كلمة الأخ رئيس الجمهورية لصحيفة (الثورة ) بمناسبة الذكرى الثالثة ليوم الانتصار العظيم ومرور 16 عاما على توليه قيادة مسيرة الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
اولاً أهنئ كل ابناء شعبنا على امتداد ساحة الوطن وخارجه بهاتين المناسبتين، واعبر عن جزيل الشكر وعمق التقدير لكل ابناء شعبنا العظيم على ما اولوني اياه من ثقة وتقدير ووفاء وابادلهم نفس المشاعر الطيبة الصادقة من الوفاء والتقدير، واحمد الله عز وجل كثيراً على عونه وتوفيقه لنا جميعاً للعمل على كل ما من شانه نيل رضى الخالق الكريم وخدمة الوطن العزيز وان نكون دوما عند حُسن ظن جماهير الشعب التي كانت دوماً السند الواقي الداعم كل خطوة خطوناها نحو ما نصبو اليه جميعا لوطننا من تقدم وازدهار.
وما من شك ان الانجازات التي تحققت على مدى الـ19عاماً الماضية كثيرة ويصعب تناولها في هذه المساحة ولكن ذلك متروك لابناء شعبنا اولاً ولكل متابع منصف.. كما ان باستطاعة الجهات المعنية في الدولة والمجتمع ان تتحدث عن تلك الانجازات بالتفصيل وبالارقام سواءً على الصعيد السياسي او الديمقراطي او التنموي او على صعيد الاستقرار وبناء الدولة والصعيد الخارجي.
لكن ما اعتز به شخصياً ويتعتز به كل ابناء شعبنا وامتنا هو اعادة تحقيق وحدة الوطن والدفاع عنها وصيانتها من كل المخاطر والتحديات والمؤامرات والمراهنات الخاسرة لقوى الردة والانفصال التي حاولت النيل من هذا المنجز الوطني القومي التاريخي الذي هو مكسب ليس لليمن فحسب بل كل ابناء امتنا العربية والاسلامية.. بالاضافة الى ما تحقق لبلادنا من ديقراطية وتعددية سياسية وحرية صحافة واحترام حقوق الانسان، والتي باتت اليوم حقائق ملموسة في واقع اليمن الجديد يعتز بها كل ابناء الوطن اينما كانوا حيث ان العصر هو عصر الحريات والديمقراطية واحترام حقوق الانسان.
كما ان من المنجزات التي اعتز بها وتعتز بها الثورة اليمنية الواحدة 26 سبتمبر و14 اكتوبر تتمثل في تحقيق الوحدة اليمنية واعادة بناء سد مارب التاريخي العظيم وبتمويل مشكور من اخي العزيز سمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وفي هذا الاطار ايضا تم انجاز عدد من السدود والحواجز المائية الاستراتيجية في العديد من المناطق والاودية في وطننا سواء في وادي مور او سردود او زبيد او سهام او رماع او شاحك او تبن ودلتا ابين او صعدة او لحج او وادي حجر في حضرموت وغيرها من المناطق في الجمهورية في الطار الجهود المبذولة للحفاظ على الثروة المائية وتحقيق التنمية الزراعية الشاملة التي استطاعت بلادنا خلال الفترة الماضية ان تقطع شوطاً جيداً وان تحرز نجاحات ملموسة فيها، استطعنا بحمد الله وتعاون كل المخلصين من ابناء شعبنا ان نحقق اكتفاء ذاتيًا في انتاج الخضروات والفواكة وبفائض كبير وجودة طيبة حيث تبذل الجهود حالياً من اجل ايجاد الاسواق الخارجية لها حتى ترفد عائداتها الاقتصاد الوطني، ويتم التوسع في الانتاج الزراعي ليشمل مساحات ومحاصيل جديدة وهذا طموح سنبذل كل الجهود من اجل تحقيقه في اقرب وقت ان شاء الله.
كما ان من المكاسب الهامة التي نرى بانها تحققت ويعتز بها الجميع في وطننا لما بها من مردودات ايجابية على مسيرة البناء الوطني والتنمية هو استخراج النفط والغاز واستغلال عائداتها لصالح بناء المزيد من الهياكل الاساسية للتنمية، واستطاعت بلادنا والحمد لله وخلال فترة الـ19عاماً الماضية ان تنجز الكثير على هذا الصعيد سواءً بانشاء شبكة الاتصالات الحديثة او الطرقات المسفلتة او المعبدة التي ربطت اجزاء الوطن بعضه البعض، وانهت الكثير من العزلة المورثة من العهود الماضية كما اننا سعداء بما شهده الوطن من نهضة تعليمية سواءً في مجال التعليم العام او الجامعي او التعليم الفني والمهني والذي ينتشر اليوم على امتداد مساحة الجمهورية اليمنية وخلق جيلاً يمنياً واعياً ومؤهلاً ليسهم اليوم بفعالية وكفاءة في مسيرة بناء الوطن.
وما من شك فان ما تحقق على صعيد ترسيخ الامن والاستقرار وبناء القوات المسلحة والامن من تحديث ومستوى عالٍ من الاعداد والتأهيل والتجهيز القتالي والامني على اسس وطنية وعلمية تستهدف تعزيز القدرة الدفاعية والكفاءات الامنية لهذا المؤسسة الوطنية الكبرى يبعث على الاعتزاز لدى الجميع، وسنعمل باذن الله على مواصلة بذل الجهود من اجل الوصول على مايترجم كل الغايات الوطنية في المنعة والتقدم والنهضة.
كما اننا نشعر بارتياح ازاء ما تحقق على صعيد تطوير علاقات اليمن وتعاونها مع اشقائها واصدقائها على اساس الاحترام والمتبادل والتعاون الايجابي والمصالح المشتركة وتعزيز دول اليمن لخدمة قضايا امتها وانتصارها لقضايا الحق والعدل والسلام في العالم.
وان ما يفخر به الجميع في الوطن بهذا الصدد هو انهاء مشكلة الحدود اليمنية – العمانية والتوصل الى اتفاق نهائي مرضٍ للجانبين ومثل نموذجاً يستحق الاقتداء به لحل مشاكل الحدود بين الاشقاء والجيران، وهو ماننتهجه حالياً من اجل ايجاد حل مماثل لمشكلة الحدود مع اشقائنا وجيراننا في المملكة العربية السعودية، وان شاء الله نصل الى مانتطلع اليه جميعاً ويحقق الخير لشعبينا الشقيقين والاستقرار والامن والسلام لمنطقتنا.
ان الشكر والثناء نوجهه الى الله سبحانه وتعالى اولاً الذي بفضله تحقق كل ذلك، والتقدير لكل ابناء شعبنا المناضل الكريم وقيادته الوطنية المخلصة التي اعطت الوطن بسخاء ونكران ذات والذين لولا مساندتهم وتفاعلهم الصادق والايجابي مع كل ما بذلناه من جهود لما وصلنا الى ما وصلنا اليه.
وما من شك فان امامنا الكثير لانجازه حيث الطموحات والتطلعات كثيرة، ونحن نثق في قدرة شعبنا وعطاء كل المخلصين لمواصلة الخُطى بنفس العزيمة والاصرار والتحدي للانطلاق نحو رحاب اوسع من البناء والتنمية والنهوض الحضاري خاصة بعد ان تم التغلب بحمد الله على كثير من التحديات التي اعترضت المسيرة الوطنية خلال مامضى من السنوات، والمستقبل واعد ومبشر بكل ماهو خير ويبعت على التفاؤل.. وادعو بهذه المناسبة كل المخلصين في الوطن افراداً واحزاباً لخوض معركة بناء اليمن الحديث المزدهر باذن الله وهذه هي مسؤوليتنا جميعاً دون استثناء.