خطاب فخامة رئيس الجمهورية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك: 10 أغسطس 2010م
بسم الله الرحمن الرحيم
:
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وهادياً الى الصراط المستقيم:
الإخوة المواطنون الأعزاء..
الأخوات المواطنات العزيزات..
المؤمنون والمؤمنات في كل مكان..
أحييكم بتحية الإسلام.. تحية الإخاء والمحبة والسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
انه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أتوجه إليكم والى كل أبناء امتنا العربية والإسلامية بأزكى واصدق التهاني القلبية بمناسبة قدوم الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك.. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. شهر كمال الإيمان والذكر والتقوى والبر والإحسان قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ) صدق الله العظيم، شهر تجتمع فيه كل الفضائل وتتعمق في رحابة القيم والمثل وتزكوا المسؤوليات وتسموا الأعمال وتتطهر النفوس والقلوب في رحلة روحانية سامية وحياة تعبدية خاصة تتميز عن كل الأوقات والشهور وتلتقي في مقاصده الربانية وغاياته الإنسانية كل الأديان السماوية قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) صدق الله العظيم.
إن فريضة الصوم غنية بالدروس والمنافع الإنسانية والروحانية بالنسبة للفرد المؤمن من تنمية قدراته على السيطرة على الأهواء والغرائز والنزعات وتحث على صقل الضمير وتهذيب النفس الأمارة بالسوء وتساعد على توثيق عرى الإخوة والتكافل والتراحم ليقف القوي مع الضعيف والغني مع الفقير والمقتدر مع المحتاج التزاماً بواجب الإخوة وابتغاء لمرضاة الله ذلك إن جوهر الإيمان يتجسد في تقوى الله وتعزيز الصلة به خوفاً وطمعاً وعبادة ونسكاً وانقطاعاً لأعمال البر والتقوى وتعميق الصلة بالقرآن الكريم تلاوة ودراسة وتأملا لتحقيق السعادة النفسية لهذا ندعو الجميع وفي هذا الشهر الفضيل إلى العمل المثمر لكل ما يحقق النفع والخير للناس والوطن وإخراج الصدقات وإيتاء الزكوات وصلة الرحم ومساندة قيم التعاون والتكافل والتراحم بالجود والكرم ومساندة المحتاجين والفقراء والقيام بكل أعمال البر والخير وكل ما يحقق القبول عند الله واكتساب رضاه سبحانه وتعالى.. بالإضافة إلى الابتعاد عن الغيبة والنميمة والبغضاء وعن الأعمال السيئة والضارة بمصالح الوطن والمواطنين كقطع الطرقات أو الاعتداء على الآمنين والممتلكات العامة والخاصة فليس بمسلم من آذى الناس ونالتهم شروره.
الإخوة المؤمنون.. الأخوات المؤمنات..
إن العبادة والعمل وجهان لحقيقة واحدة تتصل بالإيمان الصحيح والالتزام المخلص بواجبات الدين ومسؤوليات الحياة التي هي دار تحصيل وإنتاج وتشييد وأعمار وانطلاق في كل الأفاق الإبداعية العلمية والعملية وهي السبيل للتغلب على ميراث التخلف وتأثيرات عمليات الغزو الخارجي والمؤامرات التي تستهدف ديننا وامتنا وأثارة التمزق والتخلف ونشر أمراض التطرف والتعصب والفوضى والفرقة والتشرذم والتي هي ضد الدين في جوهرها وضد الحرية والديمقراطية في حقيقتها.
وعلينا جميعاً في هذا الوطن الغالي ان نوظف كل القدرات المتاحة من أجل الخير والمحبة والتسامح والسلام ومكافحة الفقر والجهل والمرض والعصبيات بكل أشكالها والسمو فوق الصغائر والمطامع الدنيوية الفانية والأخذ بكل أسباب التقدم والحضارة والوحدة ورص الصفوف في درب وطني واحد في ظل الشرعية الدستورية ومن أجل حماية الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والتنمية المستدامة والعمل من أجل تعزيز جسور الحوار والتفاهم والوفاق والتلاحم والوئام وتفويت الفرصة على مثيري الفتن ودعاة الحروب والتمزق وحاملي معاول الهدم والتخريب.
وسيظل إيماننا راسخاً وثابتاً بان الحوار الجاد والمسئول هو سبيلنا الحضاري لمعالجة كافة القضايا التي تهم وطننا ومواجهة كافة التحديات التي تعترض مسيرته بين حين وآخر.. ولهذا فإننا نجدد تطلعنا في أن يؤدي الحوار الذي دعونا إليه بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه إلى ما يحقق الغايات الوطنية المنشودة منه.. ولا بديل لوطننا وأمتنا عن الحوار الذي يعزز صلات الأخوة والتماسك والتلاحم في المجتمع ويحافظ على مصلحة الوطن والأمة وينميها ويغلق كل أبواب الشر المفتوحة على الانقسامات والتعصبات الضيقة والمدمرة والتي تخالف تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتخالف كل تعاليمه السمحاء.
فالإسلام رحمة للعالمين وهو أكبر من كل الطوائف والمذاهب والولاءات والعصبيات الحزبية والقبلية والمناطقية والعنصرية وغيرها وهو الحصن الحصين في مواجهة دعاة التمزق والشتات.. كما أن خيارنا سيظل هو السلام وتفويت الفرصة على كل المخططات والدعاوى الهدامة لأصحاب الأجندات الخارجية التي تسعى الى جرنا إلى الحرب.. وسنظل نعمل مع كل الخيرين والشرفاء والعقلاء من أبناء الوطن من أجل ترسيخ الأمن والسلام وفرض احترام الدستور والقانون.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إن الجهود تتواصل من أجل التغلب على أبرز التحديات التي تواجه بلادنا حالياً وهي المشكلات الاقتصادية والتي تنعكس بآثارها سلباً على العديد من التحديات ومنها ما يتصل بالتطرف والإرهاب وحيث لن تتوانى أجهزتنا الأمنية في ملاحقة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة دون هوادة والتي أضرت باقتصاد الوطن ومصالحه وإستئصال شأفة الإرهاب وتجفيف منابعه فلا مكان في أرضنا لمثل هذه العناصر الإرهابية الضالة المنحرفة في تفكيرها وسلوكها والتي ناصبت الوطن والدين والإنسانية العداء وسعت إلى إشاعة الفساد في الأرض.
كما نوجه بهذه المناسبة الحكومة الى مواصلة تنفيذ برامجها وتدابيرها في المجال الاقتصادي وتقديم المزيد من التسهيلات والتشجيع للاستثمارات في بلادنا من اجل خلق المزيد من فرص العمل والحد من البطالة وخدمة أهداف التنمية وهناك فرص ومجالات عديدة لتحقيق المصالح المشتركة للجميع.
الإخوة المواطنون..
الأخوات المواطنات..
إننا ونحن نستقبل هذه المناسبة الدينية الجليلة لا يفوتنا أن نخص بالتهنئة الأخوة والأخوات الجنود والصف والضباط والقادة في قواتنا المسلحة والأمن الذين هم عماد الحياة الحرة الكريمة والآمنة والمستقرة التي يعيشها وطننا الغالي.. كيف لا.. وهم الحراس الأمناء على كل المكاسب والمنجزات والأبطال الأوفياء للعقيدة ولمبادئ وأهداف الثورة اليمنية الخالدة والوحدة المباركة.. والذين لم ولن يترددوا أبداً في التضحية والفداء في سبيل أداء الواجب المقدس وحماية الوطن وسيادته وترسيخ الأمن والاستقرار فهم الشركاء في كل ميادين البناء والتنمية والتقدم وصون الحرية والديمقراطية وهم القدوة الحسنة في ترجمة قيم الولاء وصدق الانتماء والإخلاص لله والوطن والثورة والجمهورية.
ختاماً نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً إلى ما يرضاه والى ما يمكننا من القيام بأداء فريضة الصوم وكل الفرائض والواجبات كما أمر وأراد..
إنه سميع مجيب.
شهر مبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،