كلمة الرئيس بأفراد معسكر الحرية بالبيضاء
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن سعداء بزيارة هذا المعسكر والالتقاء بكم وشعبنا اليمني يشهد خطوات وحدوية هامة.. فالوحدة اليمنية فيها العزة والكرامة لشعبنا ..وإنهاء الأوضاع السابقة والتوتر.. واكبر دليل على جدية العمل الوحدوي هو سحب القوات من مواقع الأطراف وإعادتها إلى الثكنات لإعادة تدريبها وإعدادها على أسس سليمة تواكب تطورات العصر والمستجدات على الساحة اليمنية .
وخاطبهم الأخ الرئيس القائد قائلاً: أحيي فيكم الدور البطولي الذي قمتم وتقومون به انتصاراً للثورة ودفاعاً عن مبادئ الحق وعن الاستقلال والسيادة والمبادئ السبتمبرية التي ناضل من أجلها شعبنا طويلاً وقدم في سبيلها أغلى التضحيات .
و أوضح الأخ الرئيس القائد أن العمل الوحدوي الآن يختلف عن المراحل السابقة التي كانت قائمة في الماضي بين قيادتي الشطرين وفي ضوء هذه المتغيرات أصبح العمل الوحدوي جاداً وصادقاً وأكبر دليل على ذلك هو تنقل المواطنين بين محافظات الجمهورية اليمنية.. وهذه قد ساعدت كثيراً على إزالة التوتر وخلق المعرفة وتعميق الثقة بين مواطني الجمهورية اليمنية.. فنحن شعب واحد ومن عائلة واحدة شطرها الاستعمار والأئمة اللذين مزقاً وحدة شعبنا وكرسا التشطير في واقعة وإننا نؤكد لكم بأن لدينا كل الجدية والصدق وفي نفس الوقت الذي نلمس فيه نفس الجدية والحماس والصدق لدى الاخوة المسئولين في جنوب الوطن.. فشعبنا اليمني موحد بطبعه.. وتاريخه.. موحد العقيدة والمبادئ وليس هناك أي تباين بين الجماهير .
و إذا كان قد وجد التباين في الماضي فإنه كان بين سلطتي الشطرين التي تتحمل اليوم مسئوليتها التاريخية لتحقق حلم الجماهير اليمنية.. بإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني الهدف الاستراتيجي للثورة اليمنية.. إن جميع أبناء الشعب في شمال الوطن وجنوبه متلهفين اليوم لإعادة تحقيق وحدة وطنهم اليمن لأنها تعني لم شمل العائلة اليمنية الواحدة.. وسبيل للقاء الأب بابنه والأخ بأخيه .
ونحن نتطلع دوماً إلى إزالة كل الحواجز وتسريع الخطى الوحدوية وصولاً إلى اليوم المنشود .
وقال: وهناك اليوم فروق كبيرة بين ما كان يجري في الوطن اليمني وما يجري الآن حيث زال شبح التوتر بين الشطرين وتعمقت الثقة وتأكد الحرص المشترك على تجسيد هدف الثورة اليمنية في الوحدة التي لا رجعة فيها ولا بديل عنها .
وأضاف الأخ الرئيس القائد الأمين العام قائلاً: إن القوات المسلحة اليوم تشكل مؤسسة وطنية يمنية واحدة.. ولم يعد هناك مجال لأي توتر أو حقد أو مناورات أو تكتيكات ضد بعضنا البعض.. فنحن شعب واحد طموحنا واحد وهدفنا ومصيرنا واحد.. ونؤكد بأن بناء القوات المسلحة اليمنية وقيام الدولة اليمنية الواحدة ليس موجهاً ضد أحد ولا يستهدف أمن أي جهة بل هو تجسيد لإرادة اليمنيين وتطلعهم في إعادة ترتيب البيت اليمني مع إدراكنا أن أعداء الثورة يحاولون اليوم التشكيك في العمل الوحدوي ويندسون عبر مداخل ضعيفة وتحت مبررات واهية.. فبعض القوى المدفوعة والتي لا زالت غارقة في مستنقع العمالة والارتباط بأعداء الثورة تحاول التشكيك في العمل الوحدوي وفي مشروع دستور دولة الوحدة الذي ينطلق من مبادئ الإسلام وأهداف الثورة اليمنية.. وهذه القوى بمحاولتها التشكيك في مشروع دستور دولة الوحدة تحت مبررات واهية وغير منطقية إنما هي في حقيقة الأمر تشكك في مبادئ الثورة اليمنية التي ناضل من أجلها شعبنا اليمني وقدم في سبيلها أغلى التضحيات وهي المبادئ النبيلة المنطلقة من عقيدة الشعب الإسلامية .
وقال: إن هذه القوى المعادية للعمل الوحدوي تدرك جيداً أنها لا تستطيع أن تجاهر بعدائها للوحدة لأن الوحدة هي إرادة الشعب وثمرة عظيمة لنضاله وتضحياته وسوف يتصدى الشعب لهذه القوى بكل حزم ولن يغفر لها أبداً معاداتها للوحدة.. ومع ذلك فإنها تحاول عرقلة مسيرة الوحدة بأساليب غير مباشرة من خلال التذرع بالأعذار الواهية.. وإنني أدعو كل ضباط وصف وجنود قواتنا المسلحة والأمن الأبطال الذين يهمهم أمن وسلامة واستقرار الوطن أن يتصدوا لكل هذه المحاولات الرجعية والخيانية وأن يتحملوا مسئولياتهم في حماية الوحدة لأن في الوحدة عزتنا وكرامتنا، وقد آن لوطننا اليمني الواحد أن يعيش مناخات الاستقرار والأمن والسلام وأن توجه كل فوهات مدافعنا وأسلحتنا نحو كل من يحاول أن يمس من كرامتنا أياً كان .
وأضاف الأخ الرئيس القائد الأمين العام قائلاً: إننا سنظل نمد يد السلام والحب والخير لكل من يمد إلينا يد الخير والسلام والحب ونحن لا نستهدف بوحدتنا الاعتداء على أحد أو تشكيل خطر على أحد.. نحن لدينا هموم اقتصادية واجتماعية وثقافية فشعبنا حرم طويلاً من التعليم ومن الخدمات ومن مختلف وسائل الحياة.. نحن لن نكون عدوانيين ولكننا سنصد أي عدوان يحاول المساس بسيادتنا واستقلالنا الوطني.. وقال: أملي كبير بأن الاخوة الضباط والصف والجنود على مستوى المسئولية والشجاعة وأن لا ينخدعوا بأية دعايات مظللة أو إرجافات أو أكاذيب فلقد قامت ثورتنا على الحق وانتصرت على الباطل وها هي الوحدة ترتكز على مبادئ الحق وستتحقق مهما كلفنا ذلك من ثمن أو تضحية.. إننا لم نقدم على قرار إعادة الوحدة إلا ونحن عازمون على تحقيق هذا الهدف ولو كلفنا التضحية بأرواحنا .
ختاماً أكرر شكري لكل جندي وصف وضابط في القوات المسلحة وأتمنى لكم التوفيق والنجاح والمزيد من الوعي واليقظة وتلقي العلوم العسكرية الحديثة التي تتواكب مع كل التطورات .