حديث رئيس الجمهورية لصحيفة «السفير» اللبنانية: 19أغسطس 2004م
بهدوء وبكل شفافية وبسعة صدر تحدث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى الاستاذ طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة «السفير» اللبنانية الذي زار صنعاء هذا الاسبوع ومعه الاخ حلمي موسى عبدالله رئيس المركز العربي للمعلومات بصحيفة السفير.. وكان حديثاً أقرب إلى البوح وإلى تحديد الأمور بمسياتها.. ووضع النقاط على الحروف.. وقد لامس الحديث قضايا عديدة بدءاً من الشأن اليمني وحتى الشأن العربي.. وجرت قراءة حصيفة للأحداث.. فقد أوضح أموراً كثيرة بعضها التبس على الكثير من المتابعين والمهتمين.. وكان كلامه في المحددات القومية صادقة وقاطعة لا مواربة فيها.. فقد أكد بأن لا مشاركة لليمن في أي قوات عربية طالما بقي الاحتلال الأمريكي في العراق.. وأوضح بأن العراقيين هم أنفسهم القادرون على وقف سقوط الضحايا في أوساط الشعب.. نص الحديث ننشره هنا بالتنسيق مع الزميلة صحيفة«السفير»اللبنانية الذي ينشر متزامناً معها السفير: هل انت مع بوش ام مع كيري؟.
— الرئيس: كل واحد افضل من الثاني. السفير: هل انتم حلفاء لامريكا وهل تأخذون ثمن ذلك؟.
— الرئيس: نحن لسنا حلفاء مع أمريكا ولكننا نتعاون معهم ضمن الاسرة الدولية لمكافحة الارهاب وقد قدموا لنا مساعدات محدودة ليست بالكبيرة. السفير: اعطيتم لهم اكثر اعطيتوهم اليمن؟.
— الرئيس: نحن لم نعطهم شيئاً لا موانئ ولا مطارات ولا قواعد عسكرية ولا أي شيء. السفير: هم بيقتلوا مواطنيكم؟.
— الرئيس: السلطات الامنية هي التي قامت بالإجراءات بمساعدة التقنية العسكرية الأمريكية.. والقينا القبض على الارهابيين وكان الامريكان يفكرون ان اليمن اكبر بؤرة بعد افغانستان، انقذنا اليمن بسياسة واضحة وشفافية مطلقة، كنا مضطرين لمواجهة الارهاب سواء كان الامريكان متعاونين معنا ام لا ولم نكن نخطب ودهم، قدموا لنا مساعدات في مجال التدريب ومساعدات تنموية تقدر ب 100مليون دولار وحتى لو لم يقدموها كنا سنواجه الإرهاب. أصحاب قرار سياسي السفير: كان ممكن تأخذوا ثمن اكثر بكثير؟.
— الرئيس: هذا صحيح لوكنا حلفاء لكن نحن تعاونا معهم وقلنا.. (هنا نعم) وهنا (لا) وهذا (خط احمر) لايمكن تجاوزه، وهم يعرفون هذا الموقف تماماً ليس لاننا قوة عظمى ولكننا اصحاب قرار سياسي وارادة سياسية وهما الاهم. مثلاً بعد حادثة المدمرة USS COLE وكانت الحادثة فاجعة لنا ولهم، عندما انفجرت السفينة كانت تحمل صواريخ كروز وقنابل استراتيجية وكان يمكن ان تدمر البلد.. انا كنت وقتها راجع من فرنسا إلى عدن.. كنا نشك ان الانفجار من داخل السفينة وقمت انا بزيارة الجرحى إلى المستشفى، كانوا في مستشفى خاص غير حكومي، ولم تكن معي حراسة سوى سيارتين لان الحراس كانوا يتناولون الغداء وكانت هناك خطورة لان الامريكان المرافقين للجرحى الذين اتوا من السفينة (كول) كانوا مدججين بالسلاح وموتورين وشاهرين أسلحتهم ولا يعرفون احداً ولم يعرفوا ان الرئيس هو الذي يزور الجرحى الا بعد فترة.. ونقل التلفزيون وقتها الصور وكانت الادارة الأمريكية في ذلك الوقت متفهمة بشكل كبير واعتبروها لفتة انسانية.. رغم اني كنت قاسياً في تصريحاتي التلفزيونية.. بعد ذلك عملوا استنفار لقواتهم من البحرين ومن المحيط واقتربت حوالى سبع سفن حربية من عدن. وطلب الامريكان منا الموافقة على وصول محققين فقلنا لامانع من وصول فريق للتحقيق المشترك مع المحققين اليمنيين ووصلت طائرات النقل محملة بالمدرعات والكلاب البوليسية وقوات من المارينز مسلحين.. واصبحوا في مطار عدن. مسألة سيادية السفير: بدون تنسيق معكم؟.
