كلمة الأخ رئيس الجمهورية في جلسة المباحثات اليمنية – الإيرانية في العاصمة الإيرانية طهران
أعبر عن شكري وتقديري وبالوفد المرافق على ماحظينا به من حُسن الاستقبال وكرم الضيافة في إيران هذا البلد العزيز.. ونحن سعداء بهذه الزيارة وكنا نتطلع إليها منذ زمن مضى، ولكن كانت هناك ظروف مرت دون أن نتمكن من تلبية تلك الدعوات التي وجهت إلينا من الأخوة في إيران، لكننا كنا دوماً مع الثورة الإيرانية منذ انطلاقها بقيادة الإمام الخميني حيث تم إرسال وفد من علماء اليمن وكان من أوائل الوفود التي وصلت طهران من أجل إعلان التأييد للثورة الإسلامية الإيرانية.
وفي هذا اليوم سيتم بحث أوجه تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث المستجدات الإقليمية والدولية.
إن شعبنا اليمن حقق وحدته بالطرق السلمية وأخذ بخيار التعددية الحزبية والسياسية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان منذ تحقيق الوحدة والاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية وانتخاب مجلس النواب في إطار التعددية السياسية في عام 93م وتشكيل حكومة ائتلافية من المؤتمر والإصلاح والاشتراكي ثم وفي عام 1994م تعرض الوطن لمؤامرة انفصالية عندما قامت عناصر انفصالية بشن الحرب على أبناء اليمن الواحد وخسر اليمن في تلك الحرب آلاف الشهداء والجرحى وأكثر من أحدَ عشرَ مليار دولار حتى انتصرت الشرعية الدستورية ودحر الانفصال في السابع من يوليو 1994م وترسخت الوحدة والجمهورية اليمنية.
إننا نؤكد لأشقائنا في إيران أن الوحدة والجمهورية اليمنية راسخة رسوخ الجبال بما تم اتخاذه من خطوات من أجل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والهيكلي وما تحققت من نجاحات في تنفيذ هذا البرنامج حيث تم خفض التضخم من 77 إلى 4 والعجز من 22 إلى 3 والمديونية انخفضت من حوالي عشرة مليارات إلى ثلاثة مليارات وهو ما جعل اليمن تنال الدعم من الدول المانحة ومن صندوق النقد والبنك الدوليين من أجل المضي في تحقيق الإصلاحات، كما أن اليمن تحظى اليوم بدعم دولي نظراً لسلوكها الديمقراطي واحترامها لحقوق الإنسان وسلوكها الحضاري الذي استطاعت من خلاله أن تحل مشكلتها الحدودية مع سلطنة عُمان بطرق ودية وأخوية ومع ارتيريا عبر اللجوء إلى التحكيم الدولي رغم كل الصعوبات التي واجهت اليمن حينها.
واليمن بصدد معالجة ما تبقى من إشكاليات الحدود مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية بطرق أخوية وإذا لم يتم التوصل إلى حل عبر هذه الطرق فسيتم اللجوء إلى التحكيم والتحكيم لا يفسد للود قضية.
إننا نعيش في منطقة حساسة ولا ينبغي أن يوجد توتر سواء في البحر الأحمر أو البحر الأحمر ويجب أن تسخر الطاقات والإمكانيات من أجل البناء والتنمية.
إن اليمن تتابع بإعجاب التطورات الإيجابية في إيران سواء على المسار التنموي أو الديمقراطي، وأتمنى أن تكون هذه الزيارة ناجحة لتسهم في تعزيز وتوطيد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، وفي هذا الصدد يجب أن يتم الانتقال بالاتفاقيات التي يجري التوقيع عليها إلى حيز الوجود وتفعليها بما يخدم التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين.
إن لدى إخوانكم في اليمن الرغبة الأكيدة في التعاون ولكل ما فيه خدمة الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلينا أن ننظر إلى الأمام وأن لا يشدنا الماضي.
أكرر الشكر لما حظيت به والوفد المرافق من حرارة الاستقبال ودفء المشاعر الأخوية.