إجابات الرئيس على أسئلة صحيفة الأنباء الكويتية
صحيفة الأنباء الكويتية: سيادة الرئيس باسم الديمقراطية اسمح لي أن أتحدث باسم أبناء شعب محتل فهناك اتهامات تقول أن الرئيس اليمني على علم مسبق بالغزو العراقي وان غزو الكويت نحطط كبير بين العراق واليمن والأردن وفلسطين لاحلال دول أخرى؟
الرئيس:لقد كشفت أزمة الخليج حقيقة العداء الذي تواجهه امتنا العربية والتآمر المستمر لتركيع الثورة اليمنية ومحاولة التدخل في سياساتها الوطنية المتوجهة داخليا نحو ترسيخ الديمقراطية وتعزيز قوة الوحدة الوطنية ومواصلة التنمية الحقيقية والالتزام بواجبات الانتماء القومي تجاه كافة القضايا العربية، وقد تأكد ذلك العداء لليمن من خلال الحملات الإعلامية المعادية التي عملت على تشويه مواقفها الثابتة عن عمد وإلصاق المساوئ لهذا البلد الذي لا هم له إلا وحدة الصف العربي وحل أي خلافات بين الأشقاء بالطرق السلمية ورفضه التام والمطلق استخدام القوة للتهديد والاعتداء بدلا عن الحوار الأخوي الصادق، وان ما نسمعه ونقرأه من التهم الباطلة مثل ما جاء في سؤالك يؤكد الحقد الذي يتعرض له اليمن لا لشيء بل لأنه كان له رأي واضح يتمثل في ضرورة الحل العربي لأزمة الخليج.. ودعوته لانسحاب القوات العراقية من الكويت الشقيق وتعزز ذلك برفض قرار العراق بضم الكويت، وفي الوقت الذي يرفض فيه التواجد الأجنبي في الجزيرة والخليج العربي ودعوته المستمرة لاستبدال هذه القوات بقوات عربية واسلامية لمواجهة كافة المخاطر لأن استدعاء القوات الأجنبية جعلها طرفا بكل ما تمثله من مخاطر وأطماع ضد الأمة العربية.
أما من يقول أن الجمهورية اليمنية كانت على علم مسبق بما حدث في الكويت فهذا غير صحيح ومن ضمن الحملات العدائية الموجهة ضد بلادنا وهو نوع من التضليل للرأي العام العربي والدولي لإيجاد المبرر للتواجد الأجنبي وتكريس الإيحاء بأن هناك دولا عربية كانت على علم مسبق كما حاء في سؤالك ”
صحيفة الأنباء الكويتية: سيادة الرئيس موقف ا!ليمن تجاه الاحتلال العراقي للكويت لم يكن واضح المعالم نتيجة لتذبذب الموقف والربط ما بين الاحتلال الغاشم والتواجد الأجنبي ما تعليقكم على ذلك؟
الرئيس: موقف اليمن حول أزمة الخليج واضح وثابت منذ الوهلة الأولى، فلم تؤيد الاجتياح العراقي للكويت كما كان موقفها أيضا ضد قرار العراق بضم الكويت ولكنها أيضا لم تؤيد الوجود الأجنبي في. المنطقة من منطلق حرصها على حل الخلافات العربية في المحيط العربي ولإدراكها لمخاطر هذا الوجود الأجنبي.
ويبدو أن بعض الدول التي صارت تتبع سياسة من لم يكن معنا فهو ضدنا مد فسرت خطأ موقف اليمن من أزمة الخليج من خلال ما تم في مجلس الأمن وبالذات بالنسبة للقرارين (660) و(66 الرئيس:) اللذين أتيا في ظرف دقيق كان فيه القادة العرب يتشاورون حول كيفت تجاوز الأزمة سلميا وضمن الأمة العربية، خاصة وان اليمن في مجلس الأمن تمثل مجموعة عربية وإقليمية وكان لابد أن يعبر موقفها عن رأب الجميع وهو مالم يتوفر في وقته خاصة وان وزراء خارجية الدول العربية كانوا مجتمعين في القاهرة ولم يصدروا أي قرار وان ذلك يدفعنا للاستغراب من تفسير بعض الأشقاء والأصدقاء بأنه موقف منحاز إلى جانب العراق وذلك غير صحيح فنحن لا ندعم أية دولة عربية ضد أخرى، لأننا ننطلق من ثوابت مبدئية لا نحيد عنها في مختلف الظروف.
صحيفة الأنباء الكويتية: سيادة الرئيس وسائل الإعلام اليمنية الرسمية بدأت تطبق سياسة القفز على الحبال من خلال تركيزها على قضية التواجد الأجنبي.. مما جعلت الشعب يشحن تجاه هذا الموضوع ويتناسى القضية الأساسية التي تسببت في هذا التواجد فهل هذا يعني أن سياسة اليمن ذات رؤية واحدة فقط أم ماذا يجني:إذا التركيز على أخبار العراق والتواجد الأجنبي وتجاهل الكويت حكومة وشعبا؟
الرئيس: المؤسف أيضا أن البعض الرئيس: يعرفون حقيقة الديمقراطية في اليمن وان حرية الصحافة مكفولة بنص الدستور وهي جزء الرئيس: يتجزأ من المارسة الديمقراطية والتعبير عن حرية الرأي والرأي الآخر مثلما كان الوضع بالنسبة للصحافة الكويتية، ومع ذلك فان كل ما تناولته الصحافة اليمنية ليس بالضرورة معبرا عن سياسة الحكومة، وإننا هنا نؤكد أن اليمن قيادة وشعبا وحكومة وكل القوى السياسية يقف إلى جانب الشعب الكويتي الشقيق ويطالب بانسحاب القوات العراقية وحل الخلافات في النطاق العربي وإنهاء التواجد الأجنبي في المنطقة في نفس الوقت حتى تتمكن أمتنا العربية من احتواء هذه الأزمة ومعالجة كل قضايا الأمن والاستقرار التي هي أهم متطلبات الأمة العربية وإنهاء هيمنة القوى الأجنبية وفرض وصايتها على الأمة العربية، فقد انتهى عهد الوصايات.
صحيفة الأنباء الكويتية:سيادة الرئيس العلاقات اليمنية السعودية تسير نحو منعطف خطير خاصة بعد القرارات المتبادلة بين البلدين والتصريحات المتنوعة بين الرياض وصنعاء وخاصة أن اليمن أعلنت مؤخرا مجلس قيادة عسكرية فما هو تصورك للعلاقة وما هي المسببات التي أدت الى ذلك؟
الرئيس: نحن نأسف كثيرا للفجوة الطارئة التي حدثت في العلاقات اليمنية السعودية بسبب تسرع الإخوان في المملكة العربية السعودية في قراراتهم التي تحمك تبعاتها أناس ليس لهم ذنب إلا انهم اسهموا بكل جهودهم مع إخوانهم السعوديين في بناء وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية في إطار قاد المنافح.
ومن جانبنا لم نتحد أي قرار أو موقف يسيء إلى المملكة حكومة وشعبا في الوقت التي تعرضت اليمن فيه لحملات إعلامية لا تليق بالعلاقات المنية السعودية وبحق الجوار والأواصر الأخوية التي تربط بلدينا ونحز على ثقة انه بانفراج أزمة الخليج سوف تتضح إبعاد موقف اليمن التي نتركه للتاريخ وللشعبين الشقيقين فيما إذا كان يستهدف الأمة العربية وسعادتها وإقحام صفوفها والحرص على سيادتها واستقلالها.
أما ما يتعلق بما ورد في سؤالك حول تشكيل مجلس قيادة عسكري فلو قرأت دستور الجمهورية اليمنية ستصد أن المادة (82) شص على تشكيل مجلس رئاسة مكون من خسة أشخاص وليس مجلسا عسكريا، كما أن المادة (24) في الدستور تنص على تشكيل مجلس دفاع وطني يضم في عضويته المسئول ذوي العلاقة في أجهزة الدولة اليمنية الحديثة وهذا الذي تم بالفعل.
صحيفة الأنباء الكويتية: سيادة الرئيس التقارب اليمني- العراقي والتنافر اليمني السعودي واليمني العربي ماذا يعني لك ذلك وما هو تصورك للعلاقات مستقبلا وهل هناك نية أو مبادرة يمنية للحل لعربي داخل إطار الجامعة العربية لحل الأزمة الكويتية أم مازال العرب عاجزين عن الحل ومنتظرين الحل الأجنبي؟
الرئيس:كما يلاحظ فان بعض التعبيرات الإعلامية تسيء بقصد أو بدون قصد في بلبلة أفكار المتلقي وتوحي له بالفعل أن هناك ما أطلقت عليه ” تنافرا ) وهي كلمة ليست دقيقة، إلا انه يمكن القول إن ذلك اختلالا في بعض وجهات النظر حول كيفية معالجة أزمة الخليج، فنحن مع الحل السلمي لهذه الأزمة ونرفض منطق القوة والتهديد والوعيد، ونرى أن الحل السلمي ليس لصالح الأمة العربية فحسب، بل للسلام العالمي وتعزيزا لأجواء الوفاق الدولي.
ونحن في الجمهورية اليمنية نبذل جهودنا مع كل الأشقاء العرب وفي الإطار الإسلامي والدولي للوصول إلى حل سلمي للأزمة بما يضمن سلامة المنطقة وسلامة الكويت الشقيق والعراق الشقيق وستواصل بلادنا بذل جهودها سواء طلب منها ذلك أم لم يطلب مهما حاول البعض تشويه موقف اليمن لأننا ننطلق مما تمليه علينا ضمائرنا وتحتمه مسئولياتنا الوطنية والقومية تجاه كل قضايا امتنا العربية.
صحيفة الأنباء الكويتية: سيادة الرئيس هل تتوقع أن الأوراق السلمية لحل الأزمة الكويتية قد استنفذت وهل هناك اتجاه قوي للحل العسكري أم ماذا؟
الرئيس: إن من يريد أن يستنفد أوراق الحل السلمي ويتجه نحو الحل العسكري فذلك متاح أمامه، ومن يريد الحل السلمي وتجنيب المنطقة الدمار فلازالت أوراق وإمكانيات الحل السلمي متاحة.ونحن نأمل أن لا يتسابق الناس إلى الدمار وان يحكم العقل والمنطق في معالجة الأزمة جذريا بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها وسيادتها القومية