجالات البناء التنموي والديمقراطي والإداري والاجتماعي وغيرها من المجالات .
وأشاد الأخ الرئيس القائد بما تحقق من نتائج على صعيد تحقيق التقارب والتنسيق والتكامل بين القوات المسلحة والأمن في الشطرين وعلى طريق الدمج وقيام جيش اليمن الموحد.
مؤكداً بأن القوات المسلحة اليمنية سوف يتعزز اقتدارها في ظل دولة الوحدة وستظل وفية ومخلصة لواجباتها الوطنية الهادفة المنطلقة من أهداف الثورة اليمنية ومبادئ دستور دولة الوحدة ومن التوجهات الوطنية الهادفة النهوض بالوطن اليمني وتحقيق العزة والاستقرار والتقدم والازدهار له .
وتناول الأخ الرئيس القائد الدور والمسؤوليات التي ينبغي للقوات المسلحة والأمن أن تنهض بها لمواكبة المستجدات الوحدوية ولتعزيز كل الخطوات الهادفة إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .
وقال ربما أن هناك الكثير من التساؤلات تطرح الآن حول موقع مهام القوات المسلحة والأمن في ظل الحديث عن قرار التعددية في ظل الوحدة وما ينبغي أن نؤكد عليه هنا أن التعددية الحزبية في ظل دولة الوحدة لن تكون بمثابة الباب المخلوع بل ستؤطر بقوانين وفي ظل وجود ضوابط وميثاق وطني يؤكد على مبادئ الولاء للشعب والوطن والثورة ويجنب الوطن الانزلاق إلى أية مخاطر أو صراعات بين الأحزاب .
وأكد الأخ الرئيس القائد في كلمته على أهمية حماية مؤسسة الجيش من الانتماءات الحزبية وقال ينبغي على القوات المسلحة أن لا تكون تابعة لأي حزب فهي ملك الشعب كله ودورها حماية الشعب والثورة ومنجزاتها والحفاظ على أمن الوطن واستقلاله.. وسيادته والحفاظ على المؤسسات الشرعية والدستورية في البلاد وهي التجسيد الحقيقي للوحدة الوطنية في إطار اليمن الواحد.