كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء حضوره حفل تخريج الدُُفعة الأولى من كلية العلوم الإدارية والدُفعة الثانية من جميع كليات جامعة تعز
بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئ الخريجين من الطلبة والطالبات وأتمنى لهم النجاح في مهامهم المستقبلية وأعبر عن شكري لرئاسة الجامعة وأعضاء هيئة الدريس على ما بذلوه من جهود من أجل إعداد هذه الدُفع .
إننا نعتز بما تحقق في جامعة تعز ، فهناك نقلة كبيرة ونوعية ممتازة على صعيد بناء الكليات والدُفع المتخرجة وعدد الطلاب الملتحقين بها ، حيث بلغ عددهم حالياً حوالي 30 ألف طالب وطالبة ، نسبة الطالبات منهم 65% والباقي من الطلاب .
أما كلية التربية في التُربة فنسبة الملتحقين بها يبلغ 85% من الطالبات و15% من الطلاب ، وإن شاء الله توفق الحكومة في توفير فُرص عمل للخريجين.. والتوجه الجديد لدى الحكومة هو التوسع في بناء المعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع وهذا مهم لعملية التنمية.. والأخذ بنظام السنتين مابعد الثانوية من أجل الحد من بطالة الخريجين ، ويجب أن تتبنى الحكومة هذا التوجه من أجل إيجاد فرص عمل للشباب.. فالمعاهد الفنية والمهنية وكليات المجتمع هي العمود الفقري والأساسي للتنمية ، كما أننا نشجع على الالتحاق بكليات التربية ومجال التدريس على أن لا يتحول الخريجون من هذه الكليات إلى إداريين ؛ لأنه للأسف توجد في بعض الأحيان مجاملات من قبل مدراء مكاتب التربية حيث يتم تحويل خريحي التربية إلى إداريين بدلاً من أن يكونوا مدرسين في المدراس خاصة أبناء الوزراء والمحافظين والمسئولين.. فأملي أن تنتهي مثل هذه المجاملات حتى يكون هناك تماسك قوي داخل المجتمع ووحدة وطنية راسخة وعمل تنموي صحيح وإبداع سواء في المجال التربوي أو التنموي أو في أي مجال من المجالات ، فالمسألة ليست مسألة راتب بل مسألة إنتاج وإبداع في شتى المجالات .
إن وضعنا الآن أفضل بكثير مما كان عليه قبل 10سنوات وحيث كان يوجد مدرسون عرب أكثر من 60 ألف مدرس من المدرسين العرب.. الآن يوجد الآف من الخريجين من التخصصات التي نحن بحاجة إليها وهذا شيئ مهم وضروري ومن المهم أن يوجد لدينا أشقاء في مجال التعليم الجامعي المهني وفي التخصصات النادرة وغير الموجودة .
وعلى الحكومة أن تعمل على الإحلال في مجال التعليم وفي مجال الثروة المعدنية وتطبيق الاتفاقيات مع الشركات العاملة ، وأن تعمل إحلالاً كاملاً بدلاً من الخبرات الأجنبية وليس هناك ما يوجب تجديد العقود لتوظيف الأجانب في الشركات العاملة في مجال النفط بل يجب تطبيق الاتفاقيات بصورة كاملة وأن تتم عملية الإحلال للكوادر اليمنية محل الكوادر الأجنبية .
أنا سعيد بما تحقق على مدى العشر السنوات في محافظة تعز في مجال التنمية.. حيث تم إنجاز مشاريع في المحافظة تبلغ قيمتها واحداً وخمسين مليار ريال ، ومعتمد للمحافظة خلال الخطة الخمسية الحالية للتنمية مشاريع بحوالي 56 مليار ريال، ومنها طريق التُربة، وطريق شرعب، وطريق المخا- عدن ومشروع الحفاظ على مدينة تعز من السيول ومشروع المياه والمجاري وهذه مشاريع خدمات أساسية لتحسين المحافظة .
وإن شاء الله تتحسن مواردنا ونعمل في مجال استكمال الخدمات ، وإنجاز عدد من المشاريع ومنها طريق حيفان – المفاليس وطور الباحة واستكمال طريق هيجة العبد – المقاطرة – طور الباحة ومشروع طريق النشمة –المفاليس ، وهناك الكثير من المتطلبات.. إن شاء الله تتحسن موارد البلد ويتم إنجازها ، كما أننا نأمل من الدول المنتجة للنفط في أوبك والدول المصدرة أن تعمل على تخفيض الإنتاج بنسبة مليون أو مليون ونصف حتى يساعد الدول الصغيرة المنتجة للنفط ومنها اليمن على بيع نفطها بسعر أفضل وتحسين الموارد لتتمكن من مواجهة معضلات التنمية ، فعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية فإن الدول المستوردة والصناعية لا تُخفض من أسعار سلعها المصدرة لدول العالم الثالث ولا توجد عدالة على الإطلاق في هذا الجانب .
ونحن في اليمن متضررون فإنتاجنا محدود حوالي (400) ألف برميل وعلينا التزامات كبيرة ، فهناك احتياجات متزايدة لـ18 مليون مواطن بحاجة إلى الغذاء والعلاج والملبس والخدمات وكل مستلزمات الحياة الأخرى .
إننا نتمنى أن لانرى في بلادنا عاطلاً واحداً في الشارع ، وأتمنى أن أراكم في ميادين العمل وأحث الطلاب بعد إتمامهم الثانوية العامة والتعليم الأساسي عموماً التوجه إلى الإلتحاق بالمعاهد الفنية والمهنية ونيل التعليم المهني والفني حتى يمكنهم الحصول على فرص عمل ولا تكون هناك بطالة في صفوفهم لأن الإقبال الكبيرعلى التعليم الجامعي سوف يؤدي في النهاية إلى التكدس والبطالة.. صحيح أن التعليم الجامعي حق للجميع والطموح مشروع للجميع ، لكن هناك الآف الخريجين من الجامعات ، والفرص في كل الأحوال محدودة .
إننا نحث رجال الأعمال وفاعلي الخير في بلادنا على الاتجاه نحو الإسهام في مجالات التعليم الفني والمهني .
وبهذه المناسبة أشكر الأخ علي محمد سعيد ومجموعة هائل سعيد على تبرعهم ببناء كلية للهندسة والتكنولوجيا في جامعة تعز بتكلفة تبلغ ملياراً وستمائة مليون ريال، واثقين أنهم سوف يبذلون كل جهودهم لإنجاز الكلية خلال 3 سنوات ، ونحن نقدر للأخ علي محمد سعيد ومجموعة هائل سعيد إسهامهم في العمل الخيري والوطني ولهم بصمات واضحة في إنجاز المشاريع الخيرية سواء في عدن أو الحديدة أو صعدة أو أبين أو غيرها من المناطق ، لم يكونوا قط قرويين ومحصورين في مناطق محافظة تعز ، ونحن نثمن عموماً لرجال الأعمال إسهاماتهم في مجال العمل الخيري والتنموي
أتمنى للجميع النجاح والتوفيق.