كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء إفتتاح مشروع الطوارئ لأمراض النساء والتوليد والأطفال وبنك الدم في مستشفى السبعين
نهنئ الأخوة في وزارة الصحة على إنجاز هذا المشروع، والمهم هو الاستمرار في المحافظة عليه وصيانته والاهتمام بالكادر الوسطي والفني وصيانة الأجهزة والمعدات والاهتمام بالخدمات والنظافة في المستشفيات؛ لأن الخدمات في المستشفيات ينبغي أن تكون مماثلة للخدمات الفندقية من حيث النظافة وتوفير الراحة النفسية للمرضى، لأن تلك المناخات هي التي تهيئ للطبيب أن يعمل ويؤدي واجبه بصورة جيدة وتجنب أي مضاعفات على المريض.. ونؤكد ضرورة تحري العاملين في بنوك الدم في بلادنا وبحيث تتوفر الضمانات لعدم انتقال أي فيروسات معدية عبر الدم الذي يتم الاحتفاظ به في تلك البنوك أو نقله للمرضى.
إنني أمل أيضاً من الأطباء أن لا يتحولوا إلى أطباء شاملين يدعون فهم كل شيء ومعالجة كل الأمراض سواءً القلب أو الأذن أو الحنجرة أو غيرها بل يجب أن يكون الطبيب متخصصاً حتى يكون بارعاً ويجب إن تكون هناك رقابة مستمرة وفاعلية من قبل وزارة الصحة على الجانب الصحي وأداء الأطباء والعيادات والمستشفيات العامة أو الخاصة.
ومن المؤسف أن بعض التصرفات من قبل الأطباء قد شوهت سمعة الطبيب اليمني وعكس ذلك نفسه في انعدام الثقة بين المرضى والأطباء ونأمل أن يعمل الأطباء في بلادنا على إزالة تلك الصورة وأن تقوم وزارة الصحة بواجبها في هذا المجال.. فالطب لا يتحمل الأخطاء أو التجريب وهو يرتكز أساساً على توفر الثقة بين الطبيب والمريض فإذا فقدت الثقة فإن ذلك يعكس خللا ً ما يجب إصلاحه.
ونحن نثق في أطبائنا بأنهم سيكونون دوماً عند مستوى المسؤولية والعمل الجاد من أجل الارتقاء بالمهنة والحد من ظاهرة العلاج في الخارج التي تكلف الوطن ملايين الدولارات.. ونحن نريد أن تستعاد الثقة في الطبيب اليمني من خلال السلوكيات الممتازة وإحكام الرقابة على الجانب الطبي، وقبل ذلك أن تتوفر رقابة الضمير واحترام المهنة ورفع مستواها العلمي والعملي وكفاءاتها الطبية وبحيث يكون التخصص هو الأساس وإلزامياً، وكذا الاهتمام بالمعاهد الصحية ومعاهد التمريض لتخريج الكوادر المؤهلة المتخصصة للجميع، كما نأمل أن لا تتحول العيادات والمستشفيات إلى أماكن للكسب المادي على حساب المهنة وأداء الواجب الإنساني تجاه المرضى، ونحث أجهزة الرقابة والصحافة على كشف كل الأخطاء والسلبيات الظهار الإيجابيات في أداء المستشفيات والأطباء لواجباتهم..فنحن في مجتمع ديمقراطي وينبغي أن نظهر كل شيء على الطاولة ليعرفه الجميع.
وأتمنى للجميع التوفيق في مهامهم وواجباتهم وأن يعملوا بروح مثابرة للنهوض بواجباتهم ومسؤولياتهم.