خطاب رئيس الجمهورية في افتتاح المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام بعدن 15ديسمبر 2005
السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية الإخوة ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية اسمحو لي في البداية أن أرحب بكم أجمل ترحيب كما ارحب بالضيوف الكرام الذي يشاركون افتتاح أعمال الدورة الأولى للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام الذي ينعقد في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن الباسلة، تحت شعار معاً من أجل مواصلة مسيرة التطور الديمقراطي والتنموي والإصلاحات واللامركزية التنظيمية أحييكم أيها الأخوة والأخوات أعضاء المؤتمر السابع الذين ترسمون بهذا الحشد الكبير في هذه الساحة المباركة لوحة وطنية رائعة تجسدون فيها عزم المؤتمر الشعبي العام وتكوينه الوطني والديمقراطي الذي تشمل كل أرجاء الوطن وهو ما يبعث على الفخر والاعتزاز بالجهود التي بذلت من أجل إعادة الهيكلية التنظيمية والإعداد الجيد لانعقاد هذا المؤتمر في عدن الباسلة شكراً لمن عد وحصر وشكراً للسلطة المحلية في عدن وشكراً لرجال الأمن البواسل وقواتنا المسلحة البطلة على حسن الإعداد والتجهيز. إن أهمية انعقاد هذا المؤتمر يأتي من طبيعة تلك التحولات التي شهدها خلال مسيرته منذ ثلاثة وعشرين عاماً مضت أنشئ المؤتمر في عام 1982 أثبت خلالها هذا التنظيم الوطني الرائد أنه انبثق من التربة الوطنية وقاد مسيرة الوطن نحو شاطئ الأمن والاستقرار والإنجاز معاً من أجل أن نحقق طموحات جماهير شعبنا وتطلعاته فقد حقق المؤتمر الشعبي العام للوطن الكثير من التحولات والإنجازات على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها وفي مقدمتها الوحدة والديمقراطية. إن ما يعتز به المؤتمر هو امتلاكه لمنهج فكري واضح وهو الميثاق الوطني الذي جاء ثمرة حوار ديمقراطي واسع وإجماع واسع لكافة القوى السياسية والاجتماعية ومثل أول منهج وطني للعمل السياسي منذ قيام الثورة المباركة في 26 من سبتمبر و14 من أكتوبر. وجدد الميثاق الوطني مبادئ الثورة الوطنية الخالدة والفكر الوطني الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة فكان المؤتمر مظلة ينضوي في ظلها الجميع ونموذجاً للاعتدال والوسطية. لقد نشأ المؤتمر ديمقراطياً ومارس الديمقراطية داخل صفوفه مواكباً كل التغيرات والتحولات الوطنية إقليمياً ودوليا وعلى مختلف الأصعدة وكذلك على مستوى الأحزاب والتنظيمات السياسية على الساحة الوطنية واليوم المؤتمر أمام إنطلاقة في مسيرة العمل الوطني وبناءه التنظيمي بعد أن تم إعادة الهيكلية داخل تكويناته على أساس اللامركزية التنظيمية وحيث المؤتمر العام السابع في هذه الدورة أمام قضايا وطنية وإقليمية وعربية وإسلامية ودولية هامة وفي مقدمتها مواصلة الإصلاحات الديمقراطية والتشريعية والاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية ومكافحة الفساد والإرهاب. كما سيتخذ جملة من القرارات والتوصيات التي ستعمل الحكومة على تنفيذها في برنامجها المستقبلي. الاخوة والاخوات، الضيوف الكرام، الأخوة الأعزاء الحاضرون جميعاً إن الديمقراطية هي خيار الوطن الذي اخترناه والتزمنا به عن إيمان وقناعة منذ وقت مبكر ولم تفرض علينا الديمقراطية من أحد بل كانت الرديف للوحدة المباركة التي تحققت في 22 من مايو 1990. وشكلت بلادنا نموذجاً رائداً بنهجها الديمقراطي القائم على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان. الديمقراطية هي خيارنا الوطني الذي لا نتراجع عنه مهما كانت الظروف ومهما كانت التجاوزات من البعض نتيجة لسوء الفهم للديمقراطية، أخطاء الديمقراطية لا تعالج إلا بمزيد من الديمقراطية، وبهذه المناسبة نقول للجميع في الوطن أنه وفي ظل الديمقراطية والتعددية السياسية والتعددية الحزبية فليتنافس المتنافسون من خلال البرامج وصناديق الاقتراع ومن حق أي حزب أو قوة سياسية أن تطرح رؤاها وسياستها وبرامجها للانتخابات لتحصد بذلك ثقة الجماهير من خلال الانتخابات المحلية والبرلمانية وحصد منصب رئاسة الجمهورية في ظل الدستور والقانون. الاخوة والأخوات: أن الاحداث المؤلمة التي تمر بها أمتنا العربية والاسلامية تستدعي إلى المزيد من التضامن ووحدة الصف ونحن نشعر بالحزن لما يجري في فلسطين والعراق ولهذا فإننا نجدد مطالبنا للمجتمع الدولي بممارسة الضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف. كما ندعو إلى سرعة إنهاء الاحتلال الأجنبي للعراق وأن تشارك كافة القوى من أبناء الشعب العراقي بمختلف أطيافها السياسية في ظل عراق ديمقراطي ومستقل. الاخوة والأخوات، الحضور جميعاً: إننا نتطلع نحو المؤتمر السابع بما سوف يخرج عنه من قرارات وتوصيات من أجل مصلحة الوطن والمواطنين، وحيث سيظل المؤتمر يبادل جماهير الشعب الوفاء بالوفاء كما أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمراً للتجديد والانطلاقات نحو مستقبل أفضل. مرة أخرى، أحييكم وأرحب بكم وأتمنى لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح ومن نصر إلى نصر. بسم الله الرحمن الرحيم (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته