كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء زيارته قيادة الأمن العام في عدن
أهنئكم بأعياد الثورة اليمنية الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر والـ30 من نوفمبر وصدور حكم هيئة التحكيم الدولية بتأكيد السيادة اليمنية على جزر أرخبيل حنيش .
ونشكر ونقدر الأخوة منتسبي الأجهزة الأمنية في محافظة عدن على الأداء الجيد والتعاون القائم فيما بينها، وهذا يدل على الشعور بالمسوؤلية وحسن القيادة والتفاهم القائم بين تلك الأجهزة لما يحقق المصلحة العامة ويعزز دور تلك الأجهزة في الاضطلاع بمهامها وواجباتها بكفاءة وقدرة اكبر دليل على ذلك وهو نجاحها في ضبط كل العناصر التي وقفت وراء أعمال التخريب التي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار في هذه المحافظة، وهي أعمال لا تؤثر بأي حال في الدولة والحكومة؛ لأنها مجرد فقاقيع وأعمال صبيانية طائشة يقوم بها مأجورون باعوا أنفسهم للشيطان لقد حاولوا زعزعة الأمن في عدن ولحج وأبين وصنعاء وتعز اكثر من مرة لكنهم فشلوا وهو يظنون أن مجرد أصابع ديناميت ممكن أن تؤثر أو تعرقل مسيرة البناء لقد مرت بلادنا بظروف أصعب بكثير في الماضي أثناء فترة الأزمة والحرب عندما راهن الانفصاليون على تنفيذ مؤامراتهم لتمزيق الوطن ولكنهم فشلوا لأنه لم يكن لديهم أي قضية.. ولم يستطيعوا أن يقنعوا أحداً بمؤامراتهم الانفصالية، فلقد وقعنا على وثيقة وطنية هي دستور الوحدة ، والتي هي محل الإجماع الوطني وكانت بمثابة عقد لا ينفصم غير قابل للتراجع عنه وقتما يريدون وكأنه حالة زواج قابلة للطلاق.. الوحدة عقد لا ينفصم لقد فشلوا ومنيوا بالهزيمة لأن لا أحد في المحافظات الجنوبية والشرقية قد اقتنع بمشروعهم الانفصالي، لأن أبناء هذه المحافظات تربوا على الوحدة وناضلوا من اجل الوحدة وكافحوا المستعمر من اجل نيل الاستقلال وتحقيق الوحدة وكان من الصعب على أولئك الانفصاليين إقناع أبناء هذه المحافظات بمشروعهم الانفصالي لأنهم يعرفون مرامي هؤلاء الانفصاليين ومدى ما عانوه منهم إبان تسلطهم عليهم في فترة حكمهم الشمولي فلقد مارسوا القتل والسحل بحق القيادات والمواطنين وكانت الوحدة بالنسبة للشعب إنقاذاً.. إن هؤلاء الانفصاليين أرادوا أن تكون الوحدة بالنسبة لهم مغنماً، حيث حصلوا على كل شيء ولم يسلوا شيئا من مقومات الدولة الشطرية السابقة التي كانت قائمة في المحافظات الجنوبية والشرقية .
وكانوا يعتقدون أنهم عندما هربوا بالوحدة إلى الأمام أنهم سيمارسون نفس سلوكهم التآمري وخلق الصراعات وكان ذلك في حقيقة الأمر هو مشروعهم الحضاري، حيث لا حياة لأي عنصر يختلف معهم في الرأي، وحيث الشك وعدم الثقة ولكن نهجهم هو القيام بالضربات الوقائية وارتكاب المجازر في حق بعضهم البعض.. نحن نفهم أن السلطة هي خدمة الشعب والوطن وليس السلطة هي توظيفها من اجل البقاء والتسلط .
وقد كنا حريصين على تحقيق الوحدة بأي ثمن لأننا كنا نخشى أن يأتي جيل من اليمنيين تؤثر فيه التغيرات ويصبح هدف تحقيق الوحدة لديه أمراً ثانوياً ولكننا حرصنا أن يكون الجيل الذي يحقق الوحدة هو الجيل الذي ناضل من اجل التخلص من الإمامة والاستعمار وناضل في سبيل الثورة وهو أكثر إدراكاً لمعنى تحقيق الوحدة والتضحيات التي بذلت في سبيلها .
ولكن البعض فهم الوحدة أنها (شور وقول) وأنه بمجرد أن يخسر موقعه ولا يحصل على المزايا والمغانم فإنه يردد بأن الوحدة ضم وإلحاق إلى غير ذلك الكلام غير المسؤول.. الوحدة أخذ وعطاء والوحدة خير الكلام لكل الوطن ولا نقبل أن يأتي شخص لم يحصل على أي مزايا أو مكاسب شخصية ليقول ما يقول ضد الوحدة وينفث أحقاده وأمراضه ضدها ويظل يستخدم مثل هذه المقولات ورقة لمصلحة الأنانية.
إن من نعم الوحدة ومزاياها أن نراكم اليوم في هذه القاعة وانتم تمثلون مختلف محافظات الوطن، أن تجتمعوا هنا أخوة وزملاء سلاح واجب تعملون جميعاً من اجل الوطن وربما زمالة الواجب والوظيفة تكون في بعض الأحيان أقوى من روابط الإخوة لأنكم تعيشون معاً وتشاركون في أداء واجب حماية أمن واستقرار الوطن لقد جاءت الوحدة بالتسامح ونبذ الأحقاد والضغائن وأنهت كابوس التسلط والقهر والخوف .
لقد كنت بالأمس في زيارة للمركز الوطني للتدريب لنزع الألغام ووجدت هناك قائد الكتيبة التي قامت بزرع الألغام في محافظات عدن ولحج وأبين أثناء فترة الحرب وإعلان الانفصال وهاهو اليوم هو قائد المجموعة التي تتولى نزع الألغام ..لماذا؟لأنه ليس صاحب القرار ولا ذنب له فيما قام به في الماضي لأنه كان مأموراً ينفذ أوامر القيادة الانفصالية ..ونحن اليوم نحترمه ونقدره على ما يبذله من جهود مع زملائه من أجل إزالة تلك الألغام، وهذا مما له دلاله في الكيفية التي تم بها التعامل مع الناس لا بعقلية الانتقام التي تعامل الانفصاليون مع بعضهم ولكن بروح التسامح والمسؤولية .
إن ما سعينا إلى تحقيقه هو ترسيخ دولة المؤسسات فاليمن موحدة والأشخاص زائلون مهما كانوا.. ولن تكون هناك سلطة مطلقة بيد فرد أبداً، ومن اجل ذلك حددنا في الدستور مدة الرئاسة بفترتين رئاسيتين مدة كل واحدة منهما خمس سنوات، وذلك حتى لا يكون هناك مجال للتسلط بل يكون هناك تداول سلمي للسلطة وترسيخ لنهج الديمقراطية والتعددية والتنافس الشريف عبر صناديق الاقتراع .
أتمنى للأجهزة الأمنية بالمحافظة المزيد من التلاحم وتشابك الأيدي والإخاء ومزيداً من الوحدة الوطنية والمزيد من التوفيق في أداء واجبا تهم الوطنية .