كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه ممثلي الجالية اليمنية في إندونيسيا
لقد سعدت بزيارة إندونيسيا تلبية للدعوة الكريمة الموجهة إلىَّ من فخامة الرئيس سوهارتو وبقدر ما كانت هذه الزيارة رسمية لبلد شقيق فإن ما حرصت عليه هو التقاء أبنائنا وإخواننا أبنائنا الجالية اليمنية المقيمين في إندونيسيا وفي دول شرق آسيا عموماً والذين التقيت عدداً منهم بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م واستمعت منهم إلى قضاياهم وتطلعاتهم وهم على تواصل مستمر مع الوطن ، ولقد وجهنا الجهات المعنية بتقديم كافة الرعاية لأبنائنا في المهجر وبما يعزز تواصلهم بوطنهم .
لكم نشعر بالفخر والاعتزاز بأبنائنا المغتربين في إندونيسيا وفي منطقة شرق آسيا عموماً الذين جاءوا قبل أكثر من 500 عام وبالذات من أبناء حضرموت الثقافة والحضارة والعلم الذين جاءوا إلى هنا لينشروا رسالة سامية وعظيمة وهي رسالة الدعوة الإسلامية وبفضلهم وما قدموه من نموذج عظيم في السلوك والمعاملة وحسن الدعوة انتشر الإسلام في هذه المناطق حيث توجد اليوم هذه الأعداد الهائلة من المسلمين لقد كانوا رجالاً عظماء وتاريخيين وتبعث أعمالهم الجليلة على الاعتزاز والفخر .
لقد حدثني فخامة الرئيس سوهارتو بإعجاب وثناء كبيرين عن دور أبنائنا اليمنيين ومساهمتهم في مسيرة كفاح إندونيسيا من أجل الاستقلال والوحدة وكان ذلك الاعتراف من أشقائنا في إندونيسيا يعبر عن المكانة التي يحتلها أبناء اليمن في قلوبهم وهو أيضاً محل اعتزاز وفخر لنا نحن – أبناء اليمن – داخل الوطن وخارجه.. لقد أدينا الصلاة اليوم مع الرئيس سوهارتو في أحد جوامع العاصمة الإندونيسية جاكرتا وكم سعدت عندما علمت أن إمام المسجد الذي أمَّ بالمصلين هو أحد أولئك الرجال العلماء من أبناء اليمن من منطقة تريم محافظة حضرموت، وكان هذا مبعث سعادة وفخر لأن هؤلاء الرجال هم خير سفراء لليمن والعروبة، إننا وحرصاً منا على رعاية أبنائنا المغتربين في إندونيسيا ودول شرق آسيا فلقد فتحنا سفارة هنا وأخرى في ماليزيا لرعاية مصالح أبنائنا وآبائنا في هذه البلدان، ونعدكم بأننا سنوجه الجهات المعنية في بلادنا بتذليل كافة الصعاب أمام أبنائنا المغتربين سواءً من يأتي منهم للزيارة أو للتجارة أو غيرها، وأنا أدعو أبناءنا المغتربين من أصحاب رؤوس الأموال أن يستثمروا في وطنهم ونحن نرحب بهم ونشجعهم، وهناك قانون جيد للاستثمار سوف يقدم لهم كافة التسهيلات.. وعليهم أن يطمئنوا على أموالهم، فلقد ولى زمن الخوف والإرهاب الشيوعي الذي بسببه فرَّّ الكثير من الرأسمال الوطني إلى الخارج خشية البطش..والآن الحمد لله وبعد أن حقق شعبنا وحدته ورسخها بتضحياته ينعم الوطن بالاستقرار والأمان وهو لكل أبنائه .
ونشيد بمواقف إندونيسيا الداعمة للوحدة اليمنية عندما أراد الانفصاليون تمزيق الوطن، ونحن هنا اليوم في إندونيسيا لنعبر عن تضامننا مع الشعب الإندونيسي ولنعبر عن شكرنا لتلك المواقف ولرعايتهم أبنائنا المقيمين في إندونيسيا.
إن ما تمر به إندونيسيا من أزمة مالية هي أزمة طارئة سوف تتغلب عليها بإذن الله وهذا ما أكده لي الرئيس سوهارتو وما تحقق في إندونيسيا من منجزات هو مكسب لكل أبناء الأمة الإسلامية .
إنكم خير سفراء لوطنكم وعليكم بمزيد من التآزر والتضامن والتلاحم فيما بينكم البين وعلينا أن لا ننشد للماضي وأن ننظر للمستقبل، وسعداء برؤيتكم وتلمس همومكم وقضاياكم ونتمنى لكم المزيد من النجاح .