خطاب رئيس الجمهورية بالمركز الثقافي في الحديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات ..
أسعدتم بالخير مساءً وتهانينا الحارة بعيد الأضحى المبارك وعيد العمال..و نحن سنستقبل بعد أيام قليلة عيد الـ22 من مايو وهو العيد الوطني للجمهورية اليمنية..تهانينا لكم جميعاً وفي هذه المناسبة الدينية العظيمة حاولنا ولأول مرة أن تخرج القيادة من العاصمة صنعاء لمشاركة جماهير الشعب في مختلف المحافظات أفراحهم بهذه المناسبة العظيمة .. فذهب عدد من القيادات إلى المحافظات الشرقية حضرموت المهرة وإلى الجنوبية تعز عدن لحج أبين وإلى الوسطى الشرقية مأرب شبوة وإلى الشمالية الجوف صعدة وإلى الغربية حجة المحويت الحديدة، حاولنا أن نكسر الروتين والتقاليد القديمة بدلاً أن يظل كبار المسؤولين يستقبلون الزوار ولكن قلنا علينا أن ننزل لنلتقي بالمواطنين ونزور المواطنين لا أن يأتوا إلينا إلى مكاتبنا أو إلى مساكننا..حقيقة هذه الزيارة عظيمة نتلمس فيها الأشياء الكثيرة عن قرب .. عن أحاسيس المواطنين وخاصة من قبل السلطة التنفيذية..ينبغي عليها أن تكون على قرب من قضايا الوطن والمواطنين والتحفز لها والعمل على حلها بدلاً أن تذهب إلى أدراج المكاتب في إطار التقارير وعدم المتابعة ولكن النزول الميداني وأي قضايا أمنية أم قضائية أم إدارية أياً كان شكلها أو نوعها فعلى القيادات التي قامت بهذه الزيارات الميدانية أن تنتقل بهموم كل المديريات والمحافظات إلى واقع يلمسه المواطن عن كثب.
الأخوة الأعزاء .. كان بودي أن أُشارككم يوم عيد الأضحى في نفس الصباح .. سواءً هنا أو في المحويت أو في حجة .. ولكن ظروفاً حالت دون خروجي من صنعاء لاعتبارات سياسية ..
ومنها ما هو أهم لدى كل مواطنينا مسالة جزيرة حنيش الكبرى اليمنية .. فكان هناك رحلات مكوكية تتعلق بالوساطة الفرنسية تأتي إلى العاصمة صنعاء ومنها يوم العيد فكنت مضطراً لاستقبال المبعوث الفرنسي ونحن أكدنا من يوم الغزو والاحتلال لهذه الجزيرة أننا سنعمل بكل ما نستطيع من أجل إيجاد حل سلمي، وأصرينا أمام شعبنا وأمام وطننا وأمام العالم الخارجي أننا سنعمل بكل الوسائل من أجل إيجاد حل سلمي ..و الحمد لله رب العالمين .. توفق الوطن وتم الاتفاق من خلال المساعي الفرنسية إلى الوصول إلى حل هذه المشكلة بالطرق السلمية وعن طريق التحكيم ونأمل من جيراننا في الحكومة الإريترية أن يتعاونوا مع المحكمين المختارين من محكمة العدل الدولية وعلينا جميعاً أن نذهب بالأدلة والقرائن وكل ما بحوزة كل طرف وفي نهاية الأمر نقتنع ونلتزم جميعاً بما يأتينا من محكمة العدل الدولية .. لأننا واثقين كل الثقة أن الدلائل والقرائن والشواهد والإثبات على السيادة هي لليمنيين.
فعندما أصرينا وذهبنا إلى محكمة العدل نحن نثق أن الحق معنا والحق معنا إن شاء الله وهذه الفترة إن شاء الله ستكون قصيرة ..و مثلما انتصرنا للثورة اليمنية وانتصرنا للوحدة اليمنية سننتصر على استعادة حقوقنا وبالطرق السلمية..
الأخوة الأعزاء..
أمر آخر .. مثلما انتصرنا في هذه المعارك الهامة وارتفعت هامات كل اليمنيين عالية إن شاء الله سننتصر في هذه المعركة وهو الهم الأكبر مسألة الاقتصاد الوطني وبرنامج الإصلاح المالي والإداري والذي كان أحد المخططات الرافد لمخططات الانفصال ..لمخططات الأزمة ..
لمخططات الحرب هو المخطط الآخر ومن لون آخر وهي الأزمة الاقتصادية والفساد المالي والإداري الذي انتشر في جسم الوطن اليمني بفعل فاعل وبتخطيط وبإحكام من قبل أعداء الوطن ومن قبل أولئك الحفنة من النفر الخونة الذين خانوا الثورة وخانوا الوحدة وأشعلوا الحرب عام 1994م وانتصر الشعب للثاني والعشرين من مايو 90م فانتصرنا في يوم السابع من يوليو عندما خرجوا فارين..و قلتها في مؤتمر صحفي ليس أمامهم مجال إلا أن يذهبوا فارين أو يسلموا أنفسهم إلى أقسام الشرطة..إلى العدالة لأنه ليس لديهم قضية..هؤلاء خونة.
الأخوة الأعزاء ..
ليس هناك شيء أخطر وأهم وأسوأ مما قد حصل على هذا الوطن..المستقبل .. مستقبل هذا الوطن الموحد الذي توحد في22 من مايو فمهما كانت الدعايات في أي مكان لا تكون أسوأ وأخطر مما قد حصل .. حاصروا صنعاء .. وجاءوا دكوا باب صنعاء ووصلوا إلى النهدين إلى مقر رئاسة الدولة اليوم .. ولكن كانت الإرادة قوية والتصميم قوي لابد أن تبقى الثورة .. ولابد أن تنتصر الجمهورية وانتصرنا بإذن الله .. أشعلوا الفتنة وأشعلوا الأزمة .. وأشعلوا الحرب وقلنا لا بد أن تبقى الوحدة ورفعنا(( شعار الوحدة أو الموت)). وكان الله سبحانه وتعالى معنا .. والتف الشعب بكل فئاته .. وبكل تشكيلاته وانتصرنا لمبادئ 26 سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
الأخوة الأعزاء..
أنا أقول في هذه المناسبة الدينية أن التعددية السياسية تعددية في الرآي .. والرأي الآخر من أجل تقويم الاعوجاج في نظام الحكم ومؤسسات وهيئات ومصالح ووزارات وقضاء وأمن وعلى مختلف المستويات وليس التعددية السياسية للفرقة والخلاف بين المواطنين .. والكسب غير المشروع .التعددية ليست الجرح والأذى والخطاب السياسي الجارح والمؤذي ولكن هي الرأي والرأي الآخر والنصيحة يفهمونها العلماء كيف تقدم لأولياء الأمور.. وليست نشر الغسيل أو الجرح .. وجرح الآخرين أو الذم أو الشتيمة أو التكفير أو إتهام الآخرين بالعمالة ولكن الرأي والرأي الآخر .. فعلينا أن نتعظ وأن نستفيد وأن لا ننجر مرة أخرى..
عندما بدأت التعددية السياسية في الـ 22 من مايو وفهمهما البعض فهماً خاطئاً وإذا نحن في توتر..هذا اشتراكي يشتم الإصلاح وهذا الإصلاح يشتم الاشتراكي .. وهذا المؤتمر يشتم الاشتراكي وهذا الاشتراكي يشتم المؤتمر هذا ليس صحيحاً .. التعددية برامج ومن يقدم الأفضل والأحسن من خلال الخبرة ومن خلال التأهيل ومن خلال المعرفة .. من لديه خبرات ومعارف في الاقتصاد الوطني .. في القضايا الإدارية في القضايا السياسية في القضايا الأمنية .. خبرات وليس أمنيات .. فالأمنيات شيء والواقع شيء آخر.. احذر من أن يقع أي إنسان يسعى إلى شق الصف مستغلاً التعددية السياسية لتمزيق الصف الوطني بين الأخ وأخيه وبين الزميل وزميله مستغلاً هذه التعددية السياسية .. هذا إصلاحي وهذا مؤتمر وهذا اشتراكي وهذا يقول: من لم يكن معنا فليس منا هذا السلوك يجب أن نحذر منه. البلد لم يعد يتحمل أكثر من ما قد حصل.. علينا أن نناضل جميعاً بكل جدية وبكل إخلاص صفاً واحداً متشابك الأيادي أحزاباً وتنظيمات سياسية وقوى مستقلة من أجل بناء هذا الوطن وتعويض ما فات .. لأنه فعلاً حصلت منجزات عظيمة ولكن كان بالإمكان أن نحصل على إنجازات أفضل وأحسن مما هو قائم لو توفر الأمن والاستقرار، لكن علينا الآن أن لا نضيع الوقت وأن نهزم الوقت .. علينا أن نبني الوطن أحزاباً وتنظيمات سياسية ومواطنين .. الأمن مستتب والأمور مستقرة فعلينا أن نهتم كل واحد في أي مرفق من مرافق العمل سواء وزارة أو مواطن.. الوطن مسئولية وزارة الداخلية أو مسئولية وزارة الاقتصاد أو التموين أو القضاء ولكن مسئولية كل مواطن .. ليس هناك حاكم ومحكوم نحن شعب يحكم نفسه بنفسه .. الشعب هو الذي يحكم نفسه بنفسه من خلال صناديق الاقتراع ومن خلال انتخابات نزيهة حرة .. الذين يمثلونهم إلى مجلس النواب هذه هي المشاركة الشعبية وهذا هو حكم الشعب نفسه بنفسه .. علي عبد الله صالح الذي انتخبتموه لن يأتي على أفواه مدافع أو طائرات أو في إطار انقلاب عسكري ولكن الحمد لله سلكنا السلوك الديمقراطي منذ البداية من خلال المؤسسات الدستورية وقد أعلنتم وحددتم في الدستور أن ولاية رئيس الدولة تنحصر بعد تعديل الدستور في دورتين انتخابيتين فقط حتى نبدأ نؤسس لتقاليد جديدة وحتى لا يصبح الحكم في اليمن بيعة أو ولاية ولا بد أن تتوفر القيادات وتهيئ في المجتمع أو يتنافس الجميع بطرق مشروعة وديمقراطية لكسب ثقة الشعب من خلال صناديق الاقتراع وليس من خلال الانقلابات العسكرية أو الانقلابات الذي هي من طراز آخر ليس انقلاب دبابة ومدفع .
أكرر التهاني بالعيد لكم جميعاً..
آبائي .. وأخوتي وزملائي وأبناء أخوة وأخوات عيدٌ مبارك وكل سنة وأنتم طيبين .. ومن نصر إلى نصر.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..