كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الحفل الخطابي بقصر حضرموت في المكلا
نهنئ كل أبناء الوطن عامة وأبناء محافظة حضرموت خاصة بأعياد الثورة وعيد الجلاء.. ونشكر لقيادة المحافظة ومكتب المحافظة إعداد هذا الحفل.
لقد جئنا إلى هذه المحافظة في إطار الزيارات الميدانية المعهودة في كل عام ولقد سررت كثيراً بما سمعته من الأخوة في المكتب التنفيذي للمحافظة عن سير الأعمال الجاري تنفيذها في شتى المجالات وعلى وجه الخصوص في المجال الخدمي مهنئاً لأبناء حضرموت إنجازات الوحدة وخير الوحدة وهذا ما كان يتطلع إليه كل مواطن في هذه المحافظة العريقة البطلة.. الذين كانوا يتطلعون لخير الوحدة وفي المقام الأول الأمن والاستقرار والطمأنينة.. والحمد الله لقد تم إنجاز الكثير في هذه المحافظة بفضل كل الجهود المخلصة وبتعاون كل الخيرين من أبناء المنطقة.. لقد سئمنا أيها الأخوة كثرة الخطابات وكثر الكلام على امتداد 25 عاماً مضت وأبناء هذه المحافظة لم يسمعوا سوى الخطابات التي لا يتحقق على أرض الواقع منها شيء، ولكن عندما نتحدث معكم فإن القول يتبعه العمل والحقائق الملموسة في شتى المجالات ليس للمزايدة أو لكسب الشعبية أو الكسب السياسي، ولكن هذا واجب علينا في القيادة أن نعمل من أجل أبناء الوطن طالما منحتمونا الثقة وحملتمونا المسؤولية فينبغي أن نكون عند مستوى المسؤولية.
والمسؤولية هي مسؤولية كل أبناء الوطن من رئيس الدولة إلى أصغر موظف وربما أن الموظفين الذين يلامسون قضايا المواطن، ومدراء المديريات والمحافظين وأقسام الشرطة والمسؤولين في مثل هذه الأجهزة هم الأكثر إحتكاكاً بالمواطنين والذين بدورهم يرفعونها إلى الحكومة والقيادة.
ونحن ندعو كافة المسؤولين إلى العمل الجاد المخلص والمزيد من العطاء والتفاعل وتشابك الأيدي بين المسؤولين والمواطنين من أجل تحقيق المزيد من المكاسب، وأحسن مما هو قائم في الوقت الحاضر.
إن محافظة حضرموت كبيرة وشاسعة تحتاج إلى إمكانيات كبيرة وقد تحقق الشيء الكثير منذ 7 يوليو 1994م بعد أن تم إنهاء التمرد والانفصال والحرب وأُعطيت المحافظة أولوية خاصة في مشاريع الخدمات وأنا أعرف ما كانت تعانيه المحافظة سواء في مجال الكهرباء أو المشاريع وقد اضطررنا أن نجمد عدداً من المشاريع في بعض المحافظات ولا داعي لذكرها نظراً لأن حضرموت محافظة هامة وكبيرة واعطينا حضرموت الرقم الأول وهي مدرجة ضمن الخطة الخمسية.. وتحقق لهذه المحافظة مالم يتحقق لها على مدى 25 عاماً حيث كانت لم تنل سوى المزايدات وأن ما يتحقق من مشاريع الآن هو الرد السليم والعملي على كل المزايدات.. فالطريق والكهرباء وبناء الجامعة والمستشفى هو أبلغ رد وهناك الآن حوالي ثلاثة آلاف طالب وطالبة يدرسون في الجامعة. كما تم ادرج مشروع بناء جامعة حضرموت في إطار الخطة الخمسية للتنمية.. كما تم إنجاز مشروع كبير للكهرباء لمنطقتي الساحل والوادي بالمحافظة وذلك من أجل أن يعم خير الوحدة الجميع وأن يصل إلى كل مديرية وقرية.
يقام الاحتفال الليلة في إحدى القاعات التي تم إنشاؤها من قبل أحد المستثمرين ولم يكن ذلك متوفراً في الماضي في هذه المحافظة التي حُرمت من كل شيء أيام الحكم الشمولي وقبل إعادة تحقيق وحدة الوطن.. ونحن نرحب بالاستثمار وندعو المستثمرين الوطنيين للاستثمار في الوطن وسنوفر لهم كل التسهيلات.
وإنه في إطار التوجه الاقتصادي الحر، فإن المجال مفتوح أمام الجميع للاستثمار في كافة المجالات وأن الدستور والقانون يحمي الاستثمارات ويصونها.
كما ندعو رجال الأعمال القادرين سواء من أبناء هذه المحافظة أو غيرها للإسهام في المشاريع الخيرية التي تعود بالنفع على المواطنين ومن ذلك بناء المستشفيات حيث أننا أيضاً نرحب بالاستثمار في المجال الصحي ومن أجل أن نحد من العلاج في الخارج والتي تكلف بلادنا الكثير من العملات الصعبة.
إننا نؤكد على أهمية التعاون بين المواطنين والأجهزة الحكومية وكذا التنسيق بين الأجهزة الحكومية فيما بينها وذلك للتنافس من أجل حسن الأداء.
ما شاهدناه في محافظة حضرموت شيء ممتاز ورائع وهناك نشاط ملحوظ للقطاع الخاص وأنا أريد المزيد من الاستثمارات. وهناك ضمانات دستورية وقانونية تحمي تلك الاستثمارات وعلى الأجهزة المعنية أن تقدم كافة التسهيلات للمستثمرين سواء في الجمارك أو الضرائب أو الجوازات وغيرها فالقرار السياسي أتُخِذ وعلى الأجهزة التنفيذية أن تواكب ذلك بتفاعل وحماس.
إن الاستكشافات مبشرة سواءً في مجال النفط أو الغاز ونحن الآن بصدد البحث عن أسواق للغاز اليمني والنتائج ممتازة كما استطاعت الحكومة أن تنهي من على كاهلها مديونية تبلغ ستة مليارات وسبعمائة مليون دولار في نادي باريس وهذا يعتبر مكسباً للدبلوماسية والسياسة اليمنية ولبرنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري.