حديث وردود الأخ رئيس الجمهورية على أسئلة مراسلي وسائل الإعلام العربية في مقر إقامته في نيويورك
كانت زيارتي لكندا ناجحة ونتائج لقاءاتي مع المسؤولين الكنديين سواء الحاكم العام أو رئيس الوزراء أو رئيس مجلسي الشيوخ والعموم وبقية المسؤولين.. كانت جيدة حيث تم التطرق فيها لمجمع القضايا وفي مقدمتها تطورات مسيرة السلام في المنطقة ومنها اللقاء الذي تم في جنيف بين الرئيسين الأسد وبيل كلينتون. والمباحثات كانت في مجملها ناجحة سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
لقد التقيت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وتم التباحث معه خلال الاجتماع حول تطورات قضية الشرق الأوسط والأوضاع في القرن الأفريقي وما أسفرت عنه نتائج التحكيم بين اليمن وإرتيريا حيث ثمن الأمين العام للأمم المتحدة تلك الخطوة وقال إنها تمثل نموذجاً جيداً لحل المشاكل ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على مستوى المجتمع الدولي، كما تطرق إلى ما يعانيه الشعب العراقي نتيجة الحصار المفروض عليه.. وأكد الأمين العام أن الأمم المتحدة عازمة على اتخاذ آلية مناسبة لتنفيذ القرار (1284) وبما يخفف من معاناة الشعب العراقي، وقد التقيت بالأمس هنا في نيويورك رئيس وممثلي مركز الشرق الأوسط للسلام والتعاون الاقتصادي وأوضحنا موقف اليمن من التطبيع مع إسرائيل، ونحن أكدنا بأن هذا الأمر غير وارد طالما لم يتحقق السلام في المنطقة، فاليمن تؤكد موقفها بأنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إلا بعد أن يتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة والذي يقوم على أساس الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان ومرتفعات الجولان، وأوضحنا تصورنا للسلام بأنه سلام للجميع وأن السلام لا تحميه قوات مراقبة دولية بل تحميه إعادة الحقوق المغتصبة، والسلام يأتي عبر إقامة الدولة الفلسطينية وعودة الشعب الفلسطيني.. بعد ذلك فإن تشابك المصالح هو الذي يحمي السلام.. فالقوات الدولية وقوات الأمم المتحدة كانت موجود في عام 1967م ولم تحقق أي نتيجة ومن ثم على الحكومة الإسرائيلية أن تتحرك نحو السلام فالسلام مطلوب للجميع. إننا ندعم الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية ويبذلها الرئيس كلينتون شخصياً من أجل السلام.
* سؤال: كيف تقيمون الجهود التي تبذلها اليمن من أجل القمة؟
** الرئيس: اليمن تدعو إلى القمة العربية من أجل التضامن العربي ومن أجل الوفاق والاتفاق وتجاوز ما خلفته حرب الخليج الثانية من مآسٍ وإنهاء الجراحات، لأنه لن يستفيد من الواقع العربي الراهن ومن عدم التضامن وعدم عقد القمة سوى أعداء الأمة، ولقد قدمت اليمن مشروعاً للجامعة العربية حول آلية انعقاد القمة أسوة بالتجمعات الإقليمية والدولية الأخرى سواء القمة الأفريقية أو الأوروبية أو غيرها، وينبغي أن تنتظم أعمال القمة العربية يما يمكن القادة العرب من مناقشة القضايا العربية وما كان موضع خلاف يتم ترحليه إلى لقاء قادم. إن التقاء القيادات العربية ببعضها يضيق الهوة التي يزرعها أعداء الأمة العربية والرئيس محمد حسني مبارك يبذل جهوداً ويجري مشاورات من أجل عقد القمة.
* سؤال: ما الذي تم مناقشته مع الأمين العام للأمم المتحدة حول موضوع التحكيم مع إرتيريا.. وهل اليمن راضية عن نتائج التحكيم؟
** الرئيس: اليمن راضية كل الرضى عن نتائج التحكيم وهو أسلوب حضاري ونحن نأمل أن تحل كافة النزاعات بطرق ودية وسلمية من أجل تجنب الصراعات والحروب.
* سؤال: ماذا عما يطرح الآن في العالم العربي من أن بعض الحكام والقادة العرب يعدون أبناءهم للحكم.. وهل اليمن يسير أيضاً في هذا الاتجاه؟
* الرئيس: اليمن أخذ بخيار التعددية الحزبية والسياسية وأخذنا بخيار الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وأجرينا انتخابات نيابية لدورتين في عامي 1993م و1997م وأجرينا انتخابات رئاسية وحددت أنا رئيس الدولة فترة الرئاسة بفترتين مدة كل منهما خمس سنوات وقدمت مشروعاً بذلك إلى البرلمان دون أن يكون هناك أي ضغط علينا من أحد فلم تتحرك مسيرات أو تطالب أحزاب بهذا المطلب بل كان بمحض إرادتي وأقر ذلك بالفعل من البرلمان وبحيث تكون فترة الرئاسة محددة بدورتين انتخابيتين.
ومن حق كل مواطن أن يهيئ نفسه ومن أي حزب سياسي كان سواء المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي أو الناصري أو البعث أو أي حزب أو من المستقلين.. أما بالنسبة لإعداد الأبناء للحكم في بعض الأقطار فإنه إذا كان ذلك تم في أطر ديمقراطية وكان مواطناً صالحاً وكفؤاً فلماذا لا.. أم بالنسبة لي فأنا لا أهيئ ابني كخليفة أو ولي عهد أو أفرضه على أي حزب أو على المواطنين ليكون خليفة.
* سؤال: قضية الحدود اليمنية – السعودية هل هناك حل نهائي لهذه القضية؟
** الرئيس: ليس هناك مشكلة إلا ولها حل والتوجه قائم لحل مشكلة الحدود شكل ودي وسلمي، وهناك اتفاق بيننا والسعودية بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل عبر التفاهم الودي فإنه يتم اللجوء إلى التحكيم وذلك لا يفسد للود قضية.
* سؤال: ماذا عن الملابسات التي صاحبت زيارة وفد من اليهود اليمنيين والتي تزامنت مع زيارتك للولايات المتحدة وهل ذلك مؤشر على وجود أي توجه للتطبيع مع إسرائيل؟
** الرئيس: أولاً.. إن الذين قاموا بالزيارة ليسوا وفداً بل مواطنين يهوداً من أصول يمنية جاءوا لليمن للسياحة ولم يدخلوا بوثائق إسرائيلية فنحن نتعامل مع الجميع ونستقبل كافة المواطنين من كافة أنحاء العالم ما عدا المواطنين الإسرائيليين، وعندما يحل السلام العادل والشامل مع إسرائيل فإنه لا مانع لدينا.. فنحن نستقبل حالياً يهوداً أمريكان ويهوداً أوروبيين ومن كل أنحاء العالم، لكننا لن نستقبل يهوداً يحملون الجواز الإسرائيلي.
* سؤال: ماذا عن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي؟
** الرئيس: لقد تم مفاتحة الإخوان في مجلس التعاون الخليجي حول رغبة اليمن في الانضمام إلى المجلس وأبلغونا بدراسة الطلب، وعموماً فإن اليمن موجودة سواء كانت داخل المجلس أو خارجه ولها علاقات جيدة ومتطورة مع كافة دول المجلس.
* سؤال: ما الذي سيتم بحثه في اللقاء المرتقب مع الرئيس بيل كلينتون يوم الثلاثاء القادم.. وما تقييمكم للعلاقات اليمنية الأمريكية؟
** الرئيس: سيتم بحث العلاقات الثنائية وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والأوضاع في القرن الأفريقي، بالإضافة إلى العديد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. العلاقات جيدة بين البلدين ومتنامية والدليل على ذلك هو زيارتي هذه للولايات المتحدة تلبية للدعوة التي وجهت إلينا.
* سؤال: ما موقف اليمن من القضية العراقية حالياً؟
** الرئيس: موقف بلادنا هو المطالبة بإنهاء الحصار المفروض على العراق. وأدعو الجاليات العربية في الولايات المتحدة إلى المزيد من التضامن والوحدة وأن يكونوا نموذجاً لخدمة قضاياهم وقضايا الأمة، وإننا على استعداد لتقديم أي دعم إذا طُلب منا.
* سؤال: ماذا عن التعاون القائم مع كندا، وهل تتوقع مجيء مستثمرين كنديين؟
** الرئيس: التعاون مع كندا جيد وهناك توجه لدى مؤسسات ورجال أعمال كنديين للمجيء إلى اليمن والاستثمار في مجال الغاز والنفط والنحاس والزنك والمعادن الأخرى، وهم متوجهون لتوسيع آفاق التعاون وهناك نماذج ناجحة لذلك التعاون ومنها ما قامت به شركة كنديان أوكسي مما شجع المستثمرين الكنديين على المجيء إلى اليمن، وسيتم أيضاً بحث قضايا الاستثمار خلال زيارتي القادمة لإيطاليا.
* سؤال: ما العلاقة بين المؤتمر والإصلاح.. وهل الإصلاح يمثل الوجه الآخر للمؤتمر؟
** الرئيس: الإصلاح حزب سياسي مستقل بذاته وهو يلتقي مع المؤتمر في الكثير من القضايا الوطنية ويختلف معه في العديد منها وإن كان الالتقاء أكثر من الخلاف.
* سؤال: قضية اختطاف الأجانب في اليمن هل انتهت، ومن وراء تلك الأعمال؟
** الرئيس: تلك الحوادث جميعها قد انتهت بسلام دون عنف ودون الخضوع لمطالب الخاطفين أو شروطهم فيما عدا حادثة أبين والتي كان لها أهداف سياسية وتخريبية، والذين يقومون بمثل تلك الأعمال هم عناصر مأجورة، واليمن يدفع ثمن توجهاته الديمقراطية واحترامه لحقوق الإنسان ونتيجة للديمقراطية لأن الجميع يتحدثون عن كل القضايا بكل شفافية ووضوح، وبعض وسائل الإعلام المحلية والعربية تتناول بعض تلك القضايا كحق يراد به باطل وأحياناً في إطار الشفافية.