كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء لقائه العلماء وأعضاء مجالس النواب والوزراء والاستشاري وقادة القوات المسلحة والأمن والأحزاب والمنظمات ورجال الصحافة والأعلام بتاريخ
أرحب بكم أجمل ترحيب وأهنئكم بالشهر الكريم، وكل عام وأنتم بخير.. لقد تعودنا في الماضي أن نقيم أمسيات رمضانية، ولكن الأمسيات تقلصت بعد إعلان الجمهورية اليمنية يوم 22 مايو، وبعد أن تثبتت مؤسسات الدولة ووجدت الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والمنابر الإعلامية .
وكانت الأمسيات في تلكم الأيام تمثل ضرورة للالتقاء بمختلف شرائح المجتمع للاستماع لآرائهم سواء كانوا علماء أو سياسيين أو غيرهم من فئات المجتمع، ولكن بعد قيام الجمهورية اليمنية المباركة وبوجود مجلس النواب الممثل للشعب اليمني ووجود حرية الصحافة والاستماع لمختلف الآراء من مختلف القوى السياسية من خلال نهج التعددية الحزبية والإعلامية التي تعيشها بلادنا فإن الصوت مسموع للقيادة والحكومة ولكافة مؤسسات الدولة .
لقد حرصنا اليوم أن يكون لقاؤنا موسعاًَ يضم كافة القوى والفعاليات السياسية لنستمع فيه للآراء التي تفيد الحكومة في أدائها لعملها وفي تنفيذها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، وانه لمناسبة اليوم أدعو فيها كافة القوى السياسية والمستقلين وكل أبناء الوطن إلى تناسي الماضي لا نظل أسيري الماضي سواء لما قبل الثورة أوما بعدها أو أيام التشطير أو أثناء فتنة الحرب والانفصال والتخريب.. فلنغلق ملفات الماضي ونفتح صفحة جديدة.. وربما أن بعض هذا الجيل سيظل أسيراً لبعض الوقت.. لكن هناك جيلاً جديداً تبلغ نسبته حوالي ذ180 إلى 90 % متحرر من تلك العقد، ونحن ندعو ونحث على إغلاق ملفات الماضي وأن ننشد ونتطلع جميعاً للمستقبل وأن نضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، وأن يشدنا حب الوطن، وأن لا نبحث عن ولاءات خارجية مشبوهة.. بل يكون ولاؤنا هو لوطننا فالبحث عن الولاءات الخارجية المشبوهة يثير الإشكاليات ويقلل من وطنية الإنسان ولنتعظ من غيرنا.. ولنجعل اليمن فوق كل شيء فهي أرضنا التي نحيا فوقها وسنموت فيها، وحب الوطن من الأيمان وعلينا أن ننبذ الحقد والكراهية والبغض ونضع مصالح الوطن فوق كل شيء فالوطن بحاجة إلى كل أبنائه سواء في السلطة أو المعارضة والذين في السلطة يتحملون المسؤولية وكذلك الذين في المعارضة، فالفائدة هي للجميع وهذه هي دولة الجميع ليست حكراً على أحد وان ما نعتز به في وطننا هو تجربتنا الديمقراطية ووجود هذه المؤسسة الوطنية مجلس النواب، واليمن بادر وتحققت أشياء كثيرة ومنها إعادة تحقيق الوحدة ومشكلتنا أنه ليس لدينا مال ندفعه لوسائل الإعلام لتظهر الإنجازات في بلادنا.
نحن في اليمن في نعمة ولدينا حرية رأي وديمقراطية وهذا ما نعتز به … مرة أخرى أكرر الدعوة للجميع للتسامح وتعميق المودة والمحبة بين أبناء الوطن ونترك الحقد والبغضاء وننطلق انطلاقة جديدة نحو التطور والتقدم، وتبني قضايا المواطنين في إطار الإمكانيات المتاحة. أدعو الجميع في المعارضة والصحافة والشخصيات السياسية إلى ممارسة النقد الإيجابي.. فما هو صحيح نقول له صح وما هو غير صحيح نعمل على تصحيحه.. وأن لا يتم النظر للأمور من خلال نظارة سوداء بل من خلال نظارة بيضاء. ما هو إيجابي نشيد به وتعززه وما هو سلبي نشير إليه ونعمل على تصحيحه وأن نقدم الحلول المنطقية لمشاكلنا بعيداً عن المماحكات أو تحطيم معنويات الآخرين … وبعيداً عن خداع الجماهير واستغلال الظروف. وعلى أصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين دور في توعية الناس بالحقائق..
مرة أخرى / اكرر التهاني وأتيح الفرصة لمن يريد أن يدلي برأيه فليبديه. ونحن على استعداد لسماعه .