خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة ثورة 26 سبتمبر الخالدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
الأخوة والمواطنون
الأخوات المواطنات
يا جماهير شعبنا اليمنى العظيم أينما كنتم داخل الوطن وخارجه في هذه اللحظة المهيبة من التاريخ اليمنى المعاصر التي تدخل بها ثورتنا اليمنية الخالدة رحاب عقد جديد بعد أن طوت أربعة عقود من عمرها المديد بإذن الله لتواصل مسيرتها الظافرة المفعمة بالثقة والآمال العظيمة والانطلاق صوب آفاق أكثر رحابة وإشراقاً يسعدنى أن أزف إليكم أجمل التهانى والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية الغالية وأن أتوجه بالتحيات الصادقة إلى كل أبناء شعبنا وقواتنا المسلحة والأمن الباسلة فى كافة مواقع العطاء والعمل ومعاقل الفداء والشرف والبطولة وإننا ونحن نعيش أفراح ومباهج الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية الخالدة العيد ال 4 لثورة ال 26 من سبتمبر والعيد 39 لثورة 14 من أكتوبر والعيد الخامس والثلاثين ليوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذى قدموا أرواحهم الطاهرة ودماءهم الزكية فى سبيل الانتصار لإرادة شعبنا المناضل فى الحرية والاستقلال والوحدة والانعتاق من حكم الكهنوت الإمامى البغيض والتسلط الاستعمارى والتصدى الباسل لقوى الردة والانفصال فى صيف عام 1994م أثناء تلك المحنة التى حاولوا من خلالها إعادة عجلة التاريخ للوراء ونتذكر بمزيد من الإجلال والعرفان نضالهم وتضحياتهم الجسيمة كما نحيى كل المناضلين الشرفاء ممن لا يزالون يواصلون مسيرة البذل والعطاء من أجل بناء وطن ال 22 من مايو العظيم فلهم منا جميعا كل التقدير والوفاء إزاء كل ما قدموه على درب الثورة لشعبهم ووطنهم بإيثار ونكران ذات مؤكدين لهم بأنهم سيكونون دوماً موضع الرعاية والاهتمام .
وإذا كنا أيها الأخوة والأخوات نحتفل اليوم بمرور أربعين عاماً على تفجير شرارة الثورة الخالدة التى أنهت وإلى الأبد من حياة شعبنا ليلاً دامس الظلام، وحقبة طويلة من الطغيان والبؤس والحرمان والجهل والتخلف وفتحت أمامه عهداً جديداً من الحرية والتحولات المشرقة الكبيرة فى تاريخ الوطن ومسيرته النضالية فإن الدلالات العظيمة بتجدد الاحتفال بهذه المناسبة إنما يعبر عن ديمومة الثورة وحيويتها وتجدد فكرها ونهجها وروحها المتوثبة للأمام وتواصل عطائها السخى من أجل الإنسان فى هذا الوطن الغالى الذى ظل هو غاية البناء والتنمية ووسيلة النهوض الوطنى وأساس التقدم وبرغم كل التحديات والعواصف العاتية التى واجهتها الثورة منذ الأيام الأولى لميلادها وعلى امتداد أربعين عاماً من مسيرتها إلا أنها وبفضل إرادة الله والتفاف الشعب حول مبادئها العظيمة وتضحياته الغالية فى سبيل الانتصار لها وترجمتها فى واقع حياته إنجازات شامخة ملموسة أمكن للثورة اليمنية الخالدة المضى قدماً صوب تحقيق أهدافها ومبادئها السامية ولم يكن السير على الدرب سهلاً أو معبداً بالورود بل كان حافلاً بالتحديات الجسام والصعاب الجمة والمخاطر التى أحدقت بها من كل حدب وصوب، وتم بحمد الله مواجهتها والتغلب عليها بالصبر والإيمان والتضحيات الغالية الجسيمة التى قدمتها الأجيال المتعاقبة من خيرة الأبناء وأشجع وأشرف الرجال ذلك أن الثورة تجذرت فى حياة شعبنا اليمنى حقيقة يقينية راسخة لصنع التغيرات والتحولات العميقة فى حاضر الوطن ومستقبله وهى وجدت لتبقى ولكى تستمر شعلتها مضيئة متوهجة تنير أمام الأجيال دروب البناء والتنمية والنهوض الحضارى فهى ثورة إنسانية شاملة حافلة بكل المعانى والدلالات الخيرة التى تجسدت فى مبادئها السامية وعطائها السخى من أجل الإنسان فى هذا الوطن ولصالح الأمن والسلام والازدهار للجميع.
الأخوة والأخوات حُق لشعبنا المكافح أن يشعر بالفخر والاعتزاز بكل ما حققته له ثورته المباركة من إنجازات وانتصارات شامخة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية والاجتماعية وغيرها وفى مقدمتها منجز الوحدة العظيم الذى تحقق يوم ال 22 من مايو 199م والذى يمثل التتويج الرائع لنضال طويل خاضه الأحرار من أبناء شعبنا اليمنى من أجل أن يلتئم شمل الأسرة اليمنية الواحدة ويرد للتاريخ اليمنى اعتباره وإن ما يضاعف الابتهاج فى النفوس ونحن نعيش مباهج الاحتفالات بالعيد ال 4 للثورة اليمنية الخالدة أن رصيداً هائلاً من المنجزات والمكاسب والتحولات قد تحقق لشعبنا على درب بناء اليمن الجديد حيث انتشر التعليم بكافة أشكاله العام والتخصصى والمهنى والجامعى فى كل أنحاء الوطن وأصبح العلم حقاً مشروعاً لكل مواطن يمنى ومواطنة يمنية دون تمييز أو احتكار لفئة دون غيرها ومن عدد محدود لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة أصبح اليوم هناك أكثر من / أربعة مليون وستمائة ألف / طالب وطالبة التحقوا بمجال التعليم العام وأكثر من / 198 ألف / طالب وطالبة فى مجال التعليم الجامعى للعام الدراسى 2002 – 2003م ومن عزلة رهيبة عاناها اليمن إلى انفتاح واسع وإيجابى على العالم حيث انتشرت شبكات الطرق الحديثة التى شقت الجبال الوعرة والسهول والوديان وشملت كل المدن والقرى لتربط أجزاء الوطن بعضه ببعض وتربطه بأشقائه من دول الجوار بالإضافة إلى وجود شبكة من الاتصالات المتطورة داخلياً وخارجياً أخذت بأحدث التقنيات فى مجال التكنولوجيا وشبكات المعلومات كما انتشرت المستشفيات ووسائل الخدمات الطبية والرعاية الصحية فى كافة أنحاء الوطن بالإضافة إلى الآلاف من مشاريع البنى الأساسية والخدمات الأخرى سواء فى مجال الكهرباء والمياه أو السدود والحواجز المائية وقنوات الرى الحديثة والموانئ والمطارات ووسائل النقل وغيرها من المنجزات والتحولات وفى مختلف المجالات. وها نحن جميعاً فى غمرة الاحتفال بهذا العيد للثورة سوف يتم تدشين أكثر من / 16/ مشروعاً خدمياً وإنمائياً وبتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 2 مليار ريال لتكون كل تلك الإنجازات شواهد حية على حجم الشوط الذى قطع رغم الإمكانيات المتواضعة والمخاضات العسيرة التى واكبت مسيرة الانطلاق فى ظل راية الثورة المباركة واستطاع شعبنا أن يحقق كل ذلك من نقطة الصفر وأن يبنى دولته الحديثة بموسساتها الدستورية وأجهزتها التنفيذية والإدارية وحضورها الفاعل فى حياته ومع الآخرين مجسداً حكمه نفسه بنفسه وغير مرتهن لحاكم مستبد وطغيان مستعمر متسلط، وإنما لإرادته الحرة وخياره الوطنى المستقل. وإنها لمناسبة ندعو فيها الرعيل الأول من المناضلين أطال الله فى أعمارهم فى عدم التردد فى الإدلاء بشهاداتهم وتسجيل ذكرياتهم وتدوينها بتجرد وموضوعية ومنهجية علمية من أجل تبصير جيل الثورة والأجيال اليمنية المتعاقبة بتلكم الحقائق المريرة من المعاناة والتخلف والحرمان التى عاشها شعبنا اليمنى فى العصور المظلمة لعهود الإمامة والاستعمار والاطلاع على كل الإرهاصات التى واكبت مسيرة النضال الوطنى حتى انتصرت إرادة الشعب فى الثورة من أجل إدراك حجم التحولات والتغيرات التى شهدها الوطن والتى لم تأت سهله ودون عناء بل كانت نتاجاً لنضال طويل وشاق وتضحيات غالية وجهود دؤوبة من قبل كل الشرفاء والمخلصين من أبناء الوطن وحيث أثمرت العقود الأربعة الماضية ما كان مأمولاً فيها وكانت النتائج منطقية ومرضية بقياس المقدمات وطبيعة الظروف والتحديات التى واجهتها الثورة.
الأخوة المواطنون
الأخوات المواطنات
إن التطلعات الوطنية كبيرة ومتجددة والمستقبل واعد بكل ماهو خير وإننا لندرك بأن كل ما تحقق حتى الآن وعلى مختلف الأصعدة إنما هى خطوات على الطريق الطويل لتعزيز مكاسب الثورة اليمنية ونؤكد بأننا سنواصل السير على ذات المبادئ التى ضحى من أجلها المناضلون والشهداء وسنعمل دوماً من أجل بناء الوطن وتعميق روابط الوحدة الوطنية المتينة بين أبناء الشعب وتطوير الممارسات الديمقراطية وصيانة الحقوق والحريات العامة والخاصة وكفالة حق الرأى والتعبير وحرية الصحافة؛ فلقد اختار شعبنا الديمقراطية القائمة على التعددية واحترام حقوق الإنسان وسيلة مثلى لصنع التقدم فى الوطن ولن يتراجع عنها أبداً مهما كانت الصعاب أو التجاوزات وها هو شعبنا يتهيأ مجدداً لخوض غمار تجربة ديمقراطية جديدة هى تجربة الانتخابات النيابية التى ستجرى فى موعدها المحدد يوم ال 27 من أبريل 23م بعد أن خاض تجربة الانتخابات الرئاسية المباشرة التى شهدها الوطن للمرة الأولى من تاريخه وكذا انتخابات المجالس المحلية إيذانا بقيام السلطة المحلية التى تمثل تجربة ديمقراطية فريدة لتوسيع المشاركة الشعبية فى مجالات العمل السياسى والتنموى فى نطاق الوحدات الإدارية فى الجمهورية. وندعو الجميع فى الوطن رجالاً ونساء ممن بلغوا السن القانونية إلى التوجه نحو مراكز القيد والتسجيل لتسجيل أنفسهم فى السجل الانتخابى الجديد وبما يكفل لهم ممارسة حقهم الانتخابى كما ندعو الأحزاب والمنظمات السياسية فى الساحة الوطنية إلى التنافس الشريف من خلال البرامج لكسب ثقة الناخبين وعبر صناديق الاقتراع لتجسيد الالتزام بخيار الديمقراطية والخضوع لإرادة الشعب ولكى نضيف إسهاماً حضارياً جديداً فى مجال التداول السلمى للسلطة بالوسائل الديمقراطية الحضارية وإننا لعلى ثقة بأن شعبنا الذى ارتكزت حضارته القديمة على مبادى الشورى سيبرهن مرةً أخرى على اقتداره فى خوض هذا الاستحقاق الديمقراطى الجديد واستلهام واستعادة أمجاده التاريخية العظيمة؛ فالديمقراطية هى اليوم قوة الثورة وحصانة الوحدة وإرادة الشعب ووسيلته لبناء دولته الحديثة دولة الموسسات والنظام والقانون والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات، إن مرور أربعين عاماً من عمر الثورة اليمنية الخالدة الحافلة بالمنجزات العظيمة وعلى مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية والثقافية وعلى صعيد بناء المؤسسة العسكرية والأمنية وغيرها تعطى حافزاً للجميع للتطلع نحو المستقبل ومواصلة العمل الدؤوب من أجل تحقيق كافة الأهداف والغايات الوطنية المنشودة. وإن من الأولويات التى نوجه الحكومة العمل من أجل تحقيقها المضى فى جهود تطوير البناء المؤسسى لأجهزة الدولة التنفيذية والقضائية والمحلية وغيرها فى إطار ترسيخ أسس الدولة اليمنية الحديثة واستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادى والمالى والإدارى لتعزيز النجاحات الملموسة التى تحققت فى هذا المجال ومضاعفة الجهود فى مجال مكافحة الفقر وتوسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعى وإدماج الأسر الفقيرة بالتنمية الإنتاجية وتأمين حاجة المجتمع من المتطلبات الإنمائية للمعيشة وفى هذا الصدد نؤكد على ضرورة تنفيذ المزيد من المشاريع الإستراتيجية التى توفر أكبر قدر ممكن من فرص العمل وتخدم الأهداف التنموية وجهود مكافحة الفقر والاهتمام بالتوسع فى التعليم الفنى والمهنى وكليات المجتمع وتوفير الإمكانات اللازمة لذلك وضرورة ربط مدخلات التعليم بمخرجات سليمة تلبى احتياجات التنمية وكذا الاهتمام بجوانب البحث العلمى والربط المستقبلى السليم فى كل ما يتصل بتنظيم الأمور فى المجتمع ونؤكد على ضرورة العمل من أجل تشجيع وتوسيع فرص الاستثمار، وتقديم التسهيلات للمستثمرين وتوجيه المشاريع الاستثمارية نحو المجالات الإنتاجية والخدمية ذات الأولوية والتى تسهم فى الحد من البطالة وتحقيق الفوائد المشتركة للجميع وبخاصة فى مجالات النفط والغاز والصناعات البتروكيمائية والمعادن والجرانيت والرخام والإسمنت والحديد والصلب والسياحة -التى لا تخل بعقيدتنا وأخلاقنا وتقاليدنا- والأسماك وغيرها من المجالات الاستثمارية وبهذه المناسبة فقد وجهنا الحكومة الاهتمام بأبنائنا وإخواننا المغتربين وبتخصيص نسبة ملائمة من الأسهم فى المشاريع الاستثمارية الإستراتيجية، وبحيث يفسح المجال أمام الأخوة المواطنين سواء داخل الوطن أو الموجودين فى المهاجر والمستثمرين من أبناء الوطن العربى والإسلامى والمستثمرين الأجانب للاستثمار فى تلك المشاريع والإسهام فى مسيرة التنمية. كما نجدد الدعوة إلى مواصلة الاهتمام بالزراعة والتوسع فى بناء الحواجز والسدود والحفاظ على الثروة المائية خاصة وقد تحقق فى هذا المجال إنجازات رائعة ساهمت فى الحفاظ على الثروة المائية والمطلوب المزيد من إنجاز مثل هذه المشاريع الحيوية، كما نوجه الحكومة بتنمية الموارد والاستغلال الأمثل لها وترشيد النفقات ومكافحة جرائم التهريب والتهرب ومواصلة الجهود من أجل محاربة الفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة الضالعين فيه أينما كانوا وبغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو مواقفهم وكذا تفعيل دور الجهاز المركزى للرقابة والمحاسبة ونيابات الأموال العامة للقيام بواجبها فى هذا المجال وبما يحافظ على المال ويصونه من أى عبث أو إهدار
الأخوة والأخوات
إن بناء الإنسان وتنمية قدراته وتأهيله للمشاركة فى تحقيق التنمية بمختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مثل الهدف الذى عملت الثورة من أجل إنجازه ؛ فالإنسان الذى هو غاية ووسيلة أى عمل تنموى سيظل هو المحور الذى تتركز حوله كل الأنشطة والجهود من أجل تحقيق النهوض الوطنى الشامل وتوسيع نطاق المشاركة أمام كل أبناء الشعب في مجالات العمل السياسى والتنموى لكل أبناء الشعب ولهذا فإننا نؤكد بأن الجهود ستستمر لتقديم المزيد من الدعم للسلطة المحلية وبما يضاعف من جهودها وممارستها لمهامها طبقاً للقانون فى التنمية المحلية وتجسيداً لمبدأ اللامركزية المالية والإدارية وبما يكفل إنجاح هذه التجربة الديمقراطية التنموية الفريدة وتحقيق كافة الغايات المنشودة منها، كما أننا سنظل نُولى المرأة اليمنية والشباب كل الاهتمام والرعاية، وبما يتيح لهما المزيد من المشاركة الفاعلة فى بناء الوطن وصنع تقدمه؛ فالشباب هم عماد الحاضر ورهان المستقبل وهم جيل الثورة الذى حظى بكل الرعاية والاهتمام من أجل بنائه البناء السليم وتفجير مواهبه وإبداعاته وإتاحة كافة الفرص أمامه للمشاركة الفاعلة فى المنتديات الرياضية والثقافية وفى مقدمتها الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء بالإضافة إلى أكثر من 2 استاداً وملعباً ومدرجاً رياضياً وأكثر من 2 صالة رياضية، وعشرات من بيوت الشباب والمراكز الشبابية والأندية والمشاريع الاستثمارية الرياضية فى مختلف محافظات الجمهورية وحيث تبلغ قيمة المشاريع الرياضية والشبابية التى سيتم افتتاحها أو هى قيد التنفيذ أو يتم وضع حجر الأساس لها بمناسبة أعياد الثورة اليمنية فى هذا العام بأكثر من 15 مليار ريال.
الأخوة الأبطال أبناء قواتنا المسلحة والأمن إن هذا العيد هو عيدكم فأنتم الطلائع التى كان لها شرف الإسهام الفاعل فى صنع فجر هذا اليوم المجيد فى حياة شعبنا وقدمتم التضحيات الغالية من أجل الذود عنه والتصدى الباسل لكل المخاطر والتحديات التى أحدقت بالثورة منذ اللحظات الأولى لميلادها العظيم ولقد كان هدف قوات مسلحة وأمن قوية وحديثة هو فى طليعة الأهداف الثورية التى تجسدت فى واقع الإنجاز الوطنى كثمرة رائعة لكل الجهود والعطاءات السخية التى بذلت من أجل تحقيق تلك الغاية الوطنية وسنظل نولى تطوير وتحديث قواتنا المسلحة والأمن والارتقاء بمستوى منتسبيها ورعايتهم كل الاهتمام وبما يعزز القدرة الدفاعية لبلادنا وبناء هذه المؤسسة الوطنية الكبرى بناءً نوعياً متطوراً يستوعب كافة المتغيرات فى مجال العلوم والتجهيزات العسكرية الحديثة ويكفل لهذه المؤسسة الوطنية الكبرى التى هى مبعث فخر واعتزاز كل أبناء الوطن القيام بمهامها وواجباتها الوطنية فى حماية الشرعية الدستورية والدفاع عن أمن وسيادة الوطن وهم يرابطون فى كل سهل وجبل ووادى وفى الجزر ومياهنا الإقليمية يؤدون واجبهم المقدس من أجل الوطن بتضحية وإيثار ونكران ذات.
الأخوة المواطنون الأخوات المواطنات
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية إن الظروف والتحديات الراهنة والخطيرة المحدقة بأمتنا العربية الإسلامية تستوجب من كل أبناء العروبة والإسلام النظر بإمعان فى واقع الشتات والانقسام والوهن الذى تعيشه الأمة والبحث عن كل المقومات والسبل التى تستنهض قوى الأمة وطاقاتها للخروج من ذلك الواقع المؤلم واستشراف مستقبل أفضل ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتضامن والتعاضد ووحدة الصف والرؤى ؛ فذلك هو مايصون للأمة وجودها وأمنها ومصالحها ويعزز اقتدارها على مجابهة كافة التحديات، ولعل ما يتعرض له الشعب الفلسطينى وقيادته اليوم من أعمال إرهاب وبطش وتنكيل وحصار وانتهاك صارخ لحقوقه الإنسانية وكذا تنكر إسرائيل لكل الاتفاقات الموقعة بينها وبين الجانب الفلسطينى فى استهتار واضح وتحد صارخ للمجتمع الدولى ولقرارات الشرعية الدولية، وكذا ما يتعرض له العراق الشقيق من حصار وتهديدات باستخدام القوة ضده بالإضافة إلى ما يواجهه السودان الشقيق من مؤامرات ومخاطر تستهدف استقراره ووحدته وسلامة أراضيه وما يعيشه الصومال الشقيق من تمزق وصراع وعدم استقرار بالإضافة إلى الكثير من المشاكل والخلافات التى ينوء بها عالمنا العربى والإسلامى كل ذلك يقدم الرؤية الواضحة والمحزنة عما تعانية الأمة نتيجة التمزق وغياب الحد الأدنى من التضامن ولقد حان الوقت لأن يدرك الجميع فى الوطن العربى والإسلامى مدى الحاجة إلى تكاتفهم معا لتجاوز ذلك الواقع بروح مسئولة وحريصة على أن يكون لأمتنا وجود فاعل وسط عالم لا يعترف إلا بالاقوياء.
