خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك16/11/2001
بسم الله الرحمن الر حيم
والحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.. المبعوث متمما لمكارم الأخلاق ومبلغا بكمال الدين.
الإخوة المواطنون والمواطنات.. الأخوة المؤمنون والمؤمنات.. يا أبناء امتنا العربية والإسلامية.. أحييكم بتحية الإسلام.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأتوجه إليكم أينما تكونون في الوطن العربي والإسلامي وفي كل بقاع المعمورة بأصدق التهاني القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ” صدق الله العظيم. والذي هو شهر الرحمة والغفران وشهر التعبد والعمل وتجدد صحوة الأيمان والذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون خير من ألف شهر وأجزل في تثمينه باحتضانه لليلة القدر. وجعله وعاء زمنيا مبارك لأداء الإنسان المسلم خلاله لفريضة الصوم. الركن التعبدي السنوي الهام من أركان ديننا الإسلامي الحنيف. امتثالا وتنفيذا لقوله سبحانه وتعالى “كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ” وقوله جل وعلا “فمن شهد منكم الشهر فليصمه” ومهما تكون الظروف المحيطة بالإنسان المسلم قسوة وتحديا فإنه لا يمكن إلا أن يرتقي للمستوى الذي يليق باستقبال هذا الشهر الفضيل ومعايشته بكل جوارحه وجوانحه.
والتفاعل مع مقتضياته الدينية والحياتية والعامة والخاصة. والتعلم في مدرسة الصوم الروحية الراقية متجلدا أمام الصعاب وأنواع البلاء والاختبار والتحديات. ومتحملا لكل أعباء الواجب الديني والوطني والمسئولية الكاملة تجاهها جميعاً وبكل الوسائل والإمكانيات والقدرات المتاحة. ومتفائلا ومؤملا في انتصاره وعون الله له في بلوغ ما يريد ويتطلع بالانتقال لمرحلة افضل ومكانه أرقى.
وتطلع إلى كسب المزيد من الأجر والثواب في موسم الحصاد الهائل للحسنات وخاصة وان هناك في عالمنا الإسلامي من أشكال المعاناة والجور ما يحز في النفوس وينغص القلوب. لكن ذلك يجب أن لا يصادر حق كل المسلمين بالفرح والسعادة بإشراقه هلال رمضان وحلول شهر الصوم المبارك. ولا أن يعطل شيئا من مشاعرهم واستعداداتهم لأداء فريضة الصوم والقيام بكل الواجبات التي يفرضها عليهم الدين والتقاليد الرمضانية الإيجابية الراسخة التي تتركز في أن شهر رمضان هو شهر الجهاد والخير والانتصار نعم أيها الأخوة المؤمنون والمؤمنات..
إن هذه المناسبة الدينية السنوية الغالية التي تتضافر فيها أركان الإسلام الإيمانية والتعبدية لا شك توثق الصلة العظيمة بين الإنسان وخالقه وبينه وبين القرآن الكريم قراءة وتبصراً واستيعاباً واستلهاماً وقد قال النبي “أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن” في دورة تنشيطية راقية للقيم الروحية والأخلاقية التي حفل بها الدين الإسلامي الحنيف وتضمنها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.. ذلك أن فريضة الصوم التي شرعها الله تستجيب لحاجة إنسانية ماسة بالنسبة لحياته الروحية ولشخصيته الإنسانية ولضميره الحي ولإبراز صفاته الخلقية المتميزة حيث يكون الإنسان المؤمن في هذا الشهر الغني الدلالات والنعم في ذروه ما يكون عليه من تجسيد الطاعة والولاء لله سبحانه وتعالى وتحقيق معنى الاستخلاف له في تعبده وفي عمله وتحمله لمسئولياته وفي علاقاته بأهله واخوته وكل أبناء مجتمعه وأمته والبشرية جمعاء. لقد تأكد شهر الصوم في حياه الأمة الإسلامية كشهر للرحمة والغفران. تجسد فيه الأعمال التعبدية والصلات الأخوية والعلاقات الروحية. صدق الالتزام بالتعاليم العليا الإسلامية وحقيقة الإيمان. فلا يتحقق الإيمان الكامل والصادق إلا بإشاعة الرحمة في حياه المجتمع.. وسيادة مشاعر التراحم بين كافه أفراد المجتمع وهي حق للضعيف والمحتاج والفقير وواجب على القوي والمقتدر والغني. وان صله الرحم حلقه هامة في حلقات أزهار التراحم داخل المجتمع في هذا الشهر الفضيل. ولاشك يقاس عطاء الإيمان وفضله لدى الإنسان المؤمن في من تعمهم رحمته ويشملهم بعطفه وكرمه سواء بالكلمة الطيبة. وتقديم العون المادي والمساعدة بالمال والمؤازرة المعنوية يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “لن تؤمنوا حتى تراحموا”.
الأخوة المؤمنون الأعزاء.. الأخوات المؤمنات..
إنه لما يحز في النفس ويثير فيها الألم والحسرة أن تحل مناسبة شهر رمضان المبارك في ظل أوضاع خطيرة وتحديات كبيره تعيشها امتنا العربية والإسلامية ويعيشها العالم كله. فعلى ارض فلسطين المحتلة ارض الإسراء والمعراج وموطن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يواجه أخوه لنا اشد أنواع القتل والإرهاب والبطش والتنكيل والتشريد والتجويع والحصار على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وحيث ترتكب المجازر الدموية البشعة وتزهق الأرواح البريئة وتنتهك المقدسات والحقوق الإنسانية ويتعرض أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل لإرهاب دوله وحرب إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرك أحد ساكنا لإيقاف الصلف الإسرائيلي عند حده وضع نهاية لذلك المسلسل من العدوان والعنف والتحدي الصارخ لقرارات الشرعية الدولية وللحقوق الإنسانية التي كفلتها كل المواثيق الدولية. وما من شك فإن الاستمرار في تلك السياسية العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني لم تؤدي سوى إلى مزيد من إراقة الدماء وإهدار الحقوق وإيجاد المناخات المشجعة على العنف والتطرف وخلق المزيد من أجواء التوتر وعدم الاستقرار والصراع الدائم في المنطقة. وهو ما يوجب على المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية راعيه عمليه السلام الاضطلاع بمسئوليتهم الأخلاقية والإنسانية لحماية الشعب الفلسطينية وإرسال قوات مراقبة دولية لحماية الشعب الفلسطيني والضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وفي مقدمتها القرارين 242، 338وبما يكفل للشعب الفلسطيني تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ونحن في الوقت الذي نجدد فيه الترحيب بما أعلنه الرئيس الأمريكي بوش وعدد من المسئولين في الدول الغربية حول حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. فإننا نتطلع بأمل أن تجد هذه الرؤية الصائبة والعادلة وطريقها للتنفيذ الفعلي حتى يتحقق للمنطقة الأمن والاستقرار وتظلها راية السلام العادل والدائم والشامل الذي تتعايش في ظله جميع شعوب المنطقة بأمن وسلام. كما إننا أيها الأخوة نتابع باهتمام التطورات الجارية والمتسارعة في أفغانستان ونعبر عن الأسف لسقوط الضحايا الأبرياء من أبناء الشعب الأفغاني الشقيق ونشعر بالحزن لتلك المشاهد المؤلمة التي رأيناها عبر شاشات التلفاز من أعمال قتل وثأر وانتقام وإهدار للكرامة الإنسانية وحرمة الموتى على تلك الصورة الشنيعة في إطار عملية الصراع الدائر بين الأخوة المتحاربين في أفغانستان والتي لا تليق بشعب مسلم وتقدم للآخرين صورة مشوهة عن الإسلام. الدين الحنيف الذي يدعو إلى التسامح ويحفظ للإنسان كرامته ويصون آدميته حيا وميتا.
ونؤكد على أهمية إعادة الهدوء والاستقرار والسلام في أفغانستان وتمكين الشعب الأفغاني من تقرير مستقبله وبناء مؤسسات دولته بإرادته الحرة وبما يكفل له التفرغ وفي ظل مساعدة المجتمع الدولي لإعادة الأعمار والبناء في أفغانستان وتعويض ما فاته خلال سنوات الصراع والحرب.
وإننا إذ نعبر مجددا عن إدانتنا الشديدة لما حدث في مدينتي نيويورك وواشنطن ولكافة أشكال الإرهاب أيا كان مصدرها ومرتكبيها فإننا نؤكد على ضرورة أن تتحرى الولايات المتحدة الأمريكية العدالة في تعقب ومحاسبة الإرهابيين المسئولين عن أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي أيا كانوا وبحيث لا يؤخذ الأبرياء بجريرة من كانوا السبب فيما يحدث الآن. فما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك اليوم لم تقتصر نتائجه وآثاره السلبية على الشعب الأمريكي بل على الكثير من الدول في العالم سواء الغنية أو الفقيرة وعلى الاقتصاد العالمي والأوضاع الدولية عموماً.. ونحن في الجمهورية اليمنية عانينا من الإرهاب ودفعنا ثمنا غاليا نتيجة له سواء فيما تعرضت له بلادنا من أعمال إرهابية أو فيما تحملناه من خسائر في الأرواح والإمكانات وعلى صعيد التنمية نتيجة لتلك الأحداث المؤسفة.. وسنظل ندعم جهود مكافحة الإرهاب من اجل استئصال شافته في رؤية واضحة تميز بين الإرهاب وحق الشعوب في النضال المشروع من اجل نيل حرياتها واستقلالها ومقاومة المحتل الأجنبي لأراضيها.. كما أكد على ذلك ميثاق الأمم المتحدة. فالإرهاب شر مستطير يستهدف البشرية جميعها وينال من أمنها واستقرارها. وهو ظاهرة عالمية لا جنسية لها ولا دين. ولهذا فإننا نعبر عن الاستنكار لتلك المحاولات والحملة الظالمة للربط بين الإرهاب والإسلام والعرب. والسعي لإثارة الصراعات وإيجاد الهوة بين الديانات والحضارات والشعوب والأمم بعضها البعض.. فديننا الإسلامي الحنيف ينبذ الإرهاب والعنف والتطرف والغلو والتمييز العنصري بكافة أشكاله وصوره فهو دين السلام والعدل والتسامح والاعتدال. دين المساواة والرحمة. انه الدين الذي يدعو إلى المحبة والتآخي والتعايش بوئام بين جميع بني البشر دون استثناء.. وإنه لحري بالجميع دول وأفراد ومنظمات العمل الجاد والمسئول على كل ما من شأنه تعزيز سبل الحوار والتواصل والتفاهم بين الديانات والثقافات والحضارات الإنسانية من اجل عالم يسوده الأمن وتظلله رايات السلام.
وان الأحداث والتطورات الراهنة قد أثبتت الحاجة الملحة لتأسيس مرحلة جديدة في العلاقات الدولية بما يضمن الوفاق والتفاهم والتقارب وحشد الجهود المشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الجميع في العالم ومكافحة الإرهاب وصيانة الأمن والسلام الدوليين.. ولهذا يبدو من المهم التفكير الجاد في رؤى وأفكار واليات جديدة وديناميكية لتعزيز الشراكة الإنسانية والاندماج الدولي في إطار تشابك المصالح وتبادل المنافع والاحترام المتبادل واحترام الأديان والخصوصيات الوطنية والقومية لكل شعب وأمة ولما فيه مصلحة البشرية جميعا وخدمة السلام العالمي. وما من شك فإن سياسية فرض الحصار والعقوبات الدولية التي تنال من الشعوب وتلحق الضرر بها لا تحقق غايات الوفاق العالمي المطلوب. كما أن الحقائق تؤكد عدم جدواها.. ولهذا فإن الجمهورية اليمنية دعونا وما زلنا ندعو إلى ضرورة إنهاء العقوبات المفروضة على الشعب العراقي الشقيق منذ اكثر من عشر سنوات لما تسببت فيه من معاناة إنسانية قاسية على أبناء هذا الشعب الشقيق وحان الوقت لإنهاء تلك المحنة التي تؤرق الضمير الإنساني وندعو الأشقاء في المضي والتطلع بروح الإخاء والتسامح نحو عهد جديد من علاقات الإخاء وحسن الجوار بينها ولما فيه مصلحتهما المشتركة ومصلحة أمتهما العربية والإسلامية والأمن والاستقرار في المنطقة. كما إنها لمناسبة ندعو فيها كافة أبناء امتنا العربية والإسلامية إلى المزيد من التضامن والتكافل والإخاء والعمل المشترك الذي يخدم قضايا العروبة والإسلام ويترجم آمال وتطلعات شعبنا ويصون كرامتها وحقوقها ومصالحها ويترجم أهدافها العليا ويعزز اقتدارها على مجابه التحديات والمخاطر والتفاعل الخلاق مع العصر ومتغيراته.
الإخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات..
لقد مر الوطن اليمني قبل أن يستعيد وحدته في الـ22من مايو 1990م بظروف وتحديات صعبة نتيجة تلك الصراعات الأيدلوجية المستوردة سواء باتجاه اليمين أو اليسار والتي برهنت بأنها أيدلوجيات عقيمة ولا جدوى منها ولا تخدم بأي حال مصلحة الشعب والوطن.. بل إنها استغلت في كثير من الأحيان ظروف البسطاء من الناس لاستقطابهم والتغرير بهم والزج بهم في آتون تلك الصراعات التي دفع شعبنا نتيجة لها ثمنا باهظا وأعاقت مسيرته في الانطلاق نحو غاياته المنشودة. ولكن بفضل الله وفي ظل الوحدة والديموقراطية تمكن شعبنا من دفع تلك الصراعات وتجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات. مستفيدا ومتعظا من كل الدروس والأحداث والتجارب التي مر بها سواء في إطار ما شهدته الساحة الوطنية أو ما شهدته العديد من الدول من تجارب مريرة للصراعات في النطاق الإقليمي أو الدولي سواء ما كان معلن منها أو ما يزال مستترا تحت الرماد. ولقد برهنت الأحداث بأن افتقاد العدالة والديموقراطية والشفافية والبناء المؤسسي للدولة وتغلب أهواء التوجهات الشمولية والتعصبات المناطقية أو العشائرية والقبلية وغيرها في العديد من دول العالم الثالث كانت سبباً رئيسياً لإثارة الصراعات وتكريس التخلف وإعاقة مسيرة البناء والتحديث لشعوب تلك الدول. وبحمد الله فإن أبناء شعبنا اليوم محصنون بوعيهم وتجاربهم ونهجهم الديمقراطي التعددي. ولا يمكن لأي قوة أو توجهات سياسية مهما كانت ادعاء قدرتها التغرير بالشعب تحت أي مسمى أو شعار فضفاض.. فشعبنا الذي آمن بأن الديموقراطية هي أهم متغيرات عالمنا اليوم والوسيلة الحضارية للبناء صنع المستقبل الأفضل. هو اليوم أكثر حرصاً على رعاية تجربته الديموقراطية وصيانتها بالممارسة المسئولة وتفويت الفرصة على من يحاولون الإساءة إليها. فالديموقراطية ليست منحة من حاكم بل هي خيار وطني وانتصار لإرادة الشعب.. ولقد قطعت بلادنا شوطاً هاماً على درب الديموقراطية التعددية والتبادل السلمي للسلطة وضمان حقوق الإنسان ومشاركة المرأة في الحياة السياسية ومجالات التنمية الشاملة..
وبالقدر الذي تبرز فيه الديموقراطية وتطويرها بالممارسة المسئولة الواعية التي تجعل منها شجرة مثمرة ينال خيرها الجميع.. فإن من الواجب على الجميع في السلطة والمعارضة الإدراك بأن الديموقراطية حق وواجب.. حق كفله الدستور والقوانين النافذة وواجب يجب الاضطلاع به من خلال رعايته المستمرة وحمايته من كل التجاوزات والمكايدات والصغائر التي تلحق الضرر بتجربتنا الديمقراطية وبالوطن عموماً. فالوطن هو وطن الجميع.. واليمن هو حزبنا الكبير الذي ننضوي تحت لوائه لبناء المستقبل الأفضل. وأن صنع المكاسب والمنجزات وتحقيق التنمية وترسيخ الأمن والاستقرار لا تمثل مسئولية الدولة فحسب بل هي مسئولية كل مواطن. والتنمية والأمن جانبان متلازمان وفي تحقيقهما مصلحة للجميع. ولقد انتهجت بلادنا نهجاً تنموياً شاملاً تحقق في ظله الكثير رغم كل الظروف والصعاب والزيادة السكانية المتنامية والمضطردة التي تلتهم الكثير من الموارد والإمكانيات المتواضعة المتاحة.. وقطعت وبحمد الله مسيرة البناء والتنمية في الجمهورية اليمنية شوطا متقدما على درب تحقيق الآمال والتطلعات الوطنية في النهوض والتقدم.. ومازال الطموح كبيرا ولا حدود له والجهود متواصلة لإنجاز المزيد وتعزيز النجاحات التي تحققت سواء على صعيد بناء الإنسان أو على الصعيد الديموقراطي والتنموي والاجتماعي والإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري وغيرها من مجالات الحياة المختلفة.. وانطلاقا من ذلك فقد جاءت الخطة الخمسية الثانية للتنمية في الجمهورية اليمنية مستوعبة الكثير من الطموحات الوطنية في العديد من المجالات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية وغيرها وفي مقدمة ذلك استكمال مشاريع الخدمات والبنئ التحتية والارتقاء بمستوى الحياة المعيشية للمواطنين وعلى مستوى كافة الوحدات الإدارية في إطار تجسيد مفهوم السلطة المحلية القائمة على تفويض الصلاحيات ومبدأ اللامركزية المالية والإدارية من اجل توسيع المشاركة الشعبية في مجالات العمل السياسي والديموقراطي والتنموي.
وعلى الحكومة أن تضع الآليات الفعالة والمتطورة لترجمة ما جاء في الخطة بعد إقرارها وفي إطارها الأولويات المحددة وصولا إلى ترجمة كافة الغايات المنشودة، وسنظل نولي هذا الجانب كل الاهتمام والرعاية وصولا إلى تحقيق كافة الغايات المنشودة.
الأبطال الميامين في القوات المسلحة والأمن.. إنكم وانتم تعيشون مع أبناء شعبكم وأمتكم جلال وبهاء هذه المناسبة الدينية العظيمة نهنئكم ونشد على أياديكم وأنتم ترابطون خلف مواقع الشرف والبطولة والفداء. وتؤدون واجبكم المقدس بكل إخلاص وتفان وإيثار لحماية الوطن والذود عن سيادته واستقلاله وأمنه واستقراره وصيانة مكاسبه وإنجازاته، مؤكدين بأن القوات المسلحة والأمن ستظل دوماً موضع الرعاية والاهتمام وسنواصل الجهود الحثيثة من أجل تعزيز البناء والتحديث في هذه المؤسسة الوطنية الكبرى ورفدها بكل وسائل التدريب والتأهيل العلمي والعملي الحديث والإمكانيات والتقنيات العسكرية المتطورة التي تعزز القدرة الدفاعية لبلادنا وتكفل لأفراد قواتنا المسلحة والأمن الباسلة أداء مهامهم وواجباتهم بكل كفاءة واقتدار وتحت مختلف الظروف.
الأخوة المؤمنون والمؤمنات.. أن شهر رمضان المبارك بأجوائه الروحانية والتعبدية الخالصة لله يتيح فرصاً لمراجعة نتائج الأعمال السنوية للفرد السلبية والإيجابية للخروج بارادة حاسمة من اجل مضاعفة الايجابيات وتجاوز السلبيات وإعداد النفس وتوجه وتقوية الإرادة لإعطاء افضل ثمار الخير واكتساب الحسنات في هذا الشهر الفضيل الذي يستوجب على الإنسان المسلم أن يحسن استغلال كل لحظات شهر رمضان المبارك سواء في التعبد أو في فعل الخير وهو حقل يتسع لحصاد متعاظم في فعل الخير يتوازى فيه عطاء شهر كامل بعطاء ألف شهر في ميزان الخالق جل وعلا.
إن فريضة الصوم في ديننا الإسلامي الحنيف تتمثل دلالتها العظيمة في معاني التوحيد والمساواة. وهو ما يوجب على هذه الأمة أن توحد صفوفها لتتجاوز محنتها وتمزقها وضعفها الذي هو السبب الأول في وضعها الراهن ويبقى أن يترسخ في عقيدة الجميع بان عظمة الدين الإسلامي الحنيف تتجلى في كونه ديناً وسطيا تؤكد قاعدته الإنسانية العريضة التعاملات اليومية بين الناس فالدين المعاملة وسمة هذه المعاملة إنها تبني على مكارم الأخلاق. وقد قال النبي عليه افضل الصلوات والتسليم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ولهذا كان وسيبقى ديننا الإسلامي الحنيف ديناً للإخاء والمحبة والمساواة بين كل الناس.. وان الأعمال اليومية التعبدية الاستخلافية للإنسان المسلم خلال هذا الشهر الفضيل لا بد لها من أن تعبر اصدق ما يكون التعبير عن تلك الأخلاقيات العظيمة والمثل الإسلامية العليا والقيم القرآنية الرفيعة.. ختاماً نجدد لكم التهاني والتبريكات متمنيين للجميع صوماً مقبولا وذنباً مغفورا. والسداد والرشاد والصلاح في حياتهم وأعمالهم ولما فيه خدمة الدين والوطن والأمة.
شهر كريم.. وكل عام وانتم بخير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..