كلمة الأخ رئيس الجمهورية أمام رئيس وعمداء وأعضاء هيئة التدريس في جامعة تعز
لقد زرت أمس الجامعة وسعدت بما شاهدته من كليات جيدة ومرافق حديثة تحققت للجامعة وهي تبعث على الاعتزاز.. ومكاسب ينبغي الحفاض عليها ..فلق كان وجود جامعة في تعز يمثل أمنية غالية واليوم هناك جامعة حديثة توفرت لها كافة مقومات النجاح وتضم في جنباتها ما يزيد على 25ألف طالب وطالبة ..ونحن نولي كل الجامعات اليمنية كل الاهتمام والرعاية نظراً لأهمية الدور الذي تضطلع به في بناء الجيل اليمني الجديد وتأهيله علمياً وتربوياً .
وعلى الأخوة أساتذة الجامعات أن يضطلعوا بدورهم في غرس وتعميق الولاء الوطني في نفوس الطلاب والطالبات وبما يحصنهم من كافة الاختراقات التي تحاول النيل من المنجزات والمكاسب التي تحققت لشعبنا في ظل الثورة والوحدة والنخر في الوحدة الوطنية ، لأن هناك قوى وعناصر تآمرت على الثورة والوحدة وفشلت في الإدارة والاقتصاد والتنمية وعجزت عن تحقيق أي شيء مفيد للناس ..وهي تشكك اليوم في أي شيء يتحقق في الوطن ، لهذا عليكم أن تربوا جيلاً جديداً وطنياً ولاؤه لله والوطن والثورة وحصن بالعلم والأخلاق والمعرفة وخال من عقد الماضي ومخلفات التشطير والإمامة.
إنه من المؤسف أن بعض الأحزاب عندما تفشل تعود إلى استخدام الطائفية والمناطقية والقروية وإثارة النعرات الضيقة للتغطية على فشلها ، ولهذا فأن الرهان هو على هذا الجيل الجديد المتعلم الذي يرفض مثل هذه التعصبات الضيقة وينبذها ويحاربها من صفوفه .
إن ما شهده التعليم الجامعي في بلادنا من نهضة حيث تم إنشاء العديد من الجامعات والكليات والمعاهد التي تنتشر على امتداد محافظات الوطن.. ولعلنا نتذكر بعد الوحدة كيف كانت جامعة عدن لقد كانت مجرد معهد صغير والآن تضم الجامعة العديد من الكليات والمرافق الهامة ويدرس فيها الآلاف من الطلاب والطالبات ..وتعتبر اليوم جامعة عدن نموذجية وبالمثل في حضرموت وغيرها من المحافظات ..ولا شك أن تحقيق هذه المنجزات وتخرج هذا الكوادر المؤهلة من الشباب أمر لايسر أولئك الذين حملوا دوماً معاول الهدم والتخريب في الوطن..والرهان هو على هذا الجيل الوطني في التصدي لهؤلاء وإحباط محاولاتهم الفاشلة لشق الصف الوطني أو الإضرار بمصالح الوطن.. ولهذا ينبغي التركيز على بناء جيل صالح وتربيته التربية السليمة وتأهيله التأهيل العلمي الجيد وهذه مسئوليتكم كاساتذه في الجامعات والمعاهد فنحن نريد جيلاً وطنياً عميق الإيمان وشديد التمسك بعقيدته ومبادئ الثورة .
إن الحزبية ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة ونهج للوصول إلى الأفضل، ولهذا ينبغي أن نجعل من الحزبية وسيلة للبناء لا للهدم ووسيلة لتعميق الوحدة الوطنية لا لتمزيقها والإضرار بها ولنجعل من الديمقراطية وسيلة لتفجير طاقات الشعب في مجالات البناء والعمل والإنتاج والإبداع ..وأن نعتز بانتمائنا الوطني وبفكرنا الوطني المستقل النابع من عقيدتنا وخصوصية واقع شعبنا وتراثه وتطلعاته وأن يبتعد الجميع عن الأفكار المستوردة والغريبة أو التي عمى عليها الزمن وأثبت الواقع فشلها وعقمها.
وأنتم في الجامعات صفوة مثقفة وقادة رأي وعليكم أن تغرسوا في نفوس طلابكم روح الإيمان والانتماء للوطن وتحصينهم بالأفكار الوطنية البعيدة عن التأثر والتقليد الأعمى للأفكار وتجارب الآخرين.. وهذه مسئوليتكم وعليكم أن تكونوا القدوة لطلابكم.. كما عليكم الاهتمام بتأهيلهم وفق أحدث وسائل وطرق التربية والتعليم.. وأن تكون الجامعات صرحاً علمياً ومنابر لتلقي العلوم والمعارف وللبحث العلمي المفيد الذي ينبغي أن يكرس بالدرجة الأولى لما يخدم أهداف وقضايا التنمية والبيئة اليمنية.. فهذه الكوادر الشابة التي يتم تخريجها ومن مختلف التخصصات هي التي يعول عليها في البناء والتسريع بوتائر التنمية؛ ولهذا نحن نولي هذا الجيل وتعليمه وتأهيله كل الاهتمام لأنه الدم الجديد الذي يتدفق في شرايين الوطن ويمده بالقوة والاقتدار والنهوض .
أتمنى للجميع المزيد من التوفيق والنجاح .