خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وعيد ثورة 14 أكتوبر/2004م:
14 أكتوبر 2004م بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين في كل وقت وحين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين..
الإخوة المواطنون والمواطنات.. الإخوة المؤمنون والمؤمنات.. سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته.. يسعدني أن أتوجه إليكم وكافة أبناء أمتنا العربية والإسلامية، بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، والعيد الواحد والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تلك الثورة التي انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية، لتجبر قوات المستعمر البريطاني على الرحيل والجلاء من أرضنا الطاهرة في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م. ولعل ما يبهج النفس أن يقترن عيد الثورة بمناسبة دينية عزيزة وغالية على كل مسلم ومسلمة.. فشهر رمضان المبارك هو الشهر المعظم عند الله وخلقه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان) صدق الله العظيم، وهو الشهر الذي كتب الله علينا فيه فريضة الصوم.. هذه الفريضة العزيزة والغالية التي هي لله سبحانه وتعالى وهو يجزي بها أعظم وخير الجزاء.. وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي “الصوم لي وأنا أجزي به” وقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المبين (كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) صدق الله العظيم..
الإخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات.. إن في الصوم تتجلى معانٍ عظيمة تتجسد في حياة المؤمنين فهو الذي يجعلهم ينتظمون في سلوك وأخلاقيات واحدة تنمي فيهم الشعور الواحد وتعزز الأحاسيس المشتركة الإنسانية تجاه ما يعنيه الجوع، والصبر والمعاناة المريرة والتي لها صلتها في عملية بناء النفس، وصقل الجسد وتهذيب الضمير وتدريب الجسم.. ولاشك أن لذلك فوائد جمة تحدث عنها علماء الدين والطب والاجتماع وغيرهم، وهو ما يفرض على كل المؤمنين أن يستفيدوا استفادة كاملة من فترة الصوم في علاقاتهم مع بعضم البعض وفي نظرتهم وتعاملهم مع المجتمع ومع تحديات الحياة الجديدة من حولهم وفيما يتلقونه من دروس دقيقة وواضحة بهذا الشأن كبشر أسوياء وأقوياء مقتدرين.. فالصوم عبادة خاصة، وهي لذلك تبني علاقة وثيقة وحميمة في رحاب الطاعة كواسطة بالله والخضوع الدقيق له سبحانه وتعالى، وهي أيضاً تعبر عن جوهر المساواة التي تتطلب أول ما تتطلب من الأعمال والصفات والجهود والنفقات ما يربطها بجسر متواصل وعملي بكل حقائق التعاون والتكامل والتراحم والتعاضد في المجتمع، إذ ليست حقيقة المساواة محصورة في السلوك المرسوم لأداء الفريضة كاملة كما أن صورة الوحدة الجامعة لا تتوقف عند عملية الإمساك عن الطعام والشراب والرغبات ونحوها، وإنما تتجلى في أعمال كثيرة تبدأ من إماطة الأذى عن الناس، وتتواصل بأعمال كثيرة في دروب الخير والطاعة لله والبذل والسخاء، وتجاوز الشح والبخل والأثرة والانطواء. ومن أجل ذلك كله يتجلى الصوم في حياة المؤمنين وكما ينبغي أن يكون كمحطة سنوية يلتحق فيها وبها المؤمنون ولمدة شهر في دورة تدريبية تلبي كل احتياجات الروح والعقل والنفس والضمير، كما تخدم وبصورة عميقة حياة الفرد.. وخلايا المجتمع.. وبنية الأمة الحية بل والإنسانية المؤمنة الخيرة والعادلة.
الإخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. إن الكثير يدركون عظمة وقوة الدين الإسلامي الحنيف النابعة من قوة المجتمع المؤمن القوي الذي تعززه وتبنيه القيم الإسلامية السامية وتصقله وتحصنه مكارم الأخلاق بفضل الالتزام والعمل بمبادئ الإخاء والمساواة والتعاون والتراحم والتكامل، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف. ولا يكون المؤمن قويا بمجرد النطق بالشهادتين وإقامة بقية الأركان التعبدية، وإنما بكل ما يقوم به وما يفرضه الإيمان الصحيح من الواجبات والأعمال التي يفرضها الدين الحنيف في بناء الحياة والمساهمة في إعمارها والقيام بعمل البر والإحسان ومد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين.. وتبني أعمال الخير والتراحم والتكامل وعلى كل نطاق صغيراً أو كبيراً انطلاقاً من حلقة الأهل والأرحام والجيران، ذلك أن مجتمع الإيمان والقوة والمنعة لايمكن أن يقوم إلا بجهود وتفاني كل المقتدرين على المساهمة والبذل والعطاء بكل ما يملكون من مال واقتدار، وأن شهر الصوم فرصة ثمينة لذلك من أجل استثماره في تجارة لا تبور أبدا.. لانها أقدس وأطهر من تجارة الدنيا التي تخالطها الأدواء والشكوك والشبهات.. وهي أبعد ما تكون عن أمراض الكبر والرياء والتعالي والمباهاة والتفاخر أوالإسراف والتبذير، خاصة في إقامة الولائم والمناسبات الاجتماعية التي يلجأ إليها البعض من ضعيفي الإيمان والذين يخالفون بسرفهم وتبذيرهم تعاليم الدين الحنيف والقيم الأصيلة لمجتمعنا المتكافل ويثيرون بها الأحقاد والضغائن في صفوفه، وإننا نجدد الدعوة لهم بالابتعاد عن مثل هذا السلوك الضار وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي مجتمعهم وأن يكونوا مثالاً في التواضع ومراعاة مشاعر الآخرين، خاصة من المحتاجين وذوي الدخل المحدود، فالإنسان لا يحمل إلى آخرته إلا ما قدمه في دنياه من خير أعمال صالحة لهدف ابتغاء رضى الله سبحانه وتعالى، من خلال طاعته والامتثال له في سلوكه وتعامله مع الآخرين ومن خلال البر والإحسان في كل مصارف الخير التي هي أظهر ما تكون لكل مؤمن عارف وحكيم وبصير. أيها الإخوة المواطنون.. وإن مما له دلالته أن نستقبل شهر رمضان المبارك في هذا العام ونحن نعيش مباهج احتفالات اعياد ثورتنا المجيدة العيد الـ42 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة والعيد الـ41 لثورة الـ14 من أكتوبر والعيد الـ37 ليوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال، مع ما يقترن بها من تدشين للعديد من المنجزات والمشاريع الخدمية والإنمائية في كافة ربوع الوطن الغالي من أجل الارتقاء بمستوى حياة الإنسان في وطننا والنهوض بها وعلى مختلف الأصعدة.. فالثورة التي أزالت عهود الظلام والكهنوت الإمامي الرجعي العنصري المتخلف والاستبداد الاستعماري البغيض، وحققت لشعبنا امتلاك إرادته في الحرية والاسقلال والوحدة والديمقراطية والتقدم لم تكن لحظة انفعالية أو عملاًَ طارئاً في مسيرة حياته وتاريخه، بل هي الديمومة المتواصلة للعطاء من أجل صنع الحياة الأفضل في الوطن.. فبالثورة تجاوز شعبنا اليمني المناضل عهوداً مظلمة وبائسة من حياته وانطلق إلى رحاب عصر جديد مفعم بالحياة والتجدد والانفتاح والاقتدار على تحقيق الآمال والتطلعات الوطنية المنشودة على دروب البناء والإنجاز والنهوض الحضاري الشامل. ولهذا فإن أفراحنا بالمناسبات الوطنية والدينية تتضاعف مع كل إنجاز جديد يتحقق وكل خطوة يخطوها شعبنا نحو الأمام والتقدم ومع كل نصر جديد يضاف إلى سلسلة انتصاراته في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. ونحن مطالبون اليوم أكثر من أي وقت من أجل مضاعفة الجهود وفي شتى الميادين من أجل أداء الواجبات كل من موقعه ودوره لخدمة الوطن، وإننا لعلى ثقة بأن الحاضر والمستقبل هو لصالح شعبنا ولصالح مشروعه الحضاري الذي تأسس على قاعدة الحرية والديمقراطية والتنمية الشاملة الرؤية والعقلانية التي تستلهم المستقبل المشرق لوطن الـ22 من مايو العظيم الشامخ لعطاءات الثورة والوحدة وابداعات الحريةوالديمقراطية من أجل الإنسان في هذا الوطن الغالي. وإنها لمناسبة نجدد فيها الدعوة لكافة أبناء شعبنا أفراداً وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني إلى مزيد من التلاحم الوطني والتكاتف والتعاضد والتآلف فيما بينهم ونبذ كل أشكال الفرقة والخلافات والتعصبات والموروثات السلبية من الماضي البغيض والتطلع نحو المستقبل والسمو فوق كل الصغائر وأن يقبل الجميع بعضهم البعض في إطار المحبة والتأخي والتسامح والوئام، وبما يرسخ الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.. فنحن أبناء شعب واحد.. ووطن واحد.. وليس منا من يدعو إلى عصبية أو فرقة.. بل علينا جميعاً أن نشمر السواعد من أجل بناء الوطن الغالي ونهضته وتقدمه، فتلك هي مسئولية الجميع دون استثناء.
الإخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. إن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين التسامح والمحبة والإخاء والعدل والرحمة.. وهو الدين الذي يحثنا على التمسك بالفضيلة والمثل الرفيعة ونبذ الرذيلة والتطرف والغلو والعنف والإرهاب.. فهو دين السلام والاعتدال.. والسلام هو الأصل والقاعدة التي جبل عليها الإنسان وعظمة الإسلام تتجلى في كونه جاء ديناً حنيفاً بسيطاً لا أكراه فيه ولا كهنوت ولا تعصب، بل جاء ديناً موحداً جامعاً يرفض التمزق والفرقة والبغضاء والكراهية والغلو والتطرف والإرهاب. ولقد أكدنا مراراً بأن يمن الإيمان والحكمة لن يقبل على أرضه الطيبة متطرف أو إرهابي مهما كان.. ولهذا فلقد بذلت بلادنا وما تزال الكثير من الجهود من أجل مكافحة الإرهاب واستئصال شأفته ومعالجة قضايا التطرف بكل السبل الممكنة ومنها الحوار الفكري من خلال العلماء والمرشدين الدينين من أجل إزالة الأفكار المشوهة والمغلوطة لدى بعض الشباب بهدف تبصيرهم بأمور دنياهم على الوجه الصحيح وإعادة من غرر بهم إلى جادة الحق والصواب وتأهيلهم التأهيل المناسب من أجل أن يسهموا بإيجابية في بناء مجتمعهم وخدمة شعبهم وأمتهم بعيداً عن كل أشكال التطرف والغلو والعنف والإرهاب الذي لا يورث سوى الشر وإلحاق الضرر بمصالح وطنهم والأمن والاستقرار والسلام على المستوى الإقليمي والدولي. إيها الإخوة المواطنون الكرام.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية.. إنه لمن المحزن والمؤلم ما نشاهده اليوم من واقع الشتات والضعف الذي تعيشه أمتنا العربية والإسلامية وما تواجهه من تحديات ومخاطر على أكثر من صعيد وبخاصة ما يجري في فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان وغيرها.. وحيث ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الأعزل أبشع الجرائم من قتل وتنكيل وتشريد وهدم للمنازل وانتهاكات لا إنسانية من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله الذي للأسف لا يحرك ساكناً ولا تهز ضميره مثل تلك الجرائم الإسرائيلية وحشية. وتواصل إسرائيل ودون أي رادع سياستها المتغطرسة والعدوانية والمتحديةلكل قرارات الشرعية الدولية ولإرادة المجتمع الدولي. وبهذه المناسبة نجدد الدعوة لكافة أبناء شعبنا اليمني الأبي الاستجابة الفاعلة في التبرع لصالح أسر الشهداء والضحايا من إخوانهم الفلسطينيين. كما على أبناء أمتنا العربية والإسلامية أن يهبوا إلى مساندة أشقائهم في فلسطين من أجل دعم صمودهم ونضالهم المشروع العادل من أجل استرداد حقوقهم المغتصبة وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف، كما على المجتمع الدولي أن يضطلع بمسئوليته الأخلاقية والإنسانية في التدخل السريع لإنقاذ الشعب الفلسطيني مما يتعرض له من عدوان وتوفير الحماية الدولية له وإلزام إسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، كما أنه وعلى نفس الصعيد فإن أشقائنا في القطرالعراقي الشقيق يعانون من حالة الفوضى والعنف وعدم الاستقرار التي يشهدها العراق حالياً والتي تتطلب من الجميع في العراق الوقوف صفاً واحداً من أجل إخراج العراق من محنته الراهنة والتي تتطلب سرعة إنهاء الاحتلال الأجنبي وتعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي الشقيق بمختلف فئاته وقواه السياسية والاجتماعية والعمل من أجل الحفاظ على العراق ووحدته وسيادته واستقلاله وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه. كما نعبر عن ارتياحنا لما تحقق في الصومال الشقيق من خطوات إيجابية من خلال إقامة البرلمان الصومالي وانتخاب رئيس جديد للصومال وبما يكفل استعادة الصومال لعافيته وبناء مؤسسات دولته وتعزيز الوحدة الوطنية بين أبنائه مؤكدين في الجمهورية اليمنية موقفنا الداعم للصومال وبما من شأنه الحفاظ على الصومال وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله ووحدته. وإننا في الجمهورية اليمنية ما زلنا نتمسك بإيماننا الراسخ بأن لا سبيل للخروج من الواقع العربي الراهن ومجابهة تلك التحديات بغير التضامن والتكامل والوحدة.. وسنظل ندعو إلى التضامن العربي والإسلامي باعتباره طريق القوة والوسيلة التي ستتمكن من خلالها أمتنا على مواجهة المخاطر المحدقة بها والعبور الآمن نحو المستقبل الأفضل.. فعالمنا اليوم لا يحترم غير الأقوياء القادرين على الدفاع عن أنفسهم ومصالحهم ووجودهم، ونحن على يقين بأن أمتنا العظيمة مهما تكالبت عليها الظروف أو واجهتها الصعاب والتحديات فإنها تظل أكثر اقتداراً من غيرها في الحاضر والمستقبل على تجاوزها وإنهائها، فهي أمة الإسلام والسلام وأمة الحضارة والقيم والمبادئ وأمة الاعتدال والخير “كنتم خير أمة أخرجت للناس” صدق الله العظيم. وإنه لحري بأبناء أمتنا استلهام تاريخ أمتهم وإشراقات حضارتها وجوهر دينهم ومبادئه العظيمة والعمل على تجسيدها في واقعهم اليوم في إطار من الرؤية الجماعية العميقة الحريصة على تحقيق المصالح العليا والمستوعبة لمتغيرات العصر من حولهم.. مؤكدين في الجمهورية اليمنية على موقف بلادنا الثابت في سياستها الخارجية المنطلقة من مبادئ الاحترام والاستقلال وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعامل المتكافئ مع جميع الدول بما يخدم المصالح المشتركة وينمي من المنافع المتبادلة ويخدم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
الإخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. إننا إذ نكرر التهنئة لكم جميعاً بحلول الضيف العزيز الكريم لنتطلع صادقين ومتحمسين لأن نكون في هذا العام أكثر تفوقاً.. وأبلغ تعبيراً والتزاماً في الحفاوة به.. والإكرام له.. وبالتفاني في العمل بكل ما يتطلبه ويستحقه والتنافس في هذا الميدان الحيوي الخلاق من ميادين التجارة الرابحة التي لا تعرف الخسران.. ونخص بهذه التهنئة كل الميامين الأبرار والمرابطين الأحرار في كل مواقع أداء الواجبات الوطنية المقدسة من أبناء القوات المسلحة والأمن في السهول والجبال وفي الهضاب والوديان، كما في الصحراء وفي الشواطئ والجزر والمياه الوطنية، متمنين أن يجعل الله سبحانه وتعالى هذا الشهر الفضيل كما بشرنا به النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في التنويه بأروع صفاته حيث يكون أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ولذلك فهو شهر بإشراقته النورانية تتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين.. وإنه مما يعزز ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) غفر الله لنا جميعاً وجعلنا ممن يستحقون الثواب الجزيل والحسنات المتعاظمة.. ويكون لهم الدور والإسهام والفضل في الخير العميم إنه سميع مجيب. سائلاً العلي القدير أن يتغمد شهداء الوطن والواجب برحمته وغفرانه وأن يسكنهم فسيح جناته.. شهر مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..