جمعت رئيس الجمهورية والرئيس شيراك في قصر الأليزيه: القمة اليمنية الفرنسية تبحث قضايا التعاون الثنائي والتطورات في المنطقة
باريس (سبأنت)- عقدت ظهر اليوم بقصر الأليزيه في العاصمة الفرنسية باريس القمة اليمنية الفرنسية بين فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفخامة الرئيس جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا الذي إستقبل فخامة الأخ الرئيس بساحة القصر الرئاسي.
وبعد أن استعرض فخامة الأخ الرئيس حرس الشرف الذي أصطف لتحيته على ساحة القصر فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف الألحان المراسيمية.. صافح فخامة الرئيس شيراك ضيفه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مرحبا بزيارته والوفد المرافق لفرنسا.
وتركزت مباحثات القمة بين الرئيسين على بحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والأمنية وغيرها وفي مقدمة ذلك تنمية وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة تدفق رؤوس الأموال والإستثمارات الفرنسية نحو اليمن في ضوء الفرص والمزايا العديدة المتاحة أمامها والتسهيلات والضمانات العديدة التي يقدمها قانون الاستثمار اليمني لتضاف إلى إستثمارات الشركات الفرنسية القائمة حاليا في اليمن ومنها شركة توتال الفرنسية التي تنفذ مشروع تصدير الغاز اليمني المسال مع مجموعة الشركات الدولية الشريكة معها.
وبحث الرئيسان في القمة الجوانب المتصلة بتنسيق جهود البلدين لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى تبادل الآراء حول سبل تنمية الحوار الديمقراطي في المنطقة في ضوء نتائج قمة دول الثمان الصناعية الكبرى في سي آيلاند ومشاركة اليمن في لجنة متابعة الحوار ومنتدى المستقبل وكذا سبل دعم الدول الكبرى للدول النامية بما يعزز من جهودها للتغلب على تحديات التنمية ومحاربة الفقر والبطالة.
وجرى في القمة التشاور وتبادل وجهات النظر بين الرئيسين علي عبدالله صالح وجاك شيراك ازاء تطورات الاوضاع في المنطقة، وفي طليعتها الأوضاع في فلسطين والعراق والمستجدات الخاصة بسوريا في ضوء تداعيات تقرير لجنة (ميليس) وقراري مجلس الامن رقمي (1559 و1636) إلى جانب مناقشة القضايا المتصلة بخدمة الأمن والسلام والإستقرار في المنطقة.
كما جرى في القمة اليمنية الفرنسية بحث تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي في ضوء الأوضاع الجارية في الصومال، وما يجري من تطورات بين إثيوبيا وأرتيريا.
واطلع فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح فخامة الرئيس شيراك على نتائج زيارته الى كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش والمسؤولين في الإدارة الأمريكية، ومع جونيتشيرو كويزومي رئيس الوزراء والمسئولين اليابانيين.
وعبر فخامة الأخ رئيس الجمهورية في كلمته بالمباحثات عن سعادته والوفد المرافق لزيارة جمهورية فرنسا في إطار التنامي الذي تشهده العلاقات بين البلدين الصديقين.. مؤكدا عمق ومتانة العلاقات اليمنية – الفرنسية.. منوها بما تربطه من صداقة قديمة ومتينة بالرئيس شيراك.
و أشاد فخامته بما تقدمه فرنسا من دعم لمسيرة الديمقراطية والتنمية في اليمن، وتعزيز القدرات الأمنية اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب.. مؤكدا حرص اليمن على تنمية وتوسيع مجالات التعاون مع فرنسا والانطلاق بها نحو آفاق رحبة وصولا إلى تحقيق الشراكة المنشودة في المجالات كافة سيما السياسية والاقتصادية لما فيه خدمة المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.
وأكد فخامة الأخ الرئيس على أهمية الدور الذي تضطلع به فرنسا في إطار الاتحاد الأوروبي للدفع بعملية السلام في المنطقة.. مشيراً الى ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي.
وقال: ” إن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف هو المفتاح لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وشدد فخامته على أهمية الحوار المباشر بين سوريا وكافة الأطراف المعنية في ضوء ما أبدته سوريا من استعداد للتعاون الايجابي مع لجنة (ميليس) وقراري مجلس الأمن وبما يجنب المنطقة أي مشاكل وإضطرابات جديدة ويخدم الاستقرار في المنطقة.
وعبر الأخ الرئيس عن تطلعه في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، مؤكداً على أهمية مشاركة كافة الاطراف العراقية دون استثناء وبمختلف أطيافها السياسية والاجتماعية في صنع مستقبل العراق وبناء العراق الديمقراطي الحر والمستقل.
من جانبه أشاد فخامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك بالتطور الذي تشهده العلاقات اليمنية – الفرنسية.. منوهاً بأنها علاقات صداقة متينة ومتطورة.
وأكد حرص فرنسا على تعزيز علاقاتها وشراكتها مع اليمن ودعم مسيرة الديمقراطية والتنمية فيه.
كما أشاد الرئيس شيراك بما حققه اليمن من خطوات في مجال التطور الديمقرطي والتنموي والإصلاحات في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح.
وأضاف قائلا: ” ان ذلك يجعل من اليمن نموذجاً ومثالاً في هذا المجال وللاستقرار بالمنطقة ويحظي بتقدير المجتمع الدولي”.
وقال: نحن نثني على الحكم السديد الذي نراه في اليمن”.