كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه رئيس وأعضاء المكتب التنفيذي ومسؤولي الأمن والقضاء في حضرموت
لقد حرصت على زيارة المحافظة بعد الزيارة التي قمنا بها لسلطنة عُمان الشقيقة لنهنئكم بأعياد الثورة ونبارك لأبناء المحافظة بكل الإنجازات التي تحققت. كما أدعو الجميع لتضافر جهودهم من أجل البناء على أسس علمية ووطنية والابتعاد عن كل أشكال العشوائية والفوضى التي سادت في الماضي وعلينا أن نستفيد من تجارب وخبرات الآخرين.. وفي بلادنا إمكانيات كبيرة وكفاءات ممتازة ينبغي توظيف قدراتها التوظيف الأمثل لخدمة الوطن وتحقيق نهضته وازدهاره، وعلى الجميع في الأجهزة التنفيذية بالمحافظة أن يكونوا القدوة في السلوك وأن يؤدي كل واجبه في مجال عمله بروح مخلصة وتفانٍ ومسؤولية وأن يبتعدوا عن أي شكل من أشكال السلبية.
لن نسمح لأي كان أن يخل بواجباته أو يتقاعس عن أداء مسؤولياته.. وأنتم أبناء هذه المحافظة والسلطة التنفيذية فيها يجب أن تكونوا أكثر الناس حرصاً وتصدياً للقوى المعادية التي تحاول الإساءة للوطن أو إثارة البلبلة في المجتمع.. فقد عانت حضرموت كثيراً في الماضي أيام الحكم الشمولي وقبل إعادة تحقيق وحدة الوطن من التصرفات الفوضوية والأعمال الطائشة التي ألحقت الأذى بفئات المجتمع مما أدى إلى نزوح الكثير من أبناء هذه المحافظة للخارج طلباً للأمن والأمان.. ويتذكر الكثير من أبناء هذه المحافظة وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية المآسي الفظيعة التي ارتكبها ذلك الحكم الشمولي بحقهم علماء ومشائخ وتجار ومثقفين وغيرهم على مدى 25 عاماً.
والآن الحمد لله المحافظة وبعد أن حقق شعبنا وحدته تنعم بالأمن والاستقرار والطمأنينة وتشهد نهضة كبيرة وفي كافة المجالات سواء في مجال العمران أو التنمية أو الخدمات أو الأمن والأمان ولم يعد هناك من يخشى على ماله أو نفسه أو ممتلكاته وزال الخوف الذي في النفوس.. ولقد رصدت المبالغ المالية لإنجاز المشاريع الخدمية والإنمائية في هذه المحافظة مالم يُرصد لأي محافظة أخرى في الجمهورية وتحققت قفزة نوعية ملموسة في هذه المحافظة في كافة المجالات.
إن بعض العناصر المريضة التي تسعى للشوشرة أو البلبلة ومحاولة الإضرار بالوحدة الوطنية لن تنجح ولن تثنينا عن العمل والإنجاز.
إن شعبنا الذي لم ترهبه الصواريخ التي أطلقتها الانفصاليون الخونة على المدن لا يمكنه أن يهتز لعمل تخريبي هنا أو هناك ولن نسمح لأيٍ كان أن يمس ثوابت الوطن أو يضر بوحدتنا الوطنية.. فالوحدة الوطنية راسخة وقد عمدها شعبنا بتضحيات غالية جسيمة.. أما الذين ارتكبوا خيانة الحرب والانفصال، فإنهم الآن في مزبلة التاريخ يتسكعون في الخارج من عاصمة إلى أخرى ولن تنفعهم الأموال التي نهبوها على حساب دماء الشهداء الأبرار.
إن المكلا وتعز وسيئون وعدن وصنعاء ولج والحديدة وغيرها من المدن اليمنية هي ملك لكل اليمنيين الذين انتصروا لارادتهم في الثورة والاستقلال والوحدة وقدموا في سبيل ذلك تضحيات غالية.
إن الملكية وحقوق الناس مصانة بموجب الدستور إن قانون الاستثمار يتيح للرأسمال الوطني والعربي والأجنبي الكثير من الفرص والضمانات والحمايات التي تمكنه أن يعمل في مناخات آمنة، وأن ينجح في ظل المنافسة التجارية المشروعة.. ونحن نوجه الدعوة للرأسمال الوطني وبالذات في المهجر بأن يساهم في مسيرة بناء الوطن من خلال الاستثمار فيه وتنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تحقق فائدة مشتركة للوطن وللمستثمرين.. فتعمير الوطن وتحقيق نهضته يقع بالدرجة الأولى على عاتق أبنائه والمجال أمام هؤلاء مفتوح وستجد استثماراتهم كل الرعاية والتسهيلات الممكنة.. إن ذلك يعتبر واجباً وطنياً قبل أن يكون فيه مصلحة لهم وهناك رؤوس أموال وطنية كبيرة موجودة بالخارج حان الوقت لكي تعون إلى داخل الوطن وتساهم في ازدهار ونهضته.
إن دور أبناء حضرموت في التصدي للمتآمرين على هذه المحافظة وعلى الوطن ووحدته ودحرهم مهزومين. وما تتميز به حضرموت من مكانة تاريخية وما تحفل به من تراث ثقافي وفني متنوع وغني يبعث على الاعتزاز.
علينا أن نهتم بإحياء هذا التراث وتطويره وتقديمه في أفضل وازهى صوره.. ونوجه بإنشاء صندوق لإحياء ودعم الثقافة والتراث الفني بالمحافظة وسأقدم خمسة ملايين ريال كتبرع لتأسيس هذا الصندوق، ونوجه الدعوة إلى كل القادرين للتبرع لهذا الصندوق وبما من شأنه الحفاظ على التراث الثقافي والفني وتطويره.
كما نوجه بتقديم دعم مالي لتغطية تكاليف تأسيس صحيفة رسمية يومية بالمحافظة والتي رصدت موازنة إصدارها ضمن ميزانية عام 1998م وسيتم صدورها في يناير القادم. ونحث الأخوة مسؤولي الأجهزة التنفيذية والنيابية والقضاء على حل قضايا المواطنين أولاً بأول وتسهيل معاملاتهم والارتقاء بمستوى أدائهم والعمل بروح الفريق الواحد وأن تعمل الأجهزة فيما بينها بتنسيق وتعاون وتكامل وعدم ازدواجية.
وإنني لأعبر عن ارتياحي لما تشهده المحافظة من تطور مستمر في كافة مناحي الحياة، وإنه يجري الإعداد حالياً لإنجاز مشروع نفق جبل فرتك الذي تبلغ تكلفته حوالي 50 مليون دولار، ويربط محافظتي المهرة وحضرموت بطريق يسهل الانتقال بين المحافظتين.
الأخوة أعضاء المكتب التنفيذي ينبغي أن تتشابك أيديكم وتتآلف قلوبكم جميعاً من أجل خدمة الوطن وتحقيق مصالحه العليا.
أتمنى للجميع المزيد من التوفيق والنجاح في أعمالهم.