كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه السفراء العرب المعتمدين لدى بلجيكا والسوق الأوروبية المشتركة في مقر إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل

أحمل السفراء نقل تحياتي لأخواني القادة العرب وتمنياتي لهم بموفور الصحة والسعادة ولشعوبهم اطراد التقدم والازدهار، وما تم خلال الزيارة هو بحث التعاون الثنائي مع بلجيكا والمجموعة الأوروبية، كما تم تناول مسيرة السلام في الشرق الأوسط والدور الأوروبي لدعم تلك المسيرة.

لقد وجدنا المسئولين هنا سواء البلجيك أو في المفوضية الأوروبية مهتمين بالأوضاع في المنطقة وبدعم مسيرة السلام، وأكدنا نحن لهم بأن السلام العادل والشامل في المنطقة ينبغي له أن يتحقق دون انتقاص للحقوق العربية خاصة الأراضي العربية المحتلة في عام 1967م سواء في فلسطين أو الجولان أو جنوب لبنان، ونحن نعتقد أنه مهما كانت الظروف والصعوبات الراهنة التي يمر بها وطننا العربي فإن الرهان على استمرار أو الخلافات العربية لن يكتب له النجاح لأن الأشقاء مهما اختلفوا فلابد من العودة لبعضهم البعض، فالخلافات والتباينات أمر طبيعي وهي قد توجد حتى في إطار الأسرة الواحدة والقطر الواحد، لكن الحال لا يدوم والأمة العربية من وقت لآخر تتناسى خلافاتها وتتجه نحو ما يحقق مصالحها وهي تعرف أين تكمن مصلحتها.

لقد وجدنا اهتماماً كبيراً لدى الأوروبيين بالتطورات في منطقة الشرق الأوسط وفي الوطن العربي عموماً، وهناك تفهم أوروبي للمطالب العربية.

إن الخلافات العربية ليست إلا سحابة صيف ستزول حتماً وسيعود التضامن العربي وتندمل الجراح التي حدثت بعد حرب الخليج الثانية، فلم يكن أحد راضياً عما حدث في عام 1990م، وإن شاء الله ينتهي كل ذلك بفضل جهود كل القيادات العربية.

أما على الصعيد الثنائي فلقد أكد الأصدقاء البلجيك والأوروبيون دعمهم للتنمية والديمقراطية في اليمن سواء في إطار الجزيرة والخليج أو تجمع البحر الأبيض المتوسط، ونحن مرتاحون للنتائج التي تحققت خلال هذه الزيارة.