كلمة الأخ رئيس الجمهورية في مقر جمعية رجال الأعمال والصناعيين الألمان
يسعدني أن أنتهز هذه الفرصة لأتحدث معكم حول قضايا التعاون الثنائي بين بلدينا الصديقين، وحول المستجدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة قضية السلام فهذه فرصة طيبة للحديث معكم، إن العلاقات اليمنية الألمانية جيدة ومتميزة وخاصة، وهذا بفضل النوايا الصادقة لدى قياداتي البلدين والتعاون القائم منذ وقت مبكر والدعم الألماني المستمر لمشروعات التنمية في اليمن، وهناك لمسات واضحة وإيجابية لألمانيا في اليمن، إن العلاقات اليمنية الألمانية شهدت تطوراً ملحوظاً منذ 35 عاماً، وأن هناك قواسم مشتركة بين اليمن وألمانيا، ومن ذلك التشابه بين بلدينا في قضية الوحدة حلم ألمانيا وحلم اليمن في إعادة الوحدة لكل من البلدين وقد تحققت الوحدة في كلا البلدين سلمياً، وكان هذا هدف استراتيجي في اليمن وفي ألمانيا، لقد تعرضت الوحدة اليمنية لمؤامرات لكن بفضل صلابة وقوة اليمنيين استطاع الشعب اليمني أن يدحر وأن يُفشل تلك المؤامرات التي استهدفت وحدته وقدم أغلى التضحيات من الرجال والمال وترسخت الوحدة لكن الحرب وذلك الإرث الثقيل الذي واجهته اليمن من النظام الاشتراكي وهو الإرث نفسه الذي ورثته ألمانيا من النظام الاشتراكي أيضاً حمل البلاد أعباءً كبيرةً، ونحن نبذل جهداً من أجل تحقيق الخدمات العامة والتي لم يكن لها وجود أثناء الحكم الشمولي، ونحن بصدد إعادة بناء مادمرته الحرب.
إن لدينا في اليمن برنامج للإصلاح الاقتصادي والإداري وقد حظي بدعم عدد من الدول ومنها ألمانيا الاتحادية الصديقة من خلال مؤتمر بروكسل وبلغ حجم الدعم لليمن مليار وثمانمائة مليون دولار لدعم هذا البرنامج، وهناك مساعدات ألمانية لليمن لن ننساها وثقتنا في استمرار تطور علاقات التعاون بين البلدين.
لقد اصطحبت معي وفد من الحكومة والبرلمان ومن رجال الأعمال والأحزاب وذلك ليطلعوكم على فرص الاستثمار في الجمهورية اليمنية وقانون الاستثمار في اليمن يقدم تسهيلات للمستثمرين وعندنا كثير من الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال النفط، وأتذكر أن أول شركة للنفط في اليمن كانت من ألمانيا في عام 1958م، وإن هناك فرصاً للاستثمار وخاصة في مجال الغاز.
إن حجم الغاز المستثمر في اليمن هو 11 ترليون متر مكعب، إن بلادنا بحاجة إلى الاستثمار في مجال الغاز وإن بلدنا مستعدة للتعاون مع جمهورية ألمانيا في هذا المجال وتقديم التسهيلات اللازمة للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي بين البلدين إلا أن المحاولة التي استهدفت الإضرار بالعلاقات بين البلدين من خلال القيام بأعمال اختطاف تستهدف السياح الألمان، ولكن الأجهزة الأمنية تعقبت الجناه وأطلقت سراح السياح بسلام ورغم الضجيج الإعلامي إلا أننا نقدر تقديراً عالياً الصبر والتفهم من قبل الأصدقاء الألمان ومهما كان المخطط فإن العلاقات اليمنية الألمانية ستظل متينة، وسنواجه أي إعتداء يستهدف الإضرار بها بقوة وحزم.
إن الجميع محتاج للسلام وهو مطلوب للجميع ليس للعرب وحدهم ولكن لإسرائيل ولقد باركنا نحن مسيرة السلام من منطلق الأرض مقابل السلام وكنا نتطلع إلى تحقيق سلام شامل وعادل، ولكن جاءت حكومة نتنياهو فنسفت مسيرة السلام لتطرفها ونحن ندين التطرف ولا نقره، وبالقدر الذي تتحدث فيه بعض وسائل الإعلام عن التطرف العربي أو الإسلامي فإنها لا تتحدث عن التطرف الإسرائيلي والهدف هو تشويه صورة الإسلام، إن ما يواجهه الشعب العربي الفلسطيني من حصار جائر وأعمال قمع إسرائيلي هو التطرف بعينه ويجب أن يدان التطرف بكل أشكاله، وصورة الإسلام هو دين الحق والعدالة والتسامح لمن يفهم الإسلام، وليس هو التطرف والتعصب الأعمى، والتطرف والعنف موجودان في كل الدول سواءً المتقدمة أو النامية، وعلينا جميعاً أن نحارب التطرف أينما كان، إننا نتمنى أن تلعب المجموعة الأوروبية دوراً لدعم أمريكا في مساعيها من أجل السلام باعتبارها راعية النظام الدولي الجديد والتعاون الاقتصادي يعكس نفسه على التعاون السياسي مؤكدين دعم بلادنا أن تكون ألمانيا عضواً دائماً في مجلس الأمن من أجل التوازن ولما تملكه ألمانيا من موقع جغرافي وقوة اقتصادية وأكرر الشكر لألمانيا على ما تقدمه من مساعدات لبلادنا، ونحن ندعو الألمان لزيارة بلادنا كسياح ومستثمرين وسيلقون كل الترحيب والرعاية والاهتمام.