كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الجلسة الأولى لمؤتمر قمة الألفية الثالثة في مقر الأمم المتحدة
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس السيدة الرئيسة ..أصحاب الجلالة والفخامة رؤساء الحكومات ورؤساء الوفود.. السيد الأمين العام يطيب لي أن أتقدم لرئيسي الجلسة بخالص التهاني علي ترأسهما هذة القمة الألفية التي يلتقي فيها معظم زعماء العالم تحت راية الأمم المتحدة.
وأشكر السيد كوفي عنان.. الأمين العام الذى قدم لنا تقريراً وافياً عن دور الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين والدخول إلى الألفية الثالثة بكل ما تحملة من آمال عريضة وتحديات جديدة .
السيدات والسادة …إن انعقاد هذة القمة وبهذا الشكل الرائع ماكان له أن يتحقق لولا المتغيرات والتحولات الهائلة التي حدثت على مستوى العلاقات الدولية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين وبعد نهاية الحرب الباردة ..حيث عانت البشرية من الصراعات الدموية والحروب التي انعكست على حرية الإنسان وكرامته. واستنزاف موارده الاقتصادية وكرست الفقر لدى الملاين من البشر وجاء الفرح عندما انتصرت الديمقراطية والحرية. وتهاوي الأنظمة الشمولية والاستبدادية .بداء عصر جديد هو عصر العولمة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان .عصر الاقتصاد الحر المزدهر والشراكة في إطار العولمة من أجل التعاون والاستقرار والسلام.
السيدات والسادة.. إن اليمن من أوائل الدول التى انظمت للأمم المتحدة منذ إنشائها في عام 1945م وواكبت بلادنا في تاريخها الحديث كافة التطورات على المستوي الدولي ، حيث كان العقد الأخير من القرن العشرين بالنسبة لليمن حاسماً في الدخول إلى رحاب عهد جديد عهد الوحدة والديمقراطية وحرية الصحافة ومشاركة
المرأة في الحياة السياسية واحترام حقوق الإنسان ، وأطل اليمن على القرن الواحد والعشرين في سلام مع نفسه ومع جيرانه .وشكل السلام الاجتماعي على مستوى الوطن والسلام الإقليمي على مستوى المنطقة إطاراً رئيسياً للسياسة اليمنية المسؤولة التي ارتكزت على حل مشاكلها الحدودية مع جيرانها بالحوار والتفاهم والجوء إلى التحكيم الدولي وهو ماتم بالفعل مع سلطنة عمان ومع دولة إرتيريا ..واخيراً مع المملكة العربية السعودية … وإننا نتطلع إلى عهد جديد من التعاون في منطقتنا وفي العالم عهد يتسم بالانفراج والانفتاح ويسمح بحرية انتقال الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال ..وتضافر الجهود الدولية من أجل مكافحة الإرهاب بكل أشكالة وأيا كان مصدره ..فالإرهاب ظاهرة عالمية ولكن ينبغي التميز بينها وبين النضام المشروع للشعوب من أجل الحرية والاستقلال .
وهناك شعوب لاتتمتع بحريتها واستقلالها مثل الشعب الفلسطيني الذي لازال يرزح تحت وطاة الاحتلال الإسرائيلي برغم تأييد العالم كلة لقضيته العادلة .ونحن نؤكد هنا بأن السلام العادل والشامل في منطقتنا هو سلام للجميع ولا يمكن تحقيقة إلا بالانسجاب الإسرائيلي الكامل من الأرض العربية المحتلة عام 1967م في الجولان وفلسطين والإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمة ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف طبقاً لقرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار رقم 242 والقرار رقم 338.
ونؤكد على ضرورة أن تصبح منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية .
ومع احترامنا لقرارات الشرعية الدولية فإننا ندعو إلى ضرورة وضع حد لذلك الوضع المأساوي الذى يعيشه الشعب العراقي وسرعة رفع الحصار المفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات والذي لم يعد له ما يبرره ..
السيدات والسادة.. إنها لمناسبة تاريخية نناشد فيها جميع الدول الكبرى والغنية للاضطلاع بدور إيجابي للدفع بعملية التنمية في الدول الفقيرة والنامية وإعفائها من الديون وتأهيلها للعولمة بما يخفف من أعبائها ويعزز فرص الاستقرار والسلام في العالم
إن السلام والتنمية عمليتان متلازمتان وشرطان ضروريا لعملية التقدم الإنساني والحضاري المعاصر وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بدور فاعل في هذا الجانب وفي ترشيد العولمة بحيث لاتقتصر منافعها على الدول الغنية وتحرم الدول الفقيرة .أو يكون السلام والأمن للبعض دون الآخر .وينبغي أن يتعزز دور هذه المؤسسة الدولية الكبرى التي يستظل تحت رايتها الجميع وإصلاح هيئاتها بما في ذلك مجلس الأمن وجعلها أكثر ديمقراطية وشفافية واستقلالية وتوازنا لخدمة البشرية .
السيدات والسادة …إن مؤتمر قمة الألفية ينعقد في هذه اللحظة التاريخية الهامة التي يدخل فيها العالم مرحلة جديدة من تبادل المصالح والشراكة وخدمة السلام العالمي والآمال كبيرة فيما ستخرج به هذه القمة من قرارات لخدمة الأمن والاستقرار والسلام والتقدم في العالم … مرة آخرى أشكركم على هذه الفرصة التاريخية المتاحة لنا جميعاً
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..