كلمة الأخ رئيس الجمهورية التي ألقاها أثناء افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر العام الخامس للمؤتمر الشعبي العام
أرحب بالأخوة والوالد المناضل عبد السلام صبره وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الشقيقة والصديقة المعتمدة لدى بلادنا، وذلك بمناسبة إنعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام الخامس للمؤتمر الشعبي العام، والذي يتزامن إنعقادها مع مرور (15) عاماً على تأسيسي المؤتمر في هذا المكان المبارك.
إن تأسيس المؤتمر الشعبي العام في عام 1982م قد جاء في ظروف بالغة الدقة والتعقيدات وكان هذا المؤتمر وعاءً لكل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية الفاعلة، حيث جاء بعد حوار طويل استمر أكثر من عامين بين مختلف القوى السياسية لإيجاد تلك الوثيقة الوطنية ألا وهو الميثاق الوطني الذي تم إقراره في المؤتمر التأسيسي للمؤتمر الشعبي العام في عام 1982م.
وأقر خلاله استمرار المؤتمر الشعبي العام كقوة سياسية وتنظيماً أنضوى في إطاره الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح والأحزاب الناصرية وحزب البعث العربي الاشتراكي وبقية الأحزاب التي أعلنت عن نفسها بعد قيام الجمهورية اليمنية والـ22 من مايو 1990م في إطار التعددية السياسية لأنه في ذلك الوقت كان دستور ما يسمى بالشمال يحرم الحزبية تحريماً شاملاَ على الرغم من وجود الحزبية في واقع الوطن أمن في جنوب الوطن فقد كان هناك حزب واحد شمولي بالإضافة إلى أن هناك أحزاباً غير معترف بها دستورياً، ولكنها على أرض الواقع كانت موجود ودخلت في إطار ذلك التجمع الواسع هو المؤتمر الشعبي العام وتحققت على يد المؤتمر وبفضل نهجه الوطني المعتدل الكثير من المنجزات والمكاسب للوطن وأبرز تلك الإنجازات التاريخية وأعظمها إعادة تحقيق وحدة الوطن في يوم الـ22 من مايو والذي حققه المؤتمر ومعه كل القوى السياسية الفاعلة ومن أبرز ما تحقق التنمية الزراعية التي حقق من خلالها الوطن إكتفاءً ذاتياً في مجال الخضروات والفواكة حيث كنا نستورد من الخارج بحوالي (105) مليون دولار من تلك المنتجات.
واليوم نبحث عن أسواق خارجية للفائض من منتجاتنا الزراعية من الفواكة والخضروات، وتلكم هي خواطر نقولها ولا نتحدث عن بناء سد مأرب التاريخي العظيم أو 37 سداً تم تشييدها في مختلف أنحاء الوطن بالإضافة إلى استخراج النفط والغاز وهذه أبرز المنجزات التي حققها المؤتمر الشعبي ومعه كل القوى السياسية الشريفة.
إن المؤتمر الشعبي العام وعلى مختلف تكويناته القاعدية والوسطية والقيادية انتهج الديمقراطية سلوكاً وخياراً داخل صفوفه ومع الآخرين باعتبارها الخيار الوطني الأمثل للبناء وهو ما أعطى المؤتمر الديمومة والاستمرارية وأمكنه أن يحقق نتائج إيجابية خلال مسيرته ومن أبرزها الانتخابات النيابية العامة التي جرت في 27 إبريل 1997م ونال فيها المؤتمر ثقة كل جماهير الشعب نتيجة لذلك العطاء السخي المتواصل الذي قدمه من أجل الشعب خلال مسيرته ونتيجة لسلوكه الحضاري غير المتعالي على جماهير الشعب فهو لا يرى نفسه صفوة مميزة بل هو تنظيم شعبي أنبثق من صفوف جماهير هذا الوطن.
ولقد عمل المؤتمر ومعه كل القوى السياسية الفاعلة والشريفة على توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري.
أما على صعيد السياسة الخارجية فقد عمل المؤتمر الشعبي العام مع الحكومة على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وعمل على حل مشكلة الحدود بين بلادنا وسلطنة عُمان الشقيقة والآن يعمل المؤتمر في ظل الأغلبية التي حاز عليها والتي من خلالها تم تشكيل الحكومة برئاسة الأخ الدكتور فرج سعيد بن غانم على حل مشكلة الحدود بطرق أخوية عادلة مع المملكة العربية السعودية والحوار والتواصل مستمر مع الجارة الشقيقة وهي ستحل في أقرب وقت ممكن والنتائج إيجابية ومرضية للطرفين.
وإننا نتابع باهتمام كبير ما يجري في منطقتنا العربية وعلى وجه الخصوص ما تعرض له الشعب العربي الفلسطيني من تعسف وحصار جائر من قبل الكيان الإسرائيلي على مرآى ومسمع من المجتمع الدولي دون أن يستطيع أحد أن يوقف هذا الخطر الداهم على السلام.
ونحن نقول أن القادر على إيقاف هذا التعنت هو الولايات المتحدة الأمريكية راعية النظام الدولي الجديد دون غيرها وعندما نتحدث عن السلام فإننا نقول أن السلام مقابل الأرض والسلام مقابل السلام لأن إسرائيل هي بحاجة إلى السلام أكثر من أي دولة في المنطقة وهي التي كانت تنشده في الماضي ولكن عندما جاء العرب للسلام تنكرت للسلام اعتبرت أن مجيء العرب للسلام إنما هو عن ضعف وعدم قدرة على مواجهة الصلف.
أتمنى للدورة الثانية للمؤتمر النجاح والتوفيق في أعماله