كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه رئيس وزراء ولاية سكسونيا في المانيا
يسعدني بأسم وفد الجمهورية اليمنية أن أتقدم بالشكر الجزيل لحرارة الاستقبال التي قوبلنا بها في هذه الولاية ولقد شعرنا بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة منذ أن وطأت أقدامنا هذا البلد الصديق الذي استعاد وحدته في عام 1990م والتي تزامنت مع تحقيق الوحدة اليمنية.
إن بلدينا الصديقين يعانيان من مشاكل ومخلفات التشطير، ولكننا عازمون على حل تلك الإشكالية، وذلك الإرث الذي ورثناه من عهود التشطير، وكنت قبل عامين موجوداً في برلين ورأيت ورشة العمل التي توليها الحكومة الألمانية أهمية لإزالة مخلفات الشيوعية في ألمانيا الشرقية.
ولقد رأيت اليوم على امتداد الخط العمل المستمر في مجال الخدمات العامة، وهو ما ظهر أمامي، وهذا يتشابه مع بلادنا التي تعاني من مخلفات التشطير ومن ذلك الإرث البغيض ولكننا مصرون على أن نصم الآذان ونفتح العقول وننظر لبناء الوطن العزيز بمساعدة من أشقائنا وأصدقائنا في العالم المتقدم والمتحضر وفي طليعتها ألمانيا، ولقد أتيحت لنا الفرصة مساء هذه الليلة لنبحث مع رئيس وزراء سكسونيا واستمعنا منكم عن المعاناة التي تعاني منها الحكومة الألمانية الاتحادية من مخلفات التشطير الشيوعية، ونحن نعاني من نفس الإرث تقريباً.. فالذين كانوا في قمة السلطة فيما كان يسمى بالشطر الجنوبي يضعون أيديهم في عيون الغير وإعاقة مسيرة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ونفس النغمة التي ذكرتم أنها موجودة من البعض في ألمانيا هي نفس النغمة التي يرددها أمثال هؤلاء عن الضم والإلحاق وغيرها من المسميات المشدودة للماضي، ولهذا وجهت لكم الدعوة لزيارة بلادي على رأس وفد سياسي واقتصادي لتبادل الخبرات والإطلاع على تجربتنا في اليمن، ومرة أخرى أكرر لكم شكري على الاستقبال الرائع وكرم الضيافة.