إجابات الرئيس على أسئلة صحيفة الأهالي المصرية
صحيفة الأهالي المصرية:هل ثمة جديد إيجابي يتعلق بأزمة الخليج عبر هذه الاتصالات والحوارات؟.
الرئيس: قال: اعتقد ذلك فقد أبديت للرئيس مبارك امتعاضي إزاء محاولة الدس التي تبيت لها أجهزة الإعلام للوقيعة بين الشعبين المصري واليمني بشكل خاص.كأن يشاع كذبا عن سوء معاملة المصريين في اليمن.أو عن منع دخول الصحف المصرية والاعتداء على مكتب شركة مصر للطيران في صنعاء.وتلك أكاذيب تفضحها الحقائق والتصريحات الرسمية اليمنية التي تتعقبها تباعا لكن الصحافة المصرية للأسف لا تعيرها التفاتا ولا أعرف لماذا؟.. والأخطر من ذلك أن. تدس وكالات الأنباء الغربية أخبارا ملفقة حول تمركز القوات المصرية على الحدود السعودية مع اليمن. ونحن بالطبع نفهم ما وراء الترويج لمثل هذه الأخبار.وندرك أهدافها الخبيثة ونرفض أن نصدقها لا لأنها أكاذيب وأباطيل فحسب. ولكن أيضا بدافع من مشاعر الإعزاز والتقدير لأرواح الشهداء والدماء الزكية المصرية واليمنية التي عمقت علاقات الشعبين إلى الأبد خلال ملحمة الدفاع عن ثورة اليمن ونظامه الجمهوري في مواجهة حملات الاجتياح العسكري الشرس التي ظلت تشنها جحافل الحكم الامامي المتخلف والرجعية والإمبريالية على مدى خمس سنوات متصلة.
صحيفة الأهالي المصرية:الصحيفة وماذا كانت وجهه نظر الرئيس مبارك؟
الرئيس: وجهة نظره أن بعض التجاوزات في الصحافة المصرية بهذا الشأن ضريبة الديمقراطية وانه إلى على نفسه ألا يتدخل في حرية الصحافة والصحفيين.
صحيفة الأهالي المصرية:وما هي وجهة نظركم بشان حرية الصحافة وضريبة الديمقراطية في اليمن؟
الرئيس: اعتقد أن الالتزام الوطني والقومي في اليمن الضمانة الحقيقية للديمقراطية، فأية مصلحة وطنية أو قومية في الإساءة إلى رئيس عربي وشعب عربي لمجرد انه تبنى موقفا مختلفا في أزمة الخليج؟. رأى بحكم عضويته وممارسته لهذه العضوية في الجامعة العربية أو مجلس الأمن انه اتخذ الموقف الصحيح ثم ما هي المصلحة الوطنية أو القومية في أن يحرض كاتب مصري السعودية ودول الخليج على طرد العمالة اليمنية عقابا لحكومتها لأنها رفضت نهج التعجل في إصدار وإرسال القوات الأجنبية إلى المنطقة وقطع الطريق على المبادرات العربية لتسوية أزمة الخليج سلميا وتدارك أخطارها المدمرة.
صحيفة الأهالي المصرية:ربما كان السبب وراء حالة سؤ الفهم عن قصد أو غير قصد ما يذاع وما ينشر حول غموض موقف اليمن من القرارات العربية والدولية بإدانة العراق؟
الرئيس: لكن عدم التصويت لا يعني التحلل من الالتزام بهذه القرارات بعد صدورها بالإجماع فعندما أعلنت العراق عن ضم الكويت خرجت المظاهرات الشعبية في طول اليمن وعرضها تندد بهذا التجاوز الخطير للشرعية العربية والدولية وهو على وجه التحديد موقف الحكومة اليمنية والتزامها العملي والمعلن لكن عندما تسارعت خطى التدخل العسكري الأمريكي والأوروبي في الأزمة وعلى هذا النحو الكثيف خرجت المظاهرات الشعبية تندد بهذا التدخل الخطير الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات النضال المرير ضد الاستعمار القديم. وموقفنا المبدئي من أزمة الخليج يكمن في الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بفرض الحصار الاقتصادي على العراق، وكل الشائعات حول خرق اليمن لهذه القرارات لا أساس لها من الصحة، فناقلات النفط العراقية لم تعد تأتي إلى مصفاة عدن والطائرات المدنية اليمنية التي توجهت إلى الأردن لم تكن تحمل أية مواد غذائية أو تجارية إلى العراق وإنما كانت مهمتها الوحيدة والمحددة نقل آلاف النازحين اليمنيين من الكويت إلى صنعاء وليس على ارض اليمن جندي عراقي واحد أو بندقية عراقية لكن من الغريب حقا أن يكذب دوجلاس هيرد وزير الخارجية البريطانية جملة هذه الشائعات حول موقف اليمن في مؤتمره الصحفي الذي عقده مؤخرا في صنعاء بينما يصر البعض من الاخوة الصحفيين والإعلاميين العرب على ترويج هذه الشائعات.
وأقول لهم بدوري ما هي مبررات الوجود العسكري العراقي وأهدافه الاستراتيجية على ارض اليمن إذا كانت ساحة المواجهة على الطرف الشرقي من الجزيرة العربية بينما عملية نقل قوات عراقية برية أو جوية إلى اليمن تتطلب المرور فوق الأراضي والأجواء السعودية فضلا عن أن رصد مثل هذه التحركات أمر سهل وميسور في ضوء التقدم التكنولوجي في مجال الاستشعار عن بعد.
صحيفة الأهالي المصرية:الصحيفة/ لكن وزير الخارجية البريطاني قال: أن هناك خلافات ثانوية مع الموقف اليمني من أزمة الخليج؟
الرئيس: الخلافات الثانوية حول تصورنا للوسائل والإجراءات الخاصة بمعالجة الأزمة فقط فاليمن رغم إمكاناته المتواضعة ألا أنه يرفض أن يمتد الحصار الاقتصادي حول العراق إلى الغذاء والى الدواء وهو ما لا تقره قرارات الأمم المتحدة ولا سوابق الحروب ولا القيم الإنسانية.
وفي تقديرنا أن القوات الأجنبية كانت عازمة على التدخل العسكري وفرض هيمنتها على المنطقة دعيت أم لم تدع ثم أن الغرب بعد أن حقق أهدافه بالتدخل العسكري لماذا أذن التلويح بشبح الحرب والدمار وهل دعا أحد من العرب بمنع تدفق النفط إلى العالم وما مصلحتهم في ذلك؟ والأمر يعيد إلى الأذهان موقف الغرب من تأميم قناة السويس عام 956ا لقد شنوا العدوان الثلاثي رغم تعهد مصر بفتحها للملاحة العالمية فجاءوا ودمروا القناة.
صحيفة الأهالي المصرية:معلوماتنا أن وزير الخارجية البريطاني عرض امتداد الحصار البحري إلى الأجواء وتفتيش الطائرات المتجهة إلى العراق.
الرئيس: ربما كان الأمر لا يتجاوز عملية جس النبض.. ونحن نرى أن هذا الأمر خطير للغاية.. لعدم إمكانية ضبط وانضباط عملية تفتيش الطائرات المدنية المتجهة إلى العراق، فربما أدى إلى كوارث والى اندلاع الحرب.
صحيفة الأهالي المصرية:نعود إلى اتصالاتكم المتتابعة مع الرئيس حسني مبارك، هل دار خلالها حديث حول تبني مبادرات سلمية لمعالجة أزمة الخليج؟.
الرئيس: في الحقيقة أن هذا التوجه يشغل معظم الحوارات المتبادلة في هذه الاتصالات، أعفوني من التعرض لها حتى يكتب لها النجاح.. لكن في آخر اتصال مع الأخ الرئيس مبارك حرصت عليه أن نتوجه سويا إلى بغداد مع غيرنا من الرؤساء العرب الذين يودون المشاركة في هذه المبادرة، وبظني أن وضع كافة الحقائق والمتغيرات التي طرأت على حسابات العراق عندما ضمت الكويت أمام الرئيس صدام حسين سوف تأتي بنتائج إيجابية وإقناعه بان البديل لرفضه الانسحاب من الكويت يعني الدمار الشامل للامة العربية وتعريض وجودنا وأمننا وقضايانا القومية للضياع والأخطار المحدقة.
صحيفة الأهالي المصرية:وماذا كان رد الرئيس مبارك؟..
الرئيس: رغم كم وكيف الحملات الإعلامية المتبادلة بين مصر والعراق بسبب اختلاف المواقف إزاء أزمة الخليج.. ألا أن الرئيس ناقش هذا العرض بجدية.. غير انه عاد وأبدى دهشته من أن تفشل هده المبادرة.. لكنه يعرف ويقدر مدى ما ينطوي عليه قرار الحرب من دمار شامل ومتبادل بين أطراف الصراع وللمنطقة العربية ومدراتها.
صحيفة الأهالي المصرية:تعددت الروايات حول ما جرى من وقائع ومواقف ومناقشات خلال انعقاد مؤتمر القمة العربي بالقاهرة لمعالجة أزمة الخليج.. ما هي شهادتكم لما جرى؟.
الرئيس: للأسف الشديد أن فرصة كبيرة لاحتواء الأزمة وتطويقها في الإطار العربي قد فاتت من خلال هذه القمة التي كان من الممكن آن تمطي مجالا للحل العربي.. وبما يجنب المنطقة مخاطر التدخل الأجنبي.
ولكن يؤسفني أن أقول أن التشدد الذي ظهر به بعض الأشقاء وكذا الأسلوب في إدارة النقاش جعل القمة تعيش مأزقا صعبا انعكس على القرارات التي خرجت بها والتي حاول البعض أن يفرضها فرضا وكأنه لا خيار ولا بديل عنها في حين أن تلك القرارات لم تقدم حل منطقي للازمة بل أخرجت الأزمة من أيدي العرب وهُمش دور الجامعة العربية في معالجة واحتواء هذه الأزمة بين الأشقاء وخلق انقساما خطيرا في الصف العربي لقد كنا في اليمن ومعنا عدد من الأشقاء نرى ضرورة أن يفسح المجال لمزيد من المشاورات الهادئة بين القادة العرب خلال هذه القمة. وطلبنا عقد جلسة مغلقة يتم فيها البحث عن المخارج ومعالجة الأزمة سلميا وعربيا، وكان هناك اقتراح بإرسال وفد من القادة العرب إلى العراق وبحث الموضوع مع الرئيس العراقي صدام حسين بهدف الوصول إلى اتفاق يتم بموجبه انسحاب القوات العراقية من الكويت ولكن من المؤسف أن البعض كان يبحث عن إدانة العراق وتوفير الغطاء والشرعية العربية للتواجد الأجنبي على الأراضي والمياه العربية ولم يكن مستعدا للبحث عن أي شيء آخر من شأنه معالجة الأزمة وتوفير الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة لقد كان هناك اتجاه يبحث عن الإدانة واتجاه آخر يبحث عن حل…
صحيفة الأهالي المصرية:لكن امتناع الجمهورية اليمنية عن التصويت في مجلس الأمن على قرا فرض الحصار الاقتصادي على العراق بدء وكأنها ترجح موقفها على حساب الإجماع العربي والدولي.
الرئيس: كما قلت فقد كان لليمن مبررات وجيهة فيما يخص امتناعها عن التصويت على القرار رقم 656 الذي يقضي باستخدام القوه لفرض الحصار الاقتصادي على العراق لأن القرار يعطي سلطات مطلقة لجهات مجهولة ولذلك مخاطره الجسيمة لأنه ينذر بعواقب وخيمة في حال استخدام القوه والعنف من أي طرف استغلالا للقرار.
وكان المفروض أن يعطي وقت كاف لتطبيق القرار رقم 661 أو حتى الانتظار إلى أن يقدم خافييربيريز دي كويلار تقريره استنادا إلى المادة 10 من ذلك القرار.
لقد كانت لدى اليمن مخاوفها من استغلال القرار أو إساءة استخدامه من قبل بعض الدول فيما يلبي مصالحها الخاصة وسياستها في المنطقة دون أن يكون هناك ثمة علاقة بتحقيق الشرعية الدولية أو صيانة السلم والأمن الدوليين ورغم أن الجميع يلم إننا في اليمن لا نقيم علاقة مع أحد على حساب طرف آخر.. فان علاقاتنا مع الشعب العراقي لا يمكن أن تتحسن على حساب أطراف عربيه أخرى .
صحيفة الأهالي المصرية:كيف ترى تأثير هذا الموقف على علاقات اليمن بجيرانه في شبه الجزيرة العربية؟…
الرئيس: موقفنا واضع ومبدئي في تفهم أشقائنا له إننا حريصون قبل أي شيء آخر على حل هذه الأزمة سلميا وفي إطار الأسرة العربية بما يجنب المنطقة العربية مخاطر التدخل الأجنبي في شؤونها ويكفل تعزيز التضامن العربي ..
صحيفة الأهالي المصرية:بادرتم إلى مساع مع بعض الرؤساء العرب في محاولة للوصول إلى حل سياسي عربي لمعالجة أزمة الخليج احتوائها وبعدها لم نسمع شيئا إلى أين وصلت هذه المساعي؟
الرئيس: ماز لنا نبذل جهودنا ومساعينا وبالتنسيق والتشاور مع الأشقاء والأصدقاء من اجل الوصول إلى حل سياسي لمعالجة هده الأزمة واحتوائها سلميا وبرغم كل شيء فأننا مازلنا متفائلين في أن يتم تجاوز هذه الأزمة إذا ما توفرت النوايا الصادقة للحل السلمي والمسألة باتت سباقا مع الزمن ويجب أن ننجح في كسب هذا السباق، وبدونه فان المنطقة ستصاب بكارثة الدمار الشامل.
صحيفة الأهالي المصرية:ما هي المصاعب التي تتوقعون أن تواجهها اليمن من جراء موقفها المبدئي من أزمة الخليج؟. وكيف ترون. النهج والأسلوب السليم لاحتوائها؟.
الرئيس: لازمة الخليج إفرازاتها وانعكاساتها السلبية والمؤثرة على الكثير من الدول خاصة في المنطقة، واليمن من تلك الدول التي تضررت من هذه الأزمة خاصة في الجانب الاقتصادي حيث تسببت المقاطعة الاقتصادية في حرمان اليمن من عائدات تكرير النفط العراقي إلى مصفاة عد ن كما شحت تحويلات حوالي مليون ونصف مليون مغترب يمني من السعودية ودول الخليج.. وهناك حوالي 60 ألف مغترب يمني عادوا من الكويت بعد أن تسببت الأزمة في حرمانهم من أعمالهم ومدخراتهم.ونحن الآن بصدد حصر تلك الأضرار لمجلس الأمن والأمم المتحدة من اجل مساعدتنا في معالجة تلك الآثار والتغلب على المصاعب الاقتصادية التي تواجهنا بسبب التزامنا بقرارات مجلس الأمن التي تفرض المقاطعة ضد العراق.
صحيفة الأهالي المصرية:: دائما وأبدا تنعكس الخلافات بين الأنظمة والحكام العرب على الشعوب العربية على صعيد العلاقات والتعاون المشترك.ما هي رؤيتكم لهذه الأخطار المتوقعة نتيجة الاختلاف في الرؤى والمواقف إزاء أزمة الخليج وكيف تجنب الشعوب العربية هذا المصير؟؟
الرئيس: من المؤسف القول أن ما حدث قد الحق بالنظام العربي خسائر فادحة ما لم يتم تداركها من قبل أبناء الأمة العربية.. وفي الطليعة قادتها بمسئولية وحرص يسمو فوق كل الأنانيات أو الرؤية القطرية الضيقة.وألا فانه من الصعب التكهن بالمصير الذي سيؤول أو المصير الذي سيواجه الأمة العربية ككل سواء على مستوى أمنها السياسي أو الاجتماعي أو على مستوى وجودها الحضاري كأمة تحدق بها الأخطار من كل جانب ويتربص بها الأعداء للإجهاض عليها في كل وقت ولا شك انه قد تتباين المواقف والقضايا بين الدول الشقيقة وقد تحدث الخلافات بين الأشقاء وبعضهم لسبب أو أمر طبيعي ولكن ذلك لا ينبغي أن يكون سببا مقنعا أو مبررا لا لحاق أي ضرر بمسيرة التضامن والتعاون والعمل العربي المشترك أو يؤثر على مسيرة العلاقات الأزلية بين شعوب الأمة فالخلاف مهما كان هو حالة طارئة ستزول حتما إذا ما توافرت النوايا المخلصة للعمل من أجل تجسيد الأهداف العليا للامة وتحقيق مصلحة شعوبها.. من المؤسف أن نرى ألان أن البعض في وطننا العربي يقحم الشعوب في خلافات القادة.. ولذلك مخاطره ومحاذيره التي تخلق في الجسد العربي جروحا عميقة من الصعب الشفاء منها بسهولة.
صحيفة الأهالي المصرية:هل تعتقد أن ثمة تخطيط أو مخططات خارجية لافتعال أزمة الخليج وأخراجها على هذا النحو الذي جر أليها أطرافا عربية وأجنبية؟؟
الرئيس: منطقة الجزيرة والخليج بما تملكه من ثروات واحتياطي بترولي كبير.قد شجع الأعداء على المشاكل والأزمات حتى يكون لهم موقف قد ينطلقون منه لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم المشبوهة ومن هنا فالمخططات الأجنبية تنفذ وفق سيناريو معد سلفا خارج المنطقة وعلى امتنا العربية أن. تعي مثل هذه المؤامرات وتدرك أبعادها.. ولم تكن هي الأولى من نوعها التي تتعرض لها امتنا العربية مع فارق في أسلوب التصدي لها وفضحها.
صحيفة الأهالي المصرية:في تقديركم ما هي توقعات المستقبل القريب والبعيد لازمة الخليج الحرب أم الحل السلمي وصورة النظام العربي في ضوء أي من الاحتمالين؟
الرئيس: الرئيس: أعتقد أن أحدا الرئيس: يدرك مخاطر اللجوء للخيار العسكري لمعالجة هذه الأزمة فلخيار العسكري يعني التدمير الشامل للمنطقة والذي لن يكون أحد في المنطقة بمنأى بما في ذلك الأطراف الأجنبية التي ستشارك في ذلك الخيار وهو ما يدركه الجميع الآن جيد في ظل الحشد الهائل للقوات والأسلحة الفتاكة في منطقة الرئيس تحتمل كل ذلك لتداخلاتها الجغرافية وتشابك المصالح الحيوية فيها إلى درجة يصعب حصر المعركة أو نتائجها في نطاق معين أو جبهة واحدة. بل أن انعكاساتها ستكون مؤلمة وشاملة ربما للعالم كله.. ولهذا فأنا استبعد الحل العسكري للازمة على الأقل في المستقبل القريب المنظور وسيكون الحل السياسي هو المقبول من كل الأطراف عربيا ودوليا والذي من شأنه أن يهي المخرج المناسب لهذه الأزمة أو الخروج منها بأقل الخسائر وهو ما يعمل كل المخلصين ومحبي السلام من اجله
أما بالنسبة لصورة النظام العربي في ضوء كل من الاحتمالين فان الخيار العسكري وكما قلت سباقا ستكون من نتائجه المباشرة الدمار والانهيار الشامل لكل مرتكزات البناء ومقومات الحياة والتقدم في اليمن. وفي حالة التوصل لحل المشكلة سلميا فانه بإمكان الأمة العربية التغلب على كل أثار الأزمة وتجاوز الانقسامات التي حدثت، لتستعيد الأمة العربية تضامنها وتواصل نحو التكامل والوحدة..
صحيفة الأهالي المصرية:هل ما يزال لقوي السياسية والشعبية العربية ثمة دور فاعل للتنوير بجذور وأسباب اندلاع أزمة الخليج والتحشد لاحتوائها وكيف؟؟
الرئيس: بإمكان القوى السإسية والشعبية العربية أن تلعب دورا فاعلا في احتواء الأزمة ومعالجتها سلميا وفي الإطار العربي وبما يجنب المنطقة مخاطر التدخل الأجنبي الضغط الشعبي سيكون له دور وحساباته لدى صانع القرار وفي اعتقادي أن الشعوب العربية تدرك مخاطر هذا الحشد العسكري الأجنبي الهائل فوق الأراضي والمياه العربية وتدرك أهدافه ومراميه انه تدخل سافر في شئون المنطقة وتهديد خطير لأمن وسيادة واستقلال وكرامة الأمة العربية ولا يمكن بأي حال أن نصدق أن هذا الواجد الأجنبي الهدف منه الحفاظ على الشرعية. الدولية أو تطبيق قرارات مجلس الأمن أن الهدف هو المصالح الأجنبية في المنطقة وضمان بقائها وفي المقدمة ضمان تدفق النفط العربي بأسعار رخيصة من أجل أن يضمن الغرب والولايات المتحدة الحفاظ على نمط حياتهم المتقدم وللشعوب لعربية الحق عندما تعبر عن رفضها ومخاوفها من هذا التواجد. لأنها تخشى منه أن يصبح مشروعا استعماريا جديدا في المنطقة وهيمنة أجنبية على مقدراتها ومصالحها
شعوبنا العربية تشعر بالإحباط وعدم الثقة في الموقف الأمريكي والأطلسي وترى فيه انفصاما شديدا في الادعاء بحماية الشرعية الدولية فعلى حين تحتشد كل تلك القوات الأجنبية في المياه واليابسة بذلك الشكل الهائل والسريع ضد العراق تحت مبررات تطبيق قرارات مجلس الأمن.فأنها تتقاعس عن تقديم أي اهتمام لحل مشكلة القضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا في المنطقة .
صحيفة الأهالي المصرية:إذا وقع الاعتداء العسكري الأمريكي الأوروبي على العراق ما هو موقف اليمن؟
الرئيس: اليمن ليست طرفا في المشكلة وان كنت اعتقد أن مثل هذا الاعتداء على العراق لن يحدث لأسباب ترتبط بالحسابات الأمريكية والأوروبية الخاصة.وبعدم استعداد الجانب الأمريكي والأوروبي لتقديم أية تضحيات في هذه المواجهة التي ستظل منحصرة على الجبهة الاقتصادية والدبلوماسية لفترة ليست بالقليلة..
صحيفة الأهالي المصرية:مضى زهاء ثلاثة اشهر على إعلان الوحدة اليمنية أو ما يطلق عليه البعض الرومانسية أو شهر العسل.ما هي الصعاب والتعقيدات التي أسفرت عنها عملية بناء دولة الوحدة وكيف ترى النهج والأسلوب لحلها؟؟
الرئيس: تحقيق الوحدة اليمنية كان الثمرة العظيمة لتضحيات اليمنيين ونضالهم الطويل من اجل تجسيد هدا الهدف الغالي في حياتهم. وما قطعه الشعب اليمنى من أشواط منذ قيام دولة الوحدة.كبير وهام خاصة على صعيد بناء أسس وهياكل الدولة الجديدة وتحقيق الدمج الكامل لها ومرافقها وأجهزتها على مختلف الأصعدة والمجالات.. وبعد ثلاثة أشهر من قيام الجمهورية اليمنية فان ما تحقق كبير وهام ويبعث على الرضى والاعتزاز وشعبنا اليمني يواصل اليوم في ظل وحدته خطواته نحو مزيد من البناء والتقدم والنهوض الحضاري.ومن أولوياتنا في هذه المرحلة معالجة الأوضاع الاقتصادية وذلك من خلال تنفيذ خطط تنموية شاملة وطموحة للشعب اليمني لكي يحقق أمانيه في حياة متقدمة ومزدهرة.
صحيفة الأهالي المصرية:هل باتت قضية الديمقراطية في دولة الوحدة اليمنية محسومة لصالح التعددية السياسية التي تؤمن قيام الأحزاب.أم أن هناك أفكارا أخرى.؟؟
الرئيس:التعددية السياسية يكفلها دستور الجمهورية اليمنية وهي مجسدة فعلا وقولا في الواقع اليمني.. حيث تجد العديد من القوى والاتجاهات السياسية المختلفة، المجال واسعا للتعبير عن نفسها في الساحة اليمنية في مناخات حرة وديمقراطية وهناك مشروع قانون مقدم من الحكومة سيعرض على مجلس النواب لإقراره وهو يضمن الممارسة السياسي والحزبي في البلاد.
صحيفة الأهالي المصرية:هل هناك احتمال أن يتأثر برنامج استثمار البترول اليمني في ضوء أزمة الخليج.. وكيف سيتغلب اليمن على مشكلة الديون الخارجية؟؟
الرئيس:بالفعل نحن نواجه مشكلة في هذا الجانب ضمن الآثار التي نعاني منها نتيجة أزمة الخليج.
