كلمة الأخ رئيس الجمهورية التوجيهية في افتتاح المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة
بسم الله الرحمن الرحيم
أهنيء أفراد القوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك وانعقاد هذا المؤتمر .
إن هذا المؤتمر ينعقد في ظل متغيرات جديدة على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية.. فعلى الصعيد الداخلي هناك عملية التحضير للاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية وتوسيع المشاركة الشعبية من خلال انتخابات مجالس السلطة المحلية التي ستجرى في الشهر القادم وعلى قواتنا المسلحة والأمن التفاعل مع هذا الحدث الوطني الكبير والتعاون لما من شأنه حفظ الأمن السكينة العامة .
أما على الصعيد الإقليمي فإننا نتابع بألم التطورات الجارية على صعيد الصراع العربي – الإسرائيلي وما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرب إبادة حقيقية، ولقد ثبت صدق ما قلناه في مؤتمر القمة العربية غير العادية بالقاهرة عن الحاجة إلى إرسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني من الصلف الصهيوني وحرب الإبادة التي تُمارس ضده على يد قوات الاحتلال الصهيوني .
ومن المؤسف أن تلقى الجهود المبذولة لإرسال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة معارضة تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال التلويح باستخدام حق الفيتو.. ونتطلع أن تعيد الولايات المتحدة النظر في هذا الموقف، وأن تكون المعايير صحيحة وبعيدة عن الكيل بمكيالين.. فهناك قوات دولية ذهبت إلى كوسوفو وتيمور الشرقية في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني للتنكيل والقمع والحصار من قبل القوات الصهيونية ودون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً إزاء ذلك .
إننا نؤيد عملية السلام الكاملة والشاملة دون إنقاص وفي إطار الشرعية الدولية وأي اتفاقيات جديدة خارج الشرعية الدولية لن يكتب لها النجاح.. ونؤكد مجدداً دعمنا لانتفاضة الأقصى من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحتى يتحقق الأمن والاستقرار والسلام العادل والشامل في المنطقة .
إن معاهدة جدة الموافقة بين بلادنا والمملكة العربية السعودية حققت واقعاً جديداً على صعيد العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين وفي المنطقة وأرست عهداً جديداً وأساساً قوياً لتطوير العلاقات الأخوية وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة .
وفي ما يتعلق بمسيرة القوات المسلحة نشير إلى الدور الذي قطعته على درب إعادة البناء والتحديث وتعزيز القدرة الدفاعية لبلادنا، ونؤكد الاهتمام ببناء قوات نوعية متطورة تعتمد على الكيف قبل الكم وترتكز على جوانب التأهيل العسكرية والعلمي المتطور والتجهيزات العسكرية والتقنية الحديثة والكفؤة ..
ونشير إلى الدور الذي تلعبه الكليات والمعاهد العسكرية في مجال التأهيل وفي مقدمتها كلية القيادة والأركان ومعهد الشهيد الثلايا، ونشدد الآن على أهمية أن يكون الالتحاق بهذه الكليات في إطار الشروط التي تكفل تخريج القادة الذين يتحملون مسئوليتهم في المستقبل بكفاءة واقتدار ..
إن العام 2001م سيكون عام القوات البحرية.. حيث ستتواصل جهود البناء والتحديث لقواتنا البحرية وتجهيزها بمختلف التجهيزات القتالية والفنية المتطورة التي تعزز قدرتها في حماية الشواطئ والمياه والجزر اليمنية ..
فبلادنا تمتلك ساحلاً طويلاً يمتد لأكثر من 2000كيلومتر ولها موقع جغرافي استراتيجي وهو ما يتطلب الاهتمام بالقوات البحرية ورفدها بكل جديد في مجال التجهيزات العسكرية والبناء العسكري الحديث تأهيلاً وتدريباً وتجهيزاً .
ونؤكد على المهام التي تضطلع بها القوات المسلحة في مسيرة التنمية وعلى ضرورة تكامل الجهود بين القوات المسلحة والأمن والأجهزة المعنية لمكافحة التهريب الذي يلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الوطني.. ونؤكد الاهتمام بالأجهزة الأمنية ورفدها بكل الوسائل والتجهيزات التي تمكنها من الاضطلاع بمهامها في ترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة في المجتمع .
إن القوات المسلحة والأمن هي حزب الوطن وهي المؤسسة التي تحمي الشرعية الدستورية وأمن وسيادة الوطن.. والحزبية في صفوف هذه المؤسسة الوطنية الكبرى محرمة طبقاً للدستور القانون ؛ فالقوات المسلحة هي صمام الأمان والحصن الحصين للوطن، وينبغي أن تكون دوماً بعيدة عن الصراعات والتنافس الحزبي .
وأتطلع أن يكون عام 2001م عاماً مملوءاً بالنشاط والعمل واستيعاب لكل ما هو جديد وتعزيز الإيجابيات ومواصلة جهود البناء النوعي الممتاز في الانضباط وقوة القيادة هي أساس النصر.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.