كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء حفل تدشين عام التدريب القتالي والعملياتي والإعداد المعنوي لوحدات الحرس الجمهوري في معسكر ثورة 48م
الأخوة ضباط وصف وجنود الحرس الجمهوري..
إلى كل المقاتلين من أبناء قواتنا المسلحة ورجال الأمن البواسل.
أكرر التهاني بعيد الفطر المبارك وكل عام وأنتم بخير.
الأخوة منتسبو المؤسسة الوطنية الكبرى.. القوات المسلحة والأمن، ونحن نودع عام 1999م الذي رحل بكل سلبيات القرن الماضي فإننا نستقبل هذا القرن استقبالاً حافلاً.. ونتطلع بكل الأمل والثقة إلى مستقبل زاهر لوطن الـ 22 من مايو 1990م وإلى كل منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية.
الأخوة المقاتلون أينما كنتم، يا أمل الأمة، ويا نبضها، ويا نبض قلبها إن شعبنا يعلق أملاً كبيراً على هذه المؤسسة الوطنية الكبرى رمز من رموز الوحدة الوطنية التي تضم داخل صفوفها من الضباط والصف والجنود من كل أرجاء الوطن، فلم تكن تلك المؤسسة العسكرية محصورة على قبيلة أو فئة أو منطقة لكنها رمز للوحدة الوطنية.. مثلها مثل المؤسسة التشريعية الكبرى مجلس النواب.
الأخوة المقاتلون:
إن العصر هو عصر المؤسسات عصر النظام والقانون، عصر الانضباط، عصر التنمية، عصر إنهاء موروثات التشطير والتخلف الذي ورثناه من الإمامة والاستعمار وعهود التشطير فلندخل هذا العام بقلوب صادقة وتسامح ومحبة وود وشجاعة.
إنني سعيد بما شاهدته داخل المؤسسة العسكرية خلال العام المنصرم من إعادة بناء وجاهزية قتالية رائعة.. فقد أصبحت مؤسسة عسكرية بكل ما في الكلمة من معنى، وأنا كمواطن عندما أرى هذه المؤسسة العسكرية والأمنية أكثر انضباطاً وجاهزية والتزاماً أجد معنوياتها تنعكس على الشعب.. وبذلك تستطيع الحكومة وتستطيع المؤسسات أن تتحرك نحو التنمية ووراءها سياج قوي منيع وحصن حصين، وهي المؤسسة العسكرية والأمنية التي تحمي وتدافع عن سيادة واستقلال وطن الـ 22 من مايو.
عندما نبني هذه المؤسسة فإننا لا نوجه رسالة لأحد.. ولكن هي رسالة سلام وأمن واستقرار، فلم نكن في يوم من الأيام عدوانيين على الآخرين بل العكس نحن نمد يد السلام إلى كل جيراننا وإلى كل جيوشنا العربية سواء في دول الجوار أو الدول الأخرى.. معركتنا الأساسية ومعركتنا المصيرية ليست مع الأقطار المجاورة، ولكن في إطار معركة الأمة العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني.
إن الخلافات بين الأقطار هي من صنع ودسائس الكيان الصهيوني.. وقد لا تكون بشكل مباشر ولكن بشكل غير مباشر سواء عبر دول صديقة أو دولة شقيقة.
إن كل البلاء والمحن للشعوب والأقطار العربية من صنع ودسائس الاستعمار ومن دسائس الكيان الإسرائيلي.. ليس بيننا خلافات نحن وجيراننا على الإطلاق، لا مع سلطنة عُمان، ولا مع الجارة السعودية، ولا مع اريتريا، ولا مع أي قطر آخر وهذه الفقاقيع التي تظهر من وقت لآخر هي من صنع الاستعمار، وعملاء الاستعمار والمخابرات الإسرائيلية.
إن هذه الآليات والمعدات والطائرات التي يمتلكها الجيش العربي نتمنى أن لا تكون موجهة إلى صدور أطفالنا أو إلى صدور جيوشنا العربية.. رسالتي واضحة.. ويعرفها كل من يعرفها، ومن لم يعرفها فليعرفها.. إن هذه الجيوش يجب أن لا تكون فوهات مدافعها وأسلحتها موجهة إلى بعضنا البعض، لكن يجب أن تتوجه فوهات المدفعية وبنادقكم الآلية إلى صدور المستعمرين والمحتلين والجاثمين على الأرض العربية.. فنحن نشاهد عبر القنوات الفضائية وما يعانيه الشعب العربي الفلسطيني العربي اللبناني والمواطنون العرب في مرتفعات الجولان من ضائقة الاحتلال الإسرائيلي.
أكرر باسم الشعب اليمني العظيم الدعوة إلى عقد قمة عربية عاجلة وذلك تعزيزاً وسنداً للمفاوض العربي الموجود الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، إذا كنا لم نسندهم بالجيوش في المعركة المصيرية فعلينا أن نسندهم سياسياً في الوقت الحاضر وذلك لمساندة المفاوض العربي الموجود في واشنطن أو في أي مكان آخر.
وأكرر الدعوة.. فليس من وراء هذه الدعوة مغنم أو مكسب للقطر اليمني.. بل مكسب لإعادة التضامن العربي لأمتنا العربية.. القمة ليست للمجاملة ولكن للبحث الجاد في القضايا المصيرية للأمة العربية، وفي التحديات التي يواجهها المواطن العربي، نتحدث عن العروبة، ونتحدث عن الإخاء ونتحدث عن العقيدة، نتحدث عن القومية، ونتحدث عن المبادئ فلماذا لا نجتمع، ما هو المانع أن انعقاد القمة العربية في مقر الجامعة العربية ليس هناك أي مبرر لعدم انعقادها بل على العكس الظروف مواتية لعقد هذه القمة ليبحث الأشقاء الخلافات.. فالخلافات موجودة في إطار العائلة الواحدة.. ونحن نعتبر الأمة العربية عائلة واحدة لماذا لا نبحث هذه الخلافات ولنبشر شعوبنا بإعادة التضامن ونبذ الفرقة وحل مشاكلنا أينما وجدت.
أكرر التهاني بعيد الفطر المبارك وأشكر قيادة الحرس الجمهوري وقيادة وزارة الدفاع وهيئة رئاسة الأركان العامة ووزارة الداخلية على الجهود التي بُذلت خلال العام المنصرم، وأتطلع إلى العام الجديد 2000م إن شاء الله بنتائج إيجابية على مستوى التأهيل العلمي الحديث المتطور وليس بقدر ما عندنا من الكم من البشر ولكن ينبغي علينا أن نهتم بالكيف في إعداد المقاتلين.
وكل عام وأنتم بخير، ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ،