كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الحفل الذي أقامته جامعة الأحقاف في حضرموت بمناسبة تخريج الدُفعة الأولى منها للعام 98/99م
في البداية أهنئ الأخوة الخريجين بمناسبة تخرجهم، وأعبر عن شكري لكل الجهود التي بذلها العمداء والمدرسون بالجامعة من أجل إعدادهم.
إننا نحتكم أيها الأخوة والأبناء الطلاب في مختلف المراحل الدراسية على التحصيل العلمي المتطور مع الحفاظ على الأصالة والتفاعل مع المعاصرة وبعيداً عن أي تحجر أو اندفاع.. فالوطن بحاجة إلى كل العلوم سواء العلوم الشرعية أو التكنولوجية أو التجارية أو الزراعية أو الطبية أو الهندسية وغيرها سواء في الجامعات الأهلية أو الحكومية.
ونؤكد على أهمية إيجاد ضوابط سليمة لمخرجات التعليم من الجامعات الأهلية وبما يكفل أن يكون التحصيل العلمي للخريجين جيداً وحتى تستطيع الدولة أن تستوعب أولئك الخريجين ولا يكونوا عالة على المجتمع، بل كوادر فاعلة وقادرة على الإسهام في مسيرة البناء.
لهذا فإننا نحث على التحصيل العلمي الجيد وإيجاد الضوابط حتى يتم استيعاب الخريجين في مختلف مراحل الحياة، والمجتمع بحاجة إلى الكوادر المؤهلة سواء في التجارة أو الطب أو الهندسة أو الشريعة والقانون وغيرها من التخصصات.
والأهم من ذلك هو توفر الثقة.. فالطبيب مثلاً إذا كان تحصيله العلمي جيداً ومارس مهنته بكفاءة ودراية فإنه يكسب ثقة مرضاه، أما إذا كان تحصيله متدنياً وأداؤه لمهنته بغير مهارة فإن ثقة مرضاه فيه لن تتوفر، وينبغي على أبنائنا الطلاب أن لا ينظروا لدراستهم الجامعية بأنها من أجل الحصول على الشهادة الجامعية فحسب.. بل هي من أجل التأهيل العلمي الرفيع والتحصيل الجيد الذي يجعل هذا الخريج قادراً على الاضطلاع بواجباته في خدمة مجتمعه.
إن جامعة الأحقاف جامعة طموحة ونحن نشجع هذا الطموح وأتمنى أن تعطى هذه الجامعة اهتمامها من أجل التحصيل العلمي العالي لطلابها.
والتحصيل العلمي لا يعني فقط الحصول على الشهادة أو الظهور بزي معين.. وأنا واثق في أن أصحاب الفضيلة العلماء في حضرموت وهم من العلماء الأفاضل الزاهدين والعقلاء من أنهم سوف يسهمون في تربية هذا الجيل تربية وطنية وعلمية ودينية رفيعة، وبما يعزز تمسكهم بوحدتهم الوطنية وبوحدة الأمة سواء في الوطن العربي أو الإسلامي.. وأجدها مناسبة لأرحب أجمل ترحيب بالأبناء الطلاب الذين جاءوا من شرق آسيا من ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة ومن شرق أفريقيا لينهلوا من منابع العلم والمعرفة في جامعاتنا ومن علمائنا الأفاضل، وهذه ثقة نعتز بها.