حديث رئيس الجمهورية لصحيفة اليوم السعودية 18اكتوبر2004م
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واحد من الزعامات العربية، التي لها دور كبير في التاريخ اليمني الحديث، ليس بوصفه رئيسا فقط، انما بصفته (موحداليمنيين)والرئيس صالح يتميز بصراحة مدهشة، وقدرة عجيبة على تحدي الظروف ومواجهة التحديات مع روح دعابة صافية. وحينما توجهت الى صنعاء، كنت ارسم صورة اخرى لنفسي، اذ كيف – وهنا اعترف – استطيع ان اقابل زعيماعربيا وقائدا تاريخيا للمرةالاولى؟
وهل استطيع ان اسيطر على فضولي الصحفي؟ والحقيقة انه عندما حطت الطائرةفي مطار صنعاء تداعت كل هذه الاشياء والتوجسات التي قضت عليها عبارة الرئيس علي صالح بصوته الجهوري مرحبا: (اهلا.. اهلا). ساعتها احسست بالكثير من الثقة، وزادت مشاعر الالفة اكثر عندما داعبني فخامته بما هو اكثر من ابتسامة حين قال: لديك اسئلة؟ ام اعطيك؟..
بصراحة أحسست انني امام رجل سياسي من طراز رفيع، يعرف كيف يحاول السيطرة على محاوره ويكسب ثقته واحترامه وألفته. الامر الذي شجعني كثيرا ودفعني لأن اكون (ثوريا) في حضرة كبير الثوار، الذي رحب ب(اليوم) كواحدة من كبريات الصحف السعودية، معتبرا ان الاعلام السعودي ساهم الى حد كبير في رسم صورة ايجابيةعن العلاقات اليمنية، ومشيدا في نفس الوقت بمجمل الاداء الاعلامي في مواجهة التحديات الدولية والاقليمية.. وكان هذا الحوار مع فخامته:
المدخل الحقيقي -اليوم.. تتجه استثمارات سعودية نحو شراكة مميزة مع نظراء يمنيين في اليمن بشكل ملحوظ خلال الفترة الاخيرة.. كيف يصف فخامتكم هذا الاتجاه؟.
— الرئيس: نحن نرحب بالاستثمارات السعودية للمشاركة مع اخوانهم في اليمن وسيجدون كل التسهيلات والرعاية والاهتمام من قبل القيادة والحكومة وهذا هو المدخل الحقيقي والصحيح لتدفق الاستثمارات السعودية التي تعمق صلةالقربى وتشابك المصالح لانها صمام امان للامن والاستقرار في المنطقة كون اليمن والسعودية بلدا واحدا فليست هناك فوارق كبيرة وانما الفارق هو الماضيبكل ابعاده من ملابسات ومشاحنات وتداخلات اجنبية ادت الى عدم الاندفاع حوالاستثمارات. = معاهدة تاريخية – اليوم..
ماذا عن (معاهدة جدة) التاريخية الم تفتح مجالا اوسع بين البلدين للاستثمار؟
-الرئيس.. بكل تأكيد معاهدة جدة التاريخية فتحت مجالا اوسع بين اليمن والسعوديةللاستثمار والشراكة وتبادل المنافع بينهما وهذا بتوجيهات لدينا ومن القيادةفي المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- وسمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز فهم من اعطو الخطوط الخضراء لكل المستثمرين في المملكة للاستثمار في اليمن.
=البلد بلدكم -اليوم.. وماذا سيجد – فخامة الرئيس – المستثمرون السعوديون من الحكومة اليمنيةلاتمام مشاريعهم بنجاح في اليمن؟
. -الرئيس.. اقول لهم.. اليمن بلدكم وعليكم ان تتعاملوا وكأنكم في المملكةعلىكل المستويات وفي جملة من الاستثمارات سواء في مجال السياحة أو الصحة اوالزراعة أو الصيد السمكي أو المعادن أو الرخام أو الجرانيت والنقل الجوي والبحري والبري ومجالات متعددة ستحقق نتائج مرضية ومجدية للبلدين ان شاءالله، فاليمن كما قلت لك (بلدهم الثاني).
– الارهاب عالمي -اليوم.. فخامة الرئيس يرى بعض المراقبين ان الاوضاع الراهنة في المنطقةقد تؤثر سلبا على سير الاستثمارات والشراكة، كيف يرد فخامتكم على هذه التحليلات؟
-الرئيس.. وجد عندنا في فترة من الفترات عناصر ارهابية اعتدت على المدمرة(كول) الامريكية وليمبرج الفرنسية في حضرموت وهذه اثرت نوعا ما. والاحداث التي واجهتها اليمن مع المتمردين جعلت بعض المستثمرين يتخوفون من الشروع في الاستثمار ولكن (الاحداث الارهابية) لا تؤثر امام الرجال الاقوياء فهي حالات نادرة والنادر لاحكم له، وهي لا تقلق المستثمر وتحصل في كل مكان في اليمن في صنعاء أو في الرياض أو في جدة الا ترى الاحداث التي تحصل في انحاءمتفرقة من العالم.. في امريكا.. وفي بريطانيا وفي كل مكان.
– تعاون امني -اليوم.. لطالما انكم تحدثتم فخامة الرئيس عن العناصر الارهابية التي اعتدت على ليمبرج الفرنسية.. ماذا تم بشأن من سلمتهم الحكومة السعودية لليمن قييل ان لهم علاقة بالحادثة؟.
-الرئيس.. كل من سلمتهم السعودية لليمن هم رهن التحقيق وامام المحاكم، ونحن سلمنا المملكة عددا من المطلوبين أمنيا وهم موجودون في قبضتهم. -اليوم.. وكيف يقيم فخامتكم التعاون الامني بين المملكة واليمن خاصة في هذهالفترة؟.
– الرئيس.. التعاون الامني قائم بين البلدين بشكل جيدجدا ويخدم جميع المصالح المشتركة بيننا.
– فتنة الحوثي -اليوم.. ماذا يشكل لكم فخامة الرئيس مقتل المتمرد الحوثي؟.
-الرئيس.. لا يشكل رقما اطلاقا.. ولا (واحد) فالفتنة التي اشعلها هو ومن معه في عزلة مران بمديرية مران محافظة صعدة قضينا عليها بجهود الشهداءالابرار وابناء القوات المسلحة والامن البواسل وكتائب المتطوعين الذين ساندوا القوات المسلحة في القضاء على تلك الفتنة العنصرية. -اليوم.. ولكن يرد البعض ان مقتله.. اعني فخامة الرئيس (الحوثي) تقررلأنه رفع شعار الموت لأمريكا واسرائيل؟.
– الرئيس.. لقد قدمنا نهرا من الدماء من ابناء الشعب ليس لأنه رفع شعار الموت لامريكا.. الموت لاسرائيل بل لانه تمرد واشعل فتنة مذهبية كان يريدان يفجرها في ذمار وانس والحداء ومحافظة صنعاء وحجة والمحويث والجوف ومأرب وفي اكثر من محافظة ترويجا لمذهبية بغيضة.
– ليست موسمية -اليوم.. وما رأي فخامتكم فيمن يشكك في الثورة اليمنية ويصفهاب(الموسمية)؟.
-الرئيس.. الثورة اليمنية ليست ثورة (موسمية) وهي وجدت لتبقى ولا ينبغي أن يعتقد احد ان الناس قد نسوا ما كان يعانيه الشعب اليمني في عهدالامامية.. فنحن لسنا ضد الامامية كامام أو كحاكم ولكن كنظام عنصري مذهبي رجعي متخلف لم يقدم شيئا يذكر لهذا الوطن الا جباية الزكوات وتجني ابناء الشعب على بعضه وايجاد الفتن والنعرات والشعب اليمني قد ترفع منذ فترة طويلة عن ذكر عيوب هذا النظام باعتبار ان الثورة قد ترسخت الا ان اولئك (الرجعيين) هم من يضطرون الشعب الى نبش الماضي فقيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م لم تأت اعتباطا ولكن كانت ضرورة حتمية للقضاء على النظام الكهنوتي الذي جثم على شعبنا لسنواتطويلة دون ان يقدم لهذا الوطن شيئا يذكر.
– مأساة العراق -اليوم.. في الشأن العراقي فخامة الرئيس.. يتضح استغلال حق الشعب في المقاومةبارتكاب اعمال تندرج في اطار الارهاب اساءت لها وللعراقيين الاشقاء وقبل ذلك كله اساءت للدين الاسلامي.. كيف يمكن فخامةالرئيس ان يساهم ابناء الشعب العراقي في بناء عراق متعاف وحر؟.
-الرئيس.. يكون ذلك من خلال الشعب نفسه بمختلف فئاته وفعالياته السياسيةوالاجتماعيةوغيرها بأن (يطووا صفحة الماضي) ويتطلعوا للامام لبناء عراق ديمقراطي موحدونحن في اليمن موقفنا واضح ويدعو الى انهاء الاحتلال الاجنبي للعراق واحلال الامن والاستقرار فيه. -اليوم.. وماذا عن احتجاز الرهائن وعمليات الاعدام التي تتم هناك فخامةالرئيس؟.
-الرئيس.. هذه الاعمال ندينها بشدة واليمن يؤكد دائما وابدا ادانته للارهابكافة اشكاله وصوره.
– طريق السلام -اليوم.. فخامة الرئيس.. كيف يمكن ان يفتح طريق للسلام والامن والاستقرارفي المنطقة؟.
-الرئيس.. عبر الاقرار بالحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الاسرائيلي.