خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك/31يناير2004م
وبعد،،، يسعدني غاية السعادة ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك أن أتوجه إليكم أينما تكونون بأجمل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية الجليلة سائلا الله العلي القدير ان يعيدها علينا وعلى أمتنا العربية والإسلامية وقد ارتقى بها الحال الى المرتجى من الآمال وأحسن المآل بفضل هذا اليوم الإسلامي الأغر الذي يقف فيه الملايين من ضيوف الرحمن من الطائفين والقائمين والركع السجود في رحاب عرفات الله مع اكتمال أدائهم لفريضة الحج أحد أركان الإسلام الخمسة وتوفيقهم وقضائهم المناسك كما أمر الله وبين رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم التزاماً وتصديقاً لقوله سبحانه وتعالى: ” ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”، وطاعة وخضوعاً وامتثالاً وتجسيداً لقوله سبحانه وتعالى: ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” صدق الله العظيم. سائلين الله ان تكون جميع أعمال الحجاج ومساعيهم التعبدية في الشعائر كلها قد تكللت بفضل من الله سبحانه وقبوله بالنجاح المقصود وبحسن الأداء وكمال التوفيق وعظيم الفضل وجزيل الأجر والعطاء وأن يتحقق لهم من حسنات الجود الرباني والتكريم الإلهي أضعاف ما تجشموا من أجله المشاق وتجاوزوا الصعاب.. وفارقوا لنواله الأوطان وان يكون في مقدمة ذلك كله حجهم مبروراً وذنبهم مغفوراً وسعيهم مشكوراً، وفي ذلك الفوز العظيم أنه سميع مجيب. الأخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. ان التأمل في رحلة الحج تبرز عظمة المعاني والدروس والمنافع الجمة التي يمكن أن يجنيها ويحصل عليها المؤمنون والمؤمنات، ولعل أعمق ما يدل على ذلك وضوحاً هو ما يعنيه احتشاد الوقوف الخاضع لله سبحانه وتعالى من قبل كل هذه الجموع البشرية التي تمثل كافة المسلمين باختلاف ألوانهم وتعدد لغاتهم وثقافاتهم ووحدة عقيدتهم وتجسدها كلها في بوتقة عقيدية حية ومتنامية تصنعها قيم الإخاء والمساواة والحرية والكرامة والتسامح والعدالة ومكارم الأخلاق، في نسيج من الاعتدال والوسطية القابلة لاستيعاب كل بني الإنسان في ظل علاقات من التعامل الإنساني الذي أساسه التعاون والتآزر والتكامل والتكافل بين كل بني الإنسان.. مما يستوجب الارتقاء إلى مصاف تلكم القيم والأسس الفاضلة في حاضر إسلامي جديد تستنهض فيه الأمة قدراتها وتوحد صفوفها وتفجر الطاقات الكامنة لدى أبنائها من أجل مجابهة كافة التحديات وصنع مستقبل أفضل خاصة في ظل ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من حملات التشويه والتضليل التي تستهدف المساس بمقومات الأمة ووجودها وعقيدتها.. وحيث ينبغي على كل أبناء الأمة التصدي لها ومقارعتها وإبراز الجوهر النقي للدين الإسلامي الحنيف.. دين التسامح والمحبة والرحمة والعدل.. دين النور والمعرفة والتقدم.. الدين الحق الذي يرفض كل أشكال الغلو والتطرف والعنف والإرهاب ويحث على الاعتدال والسلام.. وأمة الإسلام هي الأمة التي تدعو للخير، وهي الأمة الوسط.. كما بين القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: ” وجعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ” صدق الله العظيم. وكم نشعر – أيها الأخوة والأخوات- بالألم إزاء ما تعيشه الأمة اليوم من واقع محزن في ظل واقع الشتات والوهن.. فعلى أرض فلسطين تواصل إسرائيل عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وانتهاك حقوقه الإنسانية وتتحدى إرادة المجتمع الدولي بالاستمرار في بناء الجدار العازل العنصري الذي يسلب الفلسطينيين حقوقهم ويخالف قرارات الشرعية الدولية.. وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن وقفه حازمة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وإزالة الجدار العازل وإلزام إسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي وبما من شأنه إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف. كما أن ما يجري في العراق الشقيق من تطورات تبعث على الأسف، وهو ما يتطلب سرعة إنهاء الاحتلال لهذا البلد الشقيق وتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره وإدارة شؤونه بنفسه وبإرادته الحرة وبما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار العراق ووحدته وسلامة أراضيه.
الإخوة المواطنون.. الأخوات المواطنات..
