إجابات الرئيس على أسئلة مجلة ألف باء العراقية
مجلة ألف باء العراقية:تنمو دولة الوحدة وتترسخ خطواتها في جميع الميادين على قاعدة الحوار الديمقراطية والتعددية السياسية.. ماهي أولويات اهتمام فخامتكم في المرحلة الراهنة..؟
الرئيس: بالطبع أمام دولة الوحدة اليمنية/ مهام وأولويات كثيرة ترتبط باستكمال أسس بنائها ومرتكزات تطورها.. ولا تنسى أنها محصلة دمج شطرين كان كل منهما يمثل دولة قائمة بالفعل بكامل مؤسساتها وأجهزتها وخططها وعلاقاتها..
وفي المرحلة الراهنة تبرز هموم البناء التنموي ومواجهة التحديات الاقتصادية كما تبرز الأولويات التي تكرس من أجلها كل الجهود بهدف التغلب عليها وتعزيز مسار البناء الوطني الشامل بكافة جوانبه السياسية والديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها والانطلاق به نحو آفاقه المنشودة وبما يجسد تطلعات الجماهير اليمنية في دولة الوحدة اليمنية.
مجلة ألف باء العراقية: بالرغم من المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها اليمن الشقيق إلا أن كل الدلائل تشير إلى انه مقبل على مرحلة مزدهزه.. خصوصا أن اليمن سيكون من الدول المصدرة للنفط خلال العقد القادم.. نريد أن نتعرف على أفق المرحلة المقبلة؟.
الرئيس: نحن متفائلون بالمستقبل.. فالأرض اليمنية واعدة بالخير سواء في المجال الزراعي أو في مجال الثروات المعدنية والنفطية ولدينا حاليا العديد من الشركات الأجنبية التي حصلت على امتيازات التنقيب عن النفط في العديد من مناطق الجمهورية والدلائل والمؤشرات تشير إلى بوادر إيجابية مشجعة في هذا المجال ونحن نحاول الآن التغلب على مشاكلنا الاقتصادية والتي زادت منها أزمة الخليج التي كان لها انعكاسات سلبية كبيرة على الاقتصاد اليمني ومع ذلك فالمسعى جاد لحشد كل الطاقات والموارد المتاحة والاستغلال الأمثل لها بما يمكننا من تجاوز المصاعب الاقتصادية التي تواجهها بلادنا.. ورهاننا في ذلك على الإنسان اليمني وعلى عطاء الأرض اليمنية الواعدة بالخير إن شاء الله..
مجلة ألف باء العراقية: صوتت اليمن ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز استخدام القوه ضد العراق/ ماذا أراد اليمن أن يؤكد في موقفه القومي هذا للامة العربية والمجتمع الدولي؟؟
الرئيس: لقد أوضحنا موقفنا فيما يخص التصويت ضد قرار مجلس الأمن الدولي رقم/ 678/ الذي يجيز استخدام القوة ضد العراق والذي ينطلق من التزامنا القومي المبدئي وإدراكنا لمخاطر هذا القرار الذي لا يخدم السلام بل يزيد الوضع تعقيدا ويهيئ للقوات الأجنبية في المنطقة التصرف كيفما تريد لتدمير قوة عربية هي مبعث اعتزاز وفخر وقوة لكل العرب وهذا مالا يمكن لليمن أن تقبل به أو تصوت معه.
ولقد أكدنا مرارا بأن صوت اليمن هو للسلام وليس للحرب نحن سنصوت مع السلام وسندعم كل جهة أو قرار أو مسعى يحقق السلام في الوقت نفسه الذي سنظل فيه نرفض الحرب نبذل كل المساعي من أجل تجنبها لأنها ستكون كارثة على الجميع.
مجلة ألف باء العراقية:ماهي الأضرار التي لحقت بالأمة العربية وأمنها القومي جراء دعوه القوات الأجنبية للتواجد على الأرض العربية..
الرئيس: للتواجد الأجنبي العسكري في المنطقة مخاطر وتهديدات كبيرة على استقلال وسيادة الأمة العربية والأمن القومي العربي ولهذا نحن نرفض ذلك التواجد الأجنبي في المنطقة..
مجلة ألف باء العراقية: تتولى اليمن حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي ماذا تنوون عمله في إطار السعي من أجل السلام ومنع حدوث الكارثة في الخليج؟
الرئيس: تسعى دوما عبر كل الوسائل وعلى مختلف المستويات وبالتعاون مع كل الخيرين من الأشقاء والأصدقاء في بذل أقصى الجهود من أجل إيجاد حل سلمي للازمة وتجنب الحرب إلا إذا اندلعت لا سمح الله فأنها ستأتي على الأخضر واليابس وستلحق بالمنطقة كارثة مدمرة لا يعلم إلا الله بنتائجها ولهذا فإننا سنظل نواصل مساعينا واتصالاتنا من أجل حل أزمة الخليج سلميا كما أن اليمن ومن خلال رئاستها للمجلس تسعى لدى أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار من المجلس يوفر الحماية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة ويؤكد على ضرورة عقد المؤتمر الدولي للسلام وبما يكفل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الشامل والدائم في المنطقة.
مجلة ألف باء العراقية: قبل العراق الحوار مع أمريكا على قاعدة الحوار المعمق والهادف لتحقيق السلام العادل في المنطقة ماذا تتوقعون لهذا الحوار..؟
الرئيس: أولا نحن نشجع مثل هذا الحوار ونعتبره خطوة إيجابية متقدمة باتجاه السلام وهو ما طالبنا به أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر إلى صنعاء واكدنا له أهمية إجراء مفاوضات مباشرة بين أمريكا والعراق وأبدينا استعدادنا في اليمن لترتيب لقاء له مع وزير الخارجية العراقي.
وعندما أعلنت المبادرة الأمريكية لإجراء مثل ذلك الحوار رحبنا بها.. ونحن نتطلع إلى أن تكون فرصة مناسبة لإجراء حوار عميق وجاد يجنب المنطقة كارثة الحرب ويحقق لها الاستقرار والسلام الشامل..
مجلة ألف باء العراقية:خطى العراق خطوة جديدة نحو السلام برفع قيد السفر عن الأجانب لديه أين تضعون هذه الخطوة العراقية في إطار السعي نحو السلام؟؟
الرئيس: مثل هذه الخطوة أعطتنا برهانا أكيدا على رغبة العراق في السلام والسعي لإيجاد حل سلمي للازمة.. ونأمل أن تجد مثل هذه الخطوة الإيجابية من جانب العراق الاستجابة المنيبة لدى الآخرين بما يعزز من اتجاهات السلام ويجنب المنطقة التوترات أو اللجوء إلى للحرب.
مجلة ألف باء العراقية: ماذا تفسرون إصرار بعض الأطراف العربية على الخيار العسكري كطريق لحل أزمة الخليج، ، على مستقبل الأمة العربية وأجيالها القادمة.؟
الرئيس: الخيار العسكري سيكون كارثة على المنطقة وسيلحق التدمير بالجميع وأيا كانت الدوافع فان نتائج الحرب ستكون مفجعة وخطيرة على كل الأطراف وعلى مستقبل المنطقة والامة العربية وأجيالها القادمة.
مجلة ألف باء العراقية: ألا تعتقد معي فخامة الرئيس أن الخطوة السعودية بأبعاد اكثر مليون ونصف مليون يمني من أراضيها أنها قصيره النظر وبعيدة عن روح المسئولية القومية وحسن الجوار..؟
الرئيس: في اعتقادنا أن أي خلاف أو تباين في وجهات النظر مهما كانت ينبغي لها أن تنعكس بأي حال على العلاقات الأخوية الأزلية بين شعوب الأمة العربية وعموما فالذين عادوا ألان من المملكة العربية السعودية قد تجاوزوا المليون مواطن وتسعى الدولة ألان للتغلب على كافة الآثار المترتبة على هذه العودة.. المفاجئة لهذا العدد الكبير من العاملين خاصة على الصعيد الاقتصادي.
وبرغم كل الذي جرى فإننا نرى في عودة هؤلاء مكسبا مهما للوطن ولمسيرة نهضته وتقدمه.
مجلة ألف باء العراقية:وصفت قرارات مجلس الأمن الدولي ضد العراق بأنها استندت إلى مصالح الدول الكبرى وليست منطلقة من مبادئ العدالة والشرعية الدولية.. ماذا تعلقون خصوصا على القضية فلسطين بقيت مهملة من قبل مجلس الأمن الدولي.
الرئيس: هناك خلل واضح وازدواجية لدى البعض في مفاهيم الشرعية الدولية وفي الرؤية لقضايا المنطقة.. والقرارات المتسارعة التي اتخذت ضد العراق الشقيق لم تقدم حلا للمشكلة بل زادتها تعقيدا وهي ارتكزت على أساس المصالح وبالذات مصالح بعض الأطراف التي مارست الضغوط وقدمت الاغراءات من أجل تمرير تلك القرارات في مجلس الأمن الدولي وفي زمن قياسي.. بينما نرى ذلك التقاعس والتلكؤ- الواضح في إصدار أي قرار يدين الكيان الصهيوني وممارساته العدوانية ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة.. ناهيك من القرارات العديدة لمجلس الأمن الدولي الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي لا تجد مثل هذا الحماس الدولي لتنفيذها وهو ما يعكس الازدواجية الأخلاقية والكيل بمكيالين في قضايا المنطقة لانه إذا كانت هناك نوايا صادقة وجاده لحل قضايا المنطقة وضمان تحقيق الاستقرار والسلام الدائم والشامل فيها فينبغي أن يكون هناك معيار واحد في الحفاظ على الشرعية الدولية وحل كل مشاكل المنطقة وبدون ذلك تصبح قرارات مجلس الأمن الدولي ومفهوم الشرعية الدولية لا معنى ولا وزن لها.
مجلة ألف باء العراقية: وقفت اليمن وقفة قومية شجاعة ومبدئية في تعامله مع أحداث الخليج رافضا كل محاولات الضغط والابتزاز السياسي والاقتصادي ماذا تعلقون على موقف بعض الأقطار العربية التي تصرفت بالضد من المصلحة القومية.
الرئيس: موقفنا في أزمة الخليج انطلق من المبادئ القومية التي نؤمن بها وليس من اجل المصالح أو الإذعان للضغوط السياسية أو الاغراءات المادية.. ورغم أن اليمن من أوائل الدول التي تضررت اقتصاديا ومورست ضدها الضغوط غير أننا أكدنا بان مبادئنا ليست للبيع والشراء واليمن ومنذ بداية الأزمة أكدت حرصها على احتواء الخلاف في إطار الأسرة العربية والبحث عن السبل المناسبة لحل الأزمة سلميا بعيدا عن التدخلات الأجنبية وبعيدا عن اللجوء للخيار العسكري وبما يحقق الانسحاب العراقي من الكويت وانسحاب القوات الأجنبية من المنطقة ومن المؤسف أن فرصا عديدة قد ضاعت في ظل التشدد الذي أظهره البعض الذين ظلوا يرفضون الحل العربي مع أن تطورات الأزمة تبرهن على انه الخيار الوحيد والسليم الذي يحقق حلا عادلا ومشرفا للازمة ويضمن للامة العربية تماسكها واقتدارها على معالجة المشكلة وتجاوز كافة الآثار والانعكاسات السلبية للازمة على الواقع العربي بما يكفل استعادة التضامن العربي ومواجهة التحديات المفروضة على الأمة العربية وفي طليعتها التحدي الصهيوني.. عموما أزمة الخليج أفرزت المواقف بصورة واضحة ومكتملة والتاريخ والجماهير العربية هما الحكم على كل تلك المواقف وأي منها يحقق المصالح القومية وأي منها بالضد..
مجلة ألف باء العراقية: يعاني أطفال العراق، الرضاع من نقص حاد في إمدادات الحليب والأدوية ما هو المطلوب بتقديركم فخامة الرئيس لأطفال شعب العراق وفك الحصار الغير الإنساني ضده.
الرئيس: هناك استثناء لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بفرض الحصار الاقتصادي على العراق وهو عدم منع المواد الغذائية والطبية لاسباب إنسانية وهو ما يؤكد عليه ميثاق الأمم المتحدة ونحن في اليمن أعلنا ومنذ البداية معارضتنا لشمول هذه المواد الضرورية ضمن نطاق الحظر الاقتصادي نأمل أن يجد هذا الوضع الإنساني الصعب الذي يواجه أطفال العراق ومرضاه نتيجة نقص إمدادات الغذاء والأدوية الاستجابة القومية والإنسانية السريعة والمناسبة من كافة الدول الشقيقة والصديقة بعيدا عن حسابات السياسة والمصالح فالمشكلة إنسانية والواجب الإنساني يفرض المساعدة على حلها لأنها ترتبط بحياة الآلاف من البشر الذين
يتهددهم الجوع والمرض ما لم نتوفر مثل تلك المواد الحيوية لهم.. وبالنسبة لنا في الجمهورية اليمنية فإننا لا يمكن أن نقبل لا قوميا أو إنسانيا أن يموت شقيق لنا من الجوع أو المرض دون أن نساعده.
مجلة ألف باء العراقية: نريد نتعرف على تقييم سيادتكم لدور السيد الرئيس صدام حسين في إدارته للصراع في أزمة الخليج وسعيه من اجل السلام..
الرئيس: نحن نرحب بكل الجهود والمساعي الجادة التي يقوم بها الأخ الرئيس صدام حسين من أجل حل الأزمة وتحقيق السلام في المنطقة.. ونأمل أن تجد تلك المجهود والمساعي الاستجابة المناسبة لدى الآخرين بما يضمن للمنطقة الاستقرار والسلام الدائم والشامل..