كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء استقباله المشاركين في الدورة الـ 30 لاتحاد الجامعات العربية
نرحب بهذه النخبة من الاخوة رؤساء وأساتذة الجامعات ونقدر كثيراً الجهود التي تبذلونها من اجل إنشاء جيل عربي قومي واسلامي وهذا ما نعتز به من هذه الصفوة العربية ونتمنى لهذه الجامعات المنتشرة على ساحة الوطن العربي الكبير المزيد من التواصل والترابط فيما بينها فهم النواة الحقيقية لتوحيد الصف العربي وإنشاء جيل عربي متماسك وقادر على مواجهة التحديات..
فما من شك إن هناك مؤامرات على الأمة العربية لشق الصف العربي واكبر دليل ما تعانيه الأمة العربية منذ النكسة في عام 1967م وحتى حرب عام 1990م حتى لا تقوم قائمة للامة العربية من مشرقها الى مغربها ومن شمالها الى جنوبها.. ونحن نأمل ونثق بان تنشئ هذه النخبة جيلاً عربياً قومياً يرفض التبعية بكل أشكالها وكل ما يسيء للامة.
ولعلكم تتابعون ما يتعرض له الشعب العربي في العراق وليبيا والسودان وما تعرضت له اليمن في عام 1994م من تآمر على وحدتها وهذا هو تآمر على الأمة العربية..
ونحن ناسف إن نقول بأننا في القيادات العربية نكون أحياناً أدوات للتآمر الأجنبي ضد بعضنا البعض.. نحن نأمل إن يكون أساتذتنا الأفاضل في الجامعات العربية إن يكونوا النواة الحقيقية لتقارب، واعادة التضامن العربي والعمل العربي المشترك لمواجهة كل هذه التحديات.. وانه لولا هذه الانقسام في الصف العربي لما تعنت الكيان الإسرائيلي حول مسيرة السلام بمثل هذا التعنت والصلف..
نحن من جيل تربينا على الوحدة.. والعرب ومنذ عام 1967م كنا لا نقبل بمثل هذا السلام لانه محتل وغاصب ولكن عندما جاءت مسيرة السلام في ظل المتغيرات الدولية والمستجدات قبلوا المتغيرات الدولية والمستجدات قبلوا بالسير في عملية السلام تعنت الكيان الصهيوني حول عملية السلام وستستمر كل الحكومات المتعاقبة في تعنتها حول السلام لانه لو كنا كعرب كتلة واحدة لكنا حققنا ما نريد لكن هذا الكيان يسعى الى حلول انفرادية مع العرب ويتفاوض مع كل واحد منهم على حدة..
واليوم يصرح الإسرائيليون بأنهم يريدون إن يقيموا علاقات مع اليمن ومع ذلك القطر العربي خارجاً عن المؤسسة القومية (الجامعة العربية) ولو تم التفاهم العربي في اطار الجامعة العربية لكن التفاوض مع إسرائيل قد تم بشكل متكافئ.. ولكن استطاع التآمر الأجنبي إن يفرق شمل وصف الأمة العربية.. وأملنا كبير في إن تلعب النخبة المتعلمة والمثقفة في وطننا العربي دورها وان يكونوا نواة خير وان ينصحوا القيادات العربية، ونحن منها بالسير في طريق التضامن العربي وإغلاق ملف الشتات والخصومة والأذى لبعضنا البعض، وان نركز طاقاتنا وإمكانياتنا نحو أعدائنا ونخلق فيما بيننا المودة والألفة والمحبة والتسامح والتعاون في شتى المجالات وان لا نسخر طاقاتنا السياسية والفكرية والثقافية للتآمر على بعضنا البعض..
إن ما يجري في الجزائر الشقيق أمر يؤسف له إن تصفى النخبة من القيادات القومية والعربية ومحاولة زعزعة أمن الجزائر واستقرارها وهذا تآمر خطير على الجزائر.. ونحن نشجب وندين ذلك ولو كان هناك أدنى قدر من التضامن لما واجه الجزائر والسودان أو ليبيا أو العراق ما يواجهونه الآن من تآمر..
ما من شك فان لكل قطر عربي إيجابيات وسلبيات ولكن هل نستسلم للسلبيات إن نحاول إن نتجاوزها ونتحدث حول وحدة الصف العربي..
نحن موحدين كأبناء أمة عربية في برامجنا الثقافية واللغة نقرأ القران.. لماذا لا نوحد صفنا. لماذا يبدو الصهيوني موحداً وهو كيان صغير مزروع في جسد الأمة العربية يتحدى هذه النخبة.. هل الإنسان في هذا الكيان هو غير الإنسان العربي في تفكيره وقدراته.. لماذا استطاع هذا الكيان إن يكون كتلة موحدة متماسكة أمام الأمة العربية.. نحن كم كبير في العدد لكن دون كيف ولكن الكيف يأتي قبل الكم..
إننا نرحب بكم في وطنكم ونعتذر عن أي قصور قد حصل من هنا وهناك.. وأهلاً وسهلاً بكم بين أهلكم..
وعن قرار بلادنا منح اتحاد الجامعات العربية وسام الوحدة اعتزازاً واعترافاً بالدور الريادي الذي يضطلع به اتحاد الجامعة العربية في قيادة العمل الأكاديمي العربي المشترك وتقدير الدور الإيجابي وإنجازات الملموسة للاتحاد في دعم التضامن العربي على طريق الوحدة العربية وهو وسام على صدر كل أكاديمي عربي.