إجابات الأخ الرئيس على أسئلة إذاعة لندن
إذاعة لندن: فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية شكرا أولا لهذا اللقاء الذي خصيتم به هيئة الإذاعة البريطانية فخامة الرئيس وباختصار رجاء كيف تقيمون محادثتكم مع وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر؟؟
الرئيس: كانت المحادثات إيجابية إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية فكانت المحادثات على الصعيد الثنائي إيجابية.أما على صعيد أزمة الخليج فكان هناك تباين في وجهات النظر وقد أوضحنا وجهة نظر اليمن من هذه الأزمة وأكدنا لوزير الخارجية الأمريكي أن بلادنا تسعى بشكل مستمر من أجل الحل السلمي وعدم اللجوء إلى الخيار العسكري وهذه هي سياسة بلادنا المبدئية والثابتة وان التواجد الأجنبي في المنطقة قد عقد المشكلة وإذا كان هناك مايسمى بأن هناك مخاطر من القوات العراقية على أي دولة خليجية فمن حق أي دولة أن تستعين بأي قوى لتدافع عنها.وكان ممكن ذلك في محيط العالم العربي والإسلامي حتى تتجنب التواجد الأجنبي الذي يسبب قلقا للمنطقة بشكل عام.
إذاعة لندن:تحدثتم سيادة الرئيس عن تباين في وجهات النظر اليمنية والأمريكية وتحدثتم أنكم تودون أن يكون هناك حل سلمي لازمة الخليج.أما وقد مضى أكثر من ثلاثة أشهر على هذه الأزمة واستنفذت جميع الوسائل حتى الآن ولم تتوصل هذه الوسائل السلمية إلى أي منفذ أو مخرج لهذه الأزمة فهل تعتقدون أن هنا أيضا مجالا للحل السلمي؟؟
الرئيس: أي نعم هناك مجال للحل السلمي وان الذي يريد الحل السلمي فالحل السلمي ممكن ولكن يجب على الدول الكبرى ومنها الخمس الدول الدائمة العضوية أن تسعى مع كل الدول الخيرة في العالم من أجل الحل السلمي لكن كما سمعت وكما فهمت من وزير الخارجية الأمريكي من انه يحاول إقناع عدد من الدول الأعضاء الدائمة العضوية ودول العالم وذلك من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي لو كانت عادلة وإيجابية لكانت قد نفذت خلال الثلاثة الأشهر ولكن الجانب الآخر رافضها ولم يشارك فيها وهو العراق ومع ذلك فالعراق يرفضها رفضا تاما وإذا كان الخيار هو تنفيذها فلن يساعد على الحل السلمي ومع ذلك نقول لابد من البحث والمخارج للحل السلمي بما يخرج كل الأطراف بما يسمى بماء الوجه أن تخرج كل الأطراف بماء الوجه. ولا داعي للتصعيد والتلويح باستخدام القوة العسكرية ولأن أي انفجار سيكون كارثة كارثة على من يلوح باستخدام القوة. وأيضا الدول التي هي مستهدفة مثل العراق ودول الخليج سيكون التأثير سلبيا إلى حد كبير وسيؤثر على الدول المجاورة في المنطقة ونحن قريبون من الدول التي هي هدف لاشتعال نار الحرب
إذاعة لندن:ولكن فخامة الرئيس هناك إجماع دولي سواء في الأمم المتحدة أو على مستوى دول المنطقة على ضرورة خروج القوت العراقية من الكويت وكيف يمكن أن نقبل بأطروحة أن العراق هو الذي يرفض ويجب أن نستمع إلى العراق مادام العراق هو الذي بدأ بالغزو واحتل بلدا مثل الكويت؟؟
الرئيس:” أولا المجتمع الدولي طبعا مصر على هذه القرارات وهذه قرارات دولية يحب أن تحترم ولكن مش في كل الأوقات تنفذ أنت تعرف أن إسرائيل محتلة لأرض عربية وتعرف في الأيام الأخيرة الممارسات القمعية والإرهابية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني وهناك قرارات ولم تنفذ أما بالنسبة للقضية العراقية الكويتية فهي مسألة عربية وفي الإمكان ونحن على استعداد للمساهمة في حلها سلميا بما يضمن عودة الكويت وسحب القوات العراقية من الكويت مع سحب القوات الأجنبية من المنطقة وبحث المشكلة التي كانت هي السبب لاجتياح العراق للكويت هذا كله يتم في إطار عربي وليس في إطار هذه القرارات المتسارعة التي حدثت والتي لم يسبق للأمم المتحدة أن أخذت مثل هذه القرارات
إذاعة لندن:فخامة الرئيس تحدثتم عن قرار عربي.. وقد عقد اجتماع قمة عربي في شهر أغسطس/ آب/ الماضي بعد الاجتياح العراقي في الثاني من شهر أغسطس وكانت نتيجة قراراته تدعو إلى خروج العراق من الكويت وهنالك دعوات إلى عقد مؤتمرات أخرى قمة مصغرة وكلها باءت بالفشل فإذا هل هناك مجادل للحديث عن قرارا ت عربية؟؟
الرئيس: أولا كانت المشاعر ملتهبة في بداية الحدث عندما انعقدت القمة العربية في القاهرة وحصل انقسام وربما هذا الانقسام قد ساهمت وراءه دول كبيرة ونتيجة لحدوث ذلك الأقسام أسهمت دول كبيرة في فشل هذه القمة وذلك لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى التواجد الأجنبي في المنطقة.
إذاعة لندن: ولكن بعض أو كثير من هذه الدول العربية التي شاركت في مؤتمر القمة وافقت على قبول قوات أجنبية لحماية المملكة العربية السعودية.؟
الرئيس: أنا قلت انه من حق أي دولة أن تستقدم أي قوة ولكن في المحيط العربي والإسلامي م ما كان بالضرورة التواجد الأجنبي.
إذاعة لندن:فخامة الرئيس ذكرتم أن إسرائيل تحتل أراضى عربية ولم يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارات ملزمة لخروجها في حين اتخذ قرارات ويحاول الآن إخراج العراق بالقوة فهل يمكن التسوية بين إسرائيل والعراق خاصة وهل نريد أن نثبت مبدأ الاحتلال في التفاوض كما حدث في إسرائيل وفلسطين.
الرئيس: لا نريد أن نقرن المشكلة مشكلة الكويت بقضية الشرق الأوسط ولكن نحن نسعى طالما حدثت هذه المشكلة التي نعتبرها سحابة صيف وممكن أن تحل في أسرع وقت ممكن المفروض مادام حدثت هذه المشكلة أن نسعى من أجل إيجاد سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط.
إذاعة لندن:فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من المعروف أن اليمن تتخذ موقفا من خلال إجاباتكم ويعتبر في نظر البعض مواليا للعراق خاصة وأنكم ضد تواجد القوات الأجنبية في الخليج كما أنكم لا تنددون بالغزو العراقي للكويت فهل لازلتم عند هذا الموقف اثر زيارة الوزير الأمريكي.؟
الرئيس: أولا اليمن هي إلى جانب أشقائها العرب والعراق واحد من الأسرة العربية ولم نكن مع العراق في اجتياحه للكويت من اجل أن يكون الأمر واضحا ولكن نحن ضد التواجد الأجنبي وان تحل المشكلة في الإطار العراقي.. هذا هو رأي اليمن واليمن لم تكن منحازة وهي دولة تسعى من أجل السلام وتجنب المنطقة ويلات الدمار والحرب هذه رؤية اليمن وهذا الكلام أوضحناه لوزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر وأيضا أوضحنا لبريطانيا والاتحاد السوفيتي ولكل الدول ونحن نعتز بموقفنا المبدئي والثابت ولن يتزعزع إننا بلد نسعى من اجل السلام وغير منحازين في هذه المشكلة.
إذاعة لندن:إذا هل اقتنع وزير الخارجية الأمريكي بهذه الخطوه اليمنية؟؟
الرئيس: أبلغناه بوجهة نظر اليمن وطلبنا بان تدرس واستلمنا وجهة نظر. وسندرسها وستواصل اللقاءات والاتصالات لما فيه تجنيب المنطقة ويلات الدمار والحرب لأنه إذا اندلعت حرب فالكل فيها خاسر وليس هناك منتصر هذه وجهة نظر اليمن.
إذاعة لندن:أعلن اليوم أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا في الأسبوع القادم للنظر في مشروع قرار بما يفوض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أو المجلس لاستخدام القوه لإخراج العراق من الكويت فهل تعتقدون أن هذا القرار كان سباقا لرئاسة اليمن التي هي عضو في مجلس الأمن الدولي. والتي ستكون رئيسة للمجلس في الشهر القادم. يقال أن اليمن ربما لن يؤيد إصدار قرار بهذا الشان في حال صدور مثل هذا القرار فهل هذا صحيح.
الرئيس: هذا صحيح وكان قد أبلغني وزير الخارجية الأمريكي انه سيسعى من أجل إصدار مثل هذا القرار قبل أن تترأس اليمن مجلس الأمن الدولي وأوضحنا له معارضة اليمن لهذه القرارات.
إذاعة لندن:إذا في حالة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي باستخدام القوه ضد العراق سيصوت اليمن ضد هذا القرار.
الرئيس: ضد القرار بالضبط
إذاعة لندن:ولكن وزيرا لخارجية البريطاني قال اليوم أن إصدار المجلس لقرار بمبدأ استخدام القوه أو باستخدام القوه لن يكون فاعلا أو مباشرا أو عمليا في الوقت الراهن وإنما سيكون بمثابة تعزيز للضغط من خلال الطرق السلمية على العراق.؟
الرئيس: نأمل ذلك وان يكون ذلك الأمر كما ذكر وزير الخارجية البريطاني ونحن مع كل الدول الخيرة التي تسعى من أجل السلام سنبذل جهودنا من أجل إقناع العراق بسحب تواته وحل المشكلة بالطرق السلمية مع سحب القوات الأجنبية مع بحث المشكلة والسبب الذي أدى إلى هذه الأزمة.لازم نبحث في المحيط العربي وليس في المحيط الدولي.
إذاعة لندن:فخامة الرئيس هنا ادعاءات من بعض الأطراف العربية تقول أو هناك من يقول أن هناك سربين من الطائرات العراقية المقاتلة في اليمن فكيف تردون على ذلك.؟
الرئيس: أنت تعرف هذا الكلام جاء في بداية الأزمة أن لدى اليمن أسراب طائرات عراقية ولدى اليمن صواريخ أولا العراق بحاجة إلى أسلحته وليس بحاجة إلى أن يرسلها إلى اليمن واليمن لديها من إمكانياتها البسيطة والمتواضعة ما يمكنها من الدفاع عن أراضيها. واليمن ليست دولة عدوانية وهذا الكلام ليس له أساس من الصحة أن اليمن لديها أسلحة لأي دولة أخرى لا عربية ولا أجنبية ولا نقبل لاعربية ولا بأجنبية في أي حال وفي أي ظرف من الظروف.
إذاعة لندن:ولكن في حال وقوع حرب وعن طريق مجلس الأمن الدولي في حال وقوع حرب في منطقة الخليج هل سيقف اليمن مكتوف الأيدي.؟
الرئيس: اليمن لم يكن طرفا في النزاع ولن يكون طرفا في المشكلة.
إذاعة لندن: هناك قصة اليمنيين الذين تأثروا بسبب أزمة الخليج فخامة الرئيس وحوالي نصف مليون عادوا إلى الوطن سوء من المملكة العربية السعودية أو من الدول الخليجية الأخرى. فهل وعد وزير الخارجية الأمريكي بتقديم مساعدا ت لليمن لموجهة هذا الظرف الطارئ في الاقتصاد اليمني.؟
الرئيس: لمعرفتك أن العائدين لم يعودوا المغتربين إلا من البلد الجار المملكة العربية السعودية ومن الكويت نتيجة الأزمة أما من بقية دول الخليج فهم يقيمون ويحظون بالرعاية ونحن لم نطلب أي مساعدة ولكن ابلغنا وجهة نظرنا للدول الشقيقة والصديقة هذه الأزمة الاقتصادية وفي حقيقة الأمر لا تقوم أي دولة أو أي نظام في العالم على المساعدات الخارجية ونحن بصدد معالجة هذه الأزمة على الصعيد الداخلي ولا تبني أي دولة أو أي نظام على المساعدات الخارجية وماهي إلا وسيلة أو عامل مساعد من عوامل المساعدة ولكن ليست هي كل شيء هذا لمعرفتك.وبالرغم من أن هناك. تعاونا بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية ومع عدد من الدول ونأمل أن ننظر إلى هذه الأزمة التي استقبلت فيها اليمن ثمانمائة وسبع عشر ألف مواطن يمني والذين الحق بهم ضرر كبير لكن نحن بصدد معالجتها على الصعيد الوطني.
إذاعة لندن:فخامة الرئيس ذكرتم في بداية الحديث أن محادثاتكم مع وزير الخارجية الأمريكي تطرقت إلى العلاقات الثنائية وكانت إلى حد ما إيجابية ولابد أنكم تحدثتم عن موضوع اليمنيين العائدين بسب أزمة الخليج؟
الرئيس: بالتأكيد تناولت مثل هذه القضايا.
إذاعة لندن:الولايات المتحدة لم تبد رغبة في مساعدة اليمن اقتصاديا من هذا القبيل؟
الرئيس: وعدت أنها ستبحث الموضوع..
إذاعة لندن:فخامة الرئيس/ لقد زاركم هذا الأسبوع وزير خارجية العراق طارق عزيز فهل من رسالة معينة نقلت لفخامتكم من قبل الرئيس العراقي صدام حسين؟
الرئيس: تم البحث مع وزير الخارجية العراقي حول أزمة الخليج والشيء الجديد أن العراق الآن يستجيب للحلول السلمية العراق أبدى مرونة جيدة لم تكن في السابق وأبدى مرونة انه على استعداد للبحث في الحل السلمي وهذه خطوة إيجابية في نظرنا يجب أن يلتقطها المجتمع الدولي ويعمل على الانفراج في هذه الأزمة وان يتجه نحو الحوار ولير سد كل المنافذ على العراق من حيث يصعب على العراق بحث الأزمة بالطرق السلمية وهو محاصر ونحن نعتبرها خطوة إيجابية من قبل العراق انه الآن نوى أو أبدى رغبة للحلول السلمية هذه خطوة إيجابية.
إذاعة لندن:هل لمستم أن لدى العراقيين نية للانسحاب.؟
الرئيس: لديه نية للحل السلمي وعدم اللجوء إلى الخيار العسكري.
إذاعة لندن:سؤال أخير فخامة الرئيس في نظركم كيف ترون المنطقة الآن هل تتجه نحو السلام أم نحو الحرب.؟
الرئيس: المنطقة تارة في اتجاه الحرب بتصعيد الموقف وكأن الأمر سيتفجر بعد ساعة/ وتارة أخرى يبدو الانفراج فنأمل أن تكون الإشارة الأخرى الانفراج.