ولقد اضطررنا نتيجة لتوقف تكرير النفط العراقي والكويتي في مصافينا في عدن في تكرير نفطنا المحلي في تلك المصافي وتلبية احتياجات الاستهلاك النفطي بما يعزز من جهودنا للتغلب على كافة المصاعب الاقتصادية التي تواجهنا وتحقيق التنمية الوطنية الشاملة. وبالنسبة لقضية الديون الخارجية فهي ظاهرة تعاني منها مختلف دول العالم الثالث ولكن بنسب متفاوتة وهي بالنسبة لنا لا تمثل مشكلة كبيرة ومؤرقة في الوقت الراهن.لأننا نحاول تسديد الأقساط بشكل منظم ونعمل من جانب آخر على معالجتها جذريا ومحاولة إعادة جدولتها في ضوء اتصالات مع الجهات الدولية وهي في معظمها ديون تنموية.
صحيفة الأهالي المصرية:وكان قد مضى زهاء ساعتين من حوار/ الأهالي/ مع الرئيس اليمني ونحن نهم بالانصراف.حرص الفريق علي عبد الله صالح على أن يحملنا تحياته للشعب المصري وتقديره لدوره الباسل دفاعا عن الثورة والجمهورية اليمنية..
ـ وقال: للشعب المصري العظيم مكانته الخالدة في قلوب أبناء اليمن الذين يحملون لمصر الكنانة ولشعبها العظيم وللقائد التاريخي المناضل جمال عبد الناصر رحمه الله كل الحب والتقدير والوفاء والعرفان بالجميل.
ومهما اختلفت المواقف السياسية بين البلدين الشقيقين فان ذلك لا يؤثر مطلقا على مسيرة العلاقات الأزلية بين شعبين توطدت بينهما أواصر المحبة والإخاء والتعاون وتميزت علاقاتهما بخصوصية قلما توفرت في العلاقات العربية..
فالشعب اليمني لن ينسى ابدأ وقوف ثورة يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله إلى جانب الثورة ولا ينسى ابدأ تضحيات شهداء مصر الأبرار من اجل أن يجسد أمانيه في حياة حرة متقدمة بعد أن عاش سنوات طويلة من الحرمان والتخلف والقهر في ظل حكم الكهنوت الامامي.. كما أن شعبنا اليمني لن ينسى ابدأ ذلك العطاء السخي لجيش آخر من أبناء مصر من المعلمين والتربويين الذين اسهموا وما يزالون بمعارفهم وعلومهم من اجل تنوير الجيل اليمني وتوسيع مداركه العلمية ليشارك في بناء وطنه ونهضته وتقدمه.
أن شعبنا يحمل كل ذلك التقدير والشعور بالعرفان بالجميل لمصر الشعب والتاريخ والموقف ولا يمكنه ابدأ أن يتساهل في التفريط بتلك العلاقات الأخوية الحميمة التي ترتكز على وشائج قوية وأسس راسخة وصلبة لا يمكن أن تتأثر بأي موقف أو خلاف طارئ مهما كان
ما تردده بعض الأقلام في مصر.فيؤسفني أن أقول بأنها باتت في إطار الحملة الظالمة على اليمن بسبب موقفها من أزمة الخليج والهادفة إلى الإساءة إلى الشعب اليمني والإساءة أو العلاقات اليمنية المصرية.
فالمصريون في اليمن هم في وطنهم وبين أشقاء لهم يحملون لهم كل مشاعر التقدير والاحترام والود والوفاء ولا يمكن لآي يمني أو نحن في القيادة أن نسمح بذلك أن يساء إلى أي شقيق مصري في اليمن .لان أي إساءة لمصر أو أي من أبناء شعبها العظيم..إساءة للثورة اليمنية التي يمثل الانتصار لها من جانب الشعب المصري وثورة يوليو وقائدها الخالد جمال عبد الناصر رحمه الله عنوانا بارزا للتلاحم القومي المجيد الذي في الذاكرة اليمنية عنوانا شامخا للعطاء والبذل وسيظل الشعب اليمني مهما تباينت المواقف الرسمية بين البلدين الشقيقين وفيا ومحبا لأشقائه في مصر العزيزة الذين امتزجت دماؤهم بدمائه لتثمر اليمن السعيد يمن الثورة والتقدم والوحدة