كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه المشاركين في المؤتمر الوطني الأول لأبناء المنطقة الوسطى مأرب/الجوف/ شبوة
نبارك لكم قرارات وتوصيات المؤتمر.. وسنعمل على تنفيذ ما تضمنته هذه القرارات والتوصيات وارى أن هذا هو الأسلوب الأمثل الحضاري الصحيح أن يتم عقد مثل هذه المؤتمرات والفعاليات وتناقش فيها كل القضايا بدلاً من اللجوء إلى أعمال التخريب والعنف والإرهاب وخطف الأجانب وإقلاق الأمن والإساءة لسمعة اليمن.. فالحوار هو الوسيلة الحضارية وفي ظل الإقلاق الأمني يصعب إنجاز أي شيء حيث لا استقرار ولا تنمية ولا إنجازات سواءً في مجال الطرقات أو الصحة أو الزراعة، ونحن نأمل أن يكون انعقاد المؤتمر الوطني الأول نموذجاً لبقية المحافظات وبداية جديدة في عملنا الوطني والسياسي.
فانعقاد مثل هذه المؤتمرات من شأنها أن تلفت انتباه القيادات السياسية والحكومة وكل الجهات المختصة إلى مطالب المواطنين وإيصال صوتهم إلى المعنيين بحيث يتم تفهم تلك المطالب؛ والمنطقة الوسطى هي بلد الحضارة والتاريخ، ولقد تحققت منذ العام 1982م قفزة جديدة ومشاريع ممتازة في هذه المنطقة ولكن دعاة السوء يحاولون الإساءة لأبناء هذه المناطق وهم عناصر فردية لا تعبر عن أبناء المنطقة ولا عن هذه الوجوه الوطنية الخيرة؛ فأبناء المنطقة الوسطى هم من الصالحين والطيبين والمخلصين، والذين يقومون بالأعمال الشريرة هم قلة من الأفراد وهؤلاء يجب أن يدانوا من الجميع، وأؤكد اهتمام الدولة بتلك المناطق بإيصال مشاريع الخدمات والتنمية.
إننا عموماً نرى في هذا المؤتمر بداية جديدة في المنطقة الوسطى ونعتبره نواة لمؤتمر أوسع سيعقد من أجل عقد صلح عام لإنهاء مشاكل الثأر خاصة وأن هناك العديد من مشاكل الثأر والمفروض أن يورث الجميع لأبنائهم العلم والمعرفة والأمن والاستقرار ولا يورثون لهم المشاكل والثأرات وأن يتسلحوا بالوعي فهناك الشباب المتعلم والشيخ الذي مارس التجربة وينبغي ألا يكون أي شخص فريسة سهلة لأعداء التنمية والاستقرار في الوطن، فالعلم هو من أجل القضاء على هذه المظاهر والسلبيات والتي يدينها كل المجتمع؛ لأنه عمل غير حضاري وغير مسؤول، ونحن سندعم كل المطالب الحقة وسنعمل من أجل تحقيقها في إطار الإمكانيات.
وأنا من هنا أخاطب من خلالكم كل أسرة وكل شيخ وكل فرد في المنطقة الوسطى فهذه فرصة أن نلتقيكم ونتحدث إليكم وأن نبدأ معاً مرحلة جديدة في هذه المنطقة وأن يتعاون الجميع من أجل إيصال الخدمات ومشاريع التنمية التي يحتاجها المواطنون في هذه المناطق.
إن اليمنيين أباة معروفون باعتزازهم بأنفسهم وإخلاصهم وحبهم للعمل والإنتاج ولقد هاجروا إلى أفريقيا وجنوب آسيا وكل مكان لكن لكسب الرزق الحلال وليأكلوا من فوق رؤوسهم لا من تحت أرجلهم وهم شديدو الولاء لوطنهم ولا يفرطون به تحت أي مغريات.. إن شبكة الأمان الاجتماعي سوف تعمل على رعاية المحتاجين من أبناء المجتمع.