كلمة الأخ رئيس الجمهورية في الاحتفال الذي أقيم بقاعة فلسطين في عدن بمناسبة تخرج عدد من الدفعات من طلاب وطالبات كليات جامعة عدن للعام الدراسي الجامعي96/97م
بسم الله الرحمن الرحيم
ألقى الأخ الفريق علي عبد الله صالح كلمة في الاحتفال عبر في مستهلها عن سعادته بحضور هذا الاحتفال وهنأ فيها الخريجين من طلاب وطالبات جامعة عدن الباسلة..
وقال: نود أن نرحب بالخريجين من جيل الثورة سبتمبر وأكتوبر وندعوهم لمشاركة أبناء الوطن في مسيرة البناء والإصلاح وأن يكونوا خير خلف لخير سلف..
وقال: إنها لسعادة كبيرة أننا نرى في هذه القاعة هذه الكوكبة التي تمثل ثمرة نضالنا وعطاء شهدائنا الذي لم يذهب هدراً بل إنها تتحقق كل يوم في شكل مكاسب ومنجزات وطنيه في شتى المجالات..
وقال: إن من أعظم مكاسب الثورة اليمنية هي تربية وإعداد هذا الجيل الوطني الصاعد..
وأشار الأخ الرئيس إلى الإنجازات المتواصلة التي تتحقق كل يوم وكل عام في بلادنا..
وقال: إننا نحتفل في كل عام في كل من: صنعاء وتعز وحضرموت وإب وذمار والحديدة بتخرج الآلاف من أبنائنا الطلاب والطالبات.. وإننا إذ نشكر القيادات التربوية التي تعمل بجدية وإخلاص لتخريج هذا الجيل الوطني الموحد العقيدة والمبادئ والقيم والمثل..
وأكد الأخ الرئيس في كلمته أن هذا الجيل معلق عليه أمالاً كبيرة في الحفاظ على الوحدة الوطنية ومسيرة الثورة اليمنية وبناء اليمن الجديد يمن الثاني والعشرين من مايو..
وخاطب الخريجين والخريجات قائلاً إنكم أمل هذه الأمة.. إن السهر والعرق والجهد لم يذهب سُدى طالما ونحن نشاهد اليوم جحافل الشباب المتخرجين وهم متسلحون بسلاح العلم والمعرفة والقيم.. هؤلاء هم علماء المستقبل وبناته.. فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً ومسؤولية بناء الوطن هي مسؤولية الجميع ولم تعد مسؤولية جهة معينة في السلطة أو هذه المؤسسة أو تلك ولكنها مسؤولية الجميع..
وحث الأخ الرئيس المسؤولين في جامعات الوطن التركيز على البحث العلمي ؛ لأن البحث العلمي هو الأساس في عملية التنمية.. كما حث الحكومة على الاهتمام بالتعليم الفني والمهني..
وقال: إن توجه الطلاب إلى التعليم الجامعي قد أوجد حالة من البطالة في صفوف الخريجين. مؤكداً بأن التوجه والاهتمام بالتعليم الفني والمهني هو الركيزة الأساسية لبناء التنمية وهناك حوافز كثيرة تشجع الاهتمام بالجانب الفني والمهني..
وقال.. لقد سمعت اليوم أن عدد الطلاب الملتحقين في كلية الزراعة بالمحافظة 50 طالباً وعدد المدرسين بلغ مئة مدرس.. وهذا يعني أن هناك عدم إقبال على كلية الزراعة ولا بد أن نوجد حوافز كبيرة مغرية للطلاب بحيث يتجهون إلى كليات الزراعة ؛ فالزراعة في بلادنا مهمة وهي الأساس للتنمية وهي المستقبل ولكن البعض يفهم مهمة وزارة الزراعة والمؤسسات التابعة لها وكأنها مؤسسات إنتاجيه بينما هي مؤسسات إرشادية الآن وليست كما كانت في الماضي سواء في شمال الوطن أو جنوبه عندما كانت الدولة هي التي تتولى ذلك عبر وزارة الزراعة..
ولكن الآن الأمر مختلف جداً فيجب أن تعطي المزارع للمنتفعين والمستثمرين وعلى وزارة الزراعة وخريجي كليات الزراعة أن يتولوا مهمة الإرشاد ووضع البرامج للمزارعين.. ففي إطار نهج تحرير الاقتصاد وحرية السوق علينا أن نعمل على تفجير طاقات المزارعين من أجل تنمية الوطن..
وقال الأخ الرئيس: ما أجمل أن نشاهد اليوم الأخوة الصيادين وهم يفجرون طاقاتهم الخلاقة من خلال نشاطهم في الاصطياد ويبيعون نتاج عملهم في السوق بكل حرية..
فهذا هو الأساس في عملية التنمية الذي يقوم على حرية النشاط واستثمار الطاقات.. فلنترك للناس حرية العمل والنشاط في القطاعات الاقتصادية المختلفة من أجل إحداث نهوض اقتصادي يساهم ويعمل فيه كل فئات الشعب ذلك أن موارد بلادنا حالياً شحيحة وعلينا أن نستثمر طاقاتنا الشعبية في سبيل تسريع وتائر التنمية..
وإذا كانت الثورة قد كفلت لأبنائها التعليم لكن ينبغي على القطاع الخاص أن يشارك وأن يساهم في عملية التنمية التي من خلالها يمكن استيعاب الأعداد الكبيرة من الخريجين والخريجات في شتى المجالات..