خطاب فخامة الرئيس بمناسبة عيد الفطر المبارك
صنعاء: أكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أن الشعب اليمني اقتحم بالوحدة والديمقراطية والتنمية زمنه الجديد, وامتلك بكل الاقتدار مشروعه الحضاري وحقق مكانته
المرموقة على خارطة العصر والشراكة الإنسانية الفاعلة.
وقال في خطاب وجهه مساء اليوم إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل الخارج بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك " إنه لمن حسن الطالع أن تتزامن ابتهاجاتنا بالعيد السعيد مع احتفالاتنا بالعيد الـ44 لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة التي فجرها شعبنا المناضل من أجل التحرر من نير الاستعمار ونيل الاستقلال والقضاء على التجزئة وإعادة تحقيق وحدة الوطن, وهو احتفال يأتي متواصلاً مع احتفالاتنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة والواحدة 26 سبتمبر و الـ14 من أكتوبر وال30 من نوفمبر"..
موضحا.. أن الثورة اليمنية المباركة أحدثت تحولات جذرية في حياة شعبنا وعلى مختلف الصُعد وأنهت وإلى الأبد حقبة مظلمة من تاريخه ساد فيها الجور والظلم والقهر والإذلال والحرمان والتخلف وامتلك فيها إرادته الحرة وحقه في الحرية والاستقلال والوحدة وحكم نفسه بنفسه في ظل مجتمع ديمقراطي تعاوني انبثقت رؤاه وفكرته من عقيدتنا الإسلامية وتراثنا الحضاري الأصيل ومبادئ الثورة الخالدة .. مؤكدا أن الشعب اليمني بات اليوم هو مالك السلطة ومصدرها وله الكلمة الفاصلة والحاسمة في كل ما يتعلق بشؤونه ومسيرة حياته ومستقبله.
وأشار فخامة الرئيس إلى أن المشروع الذي تقدم به مؤخرا بشأن إجراء تعديلات دستورية يأتي انطلاقاً من مسئوليته الوطنية وترجمة لما وعد به أبناء الشعب في برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقتهم الغالية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى إجراء تعديلات دستورية جوهرية بغية تطوير النظام السياسي الديمقراطي والانتقال بالسلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية..
وجدد فخامة الرئيس في ذات الوقت الدعوة إلى كافة الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني في الوطن إلى التفاعل الايجابي والمسئول مع ما جاء في المشروع وإثرائه بالآراء والتصورات الموضوعية وبما يحقق المصلحة العليا للوطن التي ينبغي وضعها فوق كل اعتبار.. مؤكدا أن الشعب سيكون هو المرجعية وصاحب الكلمة الحاسمة فيما سيتم طرحه عليه من مشروع التعديلات الدستورية .
كما جدد فخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الدعوى لكافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني, إلى الحوار وتبادل الرؤى حول كافة المشكلات والقضايا بروح المسئولية الوطنية ودون أن ينفرد شخص أو حزب برأيه أو محاولة فرضه على الآخرين, كون الجميع شركاء في الوطن.
وقال " إنها لمناسبة نجدد فيها دعوتنا إلى إزالة أجواء الاحتقانات وإشاعة قيم التسامح والمحبة والتفاهم وتصفية النفوس والقلوب من كل الشوائب والضغائن والأحقاد والسمو فوق كل الصغائر واللجوء للحوار باعتباره الوسيلة المثلى التي تمكننا جميعاً من استلهام الحلول والمخارج الصحيحة لحل قضايانا الوطنية ومواجهة كافة التحديات".
وتابع قائلا :" يقيناً بان الدرب ليس سهلاً أو مفروشاً بالورود أمام المهام المستقبلية المطلوب انجازها وفي مقدمتها مواصلة جهود البناء والتطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في بلادنا ومواجهة تحديات التنمية والفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب ومحاربة الفساد والإرهاب وترسيخ مداميك الدولة اليمنية الحديثة دولة الحرية والعدالة والديمقراطية دولة النظام والقانون, لكن أياً من تلك التحديات لن تكون أصعب مما قد واجهناه في الماضي وتم التغلب عليها بحمد الله وبفضل تعاون وتفاعل كل أبناء شعبنا اليمني العظيم" .
ووجه فخامته الحكومة بمواصلة جهودها من أجل ترجمة ما جاء في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وإعطاء الأولوية للتسريع بوتائر التنمية وتشجيع الاستثمارات وتطوير آلية انتشار مظلة الضمان الاجتماعي والاهتمام بتطوير الثروة النفطية والغازية والسمكية والسياحية والمشاريع الزراعية والصناعية والإنتاجية والطاقة والمناطق الصناعية الحرة وكل القطاعات الواعدة بما يوفر فرص عمل جديدة في كل الميادين بالإضافة إلى مكافحة الفقر وتحسين مستوى الحياة لكل فئات المجتمع وفي مقدمتهم ذوي الدخل المحدود وتمكينهم من تنفيذ المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة في كل المجالات الممكنة بالإضافة إلى الاهتمام بالأسر المنتجة وتنفيذ المشاريع السكنية وتوزيع الأراضي الزراعية على الشباب والأخذ بيدهم نحو الاعتماد على الذات وجعلهم قوة منتجة وفاعلة في مسيرة البناء والتحديث في الوطن.
وتطرق فخامة الرئيس في خطابه إلى التطورات في المنطقة العربية .. حيث عبر عن أسفه وحزنه العميق لما تشهده المنطقة من تطورات مؤسفة وما تواجهه امتنا العربية والإسلامية من تحديات راهنة.. مشددا أن تلك
التحديات تستدعي تضافر الجهود العربية والإسلامية من اجل رأب الصدع في الصف العربي والإسلامي وتجاوز الخلافات بين الأشقاء وتوحيد الكلمة والموقف من أجل استلهام مستقبل عربي وإسلامي أفضل وتعزيز قدرة الأمة على مجابهة تلك التحديات وفي مقدمتها ما تشهده الساحة الفلسطينية من احتقان وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وانتهاكات لحقوقه الإنسانية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي, ".
ودعا فخامة الأخ الرئيس المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لوضع حد لتلك الانتهاكات التي تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية وكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية, وممارسة
الضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية للسلام على أساس الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني
الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد الدعوة للأشقاء الفلسطينيين في كل من حركتي فتح وحماس إلى تجاوز حالة القطيعة والخلاف واللجوء للحوار والتفاهم لحل كافة التباينات بينهما ولما فيه خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني..
كما دعا كافة الأطراف في العراق الشقيق بمختلف توجهاتهم وأطيافهم السياسية والاجتماعية إلى الحوار والوفاق بما من شأنه وضع حد لمواجهة العنف الطائفي والمذهبي وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل وموحد..
ورحب فخامة الرئيس بقبول الأشقاء في السودان نشر قوات متعددة الجنسيات في دارفور .. مؤكدا تأييد اليمن لجهود الحكومة السودانية لإحلال السلام في هذا الإقليم ولما من شأنه الحفاظ على سيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه .
كما رحب بكافة الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام في الصومال وبارك الجهود الأفريقية والعربية والدولية لتحقيق المصالحة بين جميع الفصائل الصومالية ومنها الجهود التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .. داعيا في ذات الوقت كافة الأطراف الدولية إلى تقديم مختلف أشكال الدعم للحكومة الانتقالية وبما يمكنها من تحقيق الاستقرار وإعادة أعمار الصومال وبناء مؤسسات الدولة الصومالية.
وجدد فخامة الرئيس موقف الجمهورية اليمنية الذي يؤكد على حق الدول في امتلاك التقنيات النووية للأغراض السلمية, مع تمسكها بإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.. مطالبا في هذا لشأن المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالامتثال لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وبما يحول دون التسابق في هذا المجال وضمان الاستقرار في المنطقة.
نص الخطاب في خطابات رئيس الجمهورية الدينية