كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه العلماء وأعضاء مجلس النواب والمسئولين والمشائخ والمزارعين في بعض مديريات محافظة الحديدة
إنني لأعبر عن ارتياحي للقفزة الكبيرة التي حققتها الزراعة في سهل تهامة، حيث أقيمت العديد من المزارع النموذجية الكبيرة التي تنتج اليوم كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات، ويتحقق من خلالها فائض إنتاجي كبير يتزايد باستمرار ، وهو ما يتطلب الاهتمام بجانب التسويق الداخلي والخارجي لتلك المنتجات.. وإننا لنجدد دعوتنا للرأسمال الوطني لإنشاء شركة مساهمة للتسويق الزراعي والصناعي وبما يخدم المزارعين ويعود بالفائدة على الوطن.. إن إنشاء مثل تلك الشركة يمثل ضرورة وطنية.. وما تحقق من نهضة زراعية اليوم يأتي ثمرة للجهود التي بذلت من أجل التنمية الزراعية، حيث تم إنشاء العديد من الحواجز والسدود وقنوات الري ومشاريع الخدمات الزراعية والتنمية الريفية سواءً في وادي سردد أو سهام أو رماع أو مور أو غيرها من الوديان ، حيث حافظت تلك المشاريع الكبيرة والاستراتيجية على المياه ومكنت المزارعين من استصلاح أراضيهم وريها بطرق حديثة ومنظمة، كما تم تقديم الخدمات الإرشادية والزراعية لهم وبما من شأنه تحسين الإنتاج الزراعي .
إن الزراعة عنصر هام ومرتكز رئيسي للنهضة الاقتصادية في الوطن وأؤكد هنا أهمية زراعة القطن في بلادنا والاهتمام بهذه الزراعة والتوسع فيها سواءً في سهل تهامة أو في دلتا محافظة أبين وغيرها من المناطق التي يمكن أن يزرع فيها.. كما أن الدولة قد حرصت على تشجيع المزارعين للإقبال على زراعة القطن من خلال قرارها تحديد أسعار القطن ومنع الاحتكار من قبل أي جهة رسمية أو غير رسمية.. وينبغي أن يخضع سعر القطن لأسعار سوق العرض والطلب .
إننا في ذات الوقت نوجه الجهات المعنية في وزارة الزراعة والري وبنك التسليف الزراعي أو الشركات الخاصة بالتوسع في تقديم القروض البيضاء الميسرة للمزارعين دون فرض شروط مسبقة لتحديد الأسعار عليهم.. كما نوجه بتقديم المزيد من المساعدة للمزارعين عبر تقديم البذور والإرشادات الزراعية الهادفة إلى تحسين الإنتاج الزراعي من حيث الجودة وكميات الإنتاج، كما ندعو الرأسمال الوطني إلى التوجه نحو إقامة المصانع التي تعتمد في خاماتها على الإنتاج الزراعي مثل المانجو والباباي والجوافة وغيرها، لأن التكامل بين الجانبين الزراعي والصناعي يترجم أهداف التنمية ويحقق الفائدة المشتركة للجميع .
وإنني لأدعو المواطنين وأحثهم على الاهتمام بالمساجد التاريخية في زبيد والدور الذي يضطلع به أصحاب الفضيلة العلماء في إسداء النصح والإرشاد في المجتمع وبما من شأنه نبذ التطرف والتعصب وتعزيز الوحدة الوطنية وحشد الطاقات والجهود في معركة البناء والتنمية في الوطن ونشر الأخلاق والقيم الفاضلة في المجتمع .
وأؤكد بأن الوطن في خير وأن المستقبل واعد بكل ما هو خير ومبشر، والمرحلة تتطلب المزيد من العمل والإنتاج وأن الرهان الذي ينبغي أن نكسبه هو معركة التنمية والنماء الاقتصادي باقتدار ونجاح .