إجابات الرئيس علي أسئلة الوطن الكويتية
نشرت صحيفة الوطن الكويتية الصادرة في الكويت المقابلة الصحفية التي أجراها مع الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس مجلس الرئاسة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الأخ يوسف الشريف نائب رئيس تحرير مجلة روز اليوسف القاهرية ومدير مكتب صحيفة (الوطن الكويتية.. وفيما يلي نص الأسئلة وإجابات الأخ الرئيس القائد عليها:-
الوطن الكويتية ماهي الدواعي والدوافع الرسمية والشعبية في تقديركم للتعجيل لإعلان الوحدة اليمنية قبل الموعد المتفق عليه في القمة اليمنية بعدن 30 نوفمبر 981 ا م وسارع خطاها على هذا النحو..؟
الرئيس: قبل أن أجيب على سؤالك الأول دعني أولا ارحب بك في بلدك اليمن وأشكرك باعتبارك واحدا من الذين عاصروا. وعايشوا نضال الشعب اليمني في سبيل الوحدة اليمنية طوال العشرين سنة الماضية.. فلديك رؤية واضحة عما جرى خلال هذه الفترة بعد توقيع اتفاق 30 نوفمبر التاريخي اندفع العمل الوحدوي بشكل متعاظم فحطم حواجز كثيرة أخذت اللقاءات بين القطاعات الرسمية تكتسب بعدا واسعا وشهدت هذه الفترة توحيد القوانين والأنظمة ودمج النقابات الشعبية والتشكيلات المهنية والشعبية.. فلم يكن أمامنا سوى إعلان قيام الجمهورية اليمنية التي تعتبر خطوة متقدمة على طريق الوحدة العربية الشاملة..
الوطن الكويتية أكدتم في خطابكم الأخير بالحديدية انه لامكان في دولة الوحدة للمتطرفين الماركسيين الذين يعملون على إفشال الوحدة كيف ترى المواجهة السليمة لهذه القوى بالحوار بالاستيعاب أم بالقوة..؟
الرئيس :إننا نرى في الديمقراطية والحوار.. واحترام الرأي والرأي الأخر افضل وسيلة لتثبيت أسس ودعائم دولة الوحدة التي تعتبر مكسبا وانتصارا للشعب اليمني كله..
الوطن الكويتية كيف ترون أسلوب ونهج العمل الجماعي في مجلس الرئاسة..؟
الرئيس :بفضل تعاوننا وإيثار المصلحة العامة للوطن استطعنا تحقيق هذا الإنجاز الوطني التاريخي.. وسنحرص دوما على أن تكون المصلحة الوطنية رائدنا كما وان دستور الجمهورية اليمنية قد حدد المهام والاختصاصات بوضوح..
الوطن الكويتية ما هو في تقديركم ابرز المهام الوطنية والقومية في الفترة الانتقالية..؟
الرئيس: اعتقد أنني أشرت إلى ابرز المهام إخلال المرحلة الانتقالية أما سياستنا على الصعيد القومي والتزاماتنا إزاء العمل العربي ا المشترك ومقاسمتنا لاشقائناس الهموم وسعينا المستمر لدعم أمن
الوطن الكويتية كيف ترى صياغة الدور والمهام الملقاة علي عاتق ا لقوات المسلحة وقوات الأمن في ظل دولة الوحدة وفي إطار تباين العقائد القتالية والنهج الأمني بين الشطرين؟.
الرئيس: من النعم التي انعم الله بها على شعبنا اليمني أننا تمكنا من دمج وتوحيد القوات المسلحة والأمن لتصبح أداة الشعب اليمني كله لحماية وحدته أمنه واستقراره وحماية السيادة والاستقلال الوطني والمشاركة الفعالة في التنمية وتمت عملية الدمج بصورة فعلية. وأصبحت كل معسكرات القوات المسلحة والأمن موحد ة. تعيش تحت رايات علم الجمهورية اليمنية ولاؤها لله والوطن والثورة.
لاشك أن بناء البنية التحتية المتكاملة في مختلف ربوع اليمن. كهرباء- ماء-صرف صحيي وفي سبيل ذلك فلقد تم خلال الفترة المنصرمة تحديد الاتجاهات الأساسية لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية وكذلك تحديد الاتجاهات الأساسية لميثاق العمل السياسي للأحزاب والتنظيمات السياسية في الجمهورية اليمنية ولاشك أن المحاذير التي أشار أليها السؤال كانت في اعتبار لجنة التنظيم السياسي التي اضطلعت بمهمة تحديد النقاط الأساسية لقانون الأحزاب والتنظيمات ولميثاق العمل السياسي أيضا.
إن الديمقراطية لابد وان تكون السمة الرئيسية لمجتمعنا اليمني لحماية دولة الوحدة وتثبيت أسسها كما وان التعددية لن تزدهر إلا على أرضية الولاء الوطني ولا تخرج أو تحيد عنه مراعاة للخصائص والظروف الموضوعية الوطنية وأيمانا بأهمية الديمقراطية داخل كل حزب أو تنظيم.. وفي علاقات الأحزاب والتنظيمات وأهمية الممارسة السليمة واحترام الرأي والرأي الآخر من منظور مصلحة الوطن.
الوطن الكويتية في مؤتمر تعز الأخير بين القيادتين السياسيتين في صنعاء وعدن تردد حديث عن احتمال الاندماج أو التحالف بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، كيف ترون صورة التنسيق والتعا ون بين التنظيمين قي المستقبل؟
الرئيس: لقد تم ذلك فعلا بوفصع اتفاقية للعمل المشترك بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني تحدد مجالات التنسيق والتعاون بينهما لكل ما يخدم المصلحة العليا للوطن.
الوطن الكويتية هل ترون أن تجربة الوحدة اليمنية نموذجا يحتذي به لإنجاز الوحدة العربية الشاملة بالديمقراطية. وهل ترى في الأفق ثمة مخا طر تتهدد الوحدة اليمنية مثلما هددت الوحدة المصرية السورية مثلا؟
الرئيس: إننا في الجمهورية اليمنية شديدو الأيمان بأنه لا مخرج من الفرقة والشتات إلا بالوحدة العربية التي تصنعها الديمقراطية والإرادة القومية معا واعتقد أن الوحدة اليمنية تختلف تماما عن الوحدة السورية المصرية التي انتهت بعد ثلاث سنوات ونصف. فالوحدة اليمنية لم تكن وحدة بين قطرين بل تمت بين أبناء وطن واحد تكالبت عليه الإمامة والاستعمار فمزقته إلى شطرين وكادت تمزق أحد الشطرين إلى قطع متناثرة لولا أن تداركته الإرادة الوطنية الثورية الصادقة. واستطاع الشعب اليمني الذي يعيش موحدا على ارض واحدة وان يناضل اكثر من عشرين سنة لإنهاء التشطير واقامة دولته الواحدة حتى تحقق له بحمد الله هذا الإنجاز الوطني الكبير فأ قام الجمهورية اليمنية الفتية وهو يدرك الأبعاد الاستراتيجية لهذا العمل الوحدوي الهام بعد أن عانى وذاق مرارة التشطير ولهذا فإنني اعتبر أن الوحدة اليمنية هي الخطوة العلمية الصحيحة لبناء الوحدة العربية الشاملة.
الوطن الكويتية كيف ترى مكان البحث العلمي والأخذ بأسباب الإنجازات العلمية التكنولوجية في دعم ونهوض مسيره الوحدة اليمنية؟.
الرئيس: في ضوء التحديات التي واجهها العراق الشقيق لمجرد انه استطاع تطوير قدراته في مجالات العلوم والتكنرلوجيا وما سبق وان واجهته جمهورية مصر العربية أتستطيع التأكيد بان مكانة البحث العلمي في الوطن العربي أستزداد أهمية بعد أن سهلت الدول الكبرى للكيان الصهيوني امتلاك صناعة القنبلة النووية والصواريخ واقمار التجسس فشجعتها بذلك على أن تهدد بالعدوان كل بلد عربي رافض كل جهود إقرار سلام عادل يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة العادلة واقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني بعاصمتها القدس.
الوطن الكويتية واضح على الساحة اليمنية وعلى الساحة العربية بوجه عام أن ثمة من يحاولون زرع الخلاف والتناقض بين القومية العربية والإسلام. هل ترى أننا في مسيس الحاجة إلى مشروع قومي حضاري يمزج بين الإسلام والقومية العربية وكيف؟.
الرئيس: ليس هناك أدنى شك بأن أهم واجب ملقى على عاتق المفكرين والمثقفين العرب تدارك الثغرات واسباب الضعف التي مكنت أعداء العرب والإسلام من محاولات زرع الخلاف والتناقض بين العروبة باعتبارها هوية المواطن العربي وبين الإسلام الذي يعتبر عقيدة الغالبية من أبناء الأمة العربية. فالعروبة لم ولن تكون بديلا للعقيدة الإسلامية بقدر ما كانت الهوية للعرب الذين اختصهم الله بان يحملوا رسالة العقيدة الإسلامية وبان تكون لغة القرآن الكريم لغتهم كما قال تعالى: أنا أنزلناه قرآنيا عربيا ولقد نشر العرب العقيدة الإسلامية في أجزاء واسعة من المعمورة. ولهذا أقول بان من واجب المفكر والمثقف العربي تدارك الثغرات التي يتسلل أعداء العروبة والإسلام ويبذرون الشقاق والخلاف وإيجاد مشروع حضاري قومي لابراز الصلة الوثيقة بينهما وان العروبة هي هوية الناطقين بلغة الضاد وان الإسلام عقيدة شاملة للعرب ولكل المسلمين في العالم.
