كلمة الرئيس بالقيادات الإعلامية بمختلف محافظات الجمهورية
التقى الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة بالاخوة القيادات في الأجهزة الإعلامية في مختلف محافظات الجمهورية حيث ألقى فيهم الأخ الرئيس كلمة توجيهيه تناولت القضايا الوطنية والمستجدات على الساحة العربية وعلى وجه الخصوص الأوضاع في منطقة الخليج العربي. وقال: لقد كان بودي أن التقي بكم في وقت مبكر للتحدث معكم عن الدور الذي تضطلعون به في هذه المرحلة الهامة من تاريخ شعبنا وأمتنا العربية ولتعكسوا الصورة الحميدة التي تحققت بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية وما هو الدور الذي تنهض به أجهزة الإعلام لإنهاء موروثات التشطير وتعميق الروح الوطنية والحفاظ على مسيرة الوحدة اليمنية هذا العمل الجبار والعظيم الذي تحقق في هذا الظرف الذي يمر فيه الوطن العربي بمرحلة خطرة تهدد الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة بل في العالم.
وأضاف الأخ الرئيس أن الوحدة قد تحققت ولكن المهم الآن أن نحافظ عليها وان ننهي سلبيات الماضي وكل موروثات التشطير الذي ورثناه من الإمامة والاستعمار وأمامنا الآن مسئولية وطنية كبيرة أن نحارب كل الظواهر السلبية داخل المجتمع.. وان نجابه أعداء الوحدة الذين لا يريدون لها النجاح والاستمرار.. فالوحدة التي تحققت بإرادة كل اليمنيين تحاط من أعدائها بمخاطر ومؤامرات خبيثة وعلينا أن نتحمل مسئولياتنا لمجابهة هذا التآمر الذي سيأتينا بعدة طرق ملتوية. والتآمر لن يأتي من قوى رجعية فقط بل أيضا من قوى تدعى التقدمية ومن المؤسف أن أمراض الانفصالية والمناطقية والسلالية والتشطير لا تزال موجودة لدى البعض والآن كيف نتحمل جميعا مسئوليتنا لمحاربتها.
وأشار الأخ الرئيس بأن هناك من يتحدث عن الوحدة والوطنية بإسهاب ولكنه في النهاية ينطلق في حديثه من ذاتية أنانية ويتساءل البعض عن موقعه والامتيازات التي سيحصل عليها وإذا لم يحقق له فانه يبدأ بفرز سمومه ضد الوحدة وكل ما يرتبط بها من إجراءات.
وقال أن الإعلام يقوم بدور وطني كبير في معالجة تلك الظواهر وعليه أن يترفع على الذاتية وان ينطلق من خلال رؤية وطنية شاملة.. وليست رؤية ذاتية أو مناطقية وعلى الإعلامي أن يكون وطنيا سبتمبر يا أكتوبر يا مسلما محافظا على القيم والأخلاق وحسن السيرة والسلوك ليكون قدوة للمجتمع وللآخرين وبحيث يكون قادرا على معالجة الاعوجاج في المؤسسات الأخرى ولهذا فان على جهاز الإعلام أن يقيم نفسه وان يصلح اعوجاجه إذا وجد ليعكس الصورة المشرقة ويتصدى للسلبيات التي تعترض بناء الدولة اليمنية الحديثة فإذا تم ذلك فان المؤسسات الأخرى ستعكس السلوك الحسن آما إذا بدأت المهاترات في نطاق الأجهزة الإعلامية فان ذلك سيعكس نفسه على بقية المؤسسات.. وقال الأخ الرئيس إننا لا ننكر بان هناك بعض السلبيات رافقت بناء الدولة سواء في تشكيلاتنا القيادية أو المؤسسات ولكن الظروف فرضت علينا ذلك لأننا كنا في سباق مع الزمن والمفروض أن المقياس الحقيقي لذلك هو الكفاءة والإخلاص والإنتاج وأي مخلص ووطني ومنتج هو الذي يكون ولكن ظروف التشطير تفرض عليا.
وأضاف إننا نأمل من إخواننا في المؤسسات الإعلامية أن يقوموا بدورهم الوطني والإيجابي لإنهاء كل الظواهر وان يمارسوا مهامهم بإبداع وإخلاص وإحساس وطني صادق بهذا المنجز العظيم الذي يتطلب منا جميعا أن نشعر بمسئولياتنا ونعمل على توعية جماهير شعبا لأنها هي السند والقوة وهي السلاح الفعال الذي سيحمي هذا المنجز التاريخي العظيم.
وقال أننا في حاجة في هذه المرحلة وفي خصم هذه الأحداث إلى رص الصفوف وان نكون جبهة واحدة لمواجهة كل مأمن شأنه أن يمس أمن واستقلال وطننا والأمن القومي العربي. فنحن جزء لا يتجزأ من أمن وسلامة أشقائنا.ونحن ملتزمون الوقوف إلى جانب أشقائنا في كل الظروف والأحوال لأن اليمن هو يمن المواقف الثابتة المبدئية ومستعدون للدفاع عن كل الأهداف التي رسمناها لانفسنا وتطرق الأخ الرئيس إلى الأحداث الجارية في المنطقة العربية موضحا بان بلادنا مع إيجاد الحل المناسب لهذه الأزمة وفي الإطار العربي وبعيدا عن التدخلات.. وقال لقد وقفا ضد قرار ضم العراق للكويت لكننا في نفس الوقت نحن ضد تصعيد الموقف وتعريض الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة للخطر نحن مع إيجاد الحل المناسب للمشكلة..
وأكد الأخ الرئيس بأن التآمر على العراق هو تآمر على الأمة العربية وعلى ثرواتها ومصالحها لأن الهدف من هذه الأساطيل والحشود العسكرية الكثيفة في المنطقة هو ضرب التوجه القومي للعراق والسيطرة على الثروة العربية موضحا بأن اليمن قد بذلت كل الجهود وما تزال تقوم بتحركاتها السياسية وعلى كل الأصعدة الإقليمية والعربية والدولية من أجل البحث عن حل لهذه الأزمة.وقال إننا نعتقد بان الحل ممكن وليس هناك صعوبة في حل المشكلة بين العراق والكويت ولكن المشكلة هي في وجود لعبة دولية وهناك تآمر خطير على المنطقة.
موضحا بان هناك تشويها لدور اليمن وتجاهلا مقصودا لتحركات قيادتها من أجل إيجاد حل سلمي للمشكلة واحتواء الأزمة وقال أن اليمن ليست له مطامع لدى أحد ولا يمارس الابتزاز ضد أحد فى مواقفه. وأضاف أننا لسنا طرفا في المشكلة ولكن المطلوب منا اليقظة للحفاظ على كياننا واستقلالنا وعروبتنا وعقيدتنا ومكاسبنا وحث الأجهزة الإعلامية على القيام بواجباتها لتوضيح الحقائق بمسئولية بعيدا عن التجريح أو استخدام الألفاظ القبيحة كما هو الحال في بعض الأجهزة الإعلامية العربية التي تتناول القضايا والخلافات بأسلوب لا يليق بتاريخ العرب ولا تقاليدهم..
وأكد الأخ الرئيس بان شعبنا اليمني قادر على شد الأحزمة ومواجهة أية أزمة اقتصادية بجلد وصبر وبالاعتماد على الذات وعلى خيرات الأرض واستغلال كل الموارد المتاحة دون حاجة إلى الاعتماد على الاستهلاك الترفي مشيرا إلى انه لا يجد مبررا لهذا الفزع الذي أصاب البعض في تكديس المواد الغذائية حيث كل شئ متوفر وهناك وفرة في المواد الغذائية وهناك اعتمادات متوفرة لتلبية احتياجات البلاد منها وعلى المدى الطويل..
وأختتم الأخ الرئيس كلمته بقوله إننا نعيش في اليمن في اجمل الأيام فالقيادة واحدة والمؤسسات واحدة وهذه نعمة من الله ينبغي لنا أن نحافظ عليها وان نحافظ على هذا المنجز العظيم
وعلينا أن نتساعد جميعا لنبني وطننا ونحقق لشعبنا كل ما يتطلع إليه من تقدم وازدهار.