كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه ممثلي الجالية اليمنية في ماليزيا وسنغافورة
يسعدني بمناسبة هذا اللقاء في ظل الزيارة الرسمية التي نقوم بها للمنطقة ولماليزيا تعزيزاً للعلاقات اليمنية الماليزية، وهي فرصة ثمينة وغالية قبل أن نبحث تعزيز العلاقات على مستوى الأطر الدبلوماسية فإن الأهم التقاء أهلنا وإخواننا وأبناء المغتربين وطلابنا في الخارج وعلى وجه الخصوص أنتم المقيمون في دول شرق آسيا.
لقد التقينا العديد منكم في الوطن وفرصة أن نلتقيكم هنا اليوم عن قرب لمعرفة أحوالكم وتلمس همومكم، وما نعتزم به هو مواقفكم الجيدة ولقد كنتم ومازلتم ممثلين لوطنكم الأم اليمن ولقد وصل أجدادنا الأوائل إلى هذه المناطق من آسيا للتجارة، ونشر رسالة المودة والاخوة وهي رسالة الإسلام دون إرهاب فكري أو سياسي أو عنف ولكن نشر رسالة الإسلام الحقيقية التي أمرنا بها الخالق وتقبلها أبناء هذه المناطق واحتضنوكم وكنتم خير أناس مكثوا في هذه الأرض نالوا احترامهم وتقديرهم، وهذا ما نعتز به ويجعلنا نترحم على أولئك الأوائل من أجدادنا وشيوخنا شيوخ الإسلام الذين جاءوا الى هذه الأرض، وفي المقدمة أبناء محافظة حضرموت.. حضرموت الثقافة والتاريخ الذين مازالوا يرتبطون بالوطن الأم متواصلين معه عبر التاريخ وهذا محل التقدير والاحترام من القيادة وكل أبناء الوطن .
وأرحب بالأخوات الحاضرات سواء كن طالبات أو مغتربات ومقيمات. لقد التقيت كبار مسئولي ماليزيا جلالة الملك ورئيس الوزراء وعدداً من المسئولين ووجدت منهم الثناء الكبير لأبنائنا المغتربين هنا في ماليزيا فأنتم مواطنون ماليزيون ولكن جذوركم عربية يمنية ودستور بلادكم يسمح لكم أن تحملوا عدة جنسيات .
وبلدكم اليمن سوف ترعى مصالحكم أينما وجدت سواء في الشرق أو الغرب، وسواء كنتم في ماليزيا أو سنغافورة.. ولذا أعتبر هذا اللقاء فرصة كبيرة وأشعر بالسعادة الكبيرة أن التقي هذه الشريحة لأسمع همومكم وأنا متأكد أن لديكم هموماً وخاصة رجال الأعمال الذين يحبون المشاركة في عملية الاستثمار والتنمية في الوطن .
ولقد حرصت على اصطحاب عدد من رجال الأعمال اليمنيين ليلتقوكم وليكونوا بمثابة الدليل لكم لتسهيل معاملاتكم داخل الوطن، كما أن معي عدداً من الوزراء المختصين من الخارجية والتخطيط والتنمية والصناعة والاستثمار، وذلك ليتلمسوا عن قرب همومكم ويذللوا الصعاب أمامكم في الأجهزة المعنية، كما أن افتتاح سفارة في ماليزيا وتعيين سفير فيها رغم الظروف الاقتصادية التي تعيشها بلادنا إنما هو تأكيد للأهمية التي نوليها أبناءنا وإخواننا المغتربين ورعاية مصالحهم .
وسيكون سفيرنا في ماليزيا سفيراً معتمداً غير مقيم في سنغافورة ، وفي الماضي كان اهتمامنا بشرق آسيا فيه بعض القصور وأدركنا أنه لابد من الاهتمام الكبير بهذه البلدان نظراً لأهمية العلاقات معها ولوجود هذا الكم الكبير من أبنائنا المغتربين، فأهل اليمن لهم فضل نقل رسالة الإسلام في هذه المناطق وكان لابد لنا أن نأتي ليستمر التواصل مع أهلنا في هذه المناطق، إن ما نعتز به نحن أبناء هذا الجيل أن أهلنا في هذه المناطق يتمتعون بسمعة طيبة، وهم خير سفراء لوطنهم الأم ولم يسمع عنهم سواءً في ماليزيا أو سنغافورة أو إندونيسيا أو الفلبين إلا كل خير .
ونحن نرحب ونشجع ونرعى ونهتم بالإنسان اليمني سواءً كان مستثمراً أو تاجراً ونهتم بالجانب العلمي واكتساب المعارف ونشجع كل من لديهم تحصيل علمي سواء في مجال الصحة أو التكنولوجيا وغيرها من العلوم بأن وطنهم الأم يرحب بهم ويقدم لهم كل التسهيلات والرعاية عند تفكيرهم بالعودة للوطن .
إن العالم أصبح قرية صغيرة بفض التكنولوجيا وثورة الاتصالات ووسائل الإعلام ولم تعودوا في هذه البقاع في غربة بعيدة، كما كان أجدادكم الذين قطعوا المسافات البعيدة وعبروا البحار وكانوا شجعاناً وعظماء ورجال تاريخ لم يكونوا لصوصاً أو قطاع طرق أو قراصنة بل كسبوا أرزاقهم بشرف وإباء وكرامة وكانوا نموذجاً طيباً وعليكم أنتم الأحفاد أن تحافظوا على تلك السلوكيات الطيبة .