كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه بالمشائخ والمسئولين والعلماء في محافظة صعدة
إنني لأعبر عن سعادتي بما سمعته من الأخوة الحضور وما طرحوه خلال هذا اللقاء سواءً من قضايا أو هموم إدارية أو متطلبات تنموية وخدمية، ومن الناحية الإدارية سوف يتم توجيه الجهات المختصة بحل القضايا الإدارية وبما يسهل على المواطنين ويعالج مشاكلهم وفي أسرع وقت.
أما بالنسبة للطلبات والاحتياجات فليس جديداً ما سمعناه فهي هموم واحتياجات الكثير من مناطق الوطن، والدولة تسعى بكل إمكانياتها من اجل تلبية الاحتياجات على الرغم مما نواجهه من انفجار سكاني كبير يلتهم الكثير من الموارد، ولكن على الرغم من كل ذلك فإن هناك إنجازات ملموسة تتحقق وهناك تغييرات نحو الأفضل في حياة المواطنين وجاءت موازنة عام 1997م لتستوعب الكثير من التطلعات التنموية..
وكان نصيب هذه المحافظة من المشاريع بحوالي مليارين ومائة وخمسين مليون ريال وإن شاء الله يتم متابعة إنجاز هذه المشاريع ويجب على الجميع في هذه المحافظة أن يتعاونوا مع السلطة المحلية من أجل تنفيذ تلك المشاريع وأن يكون هاجس الجميع هو المصلحة الوطنية العليا ومصلحة المواطن لأنه في بعض الأحيان تطغى عند البعض المصالح الشخصية على المصالح العامة وهذا ما لا ينبغي أن يكون ويجب أن يكون شعارنا هو المصلحة العامة وخدمة المواطن وأعبر عن تقديري للموقف الوطني النبيل والممتاز للأخوة أبناء محافظة صعدة إزاء كافة القضايا التي تهم الوطن وهو موقف يبعث على الاعتزاز والتقدير ونشيد بالجهود التي يبذلها الأخ محافظ المحافظة من أجل أداء مهامه وواجباته ينبغي أن يكون الجميع هنا عوناً له ولكل الأجهزة الحكومية حتى تتمكن من الاضطلاع بواجباتها في خدمة المواطنين، ولقد وجهنا برصد مبلغ مائة مليون ريال بنظر محافظ المحافظة لمواجهة بعض الاحتياجات العاجلة من المشاريع في المناطق النائية والمحرومة وبما يرتقي بمستوى حياة المواطنين فيها..
وأؤكد اهتمام الدولة بهذه المناطق في مختلف أنحاء الوطن وإعطائها الأولوية في خطط التنمية.. ومثلما نسمع منكم اليوم عن احتياجاتكم فإننا نسمع نفس المطالب من غيركم من إخوانكم أبناء المناطق الأخرى ونحن سنبذل كل الجهود من أجل تلبية تلك المطالب وصولاً الى ما يترجم أهداف التنمية الشاملة.
إن الوطن اليوم قد امتزج بالوحدة وتحقق التواصل والاندماج الوطني بين كل أبناء الشعب من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن أقصى الشرق الى أقصى الغرب، وعلينا الآن أن نتعاون وأن نقوي جبهتنا الداخلية وأن نعمل كفريق واحد لنواجه كافة تحديات البناء وجبهتنا الداخلية متى ما كانت قوية ومتماسكة والصف موحداً فإن تآمرات الأعداء مهما كانوا لن تنال من وطننا وإنجازاتنا شيئاً ومن خلال هذه الزيارات الميدانية للمواطنين في مناطقهم يتلمس الإنسان أو المسؤول الكثير من الحقائق ويتعرف عن كثب على احتياجات المواطنين وهمومهم ومشاكلهم وقضاياهم ويستطيع من خلال ذلك أن يقدم الحلول ويعالج القضايا أولاً باول عن الروتين الإداري أو عدم الفهم لطبيعة تلك القضايا والمشاكل..
لقد استمعت في هذا اللقاء الى كلام جيد يعكس الوعي الوطني الرفيع لدى من تحدثوا سواءً في القضايا التي تخص المواطنين في هذه المحافظة أو القضايا الوطنية التي تهم وطننا بشكل عام.. ولقد استمعنا الى حديث عن الاقتصاد والديمقراطية والتنمية وعن بناء القوات المسلحة والأمن ودورها وكان الحديث غنياً بالتناول العميق والواعي لمجمل هذه القضايا وهذا جزء من معالجة القضايا وتأكيد لحقيقة الديمقراطية والحرية التي يمارسها المواطنون في بلادنا الأمور تسير والحمد لله نحو الأفضل وفي كل يوم جديد تتحقق أشياء ملموسة لصالح المواطنين والوطن وفي هذه المحافظة تتحقق أشياء جديدة طريق صعدة- رازح- حرض وهو طريق استراتيجي مهم ونحن الآن بصدد البحث عن التمويل اللازم من أجل سفلتته وأيضاً طريق صعدة- كتاف- البقع وهو من المشاريع الهامة التي تضاف الى جملة المشاريع الاستراتيجية في مجال الطرقات في بلادنا ومنها طريق صافر- سيئون الذي يبلغ طوله حوالي 500كم، ونحن نثق في أن شعبنا الذي تغلب على الكثير من التحديات وبما يملكه من الصبر والأصالة والحضارة سيواصل شق طريقه نحو بناء حضارته واستعادة أمجاده وتحقيق كل طموحاته تطلعاته، وقد أصدرنا توجيهات بسفلتة عدد من الشوارع في مدينة صعدة بطول 36 كيلومتراً و13 كيلومتراً في أبواب الحديد، وكما سيتم تنفيذ عدد من مشاريع السدود والحواجز المائية في المحافظة ونشيد بالموقف الرائع الذي وقفه أبناء محافظة صعدة خلال معارك الدفاع عن الوحدة لكم كان يبعث على الاعتزاز منظر تلك القوافل القادمة من هذه المحافظة المحملة بالرجال والعتاد والمال للدفاع عن الوحدة إنه موقف لا ينسى لأبناء هذه المحافظة ولكل أبناء الوطن الذين شاركوا في تلك الملحمة الوطنية الخالدة.