يا أبناء الأمة العربية والإسلامية.. إن التحديات والمخاطر المفروضة على امتنا جسيمة وعصيبة تستوجب من كل أبنائها السعي الحثيث من اجل التضامن وتوحيد الصف والكلمة والارتقاء الى مستوى تلك التحديات والمخاطر والاستيعاب الواعي لكافة المتغيرات المتسارعة الجارية من حولهم. وبهذه المناسبة فإننا نتطلع إلى أن تخرج القمة العربية القادمة بنتائج تلبي الآمال والتطلعات العربية إلى الخروج من الواقع العربي الراهن في تفعيل العمل العربي المشترك وتطويره عبر الاتفاق على آليات جديدة للعمل القومي تواكب كافة المتغيرات وتستجيب للطموحات العربية في التضامن والتكامل والوحدة، وهو ما يتطلب اتخاذ قرارات تاريخية شجاعة تكون عند مستوى التحديات والإدراك الواعي بأنه لا مكان في هذا العصر لغير الأقوياء. الأخوة والأخوات: ان العصر هو عصر الحرية والديمقراطية الذي يتيح للشعوب أخذ زمام المبادرة في الانتصار لإرادتها وصياغة قرارها وصنع حاضرها ومستقبلها بعيداً عن التسلط والديكتاتورية والشمولية، وإن من عوامل القوة هو الأخذ بأسباب العلم والمعرفة وكل مقومات الحضارة والتكنولوجيا والتقدم.. والاستغلال الأمثل لكل الإمكانيات والقدرات وعلى مختلف الأصعدة. كما أن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان تمثل هي الخيار الصحيح من أجل تحقيق كل غايات التقدم والتطور والنهوض والأمن والاستقرار. وإنها لمناسبة – أيها الأخوة والأخوات- نعبر فيها عن الارتياح لما تحقق من نجاح ونتائج ايجابية في مؤتمر صنعاء الإقليمي للديمقراطية وحقوق الإنسان ودور محكمة الجنايات الدولية والذي احتضنته بلادنا خلال شهر يناير الماضي وبمشاركة كبيرة وفاعلة من قبل وفود الدول الشقيقة والصديقة في السلطة وخارجها ومنظمات المجتمع المدني وما أكده إعلان صنعاء، الصادر عن المؤتمر من مبادئ ومنطلقات هامة انتصاراً لقيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والسلام. أملين أن تجد تلك المبادئ النبيلة طريقها للتنفيذ الفعلي وبما يعزز من الديمقراطية ويعلي من شأن حقوق الإنسان ويرسخ قواعد الأمن والاستقرار والسلام في العالم.. مؤكدين التزامنا الوثيق بتلك المبادئ الإنسانية العظيمة والتي تمثل جوهر عقيدتنا الإسلامية الغراء والامتداد الأصيل مع ذلك التاريخ الحضاري المشرق الذي صنعه أبناء اليمن منذ أقدم العصور مرتكزاً على مبدأ الشورى وعلى العطاء السخي من اجل الخير ورفاهية الإنسان. وإننا لندعو مجدداً الجميع في وطننا الغالي وفي المقدمة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ومنابر الرأي والصحافة، العمل من أجل تعزيز وتطوير النهج الديمقراطي التعددي الذي هو سمة واقعنا الجديد وذلك من خلال الممارسة المسئولة والحرص على تحقيق المصالح العليا للوطن وإشاعة قيم التسامح والحوار والالتزام بالدستور والقوانين النافذة وبما يجعل من الديمقراطية وسيلة للبناء وساحة للتنافس الشريف من اجل الوطن ونهضته. كما ندعو الجميع الى التحلي بالصبر ونبذ الفرقة وإنهاء الأحقاد والضغائن والتعالي فوق كل الصغائر والعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين عرى التلاحم والتكافل بين أبناء الوطن والتخلي عن كل مظاهر الكبرياء والزهو وأن يحترم كل تخصصه ومعارفه ولا يخوض فيما ليس له فيه علم أو دراية، وان ينظر الجميع للحياة بنظرة متفائلة وصافية بعيدة عن التشاؤم والنظرة الظلامية القاتمة، من أجل إدراك حقائق الأمور بصورة إيجابية وتحفيز الهمم لتحقيق الغايات المنشودة في التقدم والنهوض والازدهار. الإخوة أبطال القوات المسلحة والأمن الميامين.. وانتم ترابطون في مواقع الشرف والبطولة في كل سهل وجبل وواد وفي الجزر والمياه الإقليمية تؤدون واجبكم بإيثار ونكران ذات وتقدمون النموذج الرائع في التضحية والفداء والبذل من أجل الوطن والحفاظ على سيادته واستقلاله وأمنه واستقراره.. نزف إليكم أجمل التحايا وصادق التبريكات بهذه المناسبة الغالية التي تحل على شعبنا وقد تحقق الكثير مما يتطلع إليه على درب البناء والتنمية والتطور وعلى مختلف الأصعدة. وكم نشعر بالاعتزاز لما قطعته قواتنا المسلحة والأمن رمز الوحدة الوطنية وصمام أمان مسيرة الوطن من أشواط متقدمة على درب تعزيز بنائها النوعي وقدرتها الدفاعية والأمنية وتطوير إمكانياتها تسليحاً وتجهيزاً وتدريباً وإعدادا لأداء كافة المهام والواجبات المناطة بها بكل كفاءة واقتدار وتحت مختلف الظروف. وسنواصل بذل الجهود في هذا المجال ولما يحقق كافة الأهداف والغايات المنشودة.. ووفاءً لكل ما قدمته وتقدمه هذه المؤسسة الوطنية الكبرى من واجبات جليلة في سبيل الوطن والشعب وصيانة مكاسبهما وإنجازاتهما. الأخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. ختاماً نجدد لكم التهاني والتبريكات بحلول هذا العيد السعيد.. سائلين الله العلي القدير أن يعيده وقد تحقق لشعبنا وأمتنا كل ما يرجوانه على درب العزة والمجد والسؤدد.. وأن يتغمد أرواح شهداء الوطن بالرحمة والغفران ويسكنهم إلى جوار الأنبياء والصديقين. إنه سميع مجيب،،،
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على خاتم النبيين من أرسله الله منذراً وبشيراً وهادياً إلى الصراط المستقيم: الأخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات.. في الوطن وفي كل بقاع المعمورة.. حجاج بيت الله الحرام في البقاع الطاهرة المقدسة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته… عيد سعيد.. وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته