كلمة الرئيس بالمغتربين اليمنيين في غرب الولايات المتحدة الأمريكية
التقى الأخ الرئيس / علي عبد الله صالح بالأخوة المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة وألقى فيهم كلمة توجيهية قال فيها أحييكم أيها الاخوة والأباء والأبناء والأخوات بتحية الثورة والجمهورية تحية الوحدة والديمقراطية ويسعدني أن التقي بكم هنا لأطلعكم على ما شهده الوطن اليمني من تطورات وخطوات وحدوية متقدمة وهامة منذ التوقيع على اتفاق عدن التاريخي في الـ30 من نوفمبر 1989م، لإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني والتي ستعيد لليمن وجهه الحضاري وتاريخه المجيد وستعزز من دوره الوطني والقومي والحضاري .
مشيراً إلى أن شعبنا قد عانى في ظل حالة التشطير الكثير من المتاعب والصراعات السياسية والعسكرية والتي أدت إلى سقوط دماء بين أبناء الشعب الواحد وكان لا بد لأي مسئول وطني أن لا يسمح بسفك المزيد من إراقة الدماء الطاهرة فوق أرض الحضارة والمجد أرض اليمن الطاهرة .
وقال: إننا بحمد الله وفي ظل الزخم الجماهيري خطونا في الـ30 من نوفمبر الماضي خطوة أيدتها وباركتها جماهير الشعب اليمني في الوطن اليمني وباركها كل الأشقاء العرب والمسلمين لأنها وحدة بين شعب واحد ولم لشمل الأسرة اليمنية الواحدة ولأنها لصالح خير وسلام المنطقة فهي لا تشكل خطراً على أحد أو موجهة ضد أحد ولكنها من أجل ترتيب البيت اليمني من أجل معالجة الهموم الاجتماعية والاقتصادية وغيرها وتحقيق تطلعات الجماهير اليمنية في بناء يمن واحد مزدهر .
مؤكداً بأن الوحدة اليمنية قرار يخص اليمنيين وحدهم وأن العمل من أجلها لا يحتاج إلى استئذان وكان الأخ الرئيس القائد الأمين العام قد التقى بالاخوة رئيس، وأعضاء الهيئة الإدارية بفرع الاتحاد العام للمغتربين في غرب الولايات المتحدة الأمريكية واستمع منهم إلى ما يواجهه المغتربون من هموم .
وقال: إنني أعتبر هذه الزيارة لكم ضمن الزيارات الميدانية التي أقوم بها لمحافظات الجمهورية والتي تتيح لي تلمس هموم المواطنين وتطلعاتهم والإطلاع على أحوالهم مؤكداًًَ بأن المغترب اليمني يحتل مكانة كبيرة من التقدير والاحترام والحب في قلب كل مسؤول .
وقال الأخ الرئيس القائد أن الهموم واحدة ومشتركة وأنا أعرف ما يعانيه المغترب اليمني والطالب اليمني في الخارج ولكن يجب على الجميع أن يقدروا الظروف وأن لا يتعاملوا مع الوطن من خلال ما يشاهدونه في مهاجرهم التي ربما قطعت شوطاً كبيراً في التقدم والتكنولوجيا وترسيخ القانون واحترامه .
وأضاف أن هذه المنجزات العظيمة التي تشاهدونها في الولايات المتحدة لم تكن وليدة عام أو عامين أو حتى هي بعمر ثورتنا ولكن هي محصلة كثير من سنين من البناء الحضاري وأنا على يقين أن كل مغترب سيقدر تقديراً عالياً ما أنجزته الثورة التي ورثت وضعاً متخلفاً وتركه ثقيلة وصعبة .
لقد بدأ البناء في بلادنا من دون نقطة الصفر حيث لم تكن هناك أي وسيلة من وسائل الحياة فلا كهرباء ولا طرقات أو صحة أو تعليم وكان طبيعياً أن يتجه الآلاف من أبناء شعبنا إلى خارج حدود الوطن طلباً للرزق وسعياً إليه هرباً من الظلم والاستبداد والعزلة التي فرضها الحكم الامامي المستبد .
و أشاد الأخ الرئيس القائد بدور المغترب وقال: أنه يجسد دوماً العطاء الوطني في أبدع حالاته ويعبر عن الأصالة الوطنية والثورية والارتباط الصادق بالوطن وبمسيرته الثورية الظافرة .
و قال الأخ الرئيس.. أنا أعرف جيداً أن هناك بعض القصور والروتين في أجهزتنا الحكومية التي يعاني منها المغترب سواء في الجمارك أو العدل أو غيرها من الجهات وفي تصوري أن أي مواطن واعي لا يلوم به إلا التخلف الذي ورثته الثورة اليمنية .
لقد كان عدد المتعلمين لدينا بالعشرات وأصبح الآن يصل عدد الطلاب في مختلف المدارس والمعاهد الفنية والكليات أكثر من مليون وسبعمائة ألف طالب وطالبة وهذا في حد ذاته منجز كبير من منجزات الثورة اليمنية لم يأت من فراغ ولكنه ثمرة للكفاح المستمر والتضحيات الجسيمة للمناضلين والشهداء الأبرار ولم يخلف لنا العهد الامامي البائد سوى الدجل والتفرقة العنصرية والزج بالشعب في صراعات وتناحر وهذا ما ورثت الثورة التي عملت من أجل إرساء دولة النظام والقانون والعمل على تعميق الوعي الوطني والوحدة الوطنية وتجاوز كل حالات الشللية والمناطقية والطائفية والتفرقة .
وأشار الأخ الرئيس القائد إلى أنه قد أصدر توجيهاته للجهات المختصة لتذليل كل الصعاب أمام الاخوة المغتربين وأنه سوف يتم العمل والتفاهم مع الاخوة في قيادة الشطر الجنوبي على اتخاذ كل ما من شأنه الاهتمام بالمغتربين اليمنيين ورعايتهم خلال الفترة الإجرائية وحتى قيام دولة الوحدة اليمنية في عام 1990م، طبقاًَ لما جاء في اتفاق عدن التاريخي ..موضحاً أنه ربما تتخذ خطوة أكثر تقدماً باتجاه ترجمة ذلك الهدف العظيم وتجسيده قبل الموعد المحدد مؤكداً بأن اتفاق عدن لا تراجع عنه أبداً وإن أيا كان في الشمال أو الجنوب لا يستطيع الوقوف أمام تيار الوحدة لأنها المطلب الجماهيري الملح والثمرة العظيمة للنضال الوطني والانتصار المتألق لثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر .
وقال: نحن متأكدون تماماً أن الوحدة آتية لا ريب فيها ولا مجال لأي تراجع عن تجسيد هذا الهدف الاستراتيجي العظيم .
وتناول الأخ الرئيس القائد الأمين العام القضايا التي تحدث عنها المغتربون موضحاً أنه سوف يدفع باتجاه تنشيط دور الاتحاد العام للمغتربين لخدمة أبناء الوطن في مهاجرهم موضحاً بأنه سوف يقوم بتكليف الأمين العام للاتحاد ووكيل وزارة التربية والتعليم وعدد من المسئولين الاقتصاديين والجهات المختصة كالجوازات والأحوال الشخصية بالقيام بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية والالتقاء مع الأخوة المغتربين للتعرف على مشاكلهم والعمل على حلها كما أوضح بأنه سيتم توفير المدرسين والكتب المدرسية من أجل ربط أبناء المغتربين بوطنهم وتحصينهم بالعلوم والمعارف المرتبطة بالبيئة اليمنية وخصائصها المتميزة .
و أعلن الأخ الرئيس القائد بأن الأشهر القليلة القادمة سوف تشهد توسعة للمؤتمر الشعبي العام مشيراً إلى أنه ستشكل دوائر انتخابية للمغتربين لاختيار ممثليهم في المؤتمر الشعبي العام وبحيث يكون لكل 250 شخصاً ممثل عضو في المؤتمر يؤمن بالميثاق الوطني وبمبادئ الثورة وبالولاء الوطني وبرنامج المؤتمر الشعبي العام .
موضحاً بأن دستور دولة الوحدة قد أقر التعددية الحزبية والسياسية في ظل الضوابط التي تضمن الممارسة المسئولة لها وبحيث لا تتحول الممارسة إلى أضرار يحلق بالوطن ويهدد وحدة الشعب مؤكداً بأن ما يحتاجه الشعب اليوم هو العمل والإنجاز وليس الشعارات البراقة التي لا تؤكل الشعوب خبزاً ولا تمنحها أماناً ولا تحقق لها تقدماً موضحاً بأن العصر الذي نعيشه هو عصر الديمقراطيات والحرية والوحدة والإنجاز عصر السلام والأمن والاستقرار .
وأشار الأخ الرئيس القائد إلى أن الوطن يرحب بكل أبنائه المغتربين وباستثماراتهم فيه مؤكداً بأن المغترب سيحصل على كافة التسهيلات لاستثماراته داخل الوطن موضحاً بأن قانون الاستثمار الجديد يكفل للجميع امتيازات جيدة ويمتلك المرونة الكافية لإيجاد مناخات استثمارية أفضل في البلاد وفي إطار تحقيق المصالح المشتركة وفي ظل الضوابط التي لا تؤدي إلى التفريط في السيادة أو إلحاق الضرر بمصالح البلاد .
وحث الأخ الرئيس القائد في ختام الاخوة المغتربين على الاهتمام بأبنائهم وتربيتهم التربية الحسنة على أساس تعميق الولاء والانتماء الوطني في نفوسهم وتحفيزهم على اكتساب الخبرات والمعارف العلمية المتقدمة التي تهياهم للمشاركة الفعالة في بناء وطنهم وتعزيز مسيرة نهضته وتقدمه .