الوطن الكويتية في عام 1984 م أعلنتم عن خطة للترشيد الاقتصادي ودعوتم إلى عام التنمية الزراعية آنذاك والشاهدان التجربة نجحت في توفير الملايين التي كانت ترصد سنويا لاستيراد الفاكهة. ونجحت اليمن في سد ثلث احتياجاتها من القمح لكن السلبيات تحولت في عملية تسويق المحاصيل وتعرضها لتلف واستغلال التجار للمزعين. كيف ترى معالجة هذه السلبيات دعما لنجاحات
الرئيس:ذلك ما حدث فعلا. بالنسبة لتحديد بدء مسيرة التنمية الزراعية عام 1984 م فلقد كانت مردودات منع استيراد الفواكه اكثر من إيجابية واعطى التوجه نحو الزراعة نتائج أولية سريعة جعلتنا نواجه مشكلة كيفية البحث عن أسواق في الدول الشقيقة لهذه المنتجات التي تفيض عن احتياجات الاستهلاك المحلي. واعتقد أن علينا أن نركز خلال السنوات القادمة على التنمية الزراعية أيضا وان لم نستفيد من التنوع المناخي والتضاريس الذي تنعم به الجمهورية اليمنية وان نستعد في نفس الوقت بالحلول المناسبة التي تكفل زيادة الصادرات وبالتالي زيادة الموارد طالما وإننا الآن نبدأ مرحلة جديدة.
الوطن الكويتية ماهي التوجهات في المستقبل للموازنة بين القطاع العام الاقتصادي والقطاع لخاص وتوظيف القطاعين لصالح الاقتصاد القومي. وهل هناك اتجاها لا عادة رسم للخطط الاقتصادية في القريب؟
الرئيس: إننا الآن ندخل مرحلة جديدة. تبدأ الفترة الانتقالية المحددة بعامين ونصف العام التي من بين مهامها إعادة دراسة الأوضاع الاقتصادية بقطاعاتها الثلاثة وتحديد الحلول في ضوء ما تستلهمه هذه. ا لدراسة.
الوطن الكويتية كيف نوظف الحماس لشعبي الجارف للوحدة في صناعة دولة الوحدة لحضارية القوية على صعيد إنجاز المشروعات الكبرى الاستراتيجية.. وفي حماية مكتسبات الوحدة؟.
.الرئيس: لاشك أن الديمقراطية ستكون العنصر الهام لكي تتمكن الطاقات الوطنية الإبداعية من الوفاء بالمهام والمشاريع الكبرى ذات السمة الإستراتيجية سواء كانت هذه المشاريع تدخل في نطاق البنية التحتية أو مشاريع تتسم بان لها سمة استراتيجية معينة ذات عائد كبير متعدد الجوانب كبناء السدود لتغذية المياه الجوفية ولتوفير احتياجات الري.. فطموحات البناء الاقتصادي الوفي القوي لدولة الوحدة يكتسب أهمية فائقة..
الوطن الكويتية علي حد علمي أ ن ديون صنعاء الخارجية 3 مليار دولار 8مليار دولار في عدن أبان مرحلة التشطير. كيف ترى حل هذه المشكلة؟
الرئيس:” اليمن بشطريه قبل الوحدة تحمل عددا من القروض لصالح التنمية كغيره من الدول
. في مجتمع الدولة اليمنية الواحدة متسع لكل القدرات والإبداعات اليمنية الواحدة بما في ذلك القيادات التنفيذية والدبلوماسية وغيرها فهذه الكوادر ثروة للوطن
” اتفق معك على أننا سنكون بحاجة إلى صياغة جديدة لتاريخنا الحديث لكي تدرك أجيال اليمن ان التشطير كلف الشعب اليمني ثمنا باهظا وان الوحدة اليمنية ثمرة نضال ضد التجزئة تكلل بانتصار الإرادة الوطنية التي نجحت في أن ترفع أعلام الجمهورية اليمنية الواحدة فوق سماء الأرض اليمنية الواحد.