كلمة الأخ رئيس الجمهورية أثناء استقباله رئيس وأعضاء برلمان الأطفال
أرحب بالبرلمانيين الأطفال من البنين والبنات.. وإنها لظاهرة جميلة أن ينشأ جيل جديد وقد تربى على الديمقراطية والحرية وحرية الرأي والتعبير، وسيكون هذا البرلمان والذي يضم أطفالاً من أبناء اليمن من كل محافظات الجمهورية النواة أو المدرسة الأولى التي يتربى فيها الجيل على الممارسة الديمقراطية وقواعد اللعبة الانتخابية للوصول إلى مجلس النواب الذي يمثل كل الأمة.
إن ما تغرسه هذه التجربة الرائدة في نفوس الأطفال من السلوك الديمقراطي تمثل بذرة جيدة يجب رعايتها وتنميتها.. وإذا كانت التجربة الأولى لبرلمان الأطفال قد بدأت في العاصمة فإنها سوف تنتقل إلى بقية عواصم المحافظات الأخرى لتشمل كل الجمهورية.
إن هذه الديمقراطية في صفوف الأطفال سوف تحظى بكل الدعم مني شخصياً ومن الحكومة، وعليكم كبرلمانيين أطفال أن تهتموا بحقوق الطفل ورعايته ومناقشة قضاياه بكل حرية ووعي، ونحن من جانبنا سنقدم كل الدعم والرعاية لهذه التجربة وللطفل اليمني، سواء من خلال وزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية، أو التربية والتعليم، أو الجهات المعنية الأخرى.. ومن حقكم كبرلمانيين أطفال أن تطالبوا الحكومة أو وزراء منها للحضور إلى برلمانكم ومناقشتهم ومساءلتهم في كل ما يخص شؤون الطفل اليمني وحقوقه سواء بشكل جماعي أو فردي.. وأنا أحث مجلس النواب أن يفتح أبوابه أمام برلمان الأطفال، ويقدم كل التسهيلات التي تكفل له تسيير أعماله سواء من حيث المطبوعات أو مقررات اللجان أو أعمال السكرتارية.
إنه لأمر يستحق الاهتمام وتسليط الضوء الإعلامي على هذه التجربة. لهذا على الأجهزة الإعلامية أن تقوم بواجبها في تغطية فعاليات وأنشطة برلمان الأطفال، بما في ذلك النقل الحي والمباشر لمناقشاته حتى يُخلق وعي سليم لدى الأطفال والجيل الناشئ بالممارسة الديمقراطية وبالكيفية التي ينبغي أن يمارس الجميع حقوقهم الديمقراطية والانتخابية.
ونؤكد على أهمية التوسع في هذه التجربة حتى الوصول إلى إنشاء برلمان الأطفال الذي يمثل كل محافظات الجمهورية، وبحيث ينشأ في كل محافظة برلمان للأطفال، ومن مجموع هذه البرلمانات ينشأ برلمان موحد يمثل كل أطفال اليمن بنيناً وبناتاً.
إن إنشاء برلمان للأطفال يمثل مدرسة يتعلم فيها الأطفال كيفية الدفاع عن حقوقهم بأسلوب ديمقراطي، وهي تجربة تقودهم لخوض غمار الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب عندما يبلغون سن الرشد، وستكون لديهم تجربة غنية وخبرات جيدة ويكونون مؤهلين لتحمل مسؤولياتهم في المستقبل، وكلما كانت النقاشات موضوعية وجادة فإن ذلك سوف يكسبهم عطفاً وتأييداً جماهيرياً كبيراً، وهذه مدرسة راقية للتدريب على إصدار التشريعات، والمصادقة على المعاهدات.
إننا نتمنى أن يكون للفتاة نصيب كبير في هذا البرلمان ونتطلع أن تحتل نصف المقاعد، وذلك تشجيعاً للمرأة اليمنية، لأنها نصف المجتمع، وعليها أن تكون مشاركة فاعلة في المجال التشريعي.
إننا نبارك لائحتكم، وما توصلتم إليه من قرارات وتوصيات، وسنوجه الحكومة والجهات المعنية الأخذ بها وتنفيذها.
ونشكر رئيس البرلمان وكل الذين بذلوا جهوداً من أجل إنجاح هذه التجربة، وأنتم جيل جديد خالٍ من كل عُقد الماضي، يتم تنشئتكم وبناؤكم على الوحدة والديمقراطية متحررون من كل ترسبات الماضي وتأثيرات عقول وعهود ما قبل الثورة والتشطير، وأنتم جيل يبنى ويربى على أسس وطنية ديمقراطية سليمة.
مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق