كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه- في حضرموت- العلماء وأعضاء المكاتب التنفيذية والفعاليات السياسية وممثلي مختلف فئات المجتمع من محافظات حضرموت والمهرة وشبوة
أهنئكم بشهر رمضان الكريم وخواتمه المباركة، وأعبر عن سعادتي بهذا اللقاء والحشد الكبير الذي يضم العلماء والشخصيات الاجتماعية والمسئولين والقيادات العسكرية والأمنية ورجال الأعمال وغيرهم من فئات المجتمع في المحافظات الشرقية… حيث يأتي هذا اللقاء في إطار اللقاءات التي تحرص عليها القيادة مع مختلف فئات المجتمع وقطاعاته.
ونحن قادمون قبل حوالي شهرين من الآن على إجراء الاستفتاء الشعبي العام على التعديلات الدستورية، والتي تستهدف تعزيز الممارسة الديمقراطية. ومن حق كل مواطن أن يمارس حقوقه التي كفلها له الدستور، وأنا أدعو الإخوة المواطنين إلى ممارسة حقوقهم الدستورية والقانونية في عملية الاستفتاء على الدستور.. وحيث تقوم اللجنة العليا للانتخابات حالياً بالتحضير لإجراء عملية الاستفتاء المتزامنة مع انتخابات المجالس المحلية والتي تضم أكثر من 308 وحدات إدارية في كافة أنحاء الجمهورية.. وحيث تعتبر المراكز الانتخابية للانتخابات البرلمانية المراكز الانتخابية التي سيُمارس من خلالها المواطنون حقوقهم لانتخابات المجالس المحلية وانتخابات ممثلي المديريات للمجلس المحلي للمحافظات، وستُعطى تلك الانتخابات الفرصة لتوسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وليُمارس الشعب حقه الديمقراطي الذي كفله الدستور.
إننا نأمل من كافة الإخوة المواطنين الاستجابة والتفاعل مع هذا الحدث الوطني الكبير وممارسة هذا الحق الدستوري الهام.. وفي هذه الفرصة نتطرق إلى الإنجازات التي تحققت في المحافظات الشرقية وفي كل محافظات الوطن، وأنه بفضل الله وتعاون الإخوة المواطنين وحماس وتفاعل السلطات المحلية في تلك المحافظات أمكن إنجاز الكثير، وكلما تعاون الإخوة المواطنون مع السلطة المحلية كلما شجع ذلك القيادة والحكومة على تبني المزيد من المشاريع الإستراتيجية التنموية.
وبحمد الله وبفضل الوحدة المباركة تحققت الكثير من المشاريع الإستراتيجية الخدمية والإنمائية.
إن الوحدة نعمة كبرى وحدث تاريخي عظيم تحقق بطرق سلمية والتف حوله كل أبناء الشعب.. فالشعب ظل موحداً رغم محاولة تجزئته من قبل الاستعمار والإمامة وعهود التشطير.. فهو شعب موحد العقيدة والمبادئ والأهداف والتاريخ.. وليس لديه عصبيات أياً كان شكلها، ولا تفرقة سواء كانت مناطقية أو قروية أو غيرها، والدين الإسلامي الحنيف هو دين الأمة.. وندعو دوماً إلى عدم الإنشداد للماضي، بل فتح صفحة جديدة أساسها المحبة والوئام والتسامح والوحدة.. فالوطن ملك الجميع وهو لا يُبنى إلا بفضل كل أبنائه صغاراً وكباراً.. شيوخاً وشباباًً.. نساءً ورجالاً.
إنه وبعد نهاية حرب الانفصال في صيف عام 1994م تهيأت مناخات جديدة في الوطن للاستقرار والتنمية والاستثمار.. وأنا سعيد بما أشاهده من استثمارات رائعة في الوطن، وأدعو وأشجع كل أبنائنا المستثمرين على الاستثمار في الوطن، وعلى الحكومة أن تقدم لهم كافة التسهيلات سواء في الجمارك أو الضرائب أو الأراضي أو غيرها، وأن تسهل الإجراءات وتيسرها أمام المستثمرين من أجل تشجيعهم على الاستثمار في الوطن. ولأبنائنا المغتربين من أجل أن يعودوا للوطن ويساهموا في مسيرة بنائه.. وهناك العديد من المشاريع التي سيتم إنجازها في المحافظات الشرقية، ومنها طريق سيحوت/ نشطون/ الغيضة، وطريق تريم/ثمود/ شحن.
إن هذه الطرق تعتبر مشاريع هامة واستراتيجية ليست لمحافظتي حضرموت والمهرة فحسب، بل لكل أبناء الوطن، وحيث ستربط جنوب الجزيرة بشمالها ودول الخليج العربي ومنطقة الشام.
إن الدولة بصدد إصلاح وسفلتة طريق عدن- المكلا الذي يبلغ طوله أكثر من 620كم، وبنفس الطريقة التي تم بها إصلاح وسفلتة طريق المكلا- سيئون الذي يبلغ طوله حوالي 300كم، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من مشاريع الطرق في وادي حضرموت، وهذه الطرق تمثل شرايين للحياة، ومرتكزاً هاماً لخدمة التنمية، وذلك بما تقدمه من خدمات للمواطنين وتسهل لهم الانتقال وتبادل المصالح فيما بينهم.
ونجدد دعوتنا للمستثمرين من أبناء محافظة حضرموت وكل أبناء الوطن للاستثمار في الوطن سواء في حضرموت أو الحديدة أو عدن أو غيرها من محافظات ومناطق الجمهورية.
إن اليمن ملك لكل أبناء الوطن، وأينما وجد أي مشروع فهو يخدم كل أبناء الوطن.. فاليمن يمثل دائرة واحدة ومنطقة واحدة، ولا مكان هناك لمن يدعو للعصبية والمناطقية.
نحن ندعو كل أبناء الوطن إلى المحبة والإخاء والتسامح والتلاحم ونبذ كل ما يؤدي إلى الفرقة والخلافات وكل الموروثات السلبية من الماضي الإمامي والاستعماري والتشطيري.. فنحن جيل 22 مايو.. جيل 26 سبتمبر و14 أكتوبر.. جيل يتطلع لحياة أفضل ومستقبل أكثر ازدهاراً.. وإنني من خلالكم أزف التهاني والتبريكات إلى كل أبناء الوطن.. وأتمنى لهم ولوطننا الغالي المزيد من الاستقرار والتنمية والتقدم والازدهار.