الأخوة والأخوات
إن السلام العادل والشامل والدائم فى المنطقة لن يتحقق إلا بتنفيذ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربى الإسرائيلى والإقرار بالحقوق العربية المشروعة وفى مقدمتها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب الإسرائيلى من هضبة الجولان ومزارع شبعا فى جنوب لبنان. وإن على المجتمع الدولى وفى المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية تقع مسئولية أخلاقية وإنسانية لممارسة الضغط على إسرائيل من أجل إيقاف إرهابها وعدوانها المستمر ضد الشعب الفلسطينى وقيادته والإذعان لإرادة السلام وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية كما أننا ونحن نتابع باهتمام تطورات ما يجرى حول العراق الشقيق لنوكد مجدداً ترحيبنا فى الجمهورية اليمنية بإعلان العراق القبول بعودة فريق المفتشين الدوليين مرة أخرى إليه معبرين مجدداً التطلع من أن تؤدى هذه الخطوة الحكيمة إلى تحقيق الانفراج المنشود فى الأزمة الراهنة وخلق تفاهم أفضل بين العراق والأمم المتحدة لحل كافة القضايا العالقة وبما يكفل إنهاء معاناة الشعب العراقى نتيجة استمرار فرض الحصار عليه مؤكدين تأييدنا للموقف العربى الرافض توجيه أى ضربة عسكرية للعراق أو التدخل فى شئونه الداخلية من قبل أى جهة. وحيث أن اللجوء للقوة ضد العراق لن يؤدى سوى زعزعة الأمن والاستقرار وينذر بمخاطر كثيرة فى المنطقة وكما أكدنا مراراً فإننا نقف إلى جانب أشقائنا فى السودان فى كل ما يصون أمن واستقرار ووحدة هذا البلد الشقيق وسلامة أراضيه ونتابع باهتمام تطورات الأوضاع فى الصومال الشقيق وسوف نواصل بذل ودعم كافة المبادرات الإقليمية من أجل تحقيق الوفاق وإحلال السلام فى الصومال، وبما يكفل لأبناء الشعب الصومالى التفرغ لمهام البناء وإعادة إعماره.
الأخوة والأخوات،
إن العالم يواجه اليوم ظاهرة الإرهاب التى تعانى منها الكثير من الدول والمجتمعات ومنها الجمهورية اليمنية التى كانت من أوائل الدول التى عانت من هذه الظاهرة وكانت ضحية لها ولقد ساندت بلادنا كل الجهود المبذولة من أجل استئصال الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأيا كان مصدره انطلاقا من المصلحة الوطنية ولما تشكله هذه الآفة من تهديدات خطيرة على الأمن والاستقرار والسلام العالمى وندعو مجدداً إلى عقد موتمر دولى برعاية الأمم المتحدة لتحديد مفهوم واضح للإرهاب وبما يميز بين الإرهاب والنضال المشروع للشعوب من أجل الحرية والاستقلال ومقاومة المحتل وإنه لمن المهم البحث فى سبل إزالة تلك الأسباب والمناخات المشجعة على تنامى ظاهرة الإرهاب والتطرف ومنها تلك المتصلة بتحقيق العدالة ومكافحة الفقر وإزالة بؤر التوتر فى أكثر من مكان وفى مقدمتها منطقة الشرق الأوسط.
ياجماهير شعبنا الأبية ،
إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الوطنية الغالية وندخل فى رحاب عام جديد فى ظل راية الثورة المباركة نتذكر بمزيد من الوفاء والعرفان تضحيات أولئك الشهداء الأبرار من أبناء مصر العروبة الذين امتزجت دمائهم الزكية بدماء إخوانهم اليمنيين على أرض وطننا الطاهرة؛ فلهم الوفاء والتقدير سائلين الله العلى القدير أن يتغمد أرواحهم الطاهرة وكل شهداء الوطن والأمة بالرحمة والمغفرة والرضوان وأن يسكنهم فسيح جناته إلى جوار الأنبياء الصديقين، إنه سميع مجيب .
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.