حديث رئيس الجمهورية لصحيفة الاهرام المصرية 11/1/2002م
– الأهرام: بعد أحداث11 سبتمبر كانت اليمن معترضة اعتراضا تاما علي الإرهاب، ما هو تقويمكم لما يجري في الفترة المقبلة في ظل مايقال عن أن هنا دولا أخري مرشحة لضربة بعد أفغانستان، هل هذا يشكل خطرا علي الأمة العربية في رأيك؟
–الرئيس: نحن أدنا حادث ال11سبتبمر في نيويورك وواشنطن، ووصفناه بأنه حادث إرهابي مروع، وهو لم يكن في حسباننا ولا في حسبان الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي شخص في العالم، وقد ألحق هذا الحادث ضررا كبيرا بالاقتصاد الدولي، وترتبت عليه اثارا كثيرة سواء فيما أحدثه من تصدع ملحوظ في العلاقات العربية الإسلامية مع أمريكا والغرب أو ما أوجده من قلق في أوساط الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا والغرب. ففي ظل التعبئة الإعلامية الخاطئة للرأي العام في الولايات المتحدة والغرب عبئ الرأي العام ضد أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك. وقد حاولت أجهزة الإعلام الصهيونية بشكل خاص استغلال الحادث من خلال إثارة مشاعر العداء ضد كل من ينتمي إلي المجتمعات والجاليات العربية والإسلامية، وزرع الشكوك والمخاوف في صفوف أبناء تلك المجتمعات، وقد أحدث ذلك ضجيجا وشكوكا وعدم اطمئنان بين الغرب وأمريكا من جهة والدول العربية والإسلامية من جهة ثانية، وأوجد شكوكا أثرت علي مصالح الجميع. وبخصوص المستقبل لانستطيع ان نستقرئ المستقبل بكل أبعاده ومانراه اليوم هو وجود إجماع دولي للتوجه نحو مكافحة الإرهاب واستئصاله، لأن الإرهاب خطر على الجميع.
– الأهرام: ماهي طبيعة المواجهة مع الإرهاب في نظركم؟
–الرئيس: طبيعة المواجهة مع الإرهاب هي السعي من أجل استئصاله، ولابد أن تستخدم وسائل عدة، فالحملات العسكرية وحدها ليست السبيل الأمثل لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، ولكن هناك وسائل أخري يمكن أن يتم اللجوء إليها مثل العمل الاستخباري، والعمل الامني، والإعلامي، والثقافي، وبما يتيح اجراء غسيل مخ لأولئك المتطرفين وربما تكون التوعية هي الأجدى في هذا المجال ولقد رأيتم مثلا ماذا حصل في بلدان إسلامية نتيجة مواجهة هذا التطرف والغلو بأساليب عسكرية أوعنف مماثلة لأنه بدون التوجه لمعالجة الأسباب التي ولدتها ظاهرة العنف فلن تستطيع المجتمعات القضاء النهائي والتام علي هذه الظاهرة، واجتثاثها من جذورها إلا بإزالة تلك المناخات المشجعة علي الإرهاب.
– الأهرام: نسمع في الفترة الأخيرة كلاما عن صدام الحضارات. وهذا الكلام يترجمه البعض عندنا بأنه هجمة علي الإسلام والمسلمين وخلافا لما يقال عن صدام الحضارات.. فإن كثيرين يركزون الأن علي الحواركيف نواجه كأمة عربية مثل هذه الادعاءات؟
— الرئيس : في تصوري أنه ينبغي ان يتوجه العالم اليوم إلي العمل علي إيجاد حوار بين الحضارات وليس صدام الحضارات. فصدام الحضارات لاينبغي ان يكون موجودا لأنه سيؤثر تأثيرا سلبيا علي مصالح كل الأطراف بل علينا ان نشجع علي حوار الحضارات وعلي التسامح والتعايش السلمي بين الجميع، فلا ينبغي لأحد أن يقبل مثل هذا الأمر لا العرب ولا المسلمين، ولا الغرب ولا أمريكا لأن هذا سوف يؤثر تأثيرا سلبيا علي الأجيال المقبلة وعلي التعايش فيما بينهما بسلام. صحيح أن هناك أحداثا قد حدثت وعنفا قد حصل، وحدثت أيضا بعض التصدع في العلاقات لكن ينبغي ألا نروج لصدام الحضارة العربية الإسلامية مع الغرب أومع الآخر.
– الأهرام: بعدأحداث11 سبتمبر كانت اليمن معترضة اعتراضا تاما علي الإرهاب، ما هو تقويمكم لما يجري في الفترة المقبلة في ظل مايقال عن أن هنا دولا أخري مرشحة لضربة بعد أفغانستان، هل هذا يشكل خطرا علي الأمة العربية في رأيك؟ —–الرئيس: نحن أدنا حادث ال11سبتبمر في نيويورك وواشنطن، ووصفناه بأنه حادث إرهابي مروع، وهو لم يكن في حسباننا ولا في حسبان الولايات المتحدة الأمريكية، أو أي شخص في العالم، وقد ألحق هذا الحادث ضررا كبيرا بالاقتصاد الدولي، وترتبت عليه اثارا كثيرة سواء فيما أحدثه من تصدع ملحوظ في العلاقات العربية الإسلامية مع أمريكا والغرب أو ما أوجده من قلق في أوساط الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا والغرب. . ففي ظل التعبئة الإعلامية الخاطئة للرأي العام في الولايات المتحدة والغرب عبئ الرأي العام ضد أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك. وقد حاولت أجهزة الإعلام الصهيونية بشكل خاص استغلال الحادث من خلال إثارة مشاعر العداء ضد كل من ينتمي إلي المجتمعات والجاليات العربية والإسلامية، وزرع الشكوك والمخاوف في صفوف أبناء تلك المجتمعات، وقد أحدث ذلك ضجيجا وشكوكا وعدم اطمئنان بين الغرب وأمريكا من جهة والدول العربية والإسلامية من جهة ثانية، وأوجد شكوكا أثرت علي مصالح الجميع. وبخصوص المستقبل لانستطيع ان نستقرئ المستقبل بكل أبعاده ومانراه اليوم هو وجود إجماع دولي للتوجه نحو مكافحة الإرهاب واستئصاله، لأن الإرهاب خطر على الجميع.
– الأهرام: أرسل اليمن بعثة أمنية إلي باكستان للمشاركة في التحقيقات مع من ألقي القبض عليهم من اليمنيين المنتمين إلي تنظيم القاعدة.. ما هو موقفكم من هؤلاء وكيف ترون ذلك التعاون؟
— الرئيس : لقد طلبنا من الحكومة الباكستانية استقبال بعثة أمنية يمنية للتحقيق مع العناصر الموجودة في أفغانستان، وهي العناصر التي تم القبض عليها من قبل قوات التحالف الشمالي في أفغانستان، أو القوات الأمريكية، سواء تلك التي تنتمي إلي هذا التنظيم أو غيره، وحصلنا علي موافقة مبدئية بإرسال المحققين علي أساس ان تكون التحقيقات معهم مشتركة. أمريكية يمنية باكستانية، وتجري في باكستان، ولكن الداخلية الباكستانية اعتذرت بعد يومين من الموافقة وأبلغونا بأن الأمريكيين قد نقلوا اليمنيين والعرب الاخرين إلي مدينة قندهار الأفغانية للتحقيق معهم هناك علي انفراد وبواسطة الأمريكيين، ونحن كنا نريد أن يتم التحقيق معهم وتسلم اليمنيين واعادتهم إلي اليمن لاتخاذ الإجراءات القانونية نحوهم.. فبعضهم قد يكون من المغرر بهم، وغير منتمين أساسا لتنظم القاعدة، وبالتالي فإن الحكومة تستطيع ان تستوعبهم وتعالج أوضاع من غرر بهم وليسوا من العناصر المنتمية للقاعدة أو من العناصر التي تمارس الإرهاب، مع العلم أن الكثير من هؤلاء اليمنيين هم من المغتربين الذين سافروا إلي أفغانستان من دول الخليج، وليس لدينا معلومات كافية عنهم وكان الغرض أن نحقق معهم لمعرفة دوافعهم. الأهرام: اتخذ اليمن إجراءات حول التعليم الديني، ماهي حصيلة أو ماهي نتائج هذه العملية؟ لرئيس: كانت عندنا معاهد علمية متخصصة في التعليم الديني، إلي جانب التعليم العام في إطار مناهج وزارة التربية والتعليم، وكلها تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، ولكن كان هناك فرق في بعض المواد في المنهج خاصة في المعاهد العلمية والقانون ينص على ان التعليم الأساسي إلزامي لكل التلاميذ، وبعدها يتم التخصص، بحيث يتجه إلي المعاهد العلمية للتخصص سواء في مجال العلوم الشرعية والقضائية والخطابة والإرشاد والفتوي أو في مجال اللغة والتفسير والكتاب والسنة ‘ وكان الالتحاق بالمعاهد العلمية في السابق يتم من المرحلة الابتدائية إلي نهاية الثانوية، ولهذا كان الغرض من توحيد القانون أن يكون التعليم موحدا لكل أبناء الوطن في مرحلة التعليم الأساسي، وبحيث يدرس الجميع اللغة العربية والقرآن والفيزياء والتاريخ وغيرها من المواد في إطار التعليم الأساسي الواحد وبعدها يأتي التخصص والغرض هو توحيد التعليم تطبيقا للقانون.
– الأهرام: نسب إليكم أنكم قلتم إن سبب الحملة العسكرية في بعض المناطق القبلية لانها تؤوي عناصر تنتمي إلي تنظيم القاعدة، وأنها جنبت اليمن ضربة عسكرية أمريكية، ماحقيقة هذا القول؟
— الرئيس : كانت لدينا عناصر محدودة، إثنان أو ثلاثة ليس أكثر، وردت اسماؤهم ويشتبه في انتمائهم إلي تنظيم القاعدة وكان هدف الحملة العسكرية هو إلقاء القبض عليهم والتحقيق معهم حول مدي صحة هذا الاتهام. ولكن هؤلاء كانوا يحتمون ببعض القبائل وتعصب بعضهم إلي جانبهم، وحصل صدام بين قوات الأمن والجيش مع بعض القبائل ولم يكن هؤلاء منتمون إلي تنظيم القاعدة ولم يكن هناك تواجد لتنظيم القاعدة ولكن مجرد أفراد احتموا بالقبائل وحدث ما حدث. الأهرام: هل قلتم فعلا إن ذلك جنب اليمن ضربة أمريكية.
— الرئيس: للأسف هناك بعض أجهزة مخابرات عربية وأجنبية قدمت معلومات مغلوطة بأن اليمن يؤوي بعض التنظيمات الأصولية وان المعاهد العلمية أو التعليم ذا الطابع الديني يخرج العناصر المتطرفة. وكانت تلك المعلومات خاطئة لدي المخابرات الأمريكية وأنا قلت لولا الخطوات التي اتخذناها في مجال توحيد التعليم، وقبل ان تجري أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وأيضا ذهابنا إلي أمريكا وإيضاح الحقيقة لدي المسئولين الأمريكيين كان يمكن أن تعرض اليمن إلي مخاطر ومضايقات نتيجة لتلك المعلومات الخاطئة، التي كانت توحي بها تلك الاجهزة للمخابرات الأمريكية. وليست المخاطر كما تروج بعض وسائل الإعلام بأن ضربة عسكرية ستوجه لليمن، فهذا أمر غير صحيح، ولم يكن واردا علي الإطلاق، وأكده لنا المسئولين الأمريكيين، فاليمن شريك في مكافحة الإرهاب وضحية للإرهاب وليس هدفا.
– الأهرام: ماهي حقيقة المطالب الأمريكية من اليمن؟
— الرئيس: لاتوجد أي مطالب أمريكية، ولكن كان هناك طلب إلقاء القبض علي اثنين أو ثلاثة متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وكان الأمريكان يخشون قيامهم بأي عمل إرهابي ضد المصالح الأمريكية. الأهرام: إلي أين وصل التعاون الأمني بين اليمن وبين الولايات المتحدة؟ الرئيس : وصل إلي مرحلة جيدة.. فالتعاون القائم حاليا جيد ويأتي في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
– الأهرام: ماهي حقيقة المطالب الأمنية التي طلبتها واشنطن ولم يوافق عليها اليمن؟
— الرئيس : لم تطلب أمريكا شيئا، ولم يوافق اليمن علي شئ مما تروج له بعض وسائل الإعلام، كل مافي الأمر أن أمريكا طلبت التعاون لمكافحة الإرهاب واستئصال الإرهاب والتعاون علي مكافحته، وبشكل مستمر ونحن متفقون على هذا. الأهرام: ماذا عما يقال حول توسيع نطاق الحرب بعد أفغانستان، البعض رشح العراق .. والبعض رشح السودان، والبعض رشح الصومال..
— الرئيس: ( مقاطعا) واليمن أليس كذلك؟
– الأهرام: واليمن أيضا؟
–الرئيس: للأسف إن بعض وسائل الإعلام المصرية روجت لهذا أيضا 0 الأهرام: لا لا الرئيس: للأسف إن بعض وسائل الإعلام المصرية روجت للضربات اليمن والعراق والسودان وانساقت مع بعض وسائل الإعلام العالمية
– الأهرام: ليس المصرية00 بل العالمية؟
–الرئيس: اختصر لك الإجابة، وأقول إننا في اليمن نرفض توسيع نطاق الحرب خارج أفغانستان.. فهذا أمر غير مقبول علي الإطلاق وقد أكدناه مرارا أثناء زيارتنا للولايات المتحدة الأمريكية، لأن ذلك لن يخدم الأمن والاستقرار والسلام ويضر بالجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وينبغي أن يكون هناك تعاون بين الأقطار العربية والإسلامية والأجنبية مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مكافحة الإرهاب لأن الإرهاب ظاهرة عالمية لادين ولا وطن لها، تنال بشرورها الجميع ويتضرر منها الجميع دون إستثناء.
– الأهرام: التحديات الاقتصادية مابعد11 سبتمبر كيف تواجهونها؟
–الرئيس: نحن في اليمن تضررنا من أحداث11 سبتمبر وكذا ماجري في12 أكتوبر 2000 م، علي أثر حادث المدمرة الأمريكية يو. أس. أس. كول في ميناء عدن، وقد ألحقت تلك الأحداث أضرارا كبيرة باقتصادنا الوطني سواء في قطاع السياحة الذي توقف نشاطه أو في مجال الاستثمارات وغيرها. ونحن نتطلع بعد انتهاء هذه الحملة العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية لمكافحة الإرهاب لأن يتعافى الوضع الاقتصادي لا في بلادنا فحسب ولكن في البلدان العربية كلها خاصة بلدان عربية كبيرة شقيقة وفي مقدمتها مصر تأثرت تأثيرا كبيرا بتلك الأحداث سواء في مجال السياحة أو التحويلات والاستثمارات أو في الدخل من قناة السويس. . فالتأثير الاقتصادي في الوطن العربي والعالم كبير لحادث الـ11 من سبتمبر وتداعياته
– الأهرام: لكن كيف تواجهون الفترة المقبلة.. هل بخطة اقتصادية انكماشية أم.. بالسياسة؟
— الرئيس : نحن اتخذنا بعض الاجراءات مثل التحكم في النفقات وترشيدها واجراء بعض الاصلاحات الاقتصادية مثل تعويم العملة والحد من التضخم النقدي وهذه الاجراءات كان لها أثرها الإيجابي علي اقتصادنا الوطني، وقد بحثنا مع البنك الدولي ومع صندوق النقد والدول المانحة الحصول علي قروض ومساعدات لبلادنا لمواجهة الآثار المترتبة علي ذلك، من أجل انجاح برامج التنمية ومكافحة الفقر في اليمن ونتطلع الي تحقيق نتائج إيجابية ومثمرة في المستقبل القريب ان شاء الله.
– الأهرام: القضية الفلسطينية.. اليوم.. الشعب الفلسطيني كله محاصر بتهمة الإرهاب.. كيف الخروج من هذا الوضع؟
— الرئيس : نحن أولا نرفض ان يقال عن الشعب الفلسطيني أو تنظيماته السياسية مثل حماس والجهاد أو حتي حزب الله في لبنان بأنها منظمات إرهابية أو ان تكون علي قائمة المنظمات الإرهابية فالنضال من أجل نيل الحرية والاستقلال ومقاومة المحتل الأجنبي حق مشروع كفله ميثاق الأمم المتحدة وكل الشرائع والاعراف الانسانية والدولية ونحن ندين الحملة الموجهة ضد العرب والمسلمين والصاق تهمة الارهاب بهم مثلما ندين الارهاب الصهيوني لأننا نري بأنه لايوجد ارهاب مثل الارهاب الصهيوني الذي يمارس حاليا ضد الشعب الفلسطني الأعزل وربما السبب في وجود متطرفين عرب ومسلمين هو نتيجة العنف والارهاب الصهيوني. ولو عولجت القضية الفلسطينية من جذورها وتحقق السلام العادل من خلال اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والتزمت إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي والمتمثلة في عودة الأراضي العربية وتم انهاء الاحتلال الإسرائيلي في الجولان وجنوب لبنان والتسليم بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق مبدأ الأرض مقابل السلام، فإن ذلك سوف يسحب البساط من تحت أقدام من يستغلون الأوضاع المضطربة الراهنة في المنطقة لممارسة التطرف سواء باسم الإسلام أو التمسح بالقضية الفلسطينية، لكن إذا ظل الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين مستمرا فإن ذلك سيؤدي الي مزيد من التطرف والعنف وهذا ماينبغي ان يفهمه الجميع وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية.
– الأهرام: تقصد إرهاب الحكومة الإسرائيلية؟
— الرئيس : أقصد إرهاب الكيان الإسرائيلي كله الشعب والحكومة معا ضد الشعب الفلسطيني وليس الحكومة فقط، ونحن ندين إسرائيل كاملة كدولة بإعتبارها أكبر دولة إرهابية في العالم وهي السبب في إيجاد الذريعة والمناخات المشجعة لإرتكاب أعمال عنف وتطرف في المنطقة والعالم بما تمارسه من إرهاب دولة ضد الشعب الفلسطيني 0
– الأهرام: كيف ترون فخامة الرئيس أوجه المساعدة في الفترة الحالية من قبل الدول العربية للسلطة الفلسطينية؟
— الرئيس : كيف نساعده؟ ا الأهرام: قمة عربية؟ الرئيس : نحن لدينا قرارات القمم العربية يجب ان نلتزم بها من أجل مساندة القضية الفلسطينية ولا نذهب بعيدا بل علينا كقمة عربية ان نساعد الفلسطينيين في اطار ما تقرره القمم العربية وهذا ان تم فهو يعني الشئ الكثير.
– الاهرام: ماهي اولويات القمة العربية المقبلة في لبنان في ظل هذه الظروف والمخاطر التي تواجهها الامة العربية؟
— الرئيس : الأمانة العامة هي التي تحضر جدول أعمال القمة والموضوعات التي ينبغي مناقشاتها من قبل القادة العرب. الأهرام: وفي رأي سيادتكم ماهي الأولويات؟
الرئيس: بالطبع الارادة السياسية للقمة وللقادة العرب هي التي تقرر الأولويات، ولكن أمين عام الجامعة والأمانة العامة بشكل عام هم الذين يقومون باستطلاع مايريد كل قطر علي حده هل المطلوب التأكيد علي قرارات القمم العربية السابقة أم أن هناك قرارات جديدة في القمة العربية القادمة يجب تبنيها؟.. اذا كان الأمر يسير في اتجاه التأكيد علي قرارات القمم العربية السابقة فليس ثمة شئ جديد.. لكن اذا كان هناك مثلا مشروع لقرارات جديدة تواكب المستجدات والمتغيرات الراهنة فستكون قمة فعالة وسيحترمها الآخرون.. نحن مثلا ما اتخذناه في القمم العربية السابقة من قرارات شئ جيد لكن لابد ان يكون لدينا موقف جديد مثلا كأن نطالب بإيقاف العلاقات الدبلوماسية والتطبيع مع إسرائيل في إطار اعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني وإيقاف التعامل مع الشركات التي تتعامل مع إسرائيل حتي توقف عدوانها وتنصاع لقرارات الشرعية الدولية وتسلم بالحقوق العربية هذا اذا أردنا ان تكون القمة العربية فعالة.
– الأهرام: ماهي المحاور الأخري الأساسية؟
— الرئيس : هذا في نظري أهم محور.. أيضا هناك موضوع انهاء الحصار علي العراق والمطالبة بتقديم تعويضات للسودان ازاء حادث ضرب مصنع الأدوية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ضرب هذا المصنع بشكل غير عادل وباعتراف الأمريكيين انفسهم أيضا البحث في اعادة هيكلة الجامعة وبصورة تحقق الهدف المنشود من وجود الجامعة وضرورة تفعيل دورها.
– الأهرام: كيف تقومون علاقات اليمن مع دول الخليج؟
–الرئيس: العلاقات جيدة وممتازة، ولاتوجد مشكلة في تلك العلاقات سواء كانت بصورة ثنائية أو جماعية وقد ضم اليمن الآن إلي بعض مؤسسات مجلس التعاون الخليجي وهي خطوة رحبنا بها في اليمن باعتبارها خطوة علي طريق استكمال عضوية اليمن في المجلس مستقبلا.
– الأهرام: كيف ترون تفعيل هيكلية الجامعة العربية؟
–الرئيس: نري تفعيل الجامعة العربية من خلال الارادة العربية المشتركة للقيادة العربية.. ماذا نريد من الجامعة؟ إن الأمر بأيدينا كقيادات عربية وليس بيد الامانة العامة.. واذا لم توجد ارادة سياسية ستبقي الجامعة العربية مشلولة وتراوح حول نفسها.
– الأهرام: كيف تقومون العلاقات المصرية اليمنية وقد قلتم أنكم تريدون عودة الدفء للعلاقات المصرية اليمنية ليس في الشتاء فقط ولكن في الشتاء والصيف أيضا؟
— الرئيس: من جانبنا نحن في اليمن نري أن العلاقات اليمنية المصرية علاقات تاريخية وأزلية مخضبة ومعمدة بالدماء وستظل وان شابتها بعض الشوائب ستظل راسخة وقوية ومتينة وان شابها بعض الغموض أحيانا في بعض الأشياء أو حدث سوء فهم خاصة من البعض الذي يسئ فهم العلاقات فانها ستظل علاقات تاريخية معمدة بدماء الشهداء وهذا ما نؤكده من جانبنا. تربطنا بمصر علاقات اخوية واقتصادية وثقافية عميقة وعلاقات دافئة. ومن جانبنا نحن حريصون علي تلك العلاقات وتطويرها.. واذا كانت لدينا أي ملاحظات فاننا لن نتردد في بحثها مع اخي الرئيس مبارك بشكل ثنائي وبما يعزز ويطور العلاقات الثنائية ويوسع آفاق التعاون في الحاضر والمستقبل.
– الأهرام: بماذا تفسر تأجيل اجتماعات اللجنة العليا بين مصر واليمن؟
— الرئيس : لا اعتقد ان هناك سببا.. الأمر يعود ربما إلي بعض الأسباب الفنية أو غيرها.. لا اعلم.
– الأهرام: أليس هذا دليل علي أن هناك جفوة ما أو غفوة ما؟
–الرئيس: أنا أكدت ان لقاءاتي مع الرئيس مبارك تزيل كل أنواع سوء الفهم.. ربما يأتي سوء الفهم يأتي من قوي تحاول أن تدس في العلاقات بين البلدين.. وهذا قطعا لايحدث علي المستوي العالي بين القيادتين.. ولكن ربما في المستويات الأدني وهي التي تؤثر بمعنى انها لاتفعل الأمور أو تنشطها كما تريد الارادة السياسية في البلدين.
– الأهرام: يقال إن القضايا الأمنية هي السبب الرئيسي في الجفوة في العلاقات اليمنية المصرية؟
— الرئيس : إذا كان الأمر كذلك فهي لاتشكل مشكلة ويمكن بحث هذا الامر سواء علي مستوي اللجنة الوزارية العليا أو بين رئيسي الوزراء أو علي مستوي وزيري الداخلية في البلدين وهناك دعوة موجهة لوزير الداخلية المصري لزيارة اليمن وأنا أكدت انه لو جاء وزير داخلية مصر إلي اليمن وبحث مع زميله وزير الداخلية اليمني يمكن أن يزال بعض سوء الفهم في المجال الأمني ويتم التنسيق في النواحي الامنية بشكل جيد وهذا لمصلحة البلدين.
– الأهرام: علمت بأن هناك رسالة من فخامتكم حملها مبعوث يمني إلي الرئيس مبارك ماهو فحواها؟
— الرئيس : هي تأتي في اطار تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول المستجدات والعمل العربي في الفترة المقبلة. الأهرام: نشكركم سيادة الرئيس علي صراحتكم وعلي مامنحتموه لنا من وقت.