— الرئيس: كان هناك تنسيق وطلب بأنهم سيأتون بطائرات تنقل الجرحى وتنقل القتلى وبفريق التحقيق من ال FBI وإذا بهم ينزلوا على عدد من طائرات النقل وعليها مارينز البحرية والكلاب البوليسية والمدرعات.. وكان المطار مطوقاً بقوات الأمن المركزي فانتشر الأمن المركزي وطلبنا منهم العودة إلى طائراتهم ولم نسمح بتحرك أي شيء وأعادوا كل شيء إلى الطائرات فالمسألة مسألة سيادية، وبعد مفاوضات مع السفيرة وكانت السفيرة ممتازة ومتحركة وبعد اتصالات واخذ ورد سمحنا لهم ان ينزلوا بعدد من الاشخاص بالمسدسات إلى جانب عشر بنادق فقط وبشرط عدم الظهور بالسلاح أو الخروج من الفندق بالسلاح وانما بحماية امننا، ووضعنا احتياطات امن مشددة عليهم.. عملنا طوق على الفندق واحتياطات من الأمن المركزي والخرسانات المسلحة تحسباً لأي عملية ارهابية ضدهم، وأمناهم وجاءت عدد من طائرات الهيلوكبتر عبر البحر وسألنا لماذا هذا؟.. قالوا تنزل على السفينة تأخذ افراداً وتحل محلهم افراداً فقلنا لهم بالمفتوح هذا ممنوع واجبرنا طائراتهم على العودة إلى سفنهم في البحر الا بإذن مسبق فبدأوا يتعاملون مع الدولة نداً لند وأكدنا لهم اننا مستعدون نسهل لهم المشاركة في التحقيقات الاولية، اما مسألة القيام بالتحقيق المباشر مع المقبوض عليهم فلا يمكن واي سؤال لديهم يقدموه لنا ونحن نوجهه للمتهمين فاشتد الوتر بيننا وبينهم إلى حد كبير. السفير: والحقائب ايضاً؟.
— الرئيس: الحقائب كانت تأتي وفيها مواد غير معروفة وعلى غير ماهو متبع ولم نسمح بها وظلت محجوزة اشهر ونحن في اخذ ورد لأن الحقيبة الدبلوماسية المتعارف عليها في اتفاقيات فينا هي التي تدخل والحقائب التي فيها أي مواد يراد لها الدخول تفتش فطلبوا ان تفتش في السفارة فرفضنا واصرينا على ان تفتش في المطار. بلد متميز السفير: سيادة الرئيس انت رحت قمة الثمانية وكنت تقريباً انت والرئيس العراقي وملك البحرين وملك الاردن فوجودك هناك ترك انطباعاً عند الناس العاديين والمحللين السياسيين ان أمريكا جمعت حلفاءها.. هل ترى ان أمريكا اعتبرتك حليفاً لها لأنك تعاونت ام الامر يختلف؟.
— الرئيس: أمريكا دعتني لا لأني حليف اقدم لها تسهيلات لقواعدها في البر والبحر والجو فهي تعرف انه لا يوجد أي تسهيلات.. والدافع لدعوتي إلى مؤتمر الدول الثمان هو لتعاون اليمن في مكافحة الارهاب، ثانياً: ان اليمن من البلدان النامية والتي تشكل نموذجاً في الاصلاح الديمقراطي والاصلاح السياسي وبلد ديمقراطي متميز في المنطقة، ولهذا وجهت لنا الدعوة، فاليمن أجرى انتخابات نيابية لثلاث مرات وبحضور رقابة دولية واجرى انتخابات محلية وانتخابات رئاسية، واحتضن مؤتمراً للدول الديمقراطية الناشئة برعاية أمريكا.. ومؤتمر الديمقراطية وحقوق الانسان ودور محكمة الجنايات الدولية في بداية عام 2004م، ثم احتضن مؤتمر لمجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في الوطن العربي وافريقيا وهذا يشكل لدى الامريكان انجازاً جيداً فاليمن شكل نموذجاً للاصلاح السياسي والاصلاح الديمقراطي إلى جانب ان اليمن كان جاداً وغير مراوغ في مكافحة الارهاب فهذه هي خلفية الدعوة التي وجهت إلينا من قبل الامريكان، فمثلاً الجزائر من اجل نوضح الرد على سؤالك: الجزائر ما عندها لا موانئ ولا مطارات ولا تسهيلات للأمريكان لكنه بلد يكافح الارهاب واجرى انتخابات ديمقراطية برلمانية ورئاسية وهذا في اعتقادي هو سبب دعوة القطرين إلى حضور قمة الثمانية. موقف ثابت: السفير: كانت اليمن ولازالت هي صاحبة المواقف المبدئية.. وصاحبة الصوت العالي في تأييدها للقضية الفلسطينية وللنضال الفلسطيني.. والرئيس ياسر عرفات وكان الرئيس علي عبدالله صالح هو الاستثناء الوحيد من كل الرؤساء العرب في مواقفه الشجاعة والسؤال ماذا كان موقف الامريكان منكم من جراء تلك المواقف؟.
— الرئيس: الأمريكان كانوا يتضايقون من الهجوم عليهم.. ومن أي تناول لامريكا في تصريحاتنا، وكانوا يرون بانه بالنسبة لإسرائيل فنحن احرار.. واستمر الموضوع منذ وقت طويل أي من الثمانينات ايام الحرب الباردة واستمر التهجم على الإمبريالية الأمريكية وفي ذلك الوقت كان اليمن شطرين وكان الشمال يتهم انه مع الغرب ومع القوى الإمبريالية الأمريكية والجنوب انه مع الشرق وضمن حلف وارسو في اطار الاشتراكية العلمية، وفي الحقيقة لم يكن الشمال مع أمريكا ولا مع الشرق كان متخذاً لموقف الحياد وكانت تصريحاتنا قوية على الأمريكان، وقد احتجوا علينا وقالوا لماذا تتكلموا علينا؟ اذا أردتم تكلموا عن إسرائيل بدون ما تتكلموا علينا.. واستمر خطابنا إلى الآن على أساس اننا نتكلم على أمريكا انها منحازة كل الانحياز إلى جانب اسرائيل وانها تنفذ قرارات الشرعية الدولية بمعايير مزدوجة وموقفنا هذا ثابت مع الامريكان واصبحوا متعودين على هذا الخطاب ليس من الآن ولكن من الثمانينات. السفير: بعد اتفاق اوسلوا دفعوا دبلوماسيون يمنيون لزيارة اسرائيل باسم زيارة السلطة الفلسطينية وهذا كان موقف إلى حدما خارج عن تقاليد اليمن في علاقته مع اسرائيل؟.
— الرئيس: لم يذهب أي دبلوماسي إلى السلطة الفلسطينية بالرغم من طلب السلطة الفلسطينية اننا نزورهم بصفة شخصية لمساعدة السلطة الفلسطينية بعد اتفاق اوسلو، وكثير من الناس معارضين اتفاق اوسلو، لكن لم يذهب أي دبلوماسي على الاطلاق. السفير: انا باتذكر ان هناك صور في تلك الفترة بالتحديد ام كانت اشاعات؟.
— الرئيس: مقاطعاً: انا اقول واطمئنك ان هذا لم يحصل رغم طلب السلطة الفلسطينية لنا. السفير: متى آخر مرة تحدثت مع ابو عمار؟.
— الرئيس: انا أتكلم مع أبو عمار باستمرار هاتفياً وعبر المبعوثين ل(ابو عمار). السفير: لنا ثلاثة ايام لم نلتق وزراء التقينا مثقفين وصحفيين وزرنا الجامعات وحضرنا ثلاث مقايل، ولدينا مجموعة ملاحظات… اولاً ولو متأخرين نهنئكم بالعيد الرابع عشر للوحدة هل انت مطمئن ان هذا الانجاز التاريخي ثبت في الارض نهائياً وابقى اليمن موحداً إلى الابد دون أي اشكاليات ولا حساسيات.
— الرئيس: انا مطمئن.. والحساسيات لا توجد الا في رؤوس البعض وليست لدى الشعب فمثلاً هناك قيادات فقدت مصالحها سواءً كانت في الشمال أو في الجنوب فلابد ان تشكك في الوحدة وهذا على سبيل المثال.. ونحن قناعتنا ان الوحدة اكثر من راسخة، لكن يمكن للصحفي ان يأخذ عينات من آراء الناس. السفير: بعض القوى مرتاحين للوحدة وغير مرتاحين للنظام؟..
— الرئيس: نعم مرتاحين للوحدة وغير مرتاحين للنظام لأنهم لم يصنعوا الوحدة ولم يشتركوا فيها ولا حققوها ولا كانوا يستطيعون حتى الكلام عنها لكن جاء من حققها ومن اوجدها غيرهم ولهذا تجدهم غير مرتاحين فعلاً. السفير: عقدة؟.
— الرئيس: نعم… لماذا لا تعمل استطلاع. السفير: انا مثلاً اشعر كعربي خارج اليمن عندما التقي بيمني سواءً كان شمالي أو جنوبي اجد لديه اعتزازا انه يمني أولاً وأخيراً. مرة اخرى نتكلم عن المعارضة لدي انطباع شخصي من خلال المتابعة كوني احب اليمن ومهتم، ومن خلال اللقاءات انا اعتقد انه من السهل على الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتمتع بكل الحنكة والجرأة والدهاء الذي لديه ان يستوعب هذه المعارضة وفي رأيي ان كل هذه المعارضات اولاً مسلمة بالنظام وعندي ملاحظات لكنها لا تمس الجوهر وانا اعتقد كان من الممكن ان يكونوا شركاء كل بحجمه في السلطة.. ابتداءً من الاصلاح والناصريين والاشتراكيين أو من تبقى منهم وصولاً إلى كل التيارات الموجودة في المجتمع اليمني كلهم قوى اقرب إلى ان تكون قوى رمزية ليست قوى جرارة، والمجال يتسع للجميع حتى لا يكون أي حزب هو لغرض الحصول على ترخيص لصحيفة فقط بل ان يكونوا شركاء فعلاً في القرار السياسي ويرتاح الجو السياسي في اليمن اكثر، وفيهم شباب جيدين لماذا النظام غير مرحب بالتعامل مع هذه المعارضة؟.. لماذا التوتر في العلاقة التي بينكم وبين المعارضة؟.
— الرئيس: السؤال وجيه وجيد غير ان الذي يحكمنا هو الدستور. السفير: مقاطعاً.. الدستور منك؟.
— الرئيس: لا انا اقول الذي يحكمنا هو الدستور، والاخوان في المعارضة كلهم متحمسون للدستور وللتعددية السياسية، وحزب الاغلبية هو الذي يحكم، ونحن جربنا الائتلاف والتقاسم مع الاشتراكي ثم الائتلاف مع (الاشتراكي والاصلاح) وجربنا الائتلاف مع الاصلاح فقط فوجدناهم “رجل في السلطة ورجل في المعارضة”، صحيح يعتبر امراً جميلاً لما نعمل توليفة لنشكل نموذجاً وكلنا تستوعبنا السلطة.. لكن المشكلة لديهم عندما يشاركون في الحكومة لا يلتزمون بالبرامج والقوانين.. فما الذي يصير؟.. تتعطل كافة الأمور وتبقى المشكلة، يحكم معنا في السلطة ويشتغل في نفس الوقت معارضة، والقضية هي اما ان تكون شريكاً في الحكم وتتحمل كل المسؤولية بسلبياتها وايجابياتها أو تخرج المعارضة. المشاركة الواسعة السفير: هل تكرر الامر؟.
— الرئيس: تكرر الأمر اولاً بين الاطراف الثلاثة وثانياً مع حزب الاصلاح الذي دخل الانتخابات عام 1993م وعام 1997م فتكررت، كنا نتحدث معهم يا اخوان نحن شكلنا الحكومة من هذه الاحزاب المفروض نلتزم بالبرنامج لأننا كلنا اقريناه فما دام اقرينا البرنامج في الحكومة يتم الالتزام به، ولا يصح ان تقر معي البرنامج وتشتغل معارضة، لان هذا غير سليم يا نحكم سواءً في اطار وثائق وبرنامج ونتحمل المسؤولية يا نسير إلى المعارضة، فهم اختاروا المعارضة وفي الحقيقة كنا حريصون على المشاركة الواسعة رغم ان الدستور والقانون يجيز لحزب الاغلبية ان ينفرد بالسلطة طبقاً للدستور وبحكم الاغلبية مثل أي نظام سواء كان امريكياً أو بريطانياً أو غيره فأردنا ان نعمل توليفة لكن هذه التجربة لم تنجح وهذه حقيقة الامر. السفير: هل صدر منهم ما يوحي انهم يراجعوا تجربتهم وانتم تراجعون تجربتكم؟.
— الرئيس: نحن ليس عندنا مشكلة اذا التزموا بالبرنامج ومايتم الاتفاق عليه ومع هذا هم مشتركون على كل حال في كل اجهزة الدولة فيما عدا المناصب التي حددها الدستور وهي الحقائب الوزارية. السفير: انا كنت أسأل سؤال انه هناك فصل عام بين الحكومة والدولة؟.
— الرئيس: نعم.. هم موجودون في كل مفاصل الدولة ما عدا قيادات السلطة التنفيذية التي هي الوزراء والمحافظون فقط. السفير: والجيش؟.
— الرئيس: لا.. الجيش غير محزب لا لذا ولا لذاك فهو يضم كل ابناء الشعب وهو مؤسسة رائدة للوحدة الوطنية ومحظورة فيه الولاءات الحزبية. السفير: هل تحس ان هناك مشكلة سياسية في البلد نتيجة هذا الوضع؟.
— الرئيس: ليس هناك مشكلة مستعصية فهي مسألة رأي ورأي آخر، كل واحد يعتقد ان هناك مشكلة وبعض القوى السياسية تجعل من أي مشكلة قضية سياسية بالرغم انها مشكلة بسيطة. تنظيم سياسي رائد السفير: هل تعتقد ان المؤتمر صار حزباً؟.
— الرئيس: المؤتمر تنظيم سياسي رائد تتجمع فيه مختلف التيارات السياسية التي تؤمن بالميثاق الوطني وبرنامج العمل السياسي وهو اليوم منبر يتسع كل القوى الوطنية وكل القوى التي جربت الحزبية والانغلاق لجأت إلى المؤتمر حيث توجد داخل المؤتمر توجهات متعددة قومية اسلامية نعتبرها انها خلاصة القوى السياسية الوطنية والوسطية المستنيرة. السفير: هناك سؤال بالنسبة للمؤتمر، انه مؤتمر حزب حاكم وهذا شيء عادي غير ان هناك وباءً كبيراً اسمه امراض الحزبية بمعنى ان الانسان عندما يزور أي دولة خصوصاً دولنا في العالم الثالث ويكون فيها حزب حاكم لديه مقاليد السلطة والدولة موجودة فيه ينخرط ويعمل معه كثير من الناس المصلحيين والانتهازيين.. هل تعتقد ان ذلك يحتاج جهداً لإبقاء المؤتمر صورة للمجتمع اليمني المثالي التي لا يوجد فيها عاطل بدلاً من ان يعكس صورة سلبية عن المجتمع اليمني وان يكون المؤتمر رقيباً على السلطة بدل مايكون هو السلطة في وجه المجتمع؟.
— الرئيس: فعلاً الخطورة تكمن في ان يكون جزء من الحزب يحكم والبقية يراقب وفي أن تكون السلطة رهينة للحزب.. فعندما اعين وزيراً واعمل عليه رقيباً حزبياً فهذه هي الخطورة أو الخطأ.. وممارسات الاحزاب الشمولية سببت مشاكل ولم تحقق أي نجاح لانه حينما يعين أي وزير ويأتي يحاسبه كادر حزبي في داخل الحزب وكأن الحزب هو الدولة هنا المشكلة وهذه عقلية النظام الشمولي والاحزاب الموجودة هي على هذا الاساس؛ فحينما كانت تدخل معنا في الائتلاف يأتي الوزير يقسم اليمين الدستورية امامي ويشارك في صياغة برنامج عمل الحكومة ويتم الاتفاق على ذلك وغيره من التفاصيل ويأتي الحزب يملي عليه خلافه لان برنامج الحزب يفرض على الوزير الذي يمثله عدم الالتزام فعندما يُسأل يقول هذه أوامر من حزبي، فهنا تأتي الخطورة، والمؤتمر ليس لديه هذا الاسلوب ولا يستند إلى الحزبية بتعصبها الضيق. السفير: هل معنى هذا انه بلا رقيب؟.
— الرئيس: بالعكس عندنا رقابة اهم واكثر فعالية، غير الرقابة الحزبية تتمثل في مؤسسات واجهزة الدولة الدستورية. 1- المؤسسة البرلمانية: وهي السلطة التشريعية التي تشترك فيها كل الاحزاب وهي المؤسسة الرقابية المشرعة وتملك حق السؤال والاستجواب ونزع الثقة. 2- مؤسسة جهاز الرقابة والمحاسبة وهذه مؤسسة محايدة. 3- السلطة القضائية. هذه هي القنوات التي تحاسب كل اجهزة الدولة لانه لو وضعنا جزءاً يحكم وجزءاً كرقيب في الحزب وهو ما كانت عليه الانظمة الشمولية في كثير من البلدان العربية بدون تسمية.. فهذا جانب سلبي.. لكن الجانب الايجابي الذي يبعدنا عن عقلية الحزب الشمولي.. هو ان لا يكون هناك حزب حاكم بدون رقيب وان تقوم بالرقابة مؤسسات الدولة وعلى رأسها السلطة التشريعية والرقابية والذي تتمثل فيه خمسة احزاب إلى جانب المستقلين بالرغم ان الاغلبية للمؤتمر، وغيرها من المؤسسات التي سبق وان ذكرتها. السفير: عدد ممثلي الاحزاب يتناقص عما كانوا في الماضي؟.
— الرئيس: وجودهم لا يتناقص بقرار جمهوري، فهذه برامجهم التي امام الناخب والناخب هو الذي يقول لا أو نعم.. وكل حزب له برنامج يقدمه للناخبين. واعود إلى الاحزاب وبرامجها عندنا الان في البرلمان حزب الاصلاح والحزب الاشتراكي والناصري والبعث إلى جانب المؤتمر الشعبي العام زائد المستقلين وهذه هي الرقيب.. فما هو الافضل هل نقسم الحزب الحاكم إلى نصفين جزء منه يحكم وجزء منه يراقب وندخل في عراك داخل الحزب ويصاب النظام بالشلل ام نبعد نشاطه الحزبي وادبياته عن السلطة وعن اجهزة الدولة ونترك قضية الرقابة على المؤسسات المختصة. أمة وسطاً السفير: يتحول إلى جمعية خيرية ولم يعد رقيب على السلطة يصبح مورط بالسلطة؟.
— الرئيس: الحزب كمؤسسة سياسية من مؤسسات المجتمع المدني والتداول السلمي للسلطة الغرض منه الدفع بالناخبين ليصوتوا يوم الانتخابات كيف يجمع اصوات للحزب في أوساط الشعب ويحصد اصوات الحزب والجمهور والانصار، فليس الغرض ان يتعصب ونتقاتل في الشوارع، كأي حزب عقائدي متطرف سواء كان في اليسار أو في اليمين.. نحن نريد امة وسطاً فمهمة الحزب تتجلى في يوم واحد هو يوم الانتخابات سواء الرئاسية أو الانتخابات البرلمانية أو الانتخابات المحلية. السفير: كم حجم الاصلاح اليوم؟.
— الرئيس: حجمه في البرلمان!. السفير: قوة شعبية مؤثرة تيار سياسي مؤثر.
— الرئيس: أسأل عليهم فلا استطيع ان اجيب عليك واعطيك مقياساً اعلى ولا اوسط ولا ادنى. السفير: كانوا في فترة من الفترات في موقع الحليف معكم؟.
— الرئيس: نعم. السفير: حالياً في أي موقع هو؟.
— الرئيس: في المعارضة. السفير: والاشتراكي؟.
— الرئيس: والاشتراكي في المعارضة وهم مع الاصلاح وبعض الاحزاب الاخرى يشكلون احزاب اللقاء المشترك لهم برنامج لمعارضة السلطة وهذا شيء طبيعي، وهناك حوار معهم بشكل منتظم ولقاءات ولا توجد قطيعة. لايشكل رقماً السفير: نمر على الوجع اليمني الحوثي؟.
— الرئيس: هو لايشكل رقماً حتى تسأل عليه. السفير: صراحة حركة صار لها شهرين؟.
— الرئيس: اسأل لكن اقول لك ليس هو بهذا الحجم الذي تتصوره.. تفضل إسأل.. متمرد صغير السفير: فيما يتعلق بالصورة الخارجية تقول ان هذا الحوثي الذي انت تسميه متمرداً كان حجمه صغيراً.. فسوء إدارة الموضوع وبالتحديد في الجانب العسكري جعله كبيراً وجعله يستقطب قوى وأطراف لم تكن معه في البداية.. واصبح اليوم اكبر بكثير من مساحة انطلاقته، هذا الكلام موجود ان هناك سوء إدارة للتعامل مع هذه الظاهرة وان السلطة حملته اكثر بكثير من حجمه في المعنى السياسي والفكري مما جعل حجمه الآن كبير.. وفي نظر الناس دولة مركزية بكل أجهزتها وجيشها وجماهيرها لا تستطيع القضاء على هذه الظاهرة فحولتها إلى ظاهرة سياسية كبيرة ويشعر الواحد أحيانا بالتعاطف معها لأن الجيش في البداية كبّره اكثر من حجمه لأغراض سياسية فلما عجز عن قمع هذه الظاهرة انتشرت هذه الظاهرة شعبياً وصار لها مريدين ومتعاطفين ومؤيدين لمت كل معارضي السلطة لماذا تركتم هذه الظاهرة تتعاظم وتكبر وتزداد حجماً؟.
— الرئيس: التحالف الأمريكي الدولي في العراق حوالي 36دولة كل يوم يشنوا هجمات على الصدر وهو في مكان محدود لا يتجاوز الأمتار فمن هو الصدر امام 36دولة؟ ومع ذلك لم تحل المشكلة مع الصدر. السفير: هذه مشكلة محدودة لم تحلوها حتى الان.
— الرئيس: الحوثي هو شخص نقول عليه متمرد خارج عن الشرعية خارج عن طاعة ولي الامر.. لأننا بلد اسلامي علينا ان نطيع ولاة أمورنا(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) فطاعة ولي الأمر واجبة.. وهو لم يتجاوب مع ولاة الأمور في التواصل مع السلطة المحلية في صعدة ولم يستجب لهم ليعرفوا منه ماذا يقوم به من أعمال في المنطقة، لقد رفض فرفعت القضية إلى الحكومة وطلبنا من الحكومة إيصاله فرفض، فهذا الرفض كله إلى جانب المعلومات المتوفرة أوجد لدينا قناعة ان عنده شيء وان هناك خطورة ليس اليوم لكن ربما للمستقبل، تابعنا الحوار معه لإقناعه مدة حوالي سنة ونصف ليسلم نفسه وهو آمن ومطمئن وذلك لغرض ان نستفسر منه عن الأشياء التي يقال انها موجودة عنده.. وان لديه ميليشيات.. ودراسات معينة.. وتحصينات دفاعية.. ومال واقتناء أسلحة، فهذه المعلومات كانت بحوزتنا فنتيجة لعدم تجاوبه جعلنا نعتقد ان هناك شيئاً ما وإلا لماذا يتمرد.. ؟ فلو كان بريئاً كان استجاب ودحض كل هذه المقولات، اتخذنا القرار بالحصار عليه وتطويقه لكي يسلم نفسه، فعندما بدأ التطويق قام بالعدوان المسلح على الجيش والأمن ففرض على الجيش والأمن الذي كان يحاصره فرض عليهم القتال برغم انه لم يكن هناك قرار بالقتال بل ان القرار هو تطويقه لكي يسلم نفسه، وكانت الوساطات مستمرة ومنها اخوه عضو مجلس النواب لإقناعه بتسليم نفسه فرفض، فأصبح مفروضاً على القوات انها تتعامل مع هذا الوضع، طبعاً المنطقة محصورة الان في عزلة التي حدث فيها التمرد.. بعد ان كانت مديرية كاملة اسمها مديرية حيدان فعندما جاءت قوات الأمن والشرطة طوقت المنطقة وحاصرتها في عزلة محدودة تعرض فيها قوات الأمن والجيش إلى اعتداءات متكررة مما فرض على القيادة العسكرية والأمنية والسلطة المحلية إنهاء التمرد والسيطرة على المناطق والمرتفعات التي كان يحتمي بها أو يسيطر عليها الحوثي.. الذي اجبر اصحاب المنطقة للقتال معه مكرهين وكلما حاولوا ان يستنجدوا بالدولة أو يقنعوه بالتسليم قتل بعض الشخصيات المهمة من اصحاب المنطقة الذين يحاولون إقناعه بتسليم نفسه وان يجنب المنطقة الخراب والدمار، وبالنسبة للتعاطف لديه مجموعة ثانية في بعض المناطق وعندما يُسألون لماذا لا تسلمون أنفسكم للدولة وتلتزمون بالنظام والقانون قالوا لم يأمرنا (سيدي حسين نفسه).. وستتضح الحقيقة بعد ايام قليلة وهو ليس كما يقال انه ادعى الإمامة لكن هو اكثر من ذلك هو يدعي انه المهدي المنتظر وهذه اخطر من الإمامة، فالمتعاطفون معه والسياسيون المتضررون من النظام على سبيل المثال ليس حباً منهم له فكلهم يكرهون الحوثي ويريدون القضاء عليه، لان لهذه القوى السياسية اشكالات مع النظام، فبعض الانفصاليين من الاشتراكي وغيرهم لهم اشكالات مع النظام لأننا انهينا الشطرية وانهينا الانفصال ولم يكونوا مستجيبين لما يريده النظام هذا اولاً، الاصلاح الذي كان حليفاً للسلطة وكان شريكاً فيها وكان يسيطر على عدد من المعاهد العلمية يدرس فيها ويستفيد منها سياسياً، فعندما اتخذت الحكومة قراراً بتوحيد التعليم الأساسي ليكون لدينا تعليم واحد لاتعليمان صارت لديه مشكلة مع السلطة، فالبرغم أنه أصلاً ضد الحوثي ولكن طالماالحوثي مختلف مع السلطة فلم يحدد الاصلاح موقفاً واضحاً. السفير: بيقولوا انه بسبب الشعار لا لأمريكا لا لإسرائيل؟.
— الرئيس: هذا كلام غير صحيح. السفير: والاشتراكي دخل شريكاً ثم خرج معارضاً؟.
— الرئيس: عندما خرج بعد الانفصال خرج إلى المعارضة ولم يدخل في انتخابات 1997م ومن ثم اقتنع ودخل انتخابات 2003م وحاورناهم وجلسنا مع الاشتراكي ومع المعارضة وقلت لهم احسن شيء تشكلون تحالفاً واحداً كأحزاب معارضة، فشكلوا اللقاء المشترك وكان المبعوث إلي من الأحزاب الأستاذ جار الله عمر. السفير: من اللي قتله؟.
— الرئيس: الذي قتله واحد من الإرهابيين المتطرفين ومحاكمته علنية ممكن تطلعوا عليها وكنت قد قلت لجار الله عمر انتم جالسين احزاب متعددة وكل واحد عنده برنامج يمكنكم ان تعملوا برنامج وتكونوا حزباً واحداً معارضاً فلم يتفقوا على ان يشكلوا حزباً واحداً فشكلوا تجمعاً وسموه (احزاب اللقاء المشترك) كل واحد ينطلق من(لكم دينكم ولي دين) كل واحد له برنامج لوحده ولكن يشكلوا في النهاية نقطة التقاء حول أي شيء ضد السلطة وهو ما تم الاتفاق عليه بينهم ورحبنا بهم. السفير: كيف علاقتكم مع السعودية ومع ايران؟.
— الرئيس: علاقتنا مع السعودية جيدة جداً وكذلك مع ايران. السفير: مع من ليست جيدة.. مع إرتيريا؟.
— الرئيس: وجيدة مع إرتيريا. السفير: العراق موضعها أين؟.
— الرئيس: العراق مريض ومحتل ونحن نتابع الوضع ونتمنى له العافية والتحرر ولا يوجد أحد يستطيع ان يحل مشكلة العراق لا الولايات المتحدة الأمريكية ولا قوات التحالف ولا دول الجوار الا العراقيين أنفسهم اذا اتفقوا في مؤتمر وطني يضم كل التيارات السياسية وكل التوجهات ويضمن اصدار قرار موحد، فهذا ما نتمناه للعراق وللعراقيين. السفير: كل محيطه جثث؟.
— الرئيس: انا اتمنى اذا انعقد هذا المؤتمر ونجح ليمنع سقوط الجثث لأن المؤتمر يجب ان يكون مؤتمراً وطنياً يمنع سقوط الضحايا ويحدد الرؤية فهو الذي سيفشل كل المؤامرات. السفير: هناك مبادرة سعودية تضمنت إرسال قوات عربية واسلامية للعراق تفهم انها غمزة تجاه جورج بوش في فترة الانتخابات ومحاولة التخفيف عليه.. انتم اصدرتم تصريحات إلى حدما بالترحيب بها ومصر كذلك؟.
— الرئيس: لا.. هذا غير صحيح الاخوان في السعودية لهم وجهة نظر ونحن لنا وجهة نظر نحن اتخذنا قراراً هو انه لايجوز ان نشارك في أي قوة تساعد الاحتلال، لكن في حالة انتهاء الاحتلال وطلب الشعب العراقي بمختلف قواه الوطنية في اطار مؤسسة شرعية ان تأتي قوات اسلامية أو دولية أو عربية تساعده وعبر الجامعة العربية أو منظمة المؤتمر الإسلامي في هذه الحالة نحن حاضرون وهذا واضح لكن في ظل وجود الاحتلال لايمكن بأي حال من الأحوال ان نذهب. السفير: الانسان يعجب بحضور البديهة لديك على قدر ما انت مشغول ومهموم فلديك جواب جاهز، ثانياً العفوية نحن كنا معجبين بالحركة مساء أمس ونحن نتابعك في التلفزيون تابعناك وأنت تتسلق على الجبال وعلى القلعة في تعز ما شاء الله صحتك كثير جيدة وحركتك جيدة واهم حاجة صراحتك؟.
— الرئيس: شكراً. السفير: 26سنة حكم ماتعبت؟.
— الرئيس: لا والله تعبان.. وانا بعد نهاية الفترة الرئاسية يمكن اترك الرئاسة. السفير: هل ترشح احمد؟.
— الرئيس: لا.. اترك الرئاسة للمؤسسات والهيئات والأحزاب السياسية. السفير: ما رأيك في النظام الجمهوري الملكي الذي صار في الدول العربية، كنا قبل سنتين جئنا إلى صنعاء في مؤتمر (كتاب في جريدة) رحنا إلى الشيخ عبدالله الأحمر.. لاننا نحبه رحنا له بعد المجلس إلى البيت سألناه سؤال مشابه قال( الله يطول عمره جورج بوش هذا أرقى نظام ديمقراطي في العالم جاء ابنه يحكم أمريكا وهذا ما يحدث، الله يرحمك يا حافظ الأسد عمل التجربة على ابنه ونجحت وهذا القذافي يحضر ابنه وهذا صدام يحضر ابنه حسني مبارك يحضر ابنه لماذا لايكون احمد علي عبدالله صالح).
— الرئيس: لكن بالنسبة لنا نحن بلد ديمقراطي وبلد يختلف عن الآخرين ليس هناك محذور ان هذا يترشح أو ذلك.. لكن نحن لا نحبذ هذه العملية نحن نحبذ ان نترك الاختيار للشعب، والشعب عنده تعددية حزبية وعليه ان يختار له رئيس. السفير: يمكن المؤتمر ينتخبه؟.
— الرئيس: انا اقول لا يوجد حظر دستوري ولكن لست مرشحاً له ولاهو سيرشح نفسه وهذا رأيي القاطع وفي نهاية الامر هو كمواطن حر مثله مثل غيره لكننا نرفض التوريث في اطار نظامنا الجمهوري. السفير: المشكلة في تقديري ان الحاكم العربي عموماً لم يجد نظاماً حتى الآن يحفظ له كرامته بعدما يتخلى عن السلطة؟.
— الرئيس: هذا موجود في لبنان فأمين الجميل موجود وهي تجربة جيدة. السفير: هو موجود والياس الهراوي كان موجوداً وشارل الحلو، ثلاثة رؤساء سابقين؟.
— الرئيس: عدم بناء المؤسسات السليمة النظيفة التي تضمن للملوك والأمراء والرؤساء كرامتهم بعد تخليهم عن السلطة هو الذي سيجعل الأوضاع كماهي عليه.. والحل هو البناء المؤسسي والمشاركة الواسعة للشعب، وواضح عندما نقول تشكل مؤسسات.. فلا يجب ان تكون صورية، والأنظمة يجب ان تتيح الفرصة وتعمل تعددية سياسية وتقيم عملاً مؤسسياً بشكل جيد وفي اطار التعددية والبرامج ليتعود الناس على المنافسة وحق الاختيار والتداول السلمي، وافضل من المؤسسات الصورية فإذا بنيت مؤسسات صحيحة فهي ضمانة للحكام بعد ان يتركوا الحكم ليس إلى المنفى أو إلى القبر وهذا ما لا نريده.. نريد لهم خياراً واحداً هو ان يتركوا السلطة ويخرجوا مواطنين صالحين يستطيع الواحد منهم ان يعيش حياة اعتيادية يذهب إلى البحر يتجول في المنتزه ويصعد على الجبل. السفير: يلاقي ناس تحبه من قلبها ليس لأنه في السلطة؟.
— الرئيس: نعم هذا هو المطلوب